أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - ضغوط صندوق النقد والبنك الدوليين














المزيد.....

ضغوط صندوق النقد والبنك الدوليين


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 19:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العودة الى الورقة البيضاء

تبدو الازمة المالية قادمة للعراق، فقد لاح أفقها وسمع صداها؛ التصريحات التي تخرج من هذا الوزير او ذلك النائب، الاجتماعات الحكومية التي تعقد ويتخذ بها قرارات اقتصادية معينة، العجز المالي الذي يتراكم عاما بعد عام، التأخر في تسديد أموال المقاولين الذين نفذوا بعض المشاريع، ازمة إقرار الموازنة كل عام، وأيضا التأخر في صرف الرواتب والمعاشات، وإيقاف التعيينات والعلاوات والترفيعات، وارتفاع أسعار الصرف، كل تلك العوامل وغيرها تشير الى عمق الازمة الاقتصادية القادمة، هذه الازمة تطلبت كالعادة تدخل المنظمات الرأسمالية الكبرى "صندوق والبنك الدوليين"، فهما ذراعا الرأسمالية وعيناها.

في عام 2015 تم إقرار قانون العمل رقم 37، وفيه تم توضيح وترتيب العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، ويعد ذلك القانون إنجازا الى حد ما للطبقة العاملة، فقد اعطى جملة من الحقوق للعمال "حق الاضراب، حرية تأسيس الاتحادات والنقابات العمالية، حق انتخاب العمال ممثلين لهم في حال غياب النقابة، المشاركة في لجان تفتيش العمل" الى غيرها الكثير من الحقوق، وبالمقابل حدد وقيد عمل -الى حد ما- أصحاب العمل ورؤوس الأموال؛ وقد قام اتحاد المجالس والنقابات العمالية مشكورا بطباعة هذا قانون على شكل كتيب من 120 صفحة، وتوزيعه مجانا على العمال والنقابات، وحتما سنقف عنده بشكل أكثر تفصيلي في قادم الأيام.

البنك الدولي ابدى انزعاجه من هذا القانون، فهو كما يرى يقيد أصحاب العمل والمستثمرين وأصحاب رؤوس المال، ويحمي العمال من المستثمرين، وهذا يجعل العراق بيئة غير جاذبة للأموال، وقد طالب الحكومة بإجراء بعض التعديلات عليه، فقد دعا الى تخفيض الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، تنسجم مع توجهات الرأسمالية، وتحديدا وجهها البشع النيوليبرالية.

من جانب اخر، ويبدو ان هناك تنسيقا معينا، فقد وجه صندوق النقد الدولي الحكومة بالقيام بحزمة إجراءات تقشفية لتفادي العجز المالي، إجراءات تزيد من معاناة العمال والكادحين والمعطلين عن العمل، فقد أرسل عشر خطوات عدها الصندوق "إصلاحية" للوضع الاقتصادي المتأزم الذي يمر به البلد، ومن هذه الإجراءات:
" تخفيض سعر صرف العملة الوطنية ومن ثم تعويمه"، وهو ما يعني ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فتعويم العملة يعني ترك سعرها يحدده السوق، يعني ان البنك المركزي سوف لن يتدخل.

" الخفض التدريجي للدعم الحكومي للسلع والخدمات الحكومية"، وهذا الاجراء هو كارثي بكل معنى الكلمة، ان شعار "من يملك يعيش" سيكون هو الحقيقة المؤكدة في الفترة القادمة، فالخفض التدريجي يعني الافقار البطيء للناس، يعني تخلي الدولة تماما عن مهامها، فقط ستكون لها مهمة واحدة هي عمليات القمع للمحتجين والمعترضين.

"تخفيض فقرة الرواتب والحدّ من تعيين الخريجين في المؤسسات الحكومية"، الرواتب اليوم هي التهديد الأكبر للناس، فالتلويح بخفضها يعني مزيدا من المعاناة.

"إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام الخاسرة وخصخصتها"، وهذا الاجراء يتم العمل به منذ 2003، فلم يتبق أي معمل او مصنع يعمل، والبقية تم بيعها وخصصتها.

"تخفيض بنود النفقات التحويلية ذات الطابع الاجتماعي لاسيّما فيما يتعلق بدعم أسعار السلع التموينية الضرورية" وهذه الفقرة تعني الغاء الحصة التموينية، التي يستفيد منها الملايين من المفقرين والكادحين.

"رفع أسعار الطاقة إلى مستوى الأسعار العالمية" من أقبح الإجراءات، فالبلد يعد من أكبر مصدري الطاقة، رغم تلك الحقيقة يريد الصندوق فرض ذلك الاجراء.

"رفع المعدلات الضريبية وزيادة حصيلتها وإعادة تنظيمها وإيجاد أوعية ضريبية أخرى أو فرض ضرائب مباشرة أو سياسيات خاصة بالضرائب غير المباشرة، فضلاً عن زيادة قاعدة الممولين والحدّ من الإعفاءات الضريبية وتطوير طرق التحصيل ومحاربة التهرب الضريبي"، هذا الاجراء تم اقراره في جلسة مجلس الوزراء الماضية بفرض ضريبة 20% على خدمات الهاتف والانترنيت، وسيتم فرض المزيد من الضرائب، مما سيجعل الحياة المعيشية أكثر صعوبة.

"تحرير الأسعار كافة وتحرير التجارة"، وهذا يعني مثلما يقال "لبرلة الدولة" بالكامل، إزالة كل قيد تعرقل الأداء الاقتصادي للرأسماليين، تبقى الناس رهينة السوق والرأسمالي، والرأسمالي يريد مراكمة أرباحه، بالتالي فلا رحمة ابدا في السعر.

ان هذه الإجراءات التي وجهها صندوق النقد الدولي، وتلك "الإصلاحات" التي طلبها البنك الدولي على قانون العمل، هما سياسات ممنهجة ومقصودة، هدفها انهاء عمل الدولة التقليدي، انها النيوليبرالية بأبشع صورها، ستزداد حالات الفقر والعوز، وستنتشر البطالة بشكل كبير، فهذه السياسات الاقتصادية هي من البشاعة ستجعل الحياة المعيشية مؤلمة جدا.

يجب على الاتحادات والنقابات العمالية، وعلى القوى الشيوعية ان تستعد لمرحلة من اشد المراحل تشنجا وتوترا، فهذه الإجراءات ستزيد من الحركة الاحتجاجية، وستعمق من ازمة سلطة الإسلام السياسي والقومي القذر، اللذين هم الأداة التنفيذية للقوى الرأسمالية الكبرى، فالمرحلة القادمة هي صراع طبقي واضح ومحدد الملامح بشكل كبير.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس كمال نظمي والوعي الزائف
- عندما يكون الشيوعي قوميا عنصريا
- (اصلاح العربية)
- الأحزاب الشيوعية والاعمال الخيرية
- صندوق النقد الدولي.... حزمة إصلاحات ام افقار أكثر للناس
- فائق زيدان يفتتح العهد الإسلامي الفاشي
- في -فن الزحف- لدى المثقفين
- بهدوء مع السيد رائد فهمي.... هل يمكن الحديث حقا عن تداول ديم ...
- لاجان.. انفال مصغرة
- فائق زيدان يفتتح معرض الكتاب
- (رفعة العلم) بين زمانين بائسين
- ما الجدوى من الفلسفة؟
- زمن جيفري إبستين
- منطق ليبرالي
- ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي
- بضع كلمات في ذكرى الراحل نوري جعفر
- (الصالح الأمين)
- الأخلاق والانتخابات
- غزة، السودان، لبنان، سوريا، اليمن... الموت واحد
- في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر


المزيد.....




- سوريا تُعلن رسمياً إطلاق عملة جديدة في يناير 2026 لمعالجة ان ...
- الصوماليون يدلون بأصواتهم بمقديشو في أول انتخابات محلية منذ ...
- عون يؤكد أن -شبح الحرب تم إبعاده عن لبنان-: تفاؤل واقعي أم ...
- هل يشكّل تنظيم داعش تهديدا وجوديا للسلطات السورية الجديدة؟
- الرئيس التركي يعد قائد الجيش السوداني بـ-تعزيز- التعاون بين ...
- هل حظرت الجزائر كعكة عيد الميلاد؟
- خطة حصر السلاح تدخل اختبارها الأخير.. وبيروت تحبس أنفاسها
- مقرر أممي: تهديدات إسرائيل بالاستيطان في غزة انتهاك للقانون ...
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: قتلنا شخصين اقتربا من الخط الأصفر ف ...
- -شبكات- تتناول خطة تسلح إسرائيلية ضخمة وتجريم الاستعمار الفر ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - ضغوط صندوق النقد والبنك الدوليين