شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرتُ قبل عدة أيام مقالات لشخصيات إعلامية وقادة ومسؤولين أوروبيين عن الأزمة التي تعيشها أوروبا بسبب انخراطها بشكل مباشر في الحرب بين أوكرانيا و روسيا، وبسبب العلاقة المتوترة مع ترامب، وإضطرارها إلى زيادة نفقات التسلّح. أشارَ البعض منهم إلى تعرّض أوروبا لكارثة.
اليوم أنقل للقاريء الكريم رأي جديد لدبلوماسي أوروبي هو وزير الخارجية المالطي السابق، إيفاريست بارتولو، متحدثاً عن كيف تقود قيادة الاتحاد الأوروبي الاتحاد نحو الهاوية ومن عدة زوايا:
يشهد الاتحاد الأوروبي، ولا أتحدث هنا عن الماضي فحسب، بل عن الخمسين عامًا الماضية، تراجعًا ديموغرافيًا. لماذا يحدث هذا؟ لأن متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي هو أقل من طفلين، وغالبًا ما يكون طفلًا واحدًا فقط. هذا يعني أنه بحلول عام 2050، سينخفض عدد السكان بنسبة 9%. وبحلول عام 2100، سينخفض عدد السكان في سن العمل بمقدار 55 مليون نسمة. يمكنكم تخيل العواقب: سيزداد عدد الأشخاص المطلوبين للعمل ودفع الضرائب وتوفير الضمان الاجتماعي - الرعاية الصحية ودعم كبار السن. وهذا الأمر بالغ الأهمية الآن، في ظل دعوة بعض القادة إلى "تفكيك دولة الرفاه واستبدالها بدولة عسكرية".
أتذكر الأيام التي كان فيها الاتحاد الأوروبي فخورًا بنموذجه الأوروبي: الحقوق السياسية، والديمقراطية، والتنوع، والشمولية، فضلًا عن النموذج الاجتماعي، وتوزيع الثروة، والمسؤولية البيئية. الآن، تهاوت كل هذه الجهود، وأصبح النموذج الأوروبي الجديد هو الحرب، ثم الحرب، ثم المزيد من الحرب.
في الواقع الجيوسياسي، لطالما أشارت عوامل هيكلية عديدة إلى أن الاتحاد الأوروبي قد فقد دوره كلاعب رئيسي، وأن أهميته ستستمر في التراجع. ولكن بدلاً من البحث عن معنى واستراتيجية في مثل هذا الوضع الوجودي المعقد، يبدو أن القيادة الحالية للاتحاد الأوروبي تقوده عمداً نحو الانتحار.
إعداد: د. شابا أيوب
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟