أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!














المزيد.....

وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استشاط كثير من وعاظ الماركسية، وفقهاء فلول اليسار، وبعض من آيات الكلام، على ما ذكروا أنه عمليات تشييع كبرى تجري على قدم وساق هنا، وهناك. وانضموا بذلك إلى جحافل الأصولية السلفية التي ما فتئت تولول، وتلطم، وتندب حظها، وتلعن أقدارها العمياء وهي ترى "المد الشيعي" المتعاظم المزعوم يقتحم معاقلها التقليدية، ويزيحها عن عرشها الغيبي الذي تربعت عليه حقباً من الزمان، كاشفين بذلك حقيقة تلك الأقنعة اليساروية المزمنة التي تبرقعوا خلفها، وخدعوا بها دهماء التمركس، ورعاع النطوطة الفكرية، وقطعان الرقص على المتناقضات. وبكشفهم المثير هذا، حاول هؤلاء تأثيم هذا السلوك الطارئ والغريب، ولعنه، وتكفيره والهزء منه وتحقيره، وشيطنة كل ما يتعلق به، من أفراد، وأحزاب، وجماعات، و"أبلسة" هذا العمل التخريبي، والتحريضي "الجبان" الذي أخذهم على حين غرة وهم عنه غافلون. ولم ينسوا بالطبع إلقاء مراثيهم على هذه الشعوب المسكينة المستلبة التي كانت هدفاً للتطبيع الشيعي على حساب الجذور الوهابية المباركة.

وفي الحقيقة، قد تكون هناك مساع ما، هنا، وهناك، لنشر إيديولوجية يراها، البعض، كما يرى آخرون إيديولوجيتهم، بأنها الحل لكل مآسي ومشاكل الإنسانية، إلا أن تلك العملية لا تتناسب، لا عكساً، ولا طرداً مع حجم التهويل الذي رأيناها. والواقع، والمعطيات تقول، أن هناك، أيضاً، كثيرين قد سبقوا إيران في التمدد الفكري ونشر الإيديولوجيات السلفية والأصولية التكفيرية في هذه الأصقاع دون أن يستدعي ذلك أي رد فعل أو موقف من وعاظ الماركسية إياهم، التي غاصت مجتمعاتهم في قاع لا قرار لها من الجهل والبؤس والظلام. وطبعاً دون الكلام، وذكر حملات التبشير الوهابية، والأزهرية، الممولة بترودولارياً، والمدعومة حكومياً، والمسنودة فضائياً وإعلامياً، والتي غزت العالم من ألاسكا حتى ملبورن، وولينغتون.

ولكي نكون أكثر وضوحاً، فلقد كانت مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ومنذ انتعاش الحقبة النفطية، ضحية لعمليات غسل دماغ جماعية تعرضت لها هذه البلدان، وعادت القهقرى آلاف السنين إلى الوراء. ومن يدخل اليوم "حواضر" عربية عريقة ومشهورة، وكانت رائدة في النهضة والتحديث والتنوير، كالقاهرة، والإسكندرية، والخرطوم، وبغداد، وبعض من بؤر الشام السلفية، سيدرك على الفور حجم الكارثة التي أصابتها، وهي تهوي صريعة أمام المد الوهابي الكاسح، الذي ترك بصماته الواضحة التي لا تخطؤها العين، من حيث انتشار الغلو، والتزمت، والانغلاق العام الذي تجلى بمظاهره المعروفة كالنقاب، واللحى، والجلاليب، الذي لا تعني كل عمليات التشييع المزعومة، هذا إذا كانت قد حدثت فعلاً، أي شيء أمام هول، وفداحة عمليات "التوهيب" التي أكلت أخضر ويابس هذه المجتمعات وأحالتها يباباً، وخراباً. ولماذا لم ينتفض أولئك انتفاضتهم، وهم يرون كيف كانت مجتمعاتهم تذوي، وتذبل، وتحتضر تحت وطأة الموجات الوهابية العاتية القادمة من عمق الصحراء، وكيف أصبح التحديث، والعلمنة، والتنوير ضرباً من المغامرة الفكرية الحمقاء، وعبثاً محفوفاً بمخاطر التكفير، وعرضة لأنواع التهم الجاهزة كالهرطقة، والزندقة؟

ولا يعنينا البتة في هذا الصدد انتقال هذه المجموعات البشرية من التوهيب إلى التشيع، أو العكس، فالأمر واحد وسيّان، طالما أن العقل مغيب، وفي إجازة مفتوحة. وكأنه يخيّل للبعض أن هناك فروقاً كبيرة وجوهرية بين هذه وتلك؟ ولكن السؤال الذي يدمي القلب، هل قدر هذه المجتمعات أن تتنقل ما بين هذه النزعة، والمدرسة السلفية الأصولية، أو تلك، وكأن لإحداها ميزة على أخرى، وبعيداً عن كل تيارات الحداثة، واللبرلة، والتنوير، والتي تعصف في العالم؟ وما يحز في الفؤاد أن تبقى هذه الشعوب أسيرة لتلك الرؤى المتحجرة القادمة من الماضي السحيق، وألا تعرف أية تجربة نهضوية رائدة تحدث تلك النقلة النوعية المطلوبة في حياة الناس، وتنقلهم من حال إلى حال؟ وبالتالي هل تقلـّصت، واختزلت خياراتها ما بين الوهابية والشيعية فقط، واستسلمت لمصيرها الذي لن تقوم لها قائمة بسببه على الإطلاق؟ ومن حيث المبدأ، والمنظور العام، هل هناك ثمة فوارق جوهرية بين التوهيب، والتشييع، طالما أن الفريقين الذين يتنازعان الملكية الحصرية والخاصة لعقول هذه الشعوب، ويسيران عكس حركة التاريخ وإلى الوراء، والبقاء عند تخوم الزمان البعيد وعدم مبارحتها على الإطلاق؟

ومن جهة أخرى، لا يمكن إلقاء اللوم لا على التشيع، ولا على التوهيب، ولا على أي فكر وافد طالما أن هذه البيئات قاحلة خاوية جوفاء ومستعدة لتشرّب الأساطير، والتكيف مع "القيل والقال"، والعيش مع الغيب، والتآلف مع الأوهام، وهي لم تمتلك أقدارها، وتقرر مصيرها في يوم من الأيام. وإن أية فكرة ميثولوجية ستبهرها دونما إبطاء، وستجد آمالها ومبتغاها فيها، وستنتشر فيها انتشار النار في الهشيم، وطالما أن هذا العقل الممسوح قد جبل على الخزعبلات، وغذي بالخرافات، ونما على الأوهام.

لا تلام، البتة، الزفة الأصولية، في نحيبها المحزون على التشيّع المزعوم، فهذا هو خطابها، وهذا ديدنها المعلوم، وهذه هي هواجسها المعروفة، التي لا يمكن لأي أن يخرجها من سياقاتها المألوفة، وهذا إذا سلمنا، طبعاً، بأن "الفبروكة" برمتها صحيحة، ولم تكن مختلقة، وتهويلاً إعلامياً، ودعائياً ذا مرام سياسية صرفة، إذا علمنا مدى صعوبة الانزياح الفكري، والاستدارة العقائدية لعقلية وذهنية التحريم، والقوقعة، والغلو والتشدد، والتسليم المطلق المتراكم في العقل الباطن والوعي الجمعي العام الذي يجعل أي خروج عن السياق العام، وفكر الجماعة أمراً بالغ الخطورة ويدخل في نطاق الإلحاد، ما يضعه في نطاق التابو المقدس الذي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه. إلا أن ما يستأهل التوقف عنده، هو إدلاء ذاك الرهط المسكين من وعاظ الماركسية، والملالي الحمراء بدلوهم في تلك القضية بتلك السطحية والضحالة والاستسهال، وقرع طبول الحرب المقدسة والجهاد. وهم بذلك أيضاً، "يتوهبون"، و"يتشيعون"، و"يتشرشحون" من حيث يدرون، أو لا يدرون، وهنا مربط الفرس، ومكمن العجب؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!