أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تحطم الطائرة الليبية في أنقرة: قراءة سياسية في التوقيت والسياق الإقليمي














المزيد.....

تحطم الطائرة الليبية في أنقرة: قراءة سياسية في التوقيت والسياق الإقليمي


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار حادث تحطم الطائرة التي كانت تقلّ قائد أركان الجيش الليبي وعدداً من مرافقيه، عقب زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، موجة واسعة من التساؤلات، لا سيما مع مصرع جميع من كانوا على متنها، وفي ظل تشابهٍ لافت مع حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أثناء عودته من مهمة رسمية.
جاء هذا الحادث في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، تتداخل فيه ملفات الصراع والتنافس بين قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها تركيا وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فضلاً عن إسرائيل ودول شرق المتوسط.
فالعلاقات الروسية–التركية تشهد توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، على خلفية عدة تطورات متراكمة، من بينها حادثة قصف وإغراق سفينة تجارية روسية قبالة سواحل البحر الأسود داخل مياه إقليمية تركية، وما تبعها من رد روسي مباشر بقصف سفن تركية في المنطقة ذاتها. يضاف إلى ذلك الدعم التركي المتواصل لأوكرانيا عبر الطائرات المسيّرة، والتدخل التركي في الشأن الليبي، ومحاولات أنقرة رسم حدود بحرية مع ليبيا في شرق المتوسط.
كما لا يمكن إغفال شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-400»، الذي أثار شكوكاً عميقة داخل حلف الناتو، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب التدخل العسكري التركي في الساحة السورية، وهو ملف حساس لكلٍّ من روسيا وإسرائيل، في ظل مخاوف متزايدة من سعي أنقرة إلى توسيع نفوذها الإقليمي ضمن رؤية تُستحضر فيها ملامح “النفوذ العثماني” بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي التوقيت ذاته الذي استضافت فيه أنقرة الاجتماع مع الوفد الليبي، شهدت المنطقة اجتماعاً ثلاثياً ضم إسرائيل وقبرص واليونان، تمحور حول تعزيز الشراكات الدفاعية والاقتصادية، ولا سيما في مجال الطاقة في شرق المتوسط، الأمر الذي عزز الانطباع بأن تركيا تواجه حالة من “التطويق السياسي” من الجنوب والغرب، وحتى من الشمال.
وفي سياق موازٍ، عاد وزير الخارجية التركي من مدينة ميامي بعد مشاركته في اجتماعات دولية، دون أن يحصل على موافقة لإرسال قوات تركية إلى قطاع غزة. كما تواجه أنقرة ضغوطاً متزايدة للانسحاب من الأراضي السورية، عقب الإعلان عن اتفاق العاشر من آذار بين الحكومة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، والذي يتضمن بنداً واضحاً ينص على إخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا، وهو ما تعتبره تركيا تهديداً مباشراً لنفوذها هناك، ما يفسر عرقلتها لتطبيق الاتفاق على أرض الواقع.
في هذا المناخ المشحون، جاء تصريح رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي، الذي قال فيه:
“إن حادث تحطم الطائرة مثير للقلق في وقت تتزايد فيه الحوارات بين تركيا وليبيا. إنه أمر مقلق ومحزن للغاية”.
ورغم تعدد الأطراف التي قد تكون لها مصلحة سياسية غير مباشرة في تعطّل مسار التقارب التركي–الليبي، فإن أنقرة لم تتجرأ على توجيه أي اتهام مباشر لا لروسيا ولا لإسرائيل، نظراً لحساسية العلاقات وتشابك المصالح مع هاتين الدولتين.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التركية، على لسان المتحدث باسمها أونجو كتشالي، أن تحطم الطائرة الليبية نجم عن “عطل فني”، في محاولة لاحتواء الجدل ومنع انزلاق القضية إلى مسار تصعيدي إقليمي.
ومع ذلك، يبقى تزامن حادث التحطم مع الاجتماعات الإقليمية المتوازية، ومع تصاعد الضغوط على تركيا في ملفات متعددة، عاملاً يفتح الباب أمام قراءات سياسية تتجاوز التفسير التقني البحت، دون أن يرقى ذلك إلى مستوى الجزم أو الاتهام، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات الرسمية، إن وُجدت، في ظل صمت دولي لافت.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية: ضرورة الاستقرار في الشرق الأوسط
- تشويه الهوية الكردية بين الخطاب القومي والإسلام السياسي
- رئاسة بلا سيادة: حين يُدار المشهد السوري بمنطق المخفر
- قسد بين اندماجٍ قسري ودعمٍ أمريكي ودولي… مستقبلٌ غامض وصراعٌ ...
- انتصاراتُ الكُردِ في ميدانِ المعركةِ تُمحى على طاولةِ المفاو ...
- بين حقّ الاحتفال وذاكرة الجراح: قراءة في الموقف الكردي
- سوريا بين الخطاب المعلن والواقع الميداني
- ارتباك في الخطاب السياسي… ومصير سوريا رهينة التناقضات
- السلام المؤجَّل وحقوق الكرد… بين الوعود السياسية وواقع الإنك ...
- الاتجاه المعاكس… حين يتحول الإعلام إلى منصّة للفتنة-
- بهجلي وقلق أنقرة المتجدد من تقارب كوردي كوردي
- الكورد تاجٌ على رؤوس من أراد إهانتهم
- التسوية أم الاستسلام؟ القضية الكردية بين المساومات السياسية ...
- بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبن ...
- رسالة إمرالي… بين الواقع السياسي وكرامة التضحيات
- سوريا بين التفكّك والإنقاذ… لا حلّ دون 2254
- حين تتحول الثورة إلى نقيض شعاراتها… قراءة نقدية في التجربة ا ...
- بيان لجنة إيمرالي… ومفارقات اتفاق 10 آذار في سوريا
- تصريح محمد إسماعيل رئيس المجلس الوطني الكوردي… تساؤلات مفتوح ...
- قبل توجيه الاتهامات… فلننظر في المرآة أولًا


المزيد.....




- سوريا تُعلن رسمياً إطلاق عملة جديدة في يناير 2026 لمعالجة ان ...
- الصوماليون يدلون بأصواتهم بمقديشو في أول انتخابات محلية منذ ...
- عون يؤكد أن -شبح الحرب تم إبعاده عن لبنان-: تفاؤل واقعي أم ...
- هل يشكّل تنظيم داعش تهديدا وجوديا للسلطات السورية الجديدة؟
- الرئيس التركي يعد قائد الجيش السوداني بـ-تعزيز- التعاون بين ...
- هل حظرت الجزائر كعكة عيد الميلاد؟
- خطة حصر السلاح تدخل اختبارها الأخير.. وبيروت تحبس أنفاسها
- مقرر أممي: تهديدات إسرائيل بالاستيطان في غزة انتهاك للقانون ...
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: قتلنا شخصين اقتربا من الخط الأصفر ف ...
- -شبكات- تتناول خطة تسلح إسرائيلية ضخمة وتجريم الاستعمار الفر ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تحطم الطائرة الليبية في أنقرة: قراءة سياسية في التوقيت والسياق الإقليمي