أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 806 - كيف وضعت إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما في مواجهة حتى مع حلفائهما في الشرق؟














المزيد.....

طوفان الأقصى 806 - كيف وضعت إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما في مواجهة حتى مع حلفائهما في الشرق؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

21 ديسمبر 2025


مقدمة: تحالفات تتصدع من الداخل

في مقاله اللافت «كيف وضعت إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما في مواجهة حتى مع حلفائهما في الشرق؟» الذي نشر على موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية في 17 كانون الاول/ديسمبر الجاري، يقدّم الكاتب الروسي يوري كوزنتسوف تشريحًا دقيقًا لحالة التآكل التي أصابت منظومة التحالفات الأميركية – الإسرائيلية في الشرق الأوسط، لا بفعل خصوم تقليديين كإيران أو روسيا، بل نتيجة تناقضات بنيوية داخل معسكر الحلفاء أنفسهم.
المفارقة المركزية التي ينطلق منها المقال هي أن إسرائيل، بدعم أو تغاضٍ أميركي، باتت في موقع صدام غير مباشر مع تركيا والسعودية، وهما من أهم الشركاء الإقليميين لواشنطن، ما يهدد بتحويل شبكة النفوذ الأميركية في الشرق الأوسط إلى حلبة تنافس بين حلفائها بدل أن تكون أداة ضبط وإستقرار.


أولًا: عقدة التفوق العسكري الإسرائيلي… حين يصبح الحليف تهديدًا

يضع كوزنتسوف مسألة طائرات F-35 في قلب الأزمة، ليس بوصفها صفقة تسليح عادية، بل بإعتبارها رمزًا لإختلال ميزان الردع الذي بنت عليه إسرائيل عقيدتها الأمنية منذ عقود.
يشير الكاتب إلى أن تل أبيب تنظر إلى أي امتلاك إقليمي لهذه الطائرات بوصفه مساسًا مباشرًا بمبدأ «التفوق العسكري النوعي»، الذي لطالما التزمت الولايات المتحدة بحمايته. ولهذا يكتب كوزنتسوف: «إسرائيل تحاول بكل ما أوتيت من نفوذ منع إنتقال طائرات الجيل الخامس، لا إلى خصومها فحسب، بل حتى إلى شركاء واشنطن، لأنها ترى في ذلك تقويضًا لأساس تفوقها العسكري في الشرق الأوسط».
وهنا تكمن المفارقة: التهديد لا يأتي من محور المقاومة، بل من دول سنّية حليفة لأميركا.


ثانيًا: نتنياهو بين هاجس الأمن والخضوع السياسي لترامب

يولي المقال إهتمامًا خاصًا بعلاقة بنيامين نتنياهو بدونالد ترامب، بوصفها علاقة اعغتماد سياسي أحادي الاتجاه. فبحسب كوزنتسوف، يدرك نتنياهو أن أي صدام علني مع ترامب قد يكلّفه غطاءً سياسيًا لا غنى له عنه، حتى لو تعارضت قرارات واشنطن مع المصالح الأمنية الإسرائيلية المباشرة.
ينقل الكاتب عن دبلوماسي إسرائيلي مخضرم قوله: «نتنياهو إتخذ قرارًا إستراتيجيًا بتجنّب أي مواجهة مع ترامب… حتى عندما تكون المصالح الأمنية لإسرائيل على المحك». (نقلًا عن Al-Monitor، وهو ما أشار إليه كوزنتسوف في مقاله.)
وهكذا، يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه في موقف غير مسبوق: غير قادر على تفعيل أدوات الضغط التقليدية في الكونغرس، ولا على تحريك اللوبيات المؤثرة، ولا حتى على المجاهرة بالإعتراض.


ثالثًا: تركيا… من شريك أطلسي إلى خصم محتمل

يبرز في المقال بُعد بالغ الخطورة يتمثل في تحول تركيا من شريك مزعج إلى تهديد محتمل في التصورات الإسرائيلية. فخطاب أردوغان في تموز/يوليو 2024، الذي شبّه فيه إحتمال التدخل ضد إسرائيل بتدخلات أنقرة في كاراباخ وليبيا، يُقرأ في تل أبيب بإعتباره أكثر من مجرد إستهلاك داخلي.
يكتب كوزنتسوف بوضوح: «إمتلاك تركيا لقوات جوية متقدمة، معزّزة بطائرات F-35، قد يحوّل الخطاب السياسي العدائي إلى مصدر قلق عسكري حقيقي، خصوصًا لسلاح الجو الإسرائيلي».
وبذلك، تنتقل إسرائيل من مواجهة غير متكافئة مع فصائل مسلحة، إلى إحتمال مواجهة دولة إقليمية ذات جيش نظامي متطور.


رابعًا: السعودية… شريك التطبيع الذي يثير الهواجس

على الرغم من أن السعودية لا تُصنَّف كعدو مباشر لإسرائيل، إلا أن المقال يلفت إلى أن القلق الإسرائيلي من الرياض لا يقل عمقًا، خاصة في حال دمجها ضمن مشاريع كبرى مثل:
«إتفاقيات أبراهام»
ممر الهند – الشرق الأوسط – أوروبا (IMEC)
إذ يرى كوزنتسوف أن الجمع بين القوة الإقتصادية السعودية والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة قد يخلق واقعًا إستراتيجيًا جديدًا لا يخدم إحتكار إسرائيل للتفوق النوعي.

خامسًا: المعضلة التقنية… حين تنتشر ميزة “اللامرئية”

من أكثر فقرات المقال حساسية تلك التي تتناول البعد التقني لطائرات F-35. فالقلق الإسرائيلي لا يقتصر على العدد، بل على طبيعة القدرات نفسها.
ينقل الكاتب عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع قوله: «الميزة الأخطر في F-35 ليست مجرد التخفي، بل قدرتها على العمل بشكل مستقل عن منظومات التوجيه التقليدية… وهذه المزايا ستصل إلى تركيا والسعودية»
وهنا تتحول المسألة من توازن قوى إلى أزمة إنذار مبكر لدولة صغيرة المساحة، مركّزة الأهداف، كإسرائيل.


سادسًا: واشنطن… حين يدير الحلفاء صراعهم بأنفسهم

في خاتمة تحليلية عميقة، يربط كوزنتسوف هذه التطورات بما ورد في استغراتيجية الأمن القومي الأميركية الأخيرة، التي تدعو إلى الإعتماد على «شركاء محليين» خارج نصف الكرة الغربي، من دون تحديد طبيعة العلاقة بينهم.
ويكتب: «الولايات المتحدة، بإنسحابها التكتيكي، تترك لحلفائها حرية التنافس، ما يحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة صراعات بين وكلاء متنافرين بدل منظومة إستقرار».
والنتيجة، بحسب المقال، هي إستراتيجية تفكيك غير مقصودة:
إسرائيل في مواجهة تركيا،
تركيا في توازن مع السعودية،
والولايات المتحدة تراقب من الخلف.

خاتمة: عزلة إسرائيلية غير مسبوقة

ينتهي المقال بتحذير بالغ الدلالة: إن إصرار إسرائيل على فرض رؤيتها الأمنية على الجميع، بدعم أميركي متذبذب، قد يدفع حتى خصومها التقليديين إلى تقارب إضطراري. «بمواجهة العالم الإسلامي بأسره، تخاطر إسرائيل بدفع قوى لم تكن تفكر في التنسيق أصلًا إلى الإصطفاف ضدها».
وهكذا، لا يقدّم يوري كوزنتسوف مجرد تحليل لصفقة سلاح، بل يرسم صورة أوسع لإنهيار هندسة التحالفات الأميركية – الإسرائيلية، حيث يتحول الحليف إلى عبء، والتفوق إلى مصدر قلق، والدعم غير المشروط إلى فخ إستراتيجي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - يجب تدمير الإتحاد الأوروبي (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 805 - المستوطنون لن يرحلوا: تفكيك الإستعمار لا ...
- طوفان الأقصى 804 - إيران بين تلقي الضربة والرد - كيف أعادت ط ...
- ألكسندر دوغين - الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ: كيف سيقس ...
- طوفان الأقصى 803 - نهاية «الإستثناء الإسرائيلي»: حين تتحوّل ...
- جيفري ساكس - عداء روسيا: كارثة لأوروبا
- طوفان الأقصى 802 - إسرائيل والشرق الأوسط بعد الزلزال: من وهم ...
- ألكسندر دوغين - ترامب يدهش العالم مجددًا
- الأقصى 801 - إستغلال هجوم أستراليا: بين الإدانة الأخلاقية وت ...
- ألكسندر دوغين - ضباب كثيف يلف الدبلوماسية - برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 800 - يائير لابيد: إسرائيل عند مفترق تاريخي
- حرب أوكرانيا - وجهة نظر تاريخية سياسية دينية
- طوفان الأقصى 799 - مراجعة كتاب - بيتر بينارت: -أن تكون يهودي ...
- ألكسندر دوغين…تأمّلات حول الحرب
- طوفان الأقصى 798 - ما لا نسمعه عن الضفة الغربية
- الولايات المتحدة تعيد صياغة نفسها: قراءة في «إستراتيجية الأم ...
- طوفان الأقصى 797 - عقيدة ترامب الجديدة - الخليج أولاً… وتركي ...
- طوفان الأقصى 796 - «وجه واحد للنازية»: قراءة في مقالة دميتري ...
- طوفان الأقصى 795 - سوريا بعد عام على سقوط نظام الأسد: هل وُل ...
- البيريسترويكا بعد أربعين عاماً: سقوط الإمبراطورية السوفياتية ...


المزيد.....




- الرئاسة اليمنية ترد على بيانات لوزراء ومسؤولين -دعموا انفصال ...
- الوفدان الأمريكي والأوكراني يعتبران محادثات السلام في ميامي ...
- عاجل | نيوزنيشن: ترامب يدلي اليوم ببيان مشترك رفقة وزراء الح ...
- عودة صورة ترامب إلى ملفات إبستين.. وكشف التفاصيل
- لماذا أصبح مخزون اللبان في العالم مهدداً بالنفاد؟
- الجاسوس الأزرق الذي يبتسم لك ثم يسحب كل معلوماتك
- هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغر ...
- فيديو: مقتل 15 وإصابة 19 في حادث مروري مروع بإندونيسيا
- تحذير إسرائيلي ومؤشرات على إعادة بناء قدرات إيران الصاروخية ...
- مصر.. وفاة سائحة في تصادم مركبين بالأقصر


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 806 - كيف وضعت إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما في مواجهة حتى مع حلفائهما في الشرق؟