أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر النابلسي - محرومون يستحقون الصدقة!














المزيد.....

محرومون يستحقون الصدقة!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


-1-
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي انساناً غبياً وأهبل إلى درجة لا تُوصف، وإما أن يكون الشعب الليبي ومن ورائه الشعب العربي، الذي يسمع هذه الترهات هو كذلك.

واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو النبي لا كذب، وإما أن يكون الشعب الليبي هو الذي أصبح مخدراً ومقيداً بفضل الأجهزة البوليسية، بحيث أصبح قابلاً لتصديق كل شيء بالقهر والقوة من العقيد العتيد.

واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو الساحر السياسي الأكبر والمشعوذ السياسي الأمهر في العالم العربي، بحيث يستطيع تمرير خبر الأمس بكل سهولة، وبدون أن يرف له جفن، وإما أن الشعب الليبي قد اصابته مصيبة كبرى تتمثل في قطع ألسنته ووقر آذانه، وتغييبه تغييباً تاماً.

-2-
بكل جرأة، وبكل ثقة، وبكل فخر واعتزاز، يُعلن القذافي بالأمس، بأن أسرته من ضمن 400 أسرة ليبية محرومة، قد تسلّمت حصتها لهذه السنة من ثروة ليبيا، وهي مائة ألف دولار فقط. وقال القذافي للشعب الليبي، كيف سيتصرف بهذه الثروة المتواضعة، التي لا تكفي لشراء أحذية ايطالية له، ولعائلته.

وقال بأنه سيشترى بجزء من هذا المبلغ مائة سهم هنا، ومائة سهم هناك، مثله مثل أي مواطن ليبي محروم. وأدار للشعب الليبي بعد ذلك، الاسطوانة الثورية، التحررية، الاشتراكية، الديمقراطية، الشعبية المشروخة قائلاً، إن الثورة مكنت الليبيين من السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم، مشيراً إلى أن جهوداً لتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد تُوّجت بتوزيع الثروة على الذين كانوا محرومين منها، والذين أصبحوا بموجب هذا الإجراء مساهمين وشركاء في مؤسسات مالية ومصرفية وشركات خدمية وإنتاجية ، وبات لديهم رأسمال ثابت في كل النشاطات الاقتصادية في البلاد.

-3-

رغم بهلوانية القذافي وشعوذته المعروفة والمعتادة، إلا أنه لم يذكر لنا وللشعب الليبي، مقدار الأموال الطائلة التي نهبها هو وعائلته وزمرته، طيلة 37 سنة من حكمه الديكتاتوري الكاريكاتوري.

ماذا فعل بمئات الملايين التي نهبها من ثروة ليبيا، ومن جيب الشعب الليبي، طيلة السنوات الماضية ؟

ما هو مقدارها، وبأي حق نهبها، وفي أي البنوك السويسرية يحتفظ بها؟

ويلاه.. !

لم يُنكب شعب في العالم العربي بسلطته الطاغية المشعوذة والبهلوانية، كما نُُكب الشعب الليبي من أحفاد عمر المختار.

والمصيبة، أن فئات من المثقفين العرب، ما زالت تثق بالنظام الليبي، خاصة فيما يقوله الفيلسوف السياسي سيف الإسلام القذافي، من أفكار وطروحات سياسية براقة ولامعة، ولكن لا أصل لها على أرض الواقع. فالفيلسوف سيف الإسلام يُنظّر للحرية والديمقراطية والعدالة وحسن توزيع الثروة، ووالده واخواته الباقين ينهبون من جهة أخرى، ويهرّبون المال الغزير خارج ليبيا، والشعب الليبي المقيد بسلاسل من حديد ورصاص، لا يفعل شيئاً، ولا يحرك ساكناً.

وكيف له ذلك، وليبيا اصبحت سجناً كبيراً بلا قضبان.

-4-



لقد اثار شفقتي وعطفي هذا القذافي الفقير المحروم، وأنا استمع إلى خطابه بخصوص توزيع الثروة على المحرومين، وكادت عيناي أن تدمع رأفة بحاله، وشفقة عليه.

فهذا الزعيم، القائد، الأب، المناضل، المحروم مع المحرومين في الأرض، الذي قضى حتى الآن 37 سنة في الحكم يناضل، ويبني ليبيا علمياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، حتى أصبحت منارة عربية يُهتدى بها، لا يتقاضى في سنته غير مائة الف دولار هو وعياله.

ما هذا الظلم، وما هذا الجحود؟

كيف سيعيش القذافي المحروم مع المحرومين، بهذا المبلغ الزهيد، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في ليبيا. وكيف سيصرف على عائلته الكبيرة، والكثيرة الطلبات والمتطلبات؟

لقد هاتفت بنكي في الحال، لكي أعرف مقدار رصيدي، علّني أبعث له بمساعدة مالية متواضعة، ولكني لم أجد في حسابي غير مائة دولار فقط، وتذكرت بأني سأذهب غداً إلى الطبيب، وعليَّ أن أدفع له. فحزنت، وابتأست، بل زاد حزني وابتآسي. وتمتمت في عُبي:

لعن الله السياسة العربية، والزعامة العربية، التي لا تجلب لصاحبها غير الفقر والعوز والحرمان.

وقلت:

حقاً، حقاً، فمن أراد أن يشحذ، ويصبح محروماً مع المحرومين في الأرض، يستحق الصدقة كالقذافي، فعليه أن يتولى حكم بلد غني كليبيا، طيلة 37 عاماً، دون حساب أو عقاب!

السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبراليون متشائمون
- Happy Valentine’s Day
- القرضاوي -الضرورة- يستنجدُ بالكُرد لإنقاذ العراق!
- Star Academy 4
- متى نشرب هذه الكأس؟
- هل قاد اخفاق العَلْمانية إلى الارهاب؟
- القُبلة الأمريكية الأخيرة للعراق
- الارهاب وجناية المثقفين
- مسمار جُحا
- الفاشية الفلسطينية البازغة
- دور الفقهاء في ذمِّ النساء
- فتح ملفات الفساد الأردني: لماذا الآن؟
- لماذا أصبحت بعض الشعوب ككلب ديستوفيسكي؟
- من وصايا الماوردي للسلطان العربي
- الأردنيون وذهبُ رغَد
- لماذا يرفض الفقهاء الرقص مع النساء؟
- عمرو موسى والطبّ العربي بالزعفران
- واشتروها بثمن بخس.. دراهم معدودة!
- شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب
- أين الدواء في روشتة بيكر- هاملتون؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر النابلسي - محرومون يستحقون الصدقة!