أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - الحلقة الثالثة/ انقشع الضباب لكن العيون ما تزال لا ترى















المزيد.....

الحلقة الثالثة/ انقشع الضباب لكن العيون ما تزال لا ترى


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 05:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هذه الحلقات لا تبحث في الأسباب الموضوعية التي أدت الى فشل مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في انتخابات مجلس النواب العراقي 2025، انما تعرض وقائع وصور في مجموعها تبين دور الأسباب الذاتية في مسار الحزب نحو الهاوية.
ورد في المتابعة السياسية الصادرة عن اجتماع المكتب السياسي في 11 آب 2025، بأربع صفحات تناولت الوضع العالمي والاقليمي، سلاح المليشيات، الوضع الداخلي، قضية خور عبدالله، حادثة دائرة الزراعة في بغداد/الدورة، التغيير الخارجي، المقاومة ضد الاعتداء الصهيوني على فلسطين وايران، الحراك الشعبي، ابعاد المرشحين البعثيين من السباق الانتخابي، قانون الحشد، الوضع الاقتصادي، النشاط الانتخابي، وفي آخر المتابعة جاءت الفقرة التالية "العمل مع الشباب يجب ان يأخذ منحى آخر، والمحليات عليها دور في هذا المجال. هناك مجاميع شبابية تقترب منا وتريد العمل، ويجب ان نعطي لهذه المهمة الأولوية. نحتاج الى قيادات في صفوفهم وان نكون متفاعلين مع مطالبهم، وهناك إمكانية لتوسيع عملنا وسطهم." انتهى الاقتباس. سطرين ونصف فقط عن اهم قضية تنظيمية. إشارة مقتضبة من القيادة تذكرنا بواجباتها. لا معلومات في اي مدينة هؤلاء الشبيبة، ولا أعدادهم، ولا مستواهم التعليمي، ولا انتمائهم الطبقي، ولا نشاطاتهم الثقافية والرياضية، ولا أسباب اقترابهم من الحزب. جملة مظللة، تجنب القيادة الخوض في عجزها بعد اثنين وعشرين عاما لبناء تنظيم متجذر في المجتمع، هي جملة هروب من اعلان بؤس الحقيقة في مجال الطلبة والشبيبة.
القيادات الشابة كيف ولماذا؟
عندما نقول قيادات شابة فإننا نتكلم عن ضرورة وحاجة دائمة للاستمرار والتجدد والديمومة، هي ليست ترفا ولا مزاجا يمكن الاستغناء عنه، البحث عنها وتدريبها وتقديمها للمجتمع هو قانون حياة، من يتجاهله تدوسه عقارب الساعة. القيادة الشابة تعني الحيوية والنشاط، حلقة الوصل بين الحزب والأجيال الجديدة، انها مواكبة للتطور العلمي، جسر بين الماضي والحاضر والمستقبل.
بعد عودة الحزب الشيوعي العراقي للعمل العلني عقب سقوط الصنم واحتلال العراق، تدفقت اعداد كبيرة من بنات وأبناء عوائل شيوعية وأخرى تمتلك الوعي لتحديد حزبنا هدفا لها. نهاية العام 2003 يقول الرفيق محمد السلامي/ أبو اسيل "ان اعداد طالبي الانتماء للحزب، اظهر نقصا كبيرا في الكادر الوسطي، لتنظم وتدرب وتثقيف وتأهيل المنتمين الجدد". في نيسان 2004 زرت العراق، حينها التقيت بعدد من الشبيبة، كانوا مليئين بالحيوية والنشاط ورغبة عارمة ان يأخذوا دورهم في بناء العراق الجديد، شبيبة نهمة للقراءة والبحث عن الأفكار الماركسية، يتحسسون خطواتهم ويعيشون تجربة الحوار مع الاخر بعد ان عاشوا الممنوع في زمن الدكتاتور.
مع تصاعد بطش الحرب الطائفية وتزايد وطأت الأسباب الموضوعية على الشبيبة في صفوف الحزب، جاءت الأسباب الذاتية لتضيف ثقلا جديدا على كاهلهم، تمثل في نهج القيادة الكلاسيكي والدوكمجي (عقد نفسية وفكرية لقيادة تربت على أفكار التنظيم السري)، خطاب براغماتي عديم الملامح، لا ينسجم مع عنفوان الشبيبة، انغماس الحزب في العملية السياسية بدون مراجعة مرحلية لصواب القرارات، رافقه نشوة القيادة بالتواجد في موقع اتخاذ القرار بالشأن العراقي مع أحزاب اسلام سياسي طائفية وأخرى قومية ولبرالية.
في العام 2004 كان السيد أبو بدر عضو اللجنة المركزية الأسبق مسؤولا عن تنظيمات الشبيبة ومسؤولا بإعلام الحزب (ولا ادري الى ماذا تمتد باقي مسؤولياته، بالرغم من تواضع إمكانياته)، لا اريد القدح بالرجل، لكن ما كلمتني به الشبيبة عن ملاحظاتها واعتراضاتها على أسلوب ادارته للعمل، دفعني ذلك الى طلب لقائه ونقل انطباعاتهم في سبيل تقريب وجهات النظر. دام اللقاء خمسة عشر دقيقة، في مقر الاندلس، تكلم خلالها الرفيق قرابة اثنى عشر دقيقة كانت كافية ان افهم، ان تلك الشبيبة لن تستمر بالعمل الحزبي ولن يسمح بظهور قيادة جديد من بينهم، حينها قلت له "رفيقي العزيز لديك كرة على التل ومطلوب دحرجتها نحو الأسفل، لكنك لا تعرف كيف ومن اين تبدأ ولا تعلم متى ستقف الكرة عن الدحرجة ولا اين سيستقر بها المطاف" هكذا انتهى اللقاء بجبل من خيبات الامل.
مجموعة أخرى من طلبة الجامعات، شيوعيون يبحثون عن ذاتهم، اجتمعوا ونقلوا قضية فكرية على ورق بحجم (A4) من كراس تنشره جريدة طريق الشعب، وزعوه على زميلاتهم وزملائهم في كلياتهم، يومها تعرضوا لوابل من التوبيخ والتهديد، وصل حد وصف نشاطهم بالانشقاق، مع تحذير بالفصل من الحزب اذا تكررت الحالة (من بينهم اخي الأصغر). لم يبق احد من هذه المجموعة يعمل في تنظيمات الحزب، حتى الذين هاجروا الى دول العالم، لم يلتحقوا او يستمروا بالعمل في منظمات الخارج (الرفيق رشيد غويلب شاهد على الحادثة).
عندما دعيت من الرفيق حارث الخضري الى لقاء مع شبيبة تعمل في اتحاد الطلبة، اجتمعنا يومها في غرفة الاتحاد وكانت في دائرة تجنيد الكرخ، بالقرب من كراج علاوي الحلة، كان التجنيد مهجورا وقد استغلوه مقرا لهم، يومها تعرفت على خمسة او سبعة رفاق بعمر الورد منهم طلاب جامعة واعدادية، فرحين بلقاء رفيق قادم من اوربا. عرض الرفاق فكرة عن تنظيماتهم ومشاكلهم، كان اقلهم مقدرة على كتابة التقارير هو مسؤول تنظيم اتحاد الطلبة لمدرسة اعدادية بنات، لكن المعلومات الشفوية التي قدمها، جعلته الأفضل بينهم، كان واضحا عليهم الحاجة الى الاهتمام والتدريب. لا تستغربوا انهم جميعا لم يستمروا بالعمل في تنظيمات الحزب، لأسباب موضوعية وأخرى تتعلق بإهمال المعنيين بالعمل الطلابي. كانت القيادة قصيرة النظر، لأنها تتعامل مع الشبيبة على انهم دون المستوى، وان الدور الحقيقي يكمن في القاءات مع قيادات الأحزاب والمندوب السامي الأمريكي.
في السنوات اللاحقة لم يتغير أداء الرفاق لا في القيادة ولا في الكادر الوسطي، لانهم أرادوا للشبيبة ان تكون تابعا لهم، لا رفاق لهم نفس الحقوق والواجبات. كان ينظر لهم بمنطق تراتبي وكأننا في الجيش. اذكر عندما كنت مرشحا لعضوية الحزب قبل السقوط واحتلال العراق، في احد مؤتمرات المنظمة الحزبية، وبعد ان ابديت رأيا يتعارض مع احد الرفاق المخضرمين (لو لم يفارق الحياة لذكرت اسمه) رد مستنكرا وليس محاورا "زين مني اقبل الجلوس في مؤتمر منظمة مع مرشح للحزب" هذا الرفيق الراحل عندما عاد للعراق اصبح مسؤول محلية محافظة جنوبية، ورشح نفسه الى مجلس المحافظة ولم ينجح.
عندما كلفت لتمثيل اتحادي الشبيبة والطلبة في اجتماعات منظمة اتحاد الشبيبة العالمي (وفدي) في لشبونة والقاهرة ومدريد، وفي الرابعة لم أتمكن من الحجز الى زمبابوي، كان السيد سلم علي يتصل قبل وقت قصير من موعد الاجتماعات لتكليفي بالمهمة، كوني أعيش في اوربا وحاصل على الجنسية الألمانية ولي القدرة على السفر. تكليفي بتمثيل الاتحادين لم يراع اهمية التحضير لهذه الاجتماعات، لان التنظيمات كانت تدار في بغداد بطريقة فوضوية (كان سكرتير اتحاد الطلبة السيد حسين النجار العضو الحالي في المكتب السياسي)، مع هذا تمكنت من إعادة الاتحادين الى منظمة وفدي بعد فصلهما لسنوات، وان احصل على مقعد لاتحاد الشبيبة في مجلس منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. بعد كل مشاركة كنت اكتب تقارير تبين الحاجة الى شبيبة تجيد اللغة الإنكليزية او الاسبانية، يجري تدريبها على طبيعة اجتماعات منظمة وفدي كي تأخذ العمل بدلا مني (احد المقترحات اشرت الى أهمية تقوية تنظيم اتحاد الطلبة في كلية اللغات)، لكن للأسف اهملت جميع التقارير واخذت طريقها الى سلة المهملات.
اذا ما قفزنا بالزمن الى انتفاضة تشرين فان إصرار اشتراك الحزب بالعملية السياسية منذ 2003 وخطابه الباهت ومبدئ البراغماتية والظن ان العمل مع الأحزاب الحاكمة اهم من العمل مع الطبقة الكادحة، حصر الحزب في اطار من النضال دون الأطر الأخرى، ولم تأخذ القيادة بالتحذيرات، متحججة دائما بالأسباب الموضوعية، وتتجنب الخوض في خطر اهمال الأسباب الذاتية، نتج عنه ابتعاد القيادة من تحركات الجماهير، وعدم معرفتها بالتحضيرات لانتفاضة تشرين، فما كان من القيادة المصدومة، إلا ان وزعت رسالة كارثية تدعوا أعضاء الحزب لعدم المشاركة في الانتفاضة، لكن بعد يوم من انطلاقها انتبهت الى حجم الخطأ، ودعت التنظيم والشعب العراقي للانضمام الى الانتفاضة.
سياسة قيادة الحزب كونها تنتمي الى حقبة منتصف القرن الماضي، سمحت لتَسَرُب الشبيبة من الحزب، واكتفت بذكر التسريبات بمتابعاتها الداخلية كظاهرة تعود لأسباب موضوعية وليست ذاتية، في عملية تبرير قاتلة أدت لضياع التنظيمات الشبابية، واكتفت بالحصول على بعض الشبيبة ممن تنطبق عليه مواصفات القرابة والولاء الاعمى لرفيق ما في القيادة، جرى تقديمهم في المؤتمرات الوطنية للحزب ضمن مبدئ الكوتا، وصلوا من خلاله لعضوية اللجنة المركزية ومن ثم المكتب السياسي بدون كفاءة، استفادوا من ولائهم بالحصول على وظائف حكومية وغير حكومية مرتبطة جميعها بتزكية من الحزب او من رفيق قيادي. هؤلاء وان كانت أعمارهم صغيرة لكنهم يحملون أفكار قديمة وسلوك متخلف في القيادة، لا احد منهم يمتلك علاقات وسط المجتمع الشبابي.
في مرة أرسلت رسالة الى حسين النجار تحتوي على فيديو لمشجعي كرة القدم المغربية وهم يتحولون الى منظمة اشبه بالحزب السياسي، منبها اياه الى أهمية الرياضة في كسب الشبيبة، وفي رسالة الى لجنة التنظيم المركزي، دعوتهم الى الاهتمام بمشاكل كرة القدم العراقية، لان الشبيبة تتجمع حول مباريات المنتخب والدوري العراقي، موضحا خطورة استيلاء الأحزاب الحاكمة على ادارات النوادي، كما دعوت المكتب السياسي الى اطلاعنا على برنامجه حول كسب وتطوير الشبيبة والطلبة، وما هي المالية المرصودة له، لكن في جميع الحالات لم احصل على جواب.
احد الشبيبة الذي عمل للفترة من 2008 الى 2012 (يرفض ذكر اسمه) يقول بعد ان تمكن من تشكيل تنظيم طلابي لم يسبقه احد بتنوعه وحجمه بعد العام 2003، استدعاه الى مكتبه السيد عزت أبو التمن/ أبو سلمان وسأله "ماذا تريد من هذا التنظيم الطلابي، الى اين تريد الوصول". بعد ان كان الرفيق يُحضر كمندوب الى المؤتمر التاسع، جرى الإيقاع به والتخلص منه، عندما أجاب بوضوح وقناعة عن رأيه بأسلوب عمل المكتب السياسي على الطلبة والشبيبة (هذا الرفيق ترك الحزب وهو الان باحث مهم في الفكر الماركسي، له كتابات معروفة ويقدم محاضرات في تجمعات علمانية ويسارية عراقية وعربية، لكن قيادة الحزب ترفض دعوته لفعالياتها). ما لم يفهمه الرفيق من سؤال أبو سلمان انه كان يلمح الى سعيه بتشكيل تنظيم طلابي يحقق له تأييدا يوصله الى اللجنة المركزية، بدون تقديم شروط الطاعة والولاء للمهيمنين على المكتب السياسي.
استمر الحال في تنظيمات الطلبة والشبيبة على نفس المنوال، تتقدم مجاميع وتتسرب أخرى، دائما كانت الأسباب الموضوعية هي العكازة التي ترمى عليها كل مشاكل هذا التنظيم؟ في العام 2025 حصلت مجموعة من الشبيبة الشيوعية العراقية تأشيرة سفر الى دولة هولندا بدعوة من منظمة مجتمع مدني، بمجهود ومتابعة من قبل رفيقات ورفاق في منظمة هولندا/ بلجيكا. صادفت زيارة الشبيبة مع إقامة مهرجان اللومانيتيه في باريس، ولأن هذه المجموعة ليست من التبعيين ولهم آراء نقدية خاصة، منعوا برسالة رسمية من قبل المكتب السياسي من دخول خيمة طريق الشعب في المهرجان، بداعي تجنب المشاكل، لان هناك احتجاج من قبل مجموعة من الشبيبة الشيوعية في العراق تختلف معهم (لاحظوا الشللية التي وصل لها حال الحزب). هذه الحادثة اقدمها شكوى الى لجنة الرقابة المركزية للبحث فيها، علما هناك ادلة ووثائق على رسالة المكتب السياسي.
في العام 2023 اجتمع المكتب السياسي واقر تنحية صبحي الجميلي من عضويته، وانتخب محله حيدر مثنى، لكن لم يعرض على القاعدة أسباب التنحية، هل كانت عقوبة ام خلاف في منهجية العمل، في كل الأحوال القاعدة تسمع بالأحداث ولا تعلم بالأسباب. تنحية صبحي الجميلي لم تفسح المجال امام الشبيبة لشغل مكانه في جريدة طريق الشعب، ولأنه غير قادر على الابتعاد عن الأدوار التي يلعبها منذ عشرات السنين، استمر بعمله رغم العقوبة او الخلاف بأساليب العمل، ما يعكس تمسك القيادة بإجراءات سابقة استمرت منذ العام 2003 الى يومنا هذا، تنطوي على منع صعود الشبيبة الى مجالات قيادية، وما صعود بعضهم الى المكتب السياسي الا بعد ضمان ولائهم وتبعيتهم بوظائف ورواتب، الكشف عنها يعد فضيحة لحزب يحارب الفساد.
يمكن القول ان الشباب العاملين في المكتب السياسي ليسوا اكثر من استنساخ لمعلميهم، يعملون بنفس الفكر القديم، لا علاقات مع الشبيبة العراقية، شيوعية او ديمقراطية، يبحثون عن ظهور اعلامي بصحبة كبار السن ويترفعون عن تنظيم فعاليات شبابية لجيلهم او الجيل الأصغر منهم، ما يجعلهم شباب من زمن (الفالة والمكوار) في زمن الذكاء الاصطناعي، كما وصفه الرفيق مزهر بن مدلول.
لمن تابع نشاطات معرض بغداد الدولي، فقد جرى تقديم سالم ياسر كمنظم أساسي للمعرض الذي قامت به مؤسسة المدى، متحدثا عن الفعاليات وتنظيمها واختيار الشخصيات (كل هذا جميل ومفرح)، لكن السؤال لماذا لم يقم عضو المكتب السياسي بفعالية من هذا النوع، باسم الحزب الشيوعي العراقي؟ اختصر لكم الإجابة المتكررة بالأسباب الموضوعية، فلا إمكانيات مالية لدى الحزب (اذا لم تكن للحزب أموال لماذا يبني مقرا بمئات الملايين؟).
بالعودة الى المتابعة السياسية في بداية الحلقة، يتضح رغم كل الأسباب الموضوعية، هناك شبيبة تقترب من الحزب، تفند صحة عكاز المكتب السياسي، وتطرح استفسارا عن سبب عدم وجود قيادة شابة قادرة على استقبال تلك المجاميع وزجهم في النشاطات الحزبية بعد ثلاثة وعشرين عاما من العمل العلني. الحقيقة أن القيادة المخضرمة افرغت الحزب من الشبيبة النشطة، او جرى ابعادها عن ادوارها الحقيقية، لضمان تحكم نفس القيادة بالحزب أطول فترة ممكنة. شباب المكتب السياسي تسير على نفس الخطى.
من القصص والاحداث أعلاه يتبين ان قيادة الحزب لا ترسخ الديمقراطية، بل التبعية، لا تنشر العدالة والمساوات داخل التنظيم، بل الشللية، لا تثقف بالديالكتيك، بل التعكز على الأسباب الموضوعية وغض الطرف عن الأسباب الذاتية، لا تستفيد من أدوات المرحلة التاريخية من وسائل للتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، بل تعمل على عشعشة الفكر القديم بكل أسباب تخلفه، لا تعمل بمدئ حقوق العضو في التنظيم، بل بالتآمر وتسقيط الرفيقات والرفاق، بالتهم والعقوبات الجاهزة.
يعود السؤال شاخصا، هل هكذا قيادة بالإمكان ان يناط بها مرحلة ما بعد الفشل المتكرر وتراجع التنظيم، للقيام بالمراجعة والتدقيق والمحاسبة؟ المجرب لا يجرب.
الحل بسيط سحب الثقة من اللجنة المركزية في مؤتمر استثنائي يشارك به رفيقات ورفاق من داخل وخارج التنظيم، مخصص لانتخاب لجنة مركزية جديدة، مهمتها تستمر لسنة واحدة في اقصى حد، تعمل على تشكيل لجان مختصة في جمع الآراء وإعادة التقييم. تدعو قبل انتهاء مهمتها الى عقد المؤتمر الوطني الثاني عشر، يشارك به مندوبين من المحليات ومنظمات الخارج وكل من تعرض الى قرارات تعسفية بالعقوبة او الفصل او ابتعد حفاظا على سمعته، بشرط ان يقدم طلبا الى القيادة الجديدة وتتم الموافقة عليه بعد التأكد من صحة معلوماته. يناقش المؤتمر كل الوثائق وينتخب لجنة مركزية جديدة، تحدد بمهام إعادة التنظيم وتطويره وفقا لوثائق المؤتمر، ولا يحق لها الدخول في تحالفات او انتخابات، لحين انتهاء مهمتها بعقد المؤتمر الوطني الثالث عشر، الذي يقرر عودة الحزب من عدمها الى العملية السياسية بعد ان يعيد مكانته وسط الجماهير.
الحلقة القادمة تتناول خروقات النظام الداخلي من قبل القيادات بكل المستويات.
8 كانون الأول 2025



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقشع الضباب لكن العيون ما تزال لا ترى/ الحلقة الثانية
- انقشع الضباب لكن العيون ما تزال لا ترى/ الحلقة الاولى
- جعلوني مشردا لأجل التغيير الشامل
- انتقام العاجزين
- أمسية ثقافية في مدينة كولن الألمانية
- ابو التكتك
- شهداؤنا.. انتخابات.. الذكرى التسعين
- الى القوى المدنية، لنفكر بصوت مرتفع
- الاعتراف بالخطأ نصف الطريق للحل
- مراجعة لفشل وهزيمة الحزب الشيوعي العراقي
- حفلات الحروب
- الظمأ العراقي
- حارق القرآن عراقي وحارق السفارة السويدية عراقي
- الحلقة الرابعة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثالثة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثانية/ ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني ...
- ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني الحادي عشر للحز ...
- كأس الخليج العربي 25 يذهب الى الفاسدين
- بانتظار نبي جديد او رئيس وزراء شريف
- مخاطر تحول الفعل الثوري الى مناسبة استذكاريه او احتفالية


المزيد.....




- إطلاق سراح 100 طالب مختطف في نيجيريا وسط غموض حول عملية الإن ...
- اجتماع مشترك بين السعودية وإيران والصين في طهران
- الجنائية الدولية تقضي بسجن قائد سابق بـ-الجنجويد- 20 عاما
- حكاية الجبهة الشعبية
- تونس: هل أصبحت المعارضة جريمة؟
- اليمن: ما الذي تغيره سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محاف ...
- بيرينيس: الملكة الفلسطينية التي سحرت امبراطور روما
- باراماونت تعرض 108 مليارات دولار للاستحواذ على وارنر براذرز ...
- الاتحاد الأوروبي..نحو تشديد سياسات الهجرة واللجوء -إرضاء لوا ...
- مراسلون بلا حدود: نصف الصحفيين المتوفين في 2025 قتلتهم إسرائ ...


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - الحلقة الثالثة/ انقشع الضباب لكن العيون ما تزال لا ترى