|
|
الثورة حقّ لا يتطلّب ترخيصا
رياض الشرايطي
الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 00:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عالم يسوده الفقر المنهجي، والقمع المتواصل، والتمييز الهيكلي، يتساءل البعض، بأسلوب ظاهر العقلانية،: هل يحقّ للناس أن يثوروا؟ هل ينبغي الانتظار، التحضير، أو الاعتماد على قيادات ضعيفة أو يسار مشتت؟ هذا السؤال، رغم أنه يبدو بريئا، هو في جوهره سؤال منحاز للسلطة، لصالح القمع والامتيازات القائمة. فهو يفترض أن الوضع الطبيعي هو الخضوع، وأن الثورة استثناء يحتاج إلى إذن، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما: الخضوع هو الاستثناء، والظلم هو الحالة الطبيعية المفروضة، التي يجب مواجهتها، لا قبولها. الثورة ليست حدثا منبوذا ، بل هي رد فعل طبيعي على قهر مستمرّ وممنهج. إنها لحظة تكشف فيها البشرية عن حقها في الكرامة، عن رفضها للموت البطيء تحت وطأة الجوع، البطالة، الإذلال الاجتماعي والسياسي. الثورة ضرورة وجودية. إنها تأكيد على أن الإنسان لا يمكن أن يعيش ككائن حيّ إلا إذا تحرّر من القيود التي تفرضها عليه طبقة أو نظام مسيطر. في المجتمعات التي يتراكم فيها الفقر عبر أجيال، حيث يفقد الناس وسائل العيش الكريم، ويتحوّل العمل إلى أداة إذلال، ويصبح التعليم والصحة امتيازا، وتتحوّل الدولة من أداة حماية إلى جهاز قمع، يصبح السؤال عن “هل يحقّ للناس أن يثوروا؟” سؤالا فاسدا في جذوره. لأنه يفترض أن الثورة اختيار، بينما الواقع يفرضها كضرورة. الثورة في هذه الحالة حق أساسي لا يمكن التنازل عنه. الخطاب الذي يطالب بالانتظار أو بالصبر باسم “التحضير الأفضل” أو “نضوج الظروف”، هو في الواقع خطاب عنف رمزي يمارس على وعي الجماهير. فهو لا يضرب الأجساد، بل يقتل الإرادة، ويعطل التفكير الحر، ويحوّل المقهورين إلى متفرجين على حياتهم الخاصة، بينما يستمر النظام في ممارسة العنف . هذا الخطاب، مهما بدا عقلانيا، لا يقلّ سوء عن القمع المادي، لأنه يحافظ على الوضع القائم، ويضمن استمرارية الهيمنة. التاريخ كله يعلمنا أن الثورات لا تنتظر الظروف المثالية، ولا تنتظر الدعم الكامل، ولا تنتظر انسجام كل القوى اليسارية. فالثورة لا تتوقف عند ضعف التنظيم، أو انقسام القوى السياسية، أو انتهازية البعض، أو رجعية آخرين. الثورة تبدأ حين يصبح الواقع لا يطاق، حين يرفض الجوع والصمت والإذلال كحقيقة طبيعية. الثورة هي فعل جماعي يعلن أن “كفى”، وأن الحياة لا يمكن أن تسلب بلا مقاومة. الثورة ليست طهارة، وليست مشهدا بطوليا، وليست انتصارا فوريا، وليست نتيجة محكومة بالنجاح أو الفشل. إنها سيرورة معقدة، طويلة، مليئة بالصراع، بالتراجعات، بالهزائم، والانتصارات الجزئية. وهي لحظة تكسر الخوف، وتفضح الهشاشة، وتعيد تعريف الممكن في وعي الجماهير. الثورة تكسر أسطورة السلطة المطلقة، وتعيد للناس إدراك قدرتهم على الفعل، على القول، على رفض الظلم. إنّ الثورة، في جوهرها، حق طبيعي واجتماعي وتاريخي. لا تحتاج إلى إذن من أحد، ولا إلى قبول السلطة، ولا إلى قدرة اليسار الكامل، ولا إلى توافق مثالي للظروف. الثورة تنبع من ضرورة إنسانية ملحّة، من رفض الحياة التي يفرضها القمع، ومن إرادة جماعية تقول: لا للظلم، نعم للكرامة، نعم للحرية، نعم للعدالة. وهنا، نضع الأسس لكل ما سيأتي: أن الثورة ليست خيارا، بل ضرورة. أن الغضب الجماعي ليس طائشا، بل حق مشروع. أن الهزائم لا تلغي شرعية الثورة، بل تعيد تشكيلها وتثبّت جذورها. وأن النضال ضد القمع هو فعل مستمر، متجدد، ومتراكم في ذاكرة الجماهير، حتى يتحقق التحرر الحقيقي. الثورة إذن ليست لحظة من الزمن، وليست فصلا من التاريخ ينسى بعد انتهاء أحداثه، بل امتداد دائم للوعي البشري، وللمقاومة الجماعية، ولصراع لا ينتهي إلا بزوال أسباب القهر نفسها. وكل تأجيل، وكل انتظار، وكل تبرير للصبر، هو في الواقع دعوة ضمنية للاستسلام للظلم، وتحويل الحق إلى خطأ محتمل. لهذا ، نفتح الباب لكل النقاط التالية: نبحث في المشروعية، في ضعف اليسار، في صراع الوعي، في كسر الهيمنة، في ذاكرة الثورة، وفي مسؤولية الجماهير والتنظيم. نضع الأساس لتحليل ثوري شامل، يبدأ من الواقع ويصل إلى التاريخ، ومن الألم إلى الإرادة، ومن الهزيمة إلى الوعي، وصولًا إلى الفعل الجماعي الذي لا يلغى.
1. مشروعية الثورة: حين يصبح الواقع ذاته جريمة تاريخية مستمرّة.
إنّ السؤال عن مشروعية الثورة لا يطرَح في الفراغ، ولا في مختبرات التفكير البارد، بل يطرَح داخل واقع محدّد، له بنية اقتصادية، ونظام سلطة، وعلاقات إنتاج، وآليات قمع. وحين يطرَح هذا السؤال في مجتمع يعيش الفقر، البطالة، التهميش، وانسداد الأفق، فإنّ السؤال ذاته يصبح موضع اشتباه: لماذا يطلب من الضحية أن تبرّر صراخها؟ ولماذا لا يطلب من النظام القائم أن يبرّر عنفه اليومي؟ فالمشروعية لا تمنح، بل تنتزع. وهي لا تأتي من النصوص القانونية التي صاغتها قوى الهيمنة لحماية نفسها، بل من الحقّ الطبيعي والاجتماعي في الحياة الكريمة. حين يسلب هذا الحقّ بصورة منهجية، يصبح النظام فاقدا لأيّ شرعية أخلاقية أو تاريخية، مهما تلحّف بالقانون أو الانتخابات أو الخطاب الوطني. الواقع الذي ينتج الفقر ليس بريئا. والدولة التي تدير القمع ليست محايدة. والسوق التي تجوّع ليست قدرا. حين تكون علاقات الإنتاج قائمة على: تركّز الثروة في يد أقلية ضيّقة تحويل العمل إلى أداة إذلال لا أداة تحرّر تهميش الأرياف والأحياء الشعبية تفكيك التعليم والصحة والنقل العمومي استخدام الخطاب العنيف التقسيمي و المحاكمات و السجون كآلية ضبط اجتماعي فإنّ هذا الواقع لا يملك حقّ الدفاع عن نفسه أخلاقيا. بل على العكس، يصبح التمرّد عليه فعلا دفاعيا عن الوجود. محاكمة الثورة من زاوية نتائجها فقط هي شكل من الابتزاز التاريخي: “إن لم تنتصروا، فأنتم مخطئون.” لكن التاريخ لا يعمل بهذا المنطق. فكم من ثورة هزمت امنيا و سياسيا، لكنها انتصرت تاريخيا، لأنها كسرت هيبة النظام، وفضحت هشاشته، وغيّرت وعي الناس بذواتهم وبما يستحقّونه. الثورة، حتى حين تقمع، تترك أثرا لا يمحى: فكرة أنّ القهر ليس قدرا، وأنّ السلطة يمكن أن تواجَه. إنّ منطق “النتائج” يفرغ الثورة من بعدها الإنساني، ويحوّلها إلى مشروع استثماري: إن ربحت فهي شرعية، وإن خسرت فهي جريمة. لكن من منظور ثوري، الشرعية تستمدّ من الضرورة التاريخية. وحين يصبح الصمت مساهمة في استمرار الظلم، فإنّ العصيان يصبح واجبا أخلاقيا. الثورة ليست وعدا بالجنة، بل رفضا للجحيم القائم. وليست مقامرة، بل كسرا لإكراه تاريخي. ولهذا، فإنّ كل ثورة ضد الفقر والقمع هي، في جوهرها، ثورة عادلة، حتى وإن تعثّرت، لأنّ العدالة لا تقاس بسرعة الانتصار، بل بصدق المواجهة.
2. ضعف اليسار: من ذريعة لإدانة الجماهير إلى مرآة لفشل تاريخي بنيوي.
يستَخدم “ضعف اليسار” كثيرا كسلاح أيديولوجي ضد الثورة نفسها. يقال: “كيف تثورون وليس لكم يسار قوي؟”، وكأنّ وجود اليسار شرط سابق للغضب، لا نتاج له، وكأنّ الجماهير مسؤولة عن غياب التنظيم الذي فشل في بنائه من ادّعى تمثيلها لعقود. هذا المنطق ينطوي على احتقار خفي للجماهير، لأنه يفترض أنّ الشعب يجب أن ينتظر نخبته، وأنّ الفقراء مطالبون بتأجيل معاناتهم إلى أن تنضج البنى السياسية. لكن التاريخ الثوري كلّه يقول العكس: الجماهير تسبق التنظيم، والغضب يسبق الوعي المصاغ نظريا. اليسار لم يخلق ليمنع الثورة، بل ليقودها، أو على الأقل ليكون في قلبها. وحين يكون ضعيفا، مشتّتا، منغلقا على ذاته، منفصلا عن الطبقات الشعبية، فإنّ هذا الضعف لا يدين الثورة، بل يدين اليسار نفسه. فوظيفة اليسار التاريخية ليست التعليق على الغضب، بل تحويله إلى قوة تغيير واعية. حين ينسحب اليسار من الشارع: يملأ الفراغ الخطاب الشعبوي تتقدّم الأيديولوجيات الرجعية ويعاد توجيه الغضب نحو أهداف زائفة وهكذا لا تهزم الثورة لأنها غير مشروعة، بل لأنها تخاض بميزان قوى مختلّ. لكن اختلال الميزان لا يعني خطأ المواجهة، بل يعني ضرورة فهم أسباب الهزيمة: ضعف التنظيم، غياب الجذور الاجتماعية، العزلة عن العمال والفلاحين والعاطلين. تحميل الجماهير مسؤولية هذا الوضع هو قلب فجّ للحقيقة. الجماهير لا تختار يسارا ضعيفا، بل تجبر على التعامل مع واقع سياسي مفروض. أمّا القوى التي فشلت في بناء تنظيم ثوري حقيقي، فهي التي يجب أن تحاسب، لا الناس الذين ثاروا لأنّهم لم يعودوا قادرين على التنفّس. إنّ أخطر خطاب هو الذي يقول: “لو لم تثوروا، لما جاء الرجعيون.” والحقيقة هي: الرجعيون يأتون حين يترك اليسار الساحة، لا حين تتحرّك الجماهير. الثورة تكشف ضعف اليسار، نعم، لكنها لا تصنعه. بل تضعه أمام امتحان تاريخي: إمّا أن يرتقي إلى مستوى اللحظة، أو أن يتحوّل إلى شاهد بائس يبرّر الهزيمة بدل أن يتعلّم منها.
3. الثورة ليست لحظة نقاء ولا مشهدا بطوليا، بل مسار صراع طويل، متكسّر، وغير متكافئ.
من أكثر الأكاذيب انتشارا في الوعي السياسي المعاصر، تلك التي تقدّم فيها الثورة كحدث خاطف، نقيّ، مكتمل، ذي بداية واضحة ونهاية سعيدة. كأنّها مشهد سينمائي: الجماهير تهتف، النظام يسقط، التاريخ يبتسم، وتغلق الصفحة. هذه الصورة، التي روّجتها الليبرالية والسطحية السياسية، ليست فقط كاذبة، بل مدمّرة للوعي الثوري، لأنها تحمّل الثورة ما لا تحتمل، ثم تدينها حين تفشل في أن تكون أسطورة. في الواقع، الثورة سيرورة تاريخية معقّدة، تخضع لقوانين الصراع الطبقي، واختلال ميزان القوى، والتدخّلات الداخلية والخارجية، والبنى العميقة للمجتمع. هي ليست لحظة خلاص، بل مرحلة من مراحل الصراع، قد تتقدّم، وقد تتراجع، وقد تنكسر، وقد تعود بأشكال أخرى. الثورة لا تخاض في فراغ، بل داخل مجتمع: مثقل بالإرث الاستبدادي مثقوب بالانقسامات الطبقية مشوّه بالثقافة السلطوية منهك بالفقر والبطالة ومحاط بقوى إقليمية ودولية معادية لأي تحرّر حقيقي في مثل هذا السياق، يصبح توقّع “ثورة نظيفة” ضربا من الخيال الطفولي. فالثورة، بطبيعتها، تفتح كل التناقضات دفعة واحدة. تخرج معها أجمل ما في المجتمع وأسوأ ما فيه. يتقدّم الشجعان، نعم، لكن يتقدّم أيضا الانتهازيون. يرتفع الوعي عند فئات، بينما تنجذب فئات أخرى إلى حلول سهلة وسريعة. وهنا يجب قول الحقيقة كاملة: الثورة لا تخطئ لأنها ثورة، بل لأنها تجبر على الصراع في شروط لم تخترها. التراجع، الانحراف، الردّة، ليست دلائل على عدم المشروعية، بل دلائل على عنف الصراع. فحتى الهزيمة ليست نهاية التاريخ، بل لحظة في مسار أطول. كم من ثورة هزمت في جولتها الأولى، لكنها أعادت تشكيل الوعي الاجتماعي، وغيّرت علاقة الناس بالسلطة، وكسرت الخوف، وزرعت بذورا ستنبت لاحقا. الثورة الحقيقية لا تقاس بعدد الأيام التي استمرّت فيها، ولا بعدد القوانين التي أصدرتها، بل بما أحدثته في وعي الناس: هل كسرت فكرة القدر؟ هل نزعت عن السلطة هالتها المقدّسة؟ هل جعلت المقموع يرى نفسه فاعلا لا تابعا؟ إذا فعلت ذلك، فهي لم تفشل، حتى إن قمعت. لأنّ أخطر ما يواجه أي نظام قمعي ليس سقوطه الفوري، بل انكسار الخوف في نفوس المحكومين. الثورة ليست طهارة، بل صراع. وليست نهاية، بل بداية طويلة ومؤلمة. ومن يطلب منها أن تكون غير ذلك، إنما يطلب منها أن لا تكون.
4. دعوة الشعوب إلى الانتظار: أخطر أشكال القمع المقنّع وأشدّها نفاقا .
من بين كل أدوات السيطرة التي طوّرتها الأنظمة والنخب المهيمنة، تبقى دعوة الشعوب إلى “الانتظار” واحدة من أخطرها، لأنها لا تأتي بزيّ الجلّاد، بل بزيّ الناصح. لا تمارس بالعصا، بل بالكلمات. لا تقدّم كقمع، بل كـ“حكمة”، “تعقّل”، “واقعية”، “خوف على الوطن”. حين يقال لشعب فقير: “ليس الآن وقت الثورة” يقال له فعليا: ليس الآن وقت الخبز ليس الآن وقت الكرامة ليس الآن وقت العدالة اصبر على الإهانة… باسم العقل وهذا الخطاب، مهما بدا عقلانيا، هو في جوهره خطاب محافظ، سلطوي، ومعاد للتاريخ. لأنّه يفترض أنّ الزمن ملك للنظام، لا للناس. وأنّ الألم قابل للتأجيل، بينما الاستقرار مقدّس وفوري. الانتظار في ظل القمع ليس حيادا. الانتظار انحياز كامل إلى القائم. فالسلطة لا تنتظر. الفقر لا ينتظر. القمع لا ينتظر. لكن يطلب فقط من الضحية أن تنتظر. وهنا يتحوّل “الخوف من رجوع حكّام الامس” إلى أداة ابتزاز سياسي. تصوّر الثورة كخطر مطلق، بينما يقدّم الواقع القائم، بكل بؤسه، كـ“أهون الشرّين”. وهكذا يرغم الناس على الاختيار بين: فوضى محتملة أو قهر مؤكّد والاختيار العقلاني، وفق هذا المنطق، هو قبول القهر. هذا منطق فاسد أخلاقيا وسياسيا. لأنّ الاستقرار الذي يقوم على الظلم ليس استقرارا، بل تعفّنا. ولأنّ المجتمعات لا تنفجر فجأة، بل تتآكل ببطء حين يمنع عنها التغيير. دعوة الناس إلى الانتظار هي في حقيقتها: تجميد للصراع الطبقي إطالة لعمر الامتيازات حماية لمصالح الأقلية وتحويل المعاناة إلى قدر ولهذا، فإنّ أخطر جملة يمكن أن تقال لشعب مسحوق هي: “اصبر… غدا أفضل.” لأنّ هذا الغد غالبا لا يأتي إلا حين ينتزع، لا حين ينتظر. الثورة ليست استعجالا، بل رفضا للتأجيل الأبدي. ليست تهوّرا، بل تمرّدا على منطق الصبر المفروض. ومن يجرّمها باسم الحكمة، إنما يطلب من الفقراء أن يموتوا بهدوء.
5.تفكيك منطق الانتظار: السلطة، الإخوان، واليسار الضعيف… ثنائية مقيتة.
أحد أكثر المبررات شيوعا لتأجيل الثورة هو القول: “نعم الوضع بائس، لكن يجب الانتظار حتى يشتد عود اليسار، ليكون بديلا، وإلا فإن الجماهير ستقع في يد الإخوان. لذلك يجب ألّا تقع الثورة الآن.” هذه الحجة تحمل مفارقة قاتلة، وتؤدي عمليا إلى شلل تاريخي دائم. فهي تفترض أن الجماهير يجب أن تجمّد آلامها، ويدار غضبها بانتظار نضج قوة سياسية بعينها، أي أن الثورة تتحول من فعل جماهيري إلى مشروع حزبي مشروط، فيما الواقع نفسه لا ينتظر أحدا. الأخطر أن هذا المنطق لا يقتصر على اليسار الضعيف أو الانتهازي، بل تعتمده السلطة نفسها والحاكم القائم على هذه الفكرة: “كل من يعاديني ، فهو حليف للاخوان ، و هؤلاء يعملون لارجاعهم الى السلطة التى لن يتركوها مرة اخرى ،، فامّا انا ،، او هم .” وفي الوقت نفسه، يكرر بعض اليساريين نفس الرسالة باسم “التخطيط السياسي”: “الثورة الآن قد تسرق من قبل الإخوان، فلننتظر لحظة استقرار يساري أو تنظيم أفضل.” وهكذا نجد أنفسنا أمام نفس النتيجة المقيتة، من اتجاهين مختلفين: السلطة تريد ضرب فكرة الثورة من اساسها بالتخويف من الاخوان لضمان استمرارها في الحكم، ودعاة الانتظار يريدون تأجيل الثورة خوفا من صعود قوى رجعية حسمت فيها الجماهير و اسقطتها في تاريخ قريب. الجماهير تقع في ثنائية مقيتة، بين استمرار الظلم أو الخضوع لتوجيه من طرفي القوة، بينما يحظر عليها الفعل المباشر. هذا المنطق يضع الشعب في مأزق عبثي، ويحوّل الثورة من حق طبيعي إلى مخاطرة ممنوعة. ضعف اليسار لا يعالج بتجميد الجماهير، والخوف من صعود الإخوان لا يعالج إلا بالمواجهة، لا بالتأجيل. الافتراض بأن الثورة إذا وقعت الآن ستؤدي حتما إلى صعود قوى رجعية هو افتراض قدري مبسط يهمش قدرة الجماهير على التعلم والتفكير والتراكم التاريخي للوعي. إن انتظار نضج اليسار خارج لحظة الانفجار الاجتماعي هو وهم تنظيمي، فاليسار يشتد ويتشكل داخل الصراع نفسه، وليس في المختبرات أو المؤتمرات. الثورة لا تقاس بانتصارها الفوري، بل بما تكسره في الوعي والهياكل: كسر أسطورة السلطة المطلقة، فضح هشاشة النظام الظاهر، إعادة تعريف الممكن في وعي الجماهير، وكسر الخوف الجماعي. الهزائم لا تلغي الثورة، بل تعيد تشكيلها وتثبّت جذورها في ذاكرة الجماهير. الذاكرة الثورية تضمن أن الشعب لا ينسى الظلم، وأن الهزيمة تصبح درسا، لا استسلاما، وأن النضال مستمر حتى تتحقق العدالة. ببساطة، كل محاولة لتجميد الثورة باسم “الانتظار لصالح اليسار” أو “لمنع صعود الإخوان” هي في الواقع تمديد للمعاناة، وتمكين للهيمنة، وإعادة إنتاج للثنائية المقيتة، التي تحوّل الجماهير إلى رهائن بلا حق في المبادرة، بينما يبقى كل من السلطة أو الإخوان أو اليسار الضعيف في مأمن نسبي.
6. الثورة لا تقاس بانتصارها الفوري بل بما تحدثه من كسر في الوعي والهيمنة.
أحد أخطر الاختزالات التي تعرّضت لها فكرة الثورة في الخطاب السياسي المعاصر هو حصرها في منطق الربح والخسارة السريعة، وكأنّ الثورة صفقة، أو انتخابات، أو مباراة تحسم بنتيجة نهائية. هذا المنطق، الذي يعكس عقلية ليبرالية–تقنوية، يفرغ الثورة من بعدها التاريخي العميق، ويحوّلها إلى مجرّد حدث عابر يدان إذا لم يحقّق “النتيجة المرجوّة” في وقت قصير. لكن الثورة ليست لحظة حسم، بل لحظة كسر. ليست إعلان نهاية، بل بداية تفكّك منظومة الهيمنة. فالأنظمة القمعية لا تقوم فقط على أجهزة أمن وجيوش وقوانين، بل تقوم، أساسا، على هيمنة ذهنية: على الخوف، والطاعة، والتطبيع مع الظلم، وقبول اللامعقول بوصفه طبيعيا. الثورة، حتى حين تهزم سياسيا أو امنيا، تحدث شرخا عميقا في هذه الهيمنة. إنّها: تكسر أسطورة السلطة التي لا تقهر تفضح هشاشة النظام الذي كان يبدو صلبا تخرج الخوف من الصدور إلى العلن وتعيد تعريف الممكن في المخيال الشعبي وهذا الكسر، في حدّ ذاته، إنجاز تاريخي لا يقاس بالأرقام ولا بالقوانين، بل بالتحوّل في الوعي الجماعي. فالشعب الذي ثار مرّة لن يعود كما كان قبلها، حتى إن قمعت ثورته. لقد رأى نفسه فاعلا، لا مجرّد موضوع للحكم. لقد اختبر قدرته على قول “لا”، وهذه الكلمة، حين تقال جماعيا، لا تمحى بسهولة. الثورات لا تفشل لأنها لم تسقط النظام فورا، بل تفشل فقط إذا أُعيد إنتاج الخوف كما كان. أمّا إذا بقيت الذاكرة حيّة، وبقي السؤال مفتوحا، وبقي الإحساس بالظلم مسيّسا، فإنّ الثورة تكون قد أدّت دورها التاريخي، ولو مؤجّلا. إنّ من يطالب الثورة بأن تنتصر فورا إنما يطالبها بأن تكون معجزة، لا فعلا إنسانيا. والتاريخ لا تصنعه المعجزات، بل التراكمات: تراكم الوعي، تراكم التجربة، تراكم الغضب المنظّم. وكل ثورة، حتى المهزومة، هي لبنة في هذا التراكم الطويل. لهذا، فإنّ السؤال الصحيح ليس: هل انتصرت الثورة؟ بل: ماذا كسرت؟ ماذا كشفت؟ ماذا غيّرت في وعي الناس بذواتهم وبسلطتهم؟ هنا فقط يقاس معناها الحقيقي.
7. الثورة كذاكرة جماعية: الهزيمة لا تنهي الصراع بل تعيد صياغته.
الأنظمة القمعية لا تخاف من الثورة فقط حين تكون في الشارع، بل تخاف منها حين تتحوّل إلى ذاكرة. لأنّ الذاكرة الثورية، مهما كانت مجروحة، تشكّل خطرا دائما على الاستقرار الزائف. إنها تذكير مستمر بأنّ ما حدث يمكن أن يحدث مرّة أخرى، وبأنّ الصمت لم يكن دائما القاعدة. الهزيمة، ليست قطيعة مع التاريخ، بل إعادة تموضع داخله. فالصراع الطبقي لا ينتهي بانكسار موجة، بل يتّخذ أشكالا جديدة، ويتراكم في مستويات أخرى: في اللغة، في الثقافة، في الوعي، في العلاقات الاجتماعية. الثورة قد تهزم في الشارع، لكنها تستمر في العقول، وفي الحكايات، وفي الأسئلة التي لم تعد قابلة للكبت. إنّ أخطر ما تفعله السلطة بعد قمع الثورة ليس القمع ذاته، بل محاولة محو الذاكرة: تشويه الانتفاضة شيطنة الجماهير تحويل الثورة إلى “مؤامرة” أو “فوضى” تحميل الضحايا مسؤولية الخراب لأنّ السلطة تعرف أن الثورة إذا بقيت في الذاكرة كفعل مشروع، فإنّها ستعود، ولو بعد حين. ولهذا تشنّ حرب سرديات: من يكتب التاريخ؟ من يحدّد معنى ما حدث؟ هل كانت الثورة لحظة كرامة أم لحظة جنون؟ في هذا السياق، يصبح الدفاع عن الثورة دفاعا عن الذاكرة الطبقية نفسها. الدفاع عن حقّ الناس في أن يتذكّروا لماذا خرجوا، ولماذا غضبوا، ولماذا كسروا الصمت ، و لماذا قدّموا الشّهداء . فحين تمحى الذاكرة، يعاد إنتاج القهر بلا مقاومة. أمّا حين تبقى حيّة، فإنّ الهزيمة تتحوّل إلى درس تاريخي لا إلى استسلام. الثورة لا تموت حين تقمع، بل تموت فقط حين يقنع الناس أنفسهم بأنّها كانت خطأ. وحين يقال للشعب: “تعلّم الدرس ولا تكرّر الخطأ”، فإنّ المطلوب منه في الحقيقة هو أن يتعلّم الطاعة، لا الحكمة. لكن الحكمة الثورية تقول العكس: الهزيمة لا تعني التراجع عن الحقّ، بل تعني إعادة التفكير في الأدوات. لا تعني نسيان الصراع، بل تعميق فهمه. ولا تعني الاستسلام، بل تأجيل المواجهة إلى شروط أفضل. هكذا تعيش الثورة، لا كحدث منته، بل كـذاكرة مفتوحة، كجرح يرفض أن يلتئم لأنّ أسبابه ما تزال قائمة. وما دام الفقر قائما، والقمع قائما، والظلم قائما، فإنّ الثورة، مهما طال الزمن، ستبقى ممكنة، وضرورية، ومشروعة.
خاتمة: الثورة كحقّ دائم، والنضال كواجب مستمر.
حين نصل إلى نهاية هذا النص، ليس المقصود مجرد إغلاق الباب على المناقشة، بل فتح أفق أكبر لفهم الثورة كحقيقة اجتماعية تاريخية، ولفهم أن الصراع الطبقي ليس لحظة، بل امتداد دائم، وأن الوعي الجماعي لا يقاس بساعة، بل بعقود، وبالذاكرة التاريخية نفسها. الثورة ليست لحظة من الزمن، ولا هي حدث يحصى بعدد الأيام أو بسقوط النظام أو فشله في دفع القوانين، بل هي مسار طويل يتداخل فيه التاريخ بالمصائر الفردية والجماعية، وينكشف فيه القهر الحقيقي كشرعية زائفة يراد لها البقاء. لقد حاولنا أن نثبت شيئا واحدا لا لبس فيه: أن الثورة ليست مسألة رغبات سياسية، وليست لعبة فكرية، بل ردّ فعل طبيعي على الواقع اللاشرعي، على حياة تسلب قطعة قطعة، على جوع ممتد، على قمع يومي، على إذلال ممنهج. وكل من يطالب بالتريّث، أو بتأجيل الغضب، أو بتحليل اللحظة كشرط للبدء، لا يقدم نصيحة، بل يمارس قمعا معنويا مقنَّعا، يحوّل الضحية إلى مجرم، والحقّ إلى مغامرة، والكرامة إلى خطأ تاريخي محتمل. الثورة مشروعة، ولو كان اليسار ضعيفا، ولو غاب التنظيم، ولو كان الانتهازيون حاضرون، ولو تكسّرت اللحظة الأولى. مشروعة لأنّ الواقع نفسه، في كل تفاصيله البنيوية، غير شرعي: الجوع غير شرعي، القمع غير شرعي، البطالة غير شرعية، والظلم المستمرّ غير شرعي. وكل محاولة لإرجاء الثورة باسم “التحضير الأفضل” أو “اللحظة الأنسب” هي في الواقع دعوة صامتة للاستسلام للأقلية المسيطرة، وهي محاولة لتجميد الوقت وإطالة عمر الهيمنة. الذي ينسى هذا، يغفل الحقيقة الأساسية: الثورة تسبق التنظيم. الغضب الجماعي يسبق كل برامج وكتب ونظريات. وغياب البديل، أو ضعف اليسار، أو فراغ القيادات، لا يلغي حقّ الناس في رفض الاستمرار تحت القهر، بل يكشف مأساة من تركهم بلا أفق، وحوّل الانتهازيين إلى طفيليين على الغضب، والرجعيين إلى مستفيدين من الفراغ التاريخي. لذلك، أي ثورة، حتى في أضعف نسخها، تكسر الخوف وتعيد رسم الممكن في الوعي الشعبي، وتضع حجر الأساس لتغيير طويل. ويجب أن نعرف أيضا أنّ الثورة ليست فقط كسرا للهيمنة، بل ذاكرة حيّة: ذاكرة الجماهير التي غضبت، ورفضت، وناضلت، حتى لو هزمت امنيا أو سياسيا. الهزيمة ليست نهاية التاريخ، بل فرصة لإعادة التنظيم، لإعادة التحليل، لإعادة اكتشاف القوة في داخلكم، لتثبيت المعاني، لتثبيت الوعي، ولضمان أن الكرامة التي سلبت ستعود بطريقة أو بأخرى. الذاكرة الثورية هي ما يحمي النضال من الضياع، وهي ما يضمن أن لا يعاد إنتاج القهر بلا مقاومة، وأن لا ينسى أن الشعوب لها قدرة على إعادة صياغة المصير. الثورة إذن واجب أخلاقي وحق اجتماعي وضرورة تاريخية. ليست مغامرة عاطفية، ولا مقامرة نظرية. إنها فعل حياة في مواجهة الموت البطيء للكرامة، وعمل مستمر في مواجهة الهيمنة المستمرة. لا تتحقق بمجرد شعارات أو مظاهرات، بل بالوعي، بالمقاومة، بالذاكرة، وبالتنظيم الدائم. هي امتداد طويل لكل صراع انساني ضد الظلم، لا لحظة منتهية يمكن للآخرين الحكم عليها من بعيد. وفي النهاية، الفكرة التي يجب أن تحفر في كل ذهن وضمير: الثورة ليست هدية، ولا استثناء، ولا معجزة. الثورة حقّ مستمر، وواجب دائم، ومسار لا ينتهي إلا بانتهاء أسباب القهر نفسها. وكل من ينظر إليها بعين النتائج الفورية أو يقيمها على مقاييس النصر والهزيمة اللحظية، يغفل عن جوهرها التاريخي: أنها أداة تحرير ووعي وكسر للهيمنة، لا مجرّد مشهد مؤقت يمكن الحكم عليه. الثورة إذن مفتوحة على المستقبل، مستمرة في الذاكرة، ومتجددة في كل لحظة من حياتنا اليومية، حتى يتحقق ما طالما حلمت به الشعوب: حياة كريمة، حرية حقيقية، وعدالة اجتماعية، ونهاية مطلقة للظلم المنهجي. وكل لحظة انتظار هي فرصة للنضال، وكل هزيمة هي درس، وكل انتصار صغير هو خطوة في مسار طويل بلا نهاية حقيقية، سوى لحظة يتحقق فيها العدالة الشاملة، وتتحرر الشعوب أخيرا من ربقة القهر والهيمنة، وتستعيد حقها في الوجود.
#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفاشية الشعبية: حين يصنع الخوف وعيا زائفا، وتصنع الجماهير ط
...
-
بين الثورات المغدورة منها، والمسروقة، والمستمرّة: صراع الوعي
...
-
الثورة التونسية: ثورة مستمر بين الشرارة الشعبية والالتفافات
...
-
الهيمنة الفرنسية، الفرنكفونية، وإصلاح التعليم العالي والمراك
...
-
الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا
...
-
الانقلابات العسكرية في إفريقيا: بين الهيمنة والريع وفرصة الث
...
-
الفعل الثوري والبيئة: حين يصبح الدفاع عن الأرض جزء من معركة
...
-
القطاع والضفة بين معماريّة الخراب ومخطّطات الاقتلاع: جغرافيا
...
-
الحرية والحريات في صراع الهيمنة: الشيوعية والنضال من أجل الإ
...
-
تونس الآن الآن ..
-
فنزويلا في قلب الصراع العالمي
-
الحرية والمواطنة في مواجهة آلة القمع وبناء جدار الخوف... قرا
...
-
قراءة في أحزاب اليسار الكلاسيكية، واليسار الثوري الحديث، وال
...
-
أمريكا اللاتينية: المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل بين ا
...
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
-
بعد غزة… الضفة الغربية على صفيح النار: التهجير القسري والاست
...
-
الدّولة البوليسية المعاصرة
-
من مانهاتن إلى القصبة: حين تتكلم الأزمات بلغتين
-
السّرياليّة والسّرياليّة الثوريّة. من الحلم إلى التمرّد: في
...
-
النضال البيئي بين العفوية والتنظّم في تونس: الواقع والآفاق.
المزيد.....
-
-إرهاب نفسي-.. مادورو منتقدًا أمريكا بعد مصادرتها ناقلات نفط
...
-
تفاؤل أميركي أوكراني بشأن محادثات ميامي وروسيا ترفض تعديل خط
...
-
نيويورك تايمز: ترامب يرتقي بـ-الرئاسة الإمبراطورية- لمستوى ج
...
-
بزعم -إلقائه حجرًا-.. مقتل مراهق برصاص الجيش الإسرائيلي في ا
...
-
وزارة العدل الأميركية: سننشر كل المواد المتعلقة بترامب في مل
...
-
افتتاح مبهر لكأس أفريقيا والمغرب يبدأ بانتصار على جزر القمر
...
-
محادثات إنهاء الحرب الأوكرانية.. إشارات إيجابية من واشنطن
-
حذف صور من أرشيف إبستين.. ووزارة العدل: لا علاقة لها بترامب
...
-
قبل لقائه ترامب.. نتنياهو يجري مشاورات أمنية بشأن إيران
-
نجاة مسؤول يمني من محاولة اغتيال في شبوة
المزيد.....
-
الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد
...
/ علي طبله
-
الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل
...
/ علي طبله
-
قراءة في تاريخ الاسلام المبكر
/ محمد جعفر ال عيسى
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|