أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - سمير إبراهيم خليل حسن - هل يقوم مجتمع مدينىّ فى ٱلعراق؟















المزيد.....



هل يقوم مجتمع مدينىّ فى ٱلعراق؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:33
المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
    


بمساعدة خارجيّة بدأ ٱلعراقيون ٱلعمل على صناعة دولة فيدرالية ديمقراطية. إلاۤ أنّهم وٱلذين ساعدوهم لم يهتدوۤا إلى صناعة حسنة فيها. بل جاۤءوا بصناعة سيّئة جعلت من ٱلعراق يثربًا يقتل أهله بعضهم بمزاعم دينيّة وأخرى قوميّة.
وهم ٱليوم ينشرون بهذه ٱلصناعة ٱلسيئة رعبا فى قلوب أكثرية ٱلشاميين. وصارت هذه ٱلأكثريّة ترى فى صناعة ٱلعراقيين للديمقراطية تهجيرا وقتلا للناس وتمزيقا لعيشهم ٱلمستقرّ ولو كان بدآئيًّا. وهى بما يجرىۤ أمامها فى هذه ٱلصناعة ٱلسيّئة بدأت تنفر من صناعة ٱلديمقراطية وتتمسك بمفهوم أهل مكّة ٱلاستبدادىّ وترفض مفهوم أهل ٱلمدينة ٱلمفتوح على حرية ٱلشخص ومسئوليته ٱلفردية. فهى لن تبدل ذلك ٱلعيش ٱلبدآئىّ من أجل قولٍ عن حقوق إنسان لا تدركه ولا تسعىۤ إليه. وهى ٱلتى كانت منذ زمن بعيد قد تنازلت عنه بماۤ أعلنته من تنازل عن ٱلروح لسلطان بلدها: "بٱلروح بٱلدم نفديك".
بل إنّ خطر هذه ٱلصناعة ٱلسيّئة بدأ يهدّد ديمقراطية ٱلمدينة ٱلكبرى (ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية) ذاتها ويدفعهاۤ إلى سقيفة بنى ساعدة جديدة. وهو ما يظهر من تناحر فى مجلس شيوخها بين أهل مكّة وأهل ٱلمدينة فيها. وهذا ٱلخطر كان بفعل تجمّع مهاجرين كثيرين من بلدان مكيّة وأعرابيّة يحملون فىۤ أنفسهم منهاج أهل مكّة ٱلكافر ومنهاج أعراب منافقون يهددون ٱلأرض بكفره ونفاقهم.

فى مقال "مسودة ٱلدستور ٱلعراقى تغلق على شعب ٱلعراق سبيل ٱللَّه!" قلت أنّ تلك ٱلمسودّة تخالف دستور دولة ٱلمدينة ٱلمنورة ويُخرج صانعوها شعبَ ٱلعراق عن سبيل ٱللَّه. وكان قولى يتعلق بٱلفكرة ٱلتالية من ٱلمادة ٱلثانية من ٱلمبادئ ٱلأساسيّة: (الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو المصدر الأساسي للتشريع، ولا يجوز سنّ تشريع يتعارض مع ثوابته وأحكامه (ثوابته المجمع عليها) ويصون هذا الدستور الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي (بأكثريته الشيعية وسنته) ويحترم جميع حقوق الديانات الأخرى).
وتساءلت فى ٱلمقال: (أىّ إسلام هو دين ٱلدولة؟ وما هى ثوابت ٱلدين وأحكامه؟). وما زلت أسال: أىّ إسلام يريد صانع ٱلدستور؟ هل هو ٱلإسلام للّه رب ٱلعالمين؟ أو ٱلإسلام لما يقوله كهنوت ٱلشيعة ٱلجعفريون؟ أو ٱلإسلام لما يقوله كهنوت ٱلسنّة ٱلبخاريون؟ أو ٱلإسلام لما يقوله كهنوت طوآئف أخرى؟
لقد بيّنت ٱلأحداث ماذا فعلت هذه ٱلفكرة ٱلشيطانيّة (الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو المصدر الأساسي للتشريع،..) فى شعب ٱلعراق وأرضه من فساد وقتل وتهجير وتجهيل. فهى فكرة شيطان تفعل بعصيان ٱلجاهلين على سنَّة ٱلربّ ٱلجارية فى ٱلتكوين فيزداد مقدارها ٱلشيطانىّ ويزداد ٱلجاهلون ضلالا:
"قُل من كان فِى ٱلضَّلـٰلَةِ فَليَمدُد له ٱلرَّحمٰنُ مدًًّا" 75 مريم.
تناولت هذه ٱلمسألة فى جميع أعمالىۤ وقلت فيهاۤ أنّ ٱلإسلام عند ٱللّه ربّ ٱلعالمين يختلف عن ٱلإسلام لدى هذه ٱلطوآئف ٱلحزبيّة. بل هو على ٱلضدِّ منه. وقد حرصت على متابعة هذه ٱلمسألة فيماۤ كتبته وأكتبه حول مسألة ٱلدولة وٱلسلطة مستندا على كتاب ٱللّه ٱلقرءان ليكون ٱلعمل على هذه ٱلمسألة مهتديا به لا بكتب ٱلأحزاب ٱلطآئفيّة وتاريخهم ٱلسياسىّ ٱلمشين (مقال "ٱلعمل ٱلسياسىّ بهداية كتاب ٱللّه").
وفى ذات ٱلوقت ليكون ٱلعمل تذكيرا لشعوبنا ٱلشاميّة ذات ٱلتفكير ٱلطآئفىّ ٱلكهنوتىّ بما يقوله كتاب ٱللّه لعله يبيّن لهم أنّ ٱلإسلام للّه ربِّ ٱلعالمين يختلف مع مَن يزعم دينًا مِن تلك ٱلطوآئف ويهود إلى مفهوم أهل مكّة ٱلكافر وقوميّة قريش ٱلبغيضة.
وقدّمت فى جميع كتاباتى شواهد من كتاب ٱللّه لعلّ ٱلذى يزعم ٱلإسلام من رؤوس هذه ٱلطوآئف يتوقف عندها ويتفكّر فى قولها ويعقله مع قول طآئفته لعلّه يرىۤ أنّ ما يزعم به هو زعم شيطان فيعمل ليهتدىۤ إلى سبيل ٱللّه فى صناعته للسلطة وٱلدولة ويوقف أعمال ٱلتثريب فى بلاده.
ومن أبرز ٱلشواهد من كتاب ٱللّه هو ٱلقول ٱلعربىّ ٱلمحدّد لمسئولية ٱلفرد ٱلعلمية ٱلبحثيّة فى جميع ٱلمسآئل:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
فهو يبيّن أنّ ٱلعلم بأىِّ مسألة ومنها فقه ٱلدين وبنآء ٱلسلطة بٱسمه هو مسئولية علميّة فردية لا جماعية طآئفيّة ولا قوميّة. ويوكَّد هذا ٱلشاهد بشواهد أخرى تظهر أنّ ٱلحساب يقوم على ٱلمسئوليّة ٱلفردية لا ٱلجماعيّة:
"ولقد جئتمونا فرادى كما خلقنٰكم أوّل مرةٍ وتركتم ما خوّلنٰكم ورآء ظهوركم وما نرى معكم شفعآءكم ٱلذين زعمتم أنهم فيكم شركـٰۤؤُا لقد تقطّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تزعمون" 94 ٱلأنعام.
ومثله ٱلقول ٱلعربىّ:
"وكلّهم ءَاتيه يوم ٱلقيٰمة فردًا" 95 مريم.
فٱلذى يطلب سلطة بٱسم ٱلدين عليه أن ينظر فى قول كتاب ٱللّه ويتفكّر فى قوله إن كان يَصدُقُ فيما يزعم من إيمان. وعليه إن كان يؤمن بٱللّه وكتبه وٱليوم ٱلأخر أن يعلم أنّ كتاب ٱللّه يهدى مَن يريد من ٱلناس إلى صناعة سلطة ودولة لمجتمع مدينىّ لا تثريب فيه علىۤ أهله.
وعليه أن يعلم أنّ ٱللّه ضرب للناس مثلا على صناعة حسنة للسلطة ٱلفيدرالية ٱلديمقراطية بما صنعه رسوله ٱلمهدىّ محمد فى مكان كان ٱلتثريب يمزقه. فأقام فيه ومنه ٱلمثل على تأسيس سلطة دولة مدينة من مجموعة قبآئل متخاصمة فيما بينها على ٱلسلطة وٱلثروة. وصنع لها دستورا يبيّن فيدرالية قبآئل بدآئيّة تجتمع فى سلطة ٱتحاديّة كما هو ٱليوم فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكيّة ٱلتى لم تهتدِ مباشرة بكتاب ٱللّه ولا بمثله ٱلرّسولىّ ولكنها ٱهتدت بفعل ٱلعلم وسنّة ٱلتطور. وهى لم تجرى عقلا بين ما توصلت إليه بفعل تطورها وبين ٱلهداية فى كتاب ٱللّه. وهو ما يجعلها فى خطر سقيفة بنى ساعدة جديدة.
وعليه أن يعلم أنّه لا يوجد فى دستور دولة ٱلمدينة ما يحدد دينًا للدولة ولا لرئيسها كما يطلب ٱلزّاعمون بٱلدين من ٱلسّنّة ٱلبخاريين وٱلشيعة ٱلجعفريين وٱلقوميين ٱلقريشيّين فى ٱلعراق. ولا يوجد فيه قول يُستَنبَطُ منه فعل تُكره به فئة من ٱلناس فئةً أخرى.
وعليه أن يعلم أنّ صانع دستور ٱلمدينة ٱستند فى صناعته على ٱلأقوال ٱلتالية: (إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّٰبئينَ وٱلنَّصَٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشرَكُوا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد. لآ إكراه فى ٱلدين. ولكم دينكم ولى دينِ. وقل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر. وكلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. وقل ٱلشفاعة للَّه جميعًا. ولست عليهم بمصيطر. وأمرهم شورى بينهم. وشاورهم فى ٱلأمر).
فهذه ٱلأقوال تبين لصانع ٱلدستور ٱليوم أن تحديد دين للدولة يخرجها عن سبيل ٱللَّه لتكون سلطة طاغوت تَكفر على ٱلناس حقوقَهم. فٱلزعم بثوابت مجمع عليها (كما تقول كلّ طآئفة) يجعل من ٱلقرءان كتابا لآ أهميّة له عند ٱلذين يزعمون بذلك ٱلدين وبتلك ٱلثوابت.
وعليه أن يعلم أنّ ٱلزعم بٱلسير على سبيل رسول ٱللّه بزعم سنّة له يُخرج عن ٱلهداية بكتاب ٱللّه ويُشرك رسوله بتلك ٱلهداية.
وعليه أن يعلم بما ورد فى دستور دولة ٱلمدينة ٱلذى صنعه رسول ٱللّه بهداية ربِّه: "وَإِنّ يَهُودَ بَنِي عَوفٍ أُمّة مَعَ المُؤمِنِينَ لِليَهُودِ دِينُهُم وَلِلمُسلِمَينِ دِينُهُم مَوَالِيهِم وَأَنفُسُهم". فإذا صدّق ما ورد فى ٱلمثل لا يقول بدين للدولة وينكر على ٱلناس ما يؤمنون به وفق مسئولية كلٍّ منهم ٱلشخصية.
وعليه أن يعلم مَن هو ٱلعدوّ لدولة ٱلمدينة. فقد ورد فى دستورها تحديد له بٱلقول: "وأن لا تُجارُ قريش ولا من نصرها". وقريش هم قوم ٱلرسول ٱلذين رفضوا ٱلقول: "لكم دينكم ولىَ دينِ" لأنهم لا يقبلون بأخر ولا بمفهوم عن ٱلدينٍ إلى جانب مفهومهم ٱلكافر لكلِّ مفهوم أخر. وقد تابعوا حربهم على صاحبه من بعد هجرته. وبذلك عليه أن يعلم أنّ عدوّ ٱلعيش ٱلمدينىّ هو ٱلتعصب للقوم ودينهم.
وعليه أن يعلم أنّ ما صنعه ٱلرسول فى ٱلمدينة يبيّن أنّ ٱلدين مسألة فكرية لكلِّ فرد من ٱلناس شأن فيها مثل جميع ٱلمسآئل ٱلفكرية ٱلأخرى. فهو ٱلذى يبحث بنفسه وعلى مسئوليته عن أسلوب تعامله مع مسألة ٱلدين وغيرها. فٱلذى يهتدى بدين ٱلحقِّ لا ينسى قول ٱلبلاغ 17 ٱلحجّ "إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّٰبئينَ وٱلنَّصَٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشرَكُوا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد". فلا يعمل مخالفا له ولا يقول "لا يجتمع فى جزيرة ٱلعرب دينان". ولا يسعى ليفصل بين ٱلناس فى ديارهم. ولا يعمل للصيطرة على تلك ٱلفئات ويحتكر لنفسه ٱلسلطة وٱلدين.
وأخيرا عليه أن يعلم أنّ ما يستند إليه كلّ من ٱلسنّة ٱلبخاريين وٱلشيعة ٱلجعفريين وٱلقوميين ٱلقريشيين فى ٱلعراق وما جآء عن دين ٱلدولة فى دستور ٱلعراق يفترق عن كتاب ٱللّه وٱلمثل ٱلرّسولى فى دولة ٱلمدينة ودستورها ويقف على ٱلضدِّ منهما.

عرضت لمفهوم فصل ٱلدين عن ٱلدولة فى مقالين "ٱلعلمانية مفهوم يحرف ٱلإدراك ويلغو فيه!" و"فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين". وقلت فيه بشاهد من كتاب ٱللّه أنّ فصل دين ٱلطوآئف ٱلكهنوتىّ عن ٱلدولة هو مطلب من ٱللّه فى كتابه. وكان قد وصل إليه ٱلإنسان ٱلأوروبىّ بفعل تطوره ٱلعلمى ورفضه لظلم سلطة طاغوت ٱلكهنوت ودينه.
وجآء فى ٱلمقال: (أمّا ما ورد فى كتاب ٱللّه من توجيه وبيان فهو ٱلذىۤ أراده مارتن لوثر فى ٱحتجاجه ٱلدينى. وهو ماۤ أراده ٱلتنويريون ٱلأوروبيون من مفهوم ٱلسيكيولاريزم. وكان تطور مفاهيم ٱلناس فىۤ أوروبا وتطور علمهم وصناعتهم هو ٱلذى جعلهم يسعون لاستبدال سلطة ٱلكاهن ٱلمجنون بسلطة أشخاص سليمين من مرض ٱلوسواس ٱلخناس وجنون صاحبه. وقد توصلوۤا إلى سلطة تهتم بٱلحياة ٱلدنيا وتمنع ٱلتدخل بين ٱلمرء وربه. وتترك له وحده مسئوليته عن عيشه وتطوره فى ٱلحياة ٱلدنيا وعن حظه فى ٱلحياة ٱلأخرة. وهذه ٱلسلطة ٱختارت ٱلانصراف إلى ٱلاهتمام بحماية حقوق ٱلفرد فى عيشه وتطوره ٱلعلمى وٱلمعرفى فى ٱلحياة ٱلدنيا وحدها. فلا تتدخل بما يتبع من منهاج يتعلق بحظه فى ٱلحياة ٱلأخرة. وبهذا تكون هذه ٱلسلطة قد فصلت بين ٱتباع ٱلشخص لمنهاج دينى وٱتباعه لمنهاج سياسى ٱجتماعى. وهى لا تنكر عليه حقه فى ٱلإيمان بما يشآء من دين أو حقه فىۤ أن يكون ملحدا).
وقلت عن ٱلسلطة ٱلجديدة فىۤ أوروبا: (هذه ٱلسلطة بمنهاجها ٱلسياسى وٱلاجتماعى أظهرت وصولهاۤ إلى طور دولة ٱلمدينة بفعل ٱلتطور لا بفعل ٱلهداية ٱلرّسولية. وهى كانت ٱختارت مفهوم ٱلسيكيولاريزم لتطلقه على نفسها وتعلن به عن ٱهتمام مؤسسات ٱلدولة بٱلحياة ٱلدنيا وحاجاتها وتترك مفهوم ٱلحياة ٱلأخرة للأشخاص. وبذلك أرىۤ أن مفهوم ٱلسيكيولاريزم ٱلمؤسس لسلطة ٱلدولة ٱلأوروبية جآء يوافق أركان ٱلدين ٱلأساس فى كتاب ٱللّه ٱلقرءان وأولها ٱلركن "لآ إكراه فى ٱلدين").
وقلت عن أصحاب مفهوم ٱلسيكيولاريزم فى ٱلغرب أنّهم: (أرادوا من فكرتهم ٱلمحمولة بكلمة ٱلسيكيولاريزم دولة مدينية لا تخضع لسلطة وصيطرة ٱلكنيسة. وهم لم يعلنوۤا أنّ دولة ٱلسيكيولاريزم ملحدة وتمنع ٱلدين. إلاۤ أنهم أعلنوۤا أنّ ٱلفرد هو إنسان حرّ ومسئول عن ٱختياره وأنّ ٱلدولة ترعى حقّ ٱلأفراد فى ٱختياراتهم مؤمنة كانت أم ملحدة. كما ترعى حقّ ٱلجماعات ٱلقومية ٱلمختلفة فى لسانهم ٱلخاص. وحقّ ٱلطوآئف ٱلدينية ٱلمختلفة فى مناسكها).
وتسآءلت فى مقال "فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين" هل يمكن حقًّا فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين؟
وقلت ما رأيته جوابا لى على ٱلسؤال: (أنه لا فصل للدولة ٱلمدينيّة عن ٱلدِّين. وأن ميثاق ٱلدولة ٱلمدينية هو دينها ٱلذى يحكم سنَّ ٱلتشريع فيها. ورأيت أنّ ٱسم ٱلمدينة وميثاقها وسلطة دولتها يأتى من ٱسم ٱلدِّين وميثاقه. وأن ٱلفصل ٱلمطلوب عن ٱلدولة ومؤسساتها هو للمؤسسات ٱلطآئفية وليس للدين. فٱلدين هو ناموس ٱلحقّ substantive law (ٱلقوانين ٱلموضوعية فى ٱللغة). ومَن ينفصل عن هذا ٱلدين يضيع عن ٱلحقِّ. وهو ما فعله ٱلكهنوت فىۤ أوروبا فصنعوا ٱلظلم وٱلظلمات فيها. وبسقوط سلطتهم وصيطرتهم بدأ ٱلنور بٱلانتشار فىۤ أوروبا وما زال يتابع ٱنتشاره).
لقد تطورت سلطة ٱلديمقراطية فىۤ أوروبا بمساعدة خارجية جآءتهم من ٱلولايات ٱلمتحدة فى ٱلحرب ٱلكونية ٱلثانية. فهل ما فعله ويفعله ٱلعراقيون إلى ٱليوم بٱلمساعدة ٱلخارجية يوصلهم إلى سلطة دولة مدينة فيدرالية ديمقراطية ترعى وتصون حقوق ٱلإنسان كفرد (ذكر وأنثى) ٱقتصاديا وٱجتماعيا وفكريا؟ وكجماعة قومية ذات لسان خاصٍّ؟ وكطآئفة دينية لها بيوتها وأساليبها ٱلدينية من دون إكراه ومن دون إلغآء ومن دون إلحاق؟
بكلّ أسف وأسىۤ أقول مجيبا على تلك ٱلأسئلة. أنّ جميع ٱلقوى ٱلسياسيّة فى ٱلعراق بعيدة كلّ ٱلبعد عن مفهوم ٱلسيكيولاريزم وعن مفهوم دين ٱلحقِّ وعن ٱلاستفادة مما جآءهم من مساعدة خارجية. وأن ما يفعلونه فى ٱلعراق ما هوۤ إلاۤ أفعال تثريب وضياع عن سبيل ٱللّه ٱلذى كان رسول ٱللّه محمد قد ضرب للناس مثلا عليه فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة وهو ما سار على سبيله من بعده أصحاب ٱلسيكيولاريزم ٱلأوروبيّون.
فمَن يهيمن فى ٱلعراق ٱليوم هم أتباع كهنوت شيعى جعفرىّ وأخر سنىّ بخارىّ وقومىّ قريشىّ لا صلة لهم جميعهم بدين ٱلحقِّ ولا بمفهوم ٱلسيكيولاريزم ٱلأوروبىّ. وهؤلآء سيسوقون ٱلعراق إلى حروب وتمزيق وتهجير وخسارة للمساعدة ٱلخارجيّة ما لم يهتدوۤا إلى سبيل ٱلمثل ٱلرّسولى فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة ليكون لهم سيكيولاريزمهم ٱلعراقىّ ٱلذى يفصل بين دين ٱلطوآئف ودين ٱلقوم وبين سلطة ٱلدولة وتشريعها ٱلمدينىّ ٱلذى يهتدى بدين ٱلحقِّ.

سبق ونشرت فكرة عن ٱلميثاق ٱلذى يحكم نشأة ٱلدولة. وجآءت ٱلفكرة فى ثلاث مقالات. ٱلأول "من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا". وٱلثانى "ميثاق شعوب بلاد ٱلشام أساس (ٱلدستور ٱلمدينىّ)". وٱلثالث "ما هى حاجتناۤ إلى ٱلميثاق؟".
وكان كتابى "ٱلصحيفة" يحمل عرضًا لميثاق دولة ٱلمدينة ٱلمنورة ٱلذى ضرب ٱلرّسول محمد مثلا على بنآئها فيه. وبيّنت فى كتابى "ٱلانقلاب" كيف ضاع ذلك ٱلميثاق بٱنقلاب سقيفة بنى ساعدة ونشأت به سلطة طاغوت وكهنوت قريشىّ ضاع معها ٱلمثل ٱلرّسولى وضاعت على شعوب قوم ٱلرسول صناعة وبنآء دولة ٱلمدينة.
وماۤ أردته من أعمالىۤ أن تكون إثارة لأفكار ٱلمهتمين فى ٱلشأن ٱلعام من مفكرين وسياسيين ومشرّعين فى بلادنا علىۤ أسس محددة ومبيّنة فى كتاب ٱللّه لا من كتب كهنوت ٱلطوآئف وتاريخهم ٱلسياسىّ. لعلّهم ينظرون ويعملون على صناعة ميثاقية (دستوريّة) تهتدى بكتاب ٱللّه وتحكم بنآء ٱلسلطة وتداولها فى عموم بلادنا ٱلشاميّة وتحكم ٱلتشريع (ٱلقوانين) بعيدا عن مفاهيم ٱلكهنوت وتاريخه.
وتابعت جهدى فى ٱلعمل على هذه ٱلمسألة ٱلهامّة وعرضت لمفهوم ٱلفيدرالية فى مقال "ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية وٱلوحدة". وقلت فيه أننى (لن أعرض هنا شاهدًا على ماۤ أقوله عن ٱلفيدرالية من ميثاق فيدرالية ٱلولايات ٱلمتحدة أو من ميثاق فيدرالية ألمانياۤ أو من ميثاق فيدرالية ٱلهند. بل سيكون شاهدى ٱلوحيد فى هذا ٱلمقال من مصدر رسولىّ هو ميثاق دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة "ٱلصحيفة". وللمعترضين بٱسم دين ٱلإسلام بعد ذلك أن ينسبوا شاهدىۤ إلى ٱلمؤامرة وأن يتخذوا منه ما يشآءون من مواقف. ولكن عليهم إن فعلوا ذلك ألا يقيموۤا أىَّ رابط بين مواقفهم ٱلمعترضة على ٱلفيدرالية وبين دين ٱللّه ورسوله). ثمّ عرضت مواد دستور ٱلمدينة ٱلمبينة لمفهوم ٱلفيدرالية. وفيما يلى نسخ لذلك ٱلعرض:
(لقد بدأت ٱلصحيفة بتوكيد وحدة أهل ٱلمدينة:
"ٱلبند ٱلأول: إنّهُم أُمّة وَاحِدَة مِن دُونِ النّاسِ".
ثم بدأت بتعداد ٱلمكونات ٱلفئويّة لهذه ٱلأمة ٱلواحدة مع بيان ٱلاستقلال ٱلادارىّ وٱلتشريعى (ٱلقانونىّ) لكلٍّ مِّنها:
ٱلبند ٱلثانى: المُهَاجِرُونَ مِن قُرَيشٍ عَلَى رِبعَتِهِم (مكان إقامتهم وعيشهم فى هجرتهم) يَتَعَاقَلُونَ (مسآئل ٱلتشريع وٱلحقوق وٱلحكم) بَينَهُم وَهُم يَفدُونَ عَانِيَهُم (كلمة "عَنِى" تدل على ٱلفقير فى طور ٱلِّسان ٱلعبرىّ) بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثالث: وَبَنُو عَوفٍٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى كُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلرابع: وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلخامس: وَبَنُو الحَارِثِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسادس: وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعْروفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسابع: وَبَنُو النّجّارِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثامن: وَبَنُو عَمرِو بنِ عَوْفٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلتاسع: وَبَنُو النّبِيتِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلعاشر: وَبَنُو الأَوسِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ".
وفى هذه ٱلبنود ٱلتسعة تظهر تسع دول فيدرالية متحدة فى دولة واحدة مكوّنة من وحدتها ٱلسياسية وٱلأمنية ٱلفيدراليّة أمّة واحدة هى دولة ٱلمدينة. ويظهر فى ٱلبند ٱلثانى حقّ لِّلمهاجرين فىۤ إقامة سلطة لهم علىۤ أرض مهجرهم يثرب يقرّه ويعترف به أهل يثرب من دون تذمر ولا منع. ليس هذا فحسب بل ورد ذكر حقّ ٱلمهاجرين متقدِّمًا فى ٱلصحيفة على ذكر حقوق أهل يثرب.
وجآء فى كتاب ٱللَّه توكيد على وحدة أهل هذه ٱلدول ٱلتسعة بتسميتهم أهل ٱلمدينة:
"ما كان لأهلِ ٱلمدينة ومَن حولهم مِنَ ٱلأعرابِ أن يتخلَّفُوا عن رَّسولِ ٱللَّهِ ولا يَرغبٌوا بأنفسِهِم عن نفسِهِ"130 ٱلتوبة
"ومِمَّن حولَكُم مِّنَ ٱلأعرابِ مُنَٰفِقُونَ ومِن أهلِ ٱلمدينةِ مَرَدُوا على ٱلنِّفاق لا تَعلَمُهُم نحنُ نَعلَمُهُم" 101 ٱلتّوبة.
وتتابع ٱلصحيفة تسطير بنودها مبيّنة أنّ مؤسسها ٱلرّسول يتبع بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ فلا يخالفه:
"إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّٰبئينَ وٱلنَّصَٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشْرَكُوا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
فقد ورد فى ٱلصحيفة عشرة بنود تبيّن دين وقوم وفئات كلٍّ مِّن تلك ٱلفيدراليات ٱلمتحدة فى دولة ٱلمدينة وتركت أمر ٱلفصل بينهم إلى ٱللّه كما بيّن ٱلبلاغ 17 ٱلحجّ:
ٱلبند ٱلخامس وٱلعشرون: وَإِنّ يَهُودَ بَنِي عَوفٍ أُمّة مَعَ المُؤمِنِينَ لِليَهُودِ دِينُهُم وَلِلمُسلِمَينِ دِينُهُم مَوَالِيهِم وَأَنفُسُهُم إلّا مَن ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنّهُ لَا يُوتِغُ (يعاقب) إلّا نَفسَهُ وَأَهلَ بَيتِهِ.
ٱلبند ٱلسادس وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي النّجّارِِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلسابع وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي الحَارِثِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلثامن وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي سَاعِدَةَ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلتاسع وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي جُشَمٍ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلثلاثون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي الأَوسِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلواحد وٱلثلاثون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي ثَعلَبَةَ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ إلّا مَن ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنّهُ لَا يُوتِغُ إلّا نَفسَهُ وَأَهلَ بَيتِهِ.
ٱلبند ٱلثانى وٱلثلاثون: وَإِنّ جَفنَةَ بَطن مِن ثَعْلَبَةَ كَأَنفُسِهِم.
ٱلبند ٱلثالث وٱلثلاثون: وَإِنّ لِبَنِي الشّطِيبَةِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ وَإِنّ البِرّ دُونَ الإِثمِ.
ٱلبند ٱلرابع وٱلثلاثون: وَإِنّ مَوَالِيَ ثَعلَبَةَ كَأَنفُسِهِم.
ٱلبند ٱلخامس وٱلثلاثون: وَإِنّ بِطَانَةَ يَهُودَ كَأَنفُسِهِم.
وبينت ٱلصحيفة فى ٱلبند ٱلسادس وٱلثلاثين وحدة هذه ٱلأمة ٱلواحدة فى ٱلحرب وفى ٱجتماعها حول رئيس ٱتحادىّ واحد "وَإِنّهُ لَا يَخرَجُ مِنهُم أَحَد إلّا بِإِذنِ مُحَمّدٍ عليه ٱلسلام".
وبيّنت فى "ٱلبند ٱلسابع وٱلثلاثين" ٱستقلال كلٍٍّ مِن هذه ٱلفيدراليات فى نفقتها ٱلداخلية "وَإِنّ عَلَى اليَهُودِ نَفَقَتَهُم وَعَلَى المُسلِمِينَ نَفَقَتَهُم". وبيّنت نصرهم لبعضهم على مَن يحارب وحدتهم ٱلسياسية "وَإِنّ بَينَهُم النّصرَ عَلَى مَن حَارَبَ أَهلَ هَذِهِ الصّحِيفَةِ". ثمّ بيّنت أنّ ٱلعلاقة بين دول ٱلفيدرالية تقوم على ٱلنّصح وٱلنصيحة وٱلبرّ "وَإِنّ بَينَهُم النّصحَ وَالنّصِيحَةَ وَالبِرّ دُونَ الإِثمِ". كما بيّنت منع ٱلاعتدآء على ٱلحليف ٱلفيدرالىّ وطلبت نصر ٱلجميع للمظلوم "وَإِنّهُ لَم يَأثَم امرُؤ بِحَلِيفِهِ وَإِنّ النّصرَ لِلمَظلُومِ".
ثمّ بيّنت فى "ٱلبند ٱلثامن وٱلثلاثين" ٱشتراكهم فى ٱلنفقة ٱلحربية "وَإِنّ اليَهُودَ يُنفِقُونَ مَعَ المُؤمِنِينَ مَا دَامُوا مُحَارَبِينَ".
وبهذه ٱلبنود تظهر ٱلفيدرالية ٱلسياسية وٱلأمنية وٱلأمة ٱلواحدة بين تسع قبآئل لكلٍّ منها دولة وتشريع ونفقة. ويظهر فى ٱلبند ٱلثانى أن سلطة ٱلمهاجرين من قريش تقوم على تعاقلهم فيما بينهم وفق تشريع لا يرتبط بما هو فى قريش من تشريع. فلهم تشريعهم ٱلذى يستمدونه من ٱلهداية ٱلرّسولية. أما ٱلبنود من (3- 10) فتبيّن إقرار دولة ٱلمدينة ٱلاتحادية ورئيسها محمّد رسول ٱللَّه بحق كلِّ فيدرالية فى تشريعها ٱلقديم. وهو ما يبيّنه ٱلقول "عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى". فهم غير مكرهين على تشريع أخر بٱستثنآء ما ورد من حقٍّ ٱتحادى مبيّن فى بنود ٱلصحيفة كٱلاحتكام إلى ٱلرئيس ٱلاتحادى فى ٱلخلاف بين فيدرالية وأخرى وٱلنفقة فى ٱلحرب ونصرة ٱلمظلوم وغيرها ٱلتى نجد تفصيلا لها فى بنودها ٱلسبعة وٱلأربعين.
لقد كانت دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة فيدرالية متحدة يرأسها ٱلنّبى محمّد. وكان يشاور حكام دول ٱلفيدرالية فى جميع أمور ٱلدولة ٱلاتحادية ويقبل من ٱلجميع "ٱلنُّصح وٱلنّصيحة". ولم يكن يرى فى دولة ٱلمدينة مؤامرة غربيّة وإسراۤءيلية كما يرى مَن يزعم ٱلإسلام ٱليوم. بل كان أكثر دول ٱلفيدراليّة وأكثر أهل دولة ٱلمدينة من ٱليهود كما تبيّن ٱلصحيفة. وكان ٱلرّسول يسمع من حكامها ٱلنّصح وٱلنّصيحة. بل كان ٱلرّجل ٱلثانى فى دولة ٱلمدينة (كما تبين كتب ٱلسيرة) هو ٱليهودىّ عبد ٱللّه ٱبن أبىّ ٱبن سلول وقد كان من أكثر ٱلمقربين من ٱلرّسول فى مسآئل ٱلحكم وٱلسلطة ٱلاتحادية ومسآئل ٱلحرب (ٱلسيرة لابن هشام).
فهل سيقول ٱلمعترضون بٱسم ٱلإسلام أنّ ٱلصحيفة ورسول ٱللّه وسيلة لإضعاف ٱلمسلمين وتقسيم لبلادهم بمؤامرة غربية وإسرائيلية؟
وبعد هذا ٱلشاهد ٱلرّسولىّ أقول. أنّ ما يحدث فى ٱلعراق ٱليوم من تثريب بين أهله ورجفات (إرهاب) تقتل ٱلناس وتهدّ ٱلبنآء وتمنع ٱستقرار ٱهل ٱلعراق وسيرهم على سبيل ٱلفيدرالية وٱلديمقراطية بٱسم ٱلإسلام وٱلقوم وزعم بطرد ٱلصليبيين ٱلأمريكيين. هو عمل من لا يقبل ببلاغ ٱللّه ٱلعربى 17 ٱلحجّ. بل أرى فيه عمل من لا يقبل بكتاب ٱللّه ٱلقرءان كله ولا بمثله ٱلرّسولىّ. وأرى فى تلك ٱلأعمال أنّ ٱلذى يحرّض عليها هم كهنوت قوم ودين بٱسم دين ٱللّه من أمثال ٱلكاهن ٱلدكتور يوسف ٱلقرضاوى وٱلكاهن ٱلمقاتل أسامة ٱبن لادن. وما يزعمون به من دين فى تحريضهم ما هو إلا نفاق وكذب على ٱللّه ورسوله. وهم فيما يزعمون به من دين يأتون بشاهد عليه من فتاوى ٱبن تيميّة ويستبعدون كتاب ٱللّه بسبب كرههم للّه وكتابه ورسوله. وفى كتاب ٱللّه حكم على فاعل ٱلتحريض وعلى عبيده ٱلمرجفين:
"لئن لم ينتهِ ٱلمنافقون وٱلَّذين فى قلوبهم مرض وٱلمرجفون فى ٱلمدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيهآ إلا قليلا(60) ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقتّلوا تقتيلا(61) سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا(62)" ٱلأحزاب.
إنّ ٱلمعترضين على ٱلفيدرالية فى ٱلعراق بٱسم ٱلإسلام وٱلقوم يؤيدون زعم ٱلمنافقين ويشتركون فى ٱلتحريض على هذه ٱلأعمال ٱلمرجفة ويتابعون معهم ٱلزّعم وٱلنفاق أنّها دفاع عن دين ٱلإسلام وعن ديار ٱلعرب وٱلمسلمين.
لقد جآء فى ٱلبلاغ 17 ٱلحجّ بيان للناس أنّ مناهجهم ومفاهيمهم مختلفة. وبيّن لهم أنّه على ٱلرّغم من ٱختلافهم فى ٱلمفاهيم (بما فى ذلك مفاهيم ٱلدين وٱلقوم) فهم يستطيعون إقامة وحدة فيما بينهم إن أرادوا وحدة تقويهم فى تطورهم وفى حماية عيشهم من معتدِ خارجىّ. وقد جعل رسوله محمّد يضرب لهم مثلا على تلك ٱلوحدة فى فيدرالية ٱلمدينة ٱلمنوّرة.
وبيّن ٱللّه للناس فى ذلك ٱلمثل أنهم فى عيشهم ٱلوحدوىّ يتنافسون من دون إثم ولا حرب ويتسابقون على ٱلعلم فيوسعون علىۤ أنفسهم ٱلاختيار فىۤ أمور عيشهم وتطورهم. وهذا ٱلأمر بينه لهم فى ٱلبلاغ ٱلتالى:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُوا ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة.
وهو سبيل ٱلمؤمنين للعيش مع كافرين وفق ميثاق ٱتحادى مدينىّ يترك مسألة ٱلحكم وٱلتشريع لكلٍّ منهما.
فى كلٍّ من ٱلبلاغ 48 ٱلمآئدة وٱلبلاغ 17 ٱلحجّ ركن من أركان دين ٱللَّه. ومن يؤمن بٱللَّه حقًّا يتبع أركان دينه ويكفر بركن طاغوت دين ٱلقوم ٱلذى لا يقبل بتعدد فى ٱلمفاهيم وٱلمناهج وٱلشرعة ويزعم بشرعة واحدة تقوم على مفهوم طاغوت كافر "لا يجتمع دينان فى جزيرة ٱلعرب". وبزعمه هذا يسير فى ٱلعراق إلى حربِ وقتل مَن يتبع أركان دين ٱللّه ومثله ٱلرّسولى للناس فى دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة.
لقد ركزت فى جميع أعمالى على ما يبينه ٱلبلاغ ٱلعربىّ من حرية ٱلفرد ٱلتى تجعله مسئولا يستحقّ ٱلحساب:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
وقلت متبعًا بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ أنّ ٱلمسئولية فردية "كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة". وهىۤ أركان أىّ عيش ديمقراطىّ. وهى ما منعنا ويمنعنا عنها رجال سلطة ٱلطاغوت وكهنوته من أهلنا بزعم دين غير دين ٱللّه ٱلمبيّن فى كتابه ٱلقرءان. وسبق وقلت أنّ ٱلغرب ٱلديمقراطى يدعونا من أجل هذه ٱلحرية فى بلادنا وهو يعرض علينا عونه. وتابعت قولىۤ أنّه علينا مساعدة أنفسنا وقبول دعوته وعونه وليكن له أجره ٱلمجزى عليه. وأن لا نلتفت إلى ما يطلقه ٱلطاغوت وكهنوته من ٱتهام بٱلخيانة بزعم وطنية وتاريخ وقوم ودين. وأن لا نخون أنفسنا ونكون كٱلأنعام غافلين عن حريتنا ومسئوليتناۤ أمام ٱللّه يوم يقوم ٱلحساب.
لقد كتبت مساهمًا فى صناعة ميثاق لشعوب ٱلعراق. وقد ٱتبعت فيه ميثاق ٱلمثل ٱلرّسولىّ فى ٱلمدينة ٱلمنوّرة. وأرىۤ أنّه يصلح وثيقة أوليّة للنظر فيها وتطويرها لتكون ميثاقًا لولايات فيدرالية شاميّة متحدة على جمبع أرض بلاد ٱلشّام. وبها نكون أمّة واحدة تتوزع على ولايات فئويّة طوآئف وقوميات. ولكلِّ فئة وطآئفة وقوم ولاية يسيد فيها شرعها ٱلذى ترـٰه. ننصح بعضنا بعضًا ونساعد بعضنا فى كلِّ أمر. ونعيش فى وحدتنا ٱلسياسية لا يفصل أحدناۤ أخر متبعين بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ 17 ٱلحجّ. وبه ننهى تفرقنا وضعفنا وتسلط بعضنا على بعضنا ٱلأخر وضياع ثروات بلادنا فى دولة شاميّة فيدرالية ديمقراطية متحدة.
وأقول للمقاتلين فى ٱلعراق ومَن ورآءهم أنتم تقاتلون وترجفون فى ٱلعراق بٱسم دين ٱللّه. فإن كنتم تؤمنون بٱللّه حقًّا عليكم ٱلإيمان بمثله ٱلرّسولىّ وميثاقه وببلاغه ٱلعربىّ 48 ٱلمآئدة و17 ٱلحجّ. فٱتقوا ٱللّه إن كنتم به تؤمنون.
وإذا كنتم لا تقبلون بشرعة غير شرعتكم فلماذا تطالبون بسلطة شرعتكم على مَن لهم شرعة أخرى؟
وأذكركم بما فعله ٱلرّسول يوم فتح مكّة. فهو لم يطلب من أهلها ٱلدخول فى دين ٱللّه حتى يأمنوا على حياتهم. بل طلب منهم ٱلتوقف عن ٱلقتال. وكان طلبه أن يدخلوا بيت ٱللّه وبيوتهم وبيت رئيسهم أبو سفيان. وصدق رسول ٱللَّه بما وعد. فلم يقتل إلا مَن قتلهم خالد ٱبن ٱلوليد مخالفًا أمر ٱلرّسول. وٱسألوا ٱبن هشام عن تلك ٱلخيانة. وٱعلموۤا أنّكم بما تفعلون فأنتم بهذا ٱلخآئن تقتدون.
وأقول لكم إذا كان أهل ٱلمكان ٱلذى تصيطرون عليه من أرض ٱلعراق يقبلون بكم وبشرعتكم ٱلتى تخون ٱللّه وكتابه ورسوله فلتكن لكم ولاية فيدرالية فىۤ أماكن سكنكم تسيد فيها شرعة ترضون بها لأنفسكم وتوقفون أفعالكم ٱلتى تدمر حياة وعيش أهل ٱلعراق ٱلأخرين.
لقد بيّنت ٱلصحيفة للذين يؤمنون بٱللّه وكتابه ٱلقرءان ومثله ٱلمضروب فى دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة أنّ وحدة ٱلعراق لن تكون إلا عبر ولايات متحدة فى هيئة فيدرالية. وأنّ ٱلديمقراطية هى ركن من أركان دين ٱللّه وليست مستوردة ولا مؤامرة. وأنّ قيامها لا تأتى به صناديق ٱلانتخاب إلا فى هيئة ٱلفيدرالية. ومثلى على ذلك مما حدث فى مصر وفلسطين وٱلعراق. ولو حدثت ٱلانتخابات فى كلِّ ولاية لكان ٱلحدث يرضىۤ أهلها فيما ينتخبون ليكون عليهم حاكمًا ومشرِّعًا. كذلك سيكون ٱنتخاب أهل ٱلولاية لمن يمثلهم فى مجلس ٱلاتحاد يرضيهم. وسيجهد ٱلجميع لينتخبوا من هو ٱلأفضل بينهم فى ٱلولاية وفى ٱلاتحاد. ولن يكون لشرعة سلطة علىۤ أخرى عملا ببلاغ ٱللّه ٱلعربىّ "لكم دينكم ولى دينِ").

بعد هذا ٱلنسخ أختم بٱلقول أنّ بنآء مجتمع مدينىّ ديمقراطىّ فى ٱلعراق يحتاج لمن يؤمن ويعمل على حماية ٱلمسئولية ٱلشخصيّة للفرد بعيدا عن سلطة طاغوت ٱلجماعة فى طآئفة كانت أم فى عشيرة أم فى قوم. ويحتاج لقبول مفهوم ٱلفيدرالية بين أقوام ٱلعراق وعشآئره وطوآئفه كلّ منهم "عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى" من دون إكراه لهم فى مسألة تشريع أو ٱتباع لدين.
ومثل هذا ٱلبنآء يحتاج لميثاق بين تلك ٱلفئات لا يذكر فيه دينا للدولة ولا لرئيسها. ويذكر فيه ٱسم جميع فئات ٱلعراق فلا يغفل عن واحدة منها مهما كانت صغيرة. ويذكر لها حقها ٱلمتماثل مع غيرها كما جآء فى صحيفة رسول ٱللّه "وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي النّجّارِِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ... وَإِنّ جَفنَةَ بَطن مِن ثَعْلَبَةَ كَأَنفُسِهِم... وَإِنّ مَوَالِيَ ثَعلَبَةَ كَأَنفُسِهِم... وَإِنّ بِطَانَةَ يَهُودَ كَأَنفُسِهِم".
كما يذكر فيه أنّ ٱلتعصّب للقوم وللطآئفة وللعشيرة هو عمل على ٱلضّدِّ من أمّة واحدة فى ٱلعراق. فيذكر فيه مثل ما جآء فى ٱلصحيفة "وأن لا تُجارُ قريش ولا من نصرها".
أما ما يتعلّق بسلطة رئيس ٱلعراق فأقول أنها لا تأتى من ٱنتخابه داخل أكثرية برلمانيّة بل لدى جميع فئات أمّة ٱلعراق ٱلواحدة كما يحدث فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱليوم وكما حدث فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة بٱلأمس. لتكون سلطته فوق جميع سلطات ٱلفئات ٱلفيدرالية "وَإِنّهُ لَا يَخرَجُ مِنهُم أَحَد إلا بِإِذنِ مُحَمّدٍ".

هذا ما توصّلت إليه من فهمى لمسألة بنآء دولة ٱلديمقراطية وحقوق ٱلإنسان فى ديار يعمل أهله بهداية من كتاب ٱللّه ٱلقرءان. ومن أمثلة عليها فى مَثَلِ دولة ٱلمدينة ٱلمنورة. وفى دول ٱلغرب ٱلديمقراطىّ. وأرجوۤ أن يكون ما توصلت إليه مساهمة فى ٱلتفكير وٱلبحث عن وسيلة للوصول بشعوب ٱلعراق إلى برّ أمان فى عيشه ٱلمشترك. ومساهمة فى ٱلوسيلة ٱلتى يعمل عليها موقع ٱلحوار ٱلمتمدن ليكون كتابا شهريا يحمل ٱلعنان "ٱلحوار ٱلمتمدن - ٱلكتاب ٱلشهرىّ" يحمل فى صحفه مفاهيم مجتمع ٱلمدينة ٱلمنشود فى ٱلعراق.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلحوار ٱلأمريكى ٱلإسلامىّ يحزن ٱلمؤم ...
- -مُحصَنَٰتٍ غَيرَ مُسَٰفِحَٰتٍ وَلاَ مُتَّ ...
- نكاح ٱلمؤمنين
- كهنة ٱلمسلمين ٱلبخاريين يستنكرون كلام ٱلقذ ...
- لا تقربوا ٱلصّلوٰة وأنتم سكارى
- ٱلأخوان فى مصر وفى غيرها يلمِّعون وجه ٱلطاغوت!
- ءادم وعيسىٰ
- ٱلحوار وٱلاختلاف
- ٱلتعليم ٱلدينىّ عدوان وظلم
- أهمية عقل ٱلنظرية ٱلعلمية مع ٱلقرءان
- ٱلأخوان فى مصر طاغوت يجعل من طاغوتها رحمة!
- أقيموا ٱلصَّلوٰة وءاتوا ٱلزَّكوٰة و& ...
- تفسير ٱلقرءان
- ٱلبشر وٱلإنسان
- هل -ٱلقرءان- هو كتاب ٱللَّه؟
- ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية وحقوق ٱلإنسان
- ٱلبابا بندكتوس وٱلمسلمون ٱلبخاريون!
- هل أنّ ٱللّه ربّ ٱلسّمٰوٰت وٱل ...
- جدلية وحش إنسان
- ٱلعمل ٱلسياسىّ بهداية كتاب ٱللّه


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....



الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - سمير إبراهيم خليل حسن - هل يقوم مجتمع مدينىّ فى ٱلعراق؟