علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 15:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان عوامل المرونة في نزع السلاح المنفلت قد جاءت " بسلطان " .. وكل افرازاتها تشير الى انها في طريقها لتفكيك الاستعصاء الذي يصيب عملية اختيار الرئيس، لكون هذا المفصل كان وما زال وسوف يبقى ضمن دائرة تقاسم النفوذ والمغانم الكامنة في قلب القلة المتسلطة. بمعنى انها علة ذاتية.. وكما يؤكدها منطق الامور فهي سائرة بل ومندرجة في ركب التفكك، بلحاظ تضعضع الاطار التنسيقي قد عبر ببالغ الوضوح على ما يشاهد اليوم من استعصاء خانق في اختيار رئيس مجلس الوزراء، الذي لا يؤمل بايجاد حل له بغير الانفراط، لان الذي بنيّ على خطأ لا يحالفه اي نصيب من النجاح و سيحل الامر بـ " سلطان " ايضاً ليس الا.. وقولنا هذا على ذمة التاريخ الذي سجله عبر الزمن.
ليس غريباً ان لا يصحون من سكرة كأس الثراء الخارق الذي وجده المتنفذون، على اثر وصولهم للسلطة عبر " سلطان " ايضاً.. وعليه صار لديهم فهماً بل قناعة مطلقة بان الذي مكنهم من هذا ما هو الا " نعيم منزل " خصهم وحدهم !!.. مما غداهم لا يراعون اي اعتبار للقوانين ولا حتى للاعراف. فاحتقروا الدستور واغفلوا ارادة الناس حتى من ناخبيهم الذين اوصلوهم الى سدة الحكم، ولكن اليوم قد تغيرت الموازين بهوى الخارج وارغمتهم للزحف والمزاحمة بالمناكب اذا لم تصل باعقاب البنادق او غيرها. وكانت البداية العاجلة نهب المال العام واصدار قوانين ظالمة وافلات السلاح القامع الذي تجلت بشاعته باعدام متظاهري تشرين في الشوارع بدماء باردة. بالمناسبة بان احد قتلة شباب تشرين قد لقى حتفه امس.
وجاءت الاستحقاقات الانتخابية الصورية غير المحصنة ليستحوذوا على نتائجها الملتبسة. وحصولهم على مقدرة التلاعب بخلاصاتها التي اخضعوها الى فصلها عن ربها الدستور. اذ تحولت الى ملكيات شخصية حسب اوزانهم الانتخابية، التي توفر لهم نصيباً من الاستحواذ. وعليه تكرس الاستعصاء لكون المال السائب لايعد ولا يحصى الا عندما تصل الامور الى حياة الناس، حينها لا يرى منهم غير القحط المرير. ورغم جحافل المبعوثين الامريكان حاملي مراسم لازاحة والسوق، ولكن المنافع ظلت هي الفاعل رغم ان الحبل على رقابهم بيد انهم قد استفادوا متكئين على الفراغ الذي تركه خلو القوى المدنية في البرلمان. كما ظلوا في قصور ادراكهم بان هذه القوى التي غابت عن مؤسساتهم الفاشلة الفاقدة للشرعية الشعبية قد اندحرت ! .. ولم يعوا بانها هي القاعدة والاغلبية التي تعبر عن ارادة العراقيين .. ان فوزهم مضروب لكونهم قد اشتروه بالمال وزيف قوانينهم الانتخابية. ولا ننسى الاستعصاع هذه المرة لدى الاغلبية من القوى المدنية وامتناعهم عن المشاركة من ناحية، ومن ناحية اخرى التبعثر وقلة لحمة الصفوف.. نتمنى ان يتداركوا امرهم.
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟