أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد الهاشمي - حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة














المزيد.....

حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:36
المحور: المجتمع المدني
    


من ضمن مفارقات المرحلة الحالية في عراق اليوم، أن يكون النسب العشائري/ القبلي معيارا للمواطنة، والإنتماء للعراق. وكأن العراق بلد حديث النشأة والتكوين لا يتعدى عمره بضع سنوات.
لقد تكرر مثل هذا الأمر على الملأ من خلال شاشات الفضائيات العربية، وفي سياق السجالات بين مؤيدي العملية السياسية في العراق ورافضيها بصورة عامة، أو في سياق التناحر والإصطفاف الطائفي (الإعلامي خاصة). فكم من مرة يتهم أحد أطراف الحوارات السياسية والفكرية أحيانا زميله أو نظيره بأنه ليس عراقيا، طاعنا بالدرجة الأولى في نسبه العشائري؟؟
ومثل هذا الأمر بدأ مع السياسيين وخاصة بعض أقطاب المعارضة للنظام السابق. وهو ما جعل الكثير منهم يضيف اللقب العشائري أو القبلي إلى إسمه، والبعض يسارع في مناسبة أو أخرى إلى تأكيد نسبه وتحديد انتمائه القبلي (العربي).
ومثل هذه الأمور قد أثارت أو عززت مسالة جديدة من الاستقطاب يضاف إلى الاستقطاب الاثني والطائفي، وهو الاستقطاب العشائري أو القبلي. فبات الكثير يراهن على هذا النوع من النسب، وباتت العديد من العشائر والقبائل تؤهل عناصر منها للمنافسة على المناصب، بل سعت بعض القبائل والعشائر الكبيرة التي تهيمن على بلدات ومدن صغيرة بعملية محاصصة للمناصب بين مرشحيها.
إن هذا الموضوع لا يشكل معطى اجتماعيا كبيرا بقدر ما يعكس حالة من التدافع السياسي، الذي يوظف أساليب غير متحضرة في الصراع والمنافسة.
إن المعايير الحديثة للمواطنة تقتضي النظر إلى مؤهلات الشخص أولا، والى أفعاله دون النظر إلى نسبه أو خلفيته الطائفية والمذهبية والاجتماعية. وهكذا أسست وتؤسس الدول الغربية كما نرى اليوم مواطنتها على مبادئ الانتماء للوطن والإخلاص له بالدرجة الأولى، خاصة تلك التي استقطبت الكثير من المهاجرين من ثقافات وبلدان مختلفة، دون الأخذ بعين الاعتبار أن يكون هذا المواطن من أي بلد قدم وماهو انتماؤه. يستطيع المواطن من ذوي أصول مهاجرة أو قد يكون هو نفسه قد قدم قبل بضع سنوات، أن ينافس على أعلى المناصب في هذه البلدان دون تمييز في اغلب الأحيان وعلى الأقل أمام القانون، فهو مواطن بمجرد اكتسابه الجنسية حاله حال أبناء البلد الأصليين، ولا معيار للمفاضلة سوى سيرته وولاءه وبرنامجه السياسي.
إن العراق بلد يتكون من أعراق واديان ومذاهب متعددة، وهو ملتقى لحضارات عديدة على أمد التاريخ، وقد ساهمت جميع هذه المكونات في بنائه، ولا ينبغي النظر إلى النسب القبلي إشارة إلى الانتماء العربي حصرا معيارا للمواطنة. بل يجب على كل حريص على وحدة هذا البلد ولم شمل أبنائه أن يتخلى عن هذه النظرة المتخلفة وهذه المزايدة في العمل السياسي وان ينتبه إلى المعايير الحديثة المشار إليها، معتبرا بما وصلت إليه الأمم المتطورة. وعليه أن يتذكر أن الإسلام أول من نهى عن أن يكون النسب معيارا للمفاضلة من خلال الحديث الشريف "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى"، وفي حديث آخر "لا فرق بين ابيض واسود الا بالتقوى"، إضافة إلى العديد من الآيات والأحاديث الأخرى التي تصب في ذات الاتجاه.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
- الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
- المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم
- هل الزرقاوي في الاعظمية؟؟؟
- كاد أياد علاوي أن يكون رجل المرحلة
- صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم
- المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
- لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
- الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم
- هل السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟
- هل ان بقاء القوات الأجنبية في العراق الآن شر لا بد منه؟
- الإرهابيون من خلال اعترافاتهم المتلفزة
- انشقاق في صفوف هيئة علماء المسلمين
- البرلمان العراقي الجديد ومسوغات التاجيل المتكرر
- التأزم العراقي - الأردني وتنامي وعي الشارع العراقي بمسؤوليات ...


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد الهاشمي - حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة