أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - استراتيجية الامن القومي الامريكية:















المزيد.....

استراتيجية الامن القومي الامريكية:


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(استراتيجية الأمن القومي الامريكية: يظل الاهم والأخطر بعيدا بعدا كليا عن طروحاتها المعلنة)
في استراتيجية الامن القومي الامريكي والتي تم قرارها قبل اسابيع؛ اهم ما جاء فيها هو ان الصين هي التهديد الاستراتيجي للنفوذ والهيمنة الامريكية على العالم وليس روسيا، ومن الطبيعي تم ابدال الهيمنة بالتهديد للأمن القومي الامريكي. وايضا حسب هذه الاستراتيجية الامريكية الجديدة؛ هو نقل الاهتمام الامريكي من قارة العرب وجوارها ومن دول الاتحاد الاوربي الى المحيطين الهندي والهاديء. الغاية هنا هي محاصرة النفوذ الصيني وتحجيمه. ان هذه الاستراتيجية الامريكية التي قيل عنها من انها جديدة، في الحقيقة هي انها ليست بجديدة بل انها تروم العودة الى ما كان سائدا في القرن العشرين اثناء الحرب الباردة، وليس الى ما كانت عليه امريكا في منتصف القرن التاسع عشر الذي اعتمدت في سياستها فيه على مبدأ مونرو بصيغة حديثة. اثنائها تم عزل الاتحاد السوفيتي، وبناء علاقات جيدة جدا مع الصين بدءا من عام 1970. السؤال المهم هنا (لغرض تفكيكها)؛ هل تنجح هذه الاستراتيجية (المعلن منها وليس الغاطس منها الذي سوف تأتي عليه هذه السطور المتواضعة تاليا) في ظل التحولات والتغييرات الدولية؟ من السابق التنبؤ بنتائج هذه الاستراتيجية على العالم وعلى روسيا والصين ودول الاتحاد الاوروبي، وعلى قارة العرب وجوارها الاقليمي. في الاستراتيجية الامريكية للأمن القومي الامريكي الجديدة؛ هي ان اولويات هذه الاستراتيجية واهتماماتها تقع في المحيطين الهندي والهاديء. ان هذا لا يعني ان امريكا قد تخلت او هي في الطريق لأن تتخلى عن قارة العرب وجوارها الاقليمي باي حال ومن الاحوال وتحت اي ظرف من الظروف. ان قارة العرب وجوارها الاقليمي وبالذات القارة العربية في مشرقها وفي حافات هذا المشرق للوطن العربي. صحيح تماما ان امريكا في الطريق لأن تركز جل اهتماماتها في الركن الثاني، في غرب الكرة الارضية. لكن؛ تقع ايضا على حافات هذا الاهتمام الامريكي بدرجات متفاوتة، قارة العرب، وجوارها. إن جميع اركان المعمورة؛ في غربها، وشرقها، وجنوبها، وشمالها؛ تغذي جسد اي خصم في مركز ثقل هذا الصراع، وتزوده بالطاقة والقوة والقدرة على الركض فوق درجات سلم الصعود الى منبسط قمة مركز ثقل الصراع هذا؛ قبل الخصوم بما يسمح له بالسيطرة والتحكم بمسارات الصراع واتجاهات طريق بلوغ محطاته. مما يؤدي بالنتيجة الى ان يكون السابق هو من يضبط حركة محور المركز هذا، والدوائر سواء المحيطة به او القريبة او البعيدة، طبقا لما يفرضه هو من القواعد والمعايير التي تحدد مساحة وعمق وشمولية هذه الدوائر لجهة الاشتباك او تداخل المصالح وتوافقها او تباعدها او تلاقيها بمقايضات تفاهميه عن بعد، من دون الجلوس حول الطاولة. هذه الأخيرة لا تنحصر فقط بعلاقة الدول العظمى او الكبرى مع بعضها البعض، بل حتى علاقة هذه الدول مع دول العالم الثالث حتى ولو كانت في عداء حقيقي لتلاقي الاهداف لمرحلة من المراحل كما هي علاقة امريكا وايران في مرحلة سابقة، وعلاقة تركيا وروسيا حتى هذه اللحظة. ان استثمار القوة والقدرة سواء العسكرية او الاقتصادية او المالية او التقنيات المتطورة من قبل من يمتلكها في الصراع هذا؛ سوف يضمن له؛ استمرار واستدامة اسبقيته. ان مركز الثقل في هذا الصراع سواء كان خفيا او ظاهرا؛ لا يمكن ان ينجح او يفوز بالغلبة في هذا الصراع اي طرف من اطراف الصراع في مركز ثقل هذا الصراع اذا اهمل المراكز الأخرى او تخلى عنها او قل اهتمامه بها؛ بما يؤدي الى ان الخصوم لسوف يستثمرون الفراغ لصالح مشاريعه؛ ليكون احدهم( الصين) قطب كلي الفاعلية في العالم او احد الاقطاب الأكثر تأثيرا وفاعلية منتجة في عالم متعدد الاقطاب المفترض. ان كل الخصوم بما فيهم امريكا باستراتيجيتها (للأمن القومي الامريكي الجديدة؟) لم ولن يهملوا او يتخلوا عن ميادين او ساحات الصراع على المغانم او النهب او السيطرة والنفوذ في كل بقاع المعمورة بما فيها قارة العرب وجوارها الاقليمي؛ ذات الاهمية الاستراتيجية.. عليه؛ فأن الحديث من ان امريكا لم تعد مهتمة بالمنطقة العربية وجوارها؛ ما هو الا هراء في هراء.. ان امريكا هي في صدد الإعادة او العودة الى موجبات صراع القرن العشرين، إنما بأدوات واسس ووسائل وقواعد ومعايير القرن الحادي والعشرين.. هناك أمور وعوامل تؤكد ما ذهبت إليه هذه السطور المتواضعة؛ في التحليل السياسي للاستراتيجية الامريكية الجديدة القديمة، استراتيجية الامن القومي الامريكية: اولا، نشاطها المحموم عسكريا وسياسيا في قارة العرب وجوارها، وفي امريكا الجنوبية، في فنزولا، وفي كل جهات المعمورة. ثانيا، ان امريكا العميقة لها دورا كلي المركزية في وضع خطط بعيدة الامد، وفي تحويل هذه الخطط الى واقع يتحرك على الارض. ثالثا، ان امريكا تحكمها شركات عملاقة وهي التي تتحكم في سياستها سواء الداخلية او الخارجية على صعديَ التشريعات والاجراءات التنفيذية من خلال مراكز البحوث الاستراتيجية في البنتاغون وفي الخارجية وفي البيت الابيض، اضافة الى المراكز الاخرى المستقلة ظاهريا والمرتبطة في العمق بالشركات العملاقة. وهي من تضع وترسم السياسة الداخلية والخارجية قبل لحظة الشروع وللرئيس هامش كبير وواسع في اختيار طريقة التنفيذ عند خط الشروع لتحقيق هذه الاهداف.. وهي وبكل تأكيد اهداف استعمارية بثوب حداثوي يتلائم ويتناسب مع موجبات القرن الحادي والعشرين. رابعا، ان امريكا دولة امبريالية قوتها او اغلب قوتها تستمدها من سعة نفوذها الاقتصادي والتجاري والمالي والسياسي والعسكري في كل زاوية وجهة من الكرة الارضية في تصريف منتجات شركاتها العملاقة والحصول على المعادن، وتخليق انظمة مواليه لها وتسير في فلكها السياسي والاقتصادي والمالي والتجاري، وتدعمها وتعمل على تقويتها كأنظمة تابعة لها ولا تعصي لها امرا.. خامسا، ان انكفاء امريكا اقليميا اي في غرب الكرة الارضية كما ورد في استراتيجية الامن القومي الامريكية الجديدة القديمة؛ هذا يعني انها اي امريكا لسوف تتحول الى قوة اقليمية وليس قوة دولية تفرض هيمنتها ونفوذها وسيطرتها على كل جهات العالم. مما يؤدي بالنتيجة الحاكمة الى ان تفقد امريكا مناطق نفوذها تدريجيا مع الزمن وبالتالي خسارتها للأسواق سواء في تصريف المنتجات الهائلة لشركاتها العملاقة او في نهبها للمعادن وموارد الدول التي تتحكم فيها سواء في قارة العرب او في جوارها او في بقية بقاع العالم. ان هذه السياسة لسوف تقود الي اضعافها وخسارتها لقوتها وقدرتها اللتان جعلتا منها قائدة للعالم حتى هذه اللحظة. سادسا، ان ما طرح في الاعلام او نشر مؤخرا في الاعلام حول بنود الاستراتيجية الامريكية الجديدة القديمة؛ هو جزء من الحقيقة وليس حقيقة هذه الاستراتيجية بصورة كلية، بل ان هناك فيها وبكل تأكيد الاهم، بل الاكثر اهمية وهو الغاطس تحت سطح اوراق هذه الاستراتيجية..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الروسية الاوكرانية..
- خطورة المشروع الامريكي الاسرائيلي على الاوطان العربية
- على ضوء التحولات الداخلية والعربية...
- موت ديك تشيني..
- كي يكون للعرب..
- تعين مارك سافايا...
- قراءة في رواية متاهة الارواح
- مخرجات مؤتمر شرم الشيخ: التوقيع على وثيقة ترامب
- المقاومة الفلسطينية:
- خطة ترامب: تحديث لصفقة القرن
- تفعيل ألية الزناد ربما تأتي بنتائج عكسية
- محاولة اقصى الأخر المختلف.. محاولة بائسة وفاشلة
- اتفاقية الدفاع المشترك السعودية الباكستانية: الاهم لم يعلن
- المحارق الصهيونية في غزة..
- مؤتمر القمة العربية الاسلامية:
- النووي الايراني:
- اغتيال قادة المقاومة..
- العراق:
- مايجري في غزة..
- فلسطين..


المزيد.....




- ترامب يكشف النقاب عن سفن حربية جديدة من طراز يحمل اسمه: -ستب ...
- إيطاليا ترغب بإبقاء قوة عسكرية في جنوب لبنان بعد انتهاء مهام ...
- هجوم سيبراني يعطّل خدمات البريد الفرنسي وخدمته المصرفية قبيل ...
- مقطع مثير للجدل من النشيد الوطني يطيح بقائد في الجيش الألمان ...
- كأس الأمم الأفريقية 2025: مصر تقلب الطاولة على زيمبابوي وتنت ...
- نشرة الكان 2025 : فوز صعب لمنتخب مصر أمام زيمبابوي
- زيلينسكي يعلن حالة -التأهب القصوى- في أوكرانيا.. ويوضح السبب ...
- رئيس فنزويلا يحذر من -تداعيات- الحصار الأمريكي: -قد يؤدي إلى ...
- أوامر بوقف إطلاق النار بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقرا ...
- وسط ضغط باكستاني .. ألمانيا تنقذ 141 أفغانيًا من الترحيل إلى ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - استراتيجية الامن القومي الامريكية: