أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويتعظ














المزيد.....

لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويتعظ


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصف مايلز كوبلاند حسني الزعيم بأنه كان رجلًا سهل الانقياد قبل الانقلاب، ولم يخطر ببالنا أن هذه الصفات الشخصية قد تتغير بتغيُّر الأحوال والأزمان. في اليوم الثاني بعد الانقلاب، أمضى الميجر ميد ساعات طويلة مع حسني الزعيم وهو يحدد له أسماء "الجديرين" بأن يكونوا في مناصب دبلوماسية، وما هي وجبات الطعام التي يجب تقديمها للرئيس شكري القوتلي في سجنه حتى لا تلتهب القرحة في معدته.
لكن ما ان أُذيعَ خبر الاعتراف الأميركي بنظام الحكم الجديد حتى بدا حسني الزعيم وكأنه رجل جديد مختلف(لاحظ طيش المسؤول العربي وخفته وهبله، عدا عن النفخة على خازوق المميزة للمسؤولين في ربوعنا من مختلف المستويات/ع).
فقد أبلغني، والكلام لكوبلاند، الميجر ميد في أحد الأيام فجأة أن علينا أن نتمثل لحسني الزعيم قيامًا كلما دخل القاعة. ومن الضروري استبدال كلمة "أنتم" بكلمة "أنت" في سياقات خطابنا له، ويُستحسن استخدام تعبير "صاحب الفخامة"!!!
باختصار، يواصل كوبلاند، بدا يتضح لنا أننا أغفلنا أمرًا ضروريًّا جدًّا عند رسم خططنا، وأن الوقت قد حان للبحث عن رجل آخر يحل محل حسني الزعيم الذي لا محالة قد اقتربت نهايته.
من الآن وحتى نهاية هذا المقال، أدعو القارئ إلى التدقيق في كل ما يقرأ. يقول كوبلاند:"لقد أكدت تجربة حسني الزعيم أن عَمَالة أي حاكم لدولة عظمى، حتى لو كانت من اقوى دول العالم، لا تكفي لضمان بقائه في الحُكم واستمراره بالسلطة".
وفي تقييمه لحسني الزعيم، يرى كوبلاند أن قيادته لم تكُن تنطوي على أية براعة أو حُسن صنعة، حيث لم تتوفر له فرصة الإلمام بالنظرية الحديثة لفن القيادة. ولم يقتنع أن مهمة الحاكم الرئيسة، هي أن يضع مرؤوسيه في ظروف لا يجدون فيها مهربًا من تأييده أو اتباع توجيهاته.
صبيحة 14 آب 1949 حاصرت مجموعة من الضباط بقيادة سامي الحناوي اسمًا وأديب الشيشكلي فعلًا بيت حسني الزعيم وقتلوه، ثم دفنوه في المقبرة الفرنسية.
يقول كوبلاند:"لقد أخبرني الشيشكلي بعدها أن كان لبقًا معنا، إذ عامل حسني الزعيم على أساس أنه عميل فرنسي وليس عميلًا أميركيًّا".
وبعد أربعة أشهر، اعتقل الشيشكلي سامي الحناوي، وبدأ بادارة البلاد، فظهر على أنه رجل سوريا القوي. وبقي في سدة الحُكم حتى شباط 1954، حيث غادر سوريا هربًا من أحد الانقلابات العسكرية المتعاقبة على سوريا منذ ذلك الحين، حتى أضحى من الصعب على المرء أن يبقى متابعًا للأحداث ويعرف من يمسك بيده مقاليد الأمور مهما كانت معرفته بالسوريين قوية وخبرته بهم واسعة.
ولعل من أهم العِبر والدروس المستخلصة أميركيًّا من درس حسني الزعيم أنه كما يُقيِّمه كوبلاند "أمسك بمقاليد السلطة، كما يمسك رئيس عصابة بمقاليد السلطة داخل عصابته". ومن الطبيعي في حالة كهذه، أن يفقد السلطة للسبب ذاته الذي يفقد رئيس العصابة سلطته. أفراد العصابة يطيحون برئيسهم، عندما يبدأ الشك يتسرب إلى نفوسهم أن رئيسهم قد غَدَرَ بهم وخَذَلَهم.
إن الشرط اللازم، بحسب كوبلاند، لبقاء أي حاكم أو مجموعة حاكمة بالسلطة في سوريا واستمرار التقدم في مجال الاصلاح والبناء هو الظهور بمظهر يستحيل القول معه أنه صنيعة لنا، وأن يتصرف بطريقة لا تُظهر أي انسجام مع أذواقنا وميولنا. باختصار، إن مساندتنا لأي زعيم، كما يجزم كوبلاند، للوصول إلى سدة الحُكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التي نريدها يوجبان عليه أن يوجه بعض الإساءات لنا كي يتمكن من المحافظة على السلطة، ويضمن استمرارها. كما ان هيكل النظام السياسي، الذي يتبع ذاك الحاكم لا بد أن يكون طبيعيًّا وفطريًّا وغير مصطنع. وبالتالي، يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر العداء لمصالحنا. هذه هي استراتيجيتنا في "لعبة الأمم"، المتبعة مع غير العالم الغربي. إننا، كما يقول كوبلاند، نقبل انتساب عدد من اللاعبين ونرحب بجلوسهم معنا إلى طاولة اللعب، من دون أن يكون سلوكهم كما نحب ونهوى تمامًا. إلا أننا نعتقد أن بإمكاننا أن نفوز عليهم بمجرد اتباع طرق وألاعيب خاصة، لكنها تختلف كل الاختلاف عن تلك التي نتبعها في "لعبة الصراع" مع خصومنا السوفييت والصينيين، أو تلك التي نتبعها في "لعبة التعاون" مع أصدقائنا. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة


المزيد.....




- -أب وابنه-.. أستراليا تعلن تفاصيل جديدة عن مشتبه بهما والسلا ...
- وفاة إيمان شقيقة -الزعيم- عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متول ...
- مسلم أعزل ولا يمتلك خبرة في الأسلحة.. من هو الرجل الذي انت ...
- المغرب: قتلى جراء -تدفقات فيضانية استثنائية- في آسفي جنوب ال ...
- نيوزويك: اليابان تكشف عن سلاح ليزر سيغير قواعد الحرب
- مصر.. أسعار السيارات مُرشحة لتراجع جديد في عام 2026
- سوريا تعتقل 5 مشتبه بهم بعد مقتل جنديين أمريكيين ومترجم في ه ...
- السلطات السورية تُعلن توقيف خمسة أشخاص وتكشف خلفية منفّذ هجو ...
- -استيقظت فوجدت ضلعي مكسورًا-.. عشرات المعارضين خارج السجون ا ...
- -غير قانوني-.. حكم قضائي يُبطل قرار الحكومة الإسرائيلية إقال ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويتعظ