أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 810 - المتاهة السورية: بين وهم التسوية وشبح الحرب الإقليمية














المزيد.....

طوفان الأقصى 810 - المتاهة السورية: بين وهم التسوية وشبح الحرب الإقليمية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

25 ديسمبر 2025

لا تبدو سوريا، بعد عام كامل على إسقاط نظام بشار الأسد، أقرب إلى الإستقرار مما كانت عليه في ذروة الحرب. بل على العكس، تبدو — كما يصفها المؤرخ والكاتب الروسي فاليري بورت — عالقة داخل «متاهة سياسية ــ أمنية» تتقاطع فيها مشاريع إسرائيلية توسعية، وأوهام أمريكية عن التطبيع السريع، وحسابات إقليمية شديدة الحساسية، في مقدمتها تركيا وإيران.

في مقاله اللافت المعنون «المتاهة السورية»، المنشور في 21 ديسمبر 2025 في موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، يضع الكاتب الروسي القارئ أمام حقيقة غير مريحة: إسرائيل لم تغيّر سلوكها تجاه دمشق بعد سقوط الأسد، بل غيّرت فقط الذريعة.
«إسرائيل تنظر إلى النظام السوري الحالي بالقدر نفسه من الريبة الذي كانت تنظر به إلى سلطة بشار الأسد، وتحاول، بالثبات ذاته، فرض شروطها على دمشق» — فاليري بورت.

أولًا: سوريا ما بعد الأسد… عدو ثابت في العقيدة الإسرائيلية

منذ اللحظة الأولى، يتعامل صانع القرار الإسرائيلي مع حكم أحمد الشَرَع لا بوصفه فرصة لمرحلة جديدة، بل بإعتباره تهديدًا مؤجلًا. فمشاهد العرض العسكري السوري في ذكرى إسقاط الأسد، وما رافقها من هتافات مؤيدة لغزة، كانت كافية — بحسب وزير شؤون الشتات الإسرائيلي أميحاي تشيكلي — لإطلاق حكم نهائي:
«على الحدود الشمالية لإسرائيل يوجد الآن كيان جهادي إسلامي متكامل».
هذا التوصيف لا يعكس قراءة إستخبارية بقدر ما يعكس عقيدة إسرائيلية راسخة:
سوريا، أيًّا كان نظامها، يجب أن تبقى ضعيفة، ممزقة، بلا سيادة حقيقية.
ولهذا يعلّق بورت بوضوح:
«تل أبيب لا تحاول فهم التحولات في دمشق، بل تسعى إلى منع أي تحوّل يمكن أن يعيد لسوريا قدرتها على الفعل».


ثانيًا: القصف كسياسة… والإحتلال كأمر واقع

يشير المقال إلى أرقام صادمة:
أكثر من 1000 غارة جوية إسرائيلية خلال عام واحد، وأكثر من 400 توغل بري، دون أي رادع دولي فعلي.
«إسرائيل تتصرف كما لو أن سوريا إقطاعية تابعة لها» — فاليري بورت.
الإحتلال المستمر للجولان منذ 1967، ثم السيطرة على المنطقة العازلة الخاضعة للأمم المتحدة في ديسمبر 2024، ونشر نقاط مراقبة على جبل الشيخ تبعد 45 كيلومترًا فقط عن دمشق — كل ذلك يؤكد أن إسرائيل لم تعد تكتفي بالردع، بل تمارس إدارة أمنية مباشرة للفضاء السوري.
واللافت أن الضربات لا تستهدف مجرد شحنات سلاح، بل: «تُنفّذ بطريقة تُقصي تمامًا إمكانية إعادة بناء البنية العسكرية السورية».

ثالثًا: هدف تل أبيب الحقيقي… سوريا على طاولة مفاوضات مهشّمة

بحسب بورت، لا تسعى إسرائيل إلى حرب شاملة مع سوريا، بل إلى إستنزاف طويل الأمد: «إضعاف دولة مدمّرة أصلًا، بلا إستراتيجية واضحة، ثم جرّها إلى طاولة التفاوض من موقع العجز».
على تلك الطاولة، تريد تل أبيب:
•شرعنة كل مكاسبها الإقليمية
•إنهاء أي تهديد مستقبلي من دمشق
•تحويل سوريا إلى دولة منزوعة القدرة لا منزوعة السلاح فقط

رابعًا: أوهام ترامب… التطبيع كتعويذة سياسية

في مقابل هذه الوقائع، يبدو دونالد ترامب — كما يصوره المقال — أسيرًا لسذاجة سياسية مدهشة. فالرئيس الأمريكي، المتأثر بلقائه الأخير مع أحمد الشَرَع، لا يزال يعتقد أن إدخال سوريا في «إتفاقيات أبراهام» مسألة وقت.
«ترامب لا يرى ضرورة لفهم تعقيدات الصراع، ويعوّل كعادته على سحر كلماته» — فاليري بورت.
وتجدر الإشارة أن تصريحه القائل: «من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل وسوريا على حوار صادق وقوي»، يبدو، في سياق الوقائع الميدانية، أقرب إلى خطاب علاقات عامة منه إلى سياسة.

خامسًا: تركيا… القوة الحاضرة والغائبة

تركيا تراقب بصمت حذر. قواتها موجودة داخل سوريا، لكنها تدرك أن أي دعم مباشر لدمشق قد يشعل مواجهة إقليمية.
السفير الأمريكي في أنقرة، توماس باراك، يحاول تبديد المخاوف الإسرائيلية: «تركيا لا تضمر نوايا عدائية تجاه إسرائيل».
لكن بورت يطرح السؤال الجوهري: هل يمكن تطبيع العلاقات دون معالجة التناقضات البنيوية؟
أم أن واشنطن، كعادتها، تحاول كنس الأزمات تحت السجاد؟

سادسًا: غزة ولبنان… الجبهات المفتوحة التي تفضح الوهم

يختم الكاتب لوحته القاتمة بتوسيع المشهد: عمليات إسرائيلية مستمرة ضد «حزب الله»، وفوضى المستوطنين في الضفة الغربية، وتصعيد متجدد في غزة، وإغتيالات تقوّض أي هدنة محتملة.
«إسرائيل نفسها تخلق الأسباب التي تجعل خصومها يتمسكون بالسلاح» — هذا هو مضمون تحليل بورت.
حتى الولايات المتحدة، الحليف الأوثق، بدأت تُظهر تبرّمها، حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تحذيرًا مباشرًا لنتنياهو من إفساد صورة ترامب كوسيط.

خاتمة: متاهة بلا مخارج سهلة

يصل فاليري بورت إلى خلاصة قاتمة لكنها واقعية:
«ليس أمام سوريا طريق آخر… وليس أمام إسرائيل أيضًا، إذا أرادت تجنّب مواجهة عسكرية دائمة على جميع حدودها».
لكن الواقع، كما يختم مقاله، يقول إن ومع ذلك، يبقى هذا الطريق فكرة مؤجلة لم تجد من يسلكها.المتاهة السورية ما زالت قائمة، والخيط الذي يمكن أن يقود إلى مخرجها — إن وُجد — لم يُمسك به أحد.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 809 - «ما هي الكلمة المسيحية في مواجهة الإبادة؟ ...
- في ذكرى عيد ميلاده - ستالين بين ذروة القوة وثمنها الفادح
- طوفان الأقصى 808 - إسرائيل على حافة الهاوية - قراءة في أطروح ...
- طوفان الأقصى 807 - الإمارات في مواجهة السعودية: تفكك معسكر “ ...
- طوفان الأقصى 806 - كيف وضعت إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهم ...
- ألكسندر دوغين - يجب تدمير الإتحاد الأوروبي (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 805 - المستوطنون لن يرحلوا: تفكيك الإستعمار لا ...
- طوفان الأقصى 804 - إيران بين تلقي الضربة والرد - كيف أعادت ط ...
- ألكسندر دوغين - الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ: كيف سيقس ...
- طوفان الأقصى 803 - نهاية «الإستثناء الإسرائيلي»: حين تتحوّل ...
- جيفري ساكس - عداء روسيا: كارثة لأوروبا
- طوفان الأقصى 802 - إسرائيل والشرق الأوسط بعد الزلزال: من وهم ...
- ألكسندر دوغين - ترامب يدهش العالم مجددًا
- الأقصى 801 - إستغلال هجوم أستراليا: بين الإدانة الأخلاقية وت ...
- ألكسندر دوغين - ضباب كثيف يلف الدبلوماسية - برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 800 - يائير لابيد: إسرائيل عند مفترق تاريخي
- حرب أوكرانيا - وجهة نظر تاريخية سياسية دينية
- طوفان الأقصى 799 - مراجعة كتاب - بيتر بينارت: -أن تكون يهودي ...
- ألكسندر دوغين…تأمّلات حول الحرب
- طوفان الأقصى 798 - ما لا نسمعه عن الضفة الغربية


المزيد.....




- شاهد كيف تضرب عاصفة نادرة ولاية كاليفورنيا الأمريكية
- منتظر الحكيم.. فنّان عراقي يحوّل صفحات الكتب إلى لوحات نابضة ...
- بمنشورات ليلية.. ترامب يهاجم شبكات التلفزيون على منصة -تروث ...
- كل ما تريد معرفته عن أزمة الخط الأصفر في غزة
- كيم جونغ أون يتفقد -غواصة هجومية نووية استراتيجية-
- كوريا الشمالية تكشف عن صور جديدة لأول غواصة نووية
- سوريا.. فيديو أحمد الشرع وما قاله لرئيس وزراء نظام الأسد قبل ...
- زيلينسكي يتجه نحو إنشاء مناطق منزوعة السلاح في أحدث خطة سلام ...
- فيديو يثير تكهنات..نتنياهو وترامب على متن -قاتلة- نووي إيران ...
- بوتين يشيد بـ-بطولات جنود كوريا الشمالية- في حرب أوكرانيا


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 810 - المتاهة السورية: بين وهم التسوية وشبح الحرب الإقليمية