|
الخبيرة السياحية اعتماد عبيد:حققت ذاتي بإنشاء أول كلية سياحية متخصصة في غزة
محمد كريزم
الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:20
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كان حلماً بعيد المنال، فأصبح واقعاً راسخاً على الأرض بفضل نشاطها الدؤوب، وعملها المتواصل، وعشقها لمهنتها التي أصبحت خبيرة متفردة ومتميزة بها، فكانت أول مدرس معتمد من الإتحاد الدولي للنقل الجوي، وأول امرأة فلسطينية تحصل على شهادة خبير سياحي معتمد من وزارة السياحة والآثار في محافظات غزة، وتعد من القلائل المهتمين بالشأن السياحي على المستوى العام. إنها اعتماد عبيد التي أسست أول كليه سياحية متخصصة بإسم ( كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية ) باعتراف رسمي من وزارة التربية والتعليم العالي، واعتماد إتحاد وكالات السياحة والسفر والإتحاد الدولي للنقل الجوي لتبدأ بذلك مشوار أخر في حياتها تخدم من خلاله مجتمعها وتضع اللبنة الأولى في عملية تطوير وتنمية القطاع السياحي المهمل والمهمش والمستبعد من العملية التنموية والاقتصادية الفلسطينية.
تحقيق الحلم وتقول عبيد بهذا الصدد أنها حققت حلماً كبيراً وجسدت ذاتها وإرادتها بهذا العمل الفريد من نوعه الذي هو أشبه ما يكون بالمجازفة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني عموماً والظروف غير المواتية على وجه الخصوص، مشيرة إلى هدفها من وراء تأسيس هذه الكلية المتمثل بإعداد الكوادر والطواقم البشرية من الناحية الأكاديمية والمهنية، من أجل خلق بنية تحتية للقطاع السياحي الفلسطيني بما ينسجم مع روح العصر والتقدم، وتعبيد الطريق أمام صناعة سياحية راقية خاصة وأن السياحة في الوقت الحاضر تعتبر دعامة أساسية للاقتصاد الوطني نظراً لتعدد أشكالها وألوانها، واختلاف طرقها ووسائلها تبعاً لأغراضها ومقاصدها. وتضيف عبيد أنها أقدمت على هذه الخطوة بعد دراسة متأنية وتخطيط دقيق، لاسيما وأن قطاع غزة يفتقر للتخصص السياحي بمفهومه الأكاديمي المتعارف عليه عالمياً، بل أن المجتمع الغزي ليس لديه الوعي الكافي بأهداف وأغراض السياحة، ناهيك عن المفاهيم السلبية التي تراكمت عبر فترات زمنية طويلة في عقول الناس، مشيرة في الوقت ذاته إلى الإقبال على التسجيل في الكلية من كلا الجنسين، وأن نسبة الإناث فيها حوالي 40% وهي نسبة جيدة مقارنة مع الظروف المحيطة.
المرأة والسياحة وإذا كانت السيدة عبيد لم تشعر بالضيق أو التذمر نتيجة نظرة المجتمع للنساء العاملات في القطاع السياحي، واستطاعت شق طريقها المهني بكفاءة واقتدار إلا أن النساء في غزة على وجه العموم لا يجرؤن على دخول معترك العمل السياحي أو مجرد التفكير به مثل العمل في الفنادق والمطاعم والشركات السياحية، أو أي مجال سياحي أخر، وترد عبيد هذه المخاوف إلى قسوة المجتمع الناتجة عن الجهل وعدم الفهم لطبيعة الأمور، فعلى سبيل المثال هناك الشائعات والأقاويل السيئة التي تنتهك كرامة المرأة العاملة في القطاع السياحي وتطعن بشرفها، إضافة إلى إهانتها وتحقيرها، وذنبها هنا أنها تسعى لتوفير لقمة العيش لعائلتها. وتؤكد عبيد أنها كامرأة عاملة في القطاع السياحي لم تخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، أو تقفز عن مبادئ الأخلاق، أو تقوم بسلوك مناف للعادات والتقاليد وذلك طيلة فترة عملها، وتتساءل ما هو وجه العيب في العمل السياحي؟ وتجيب أن السياحة مهنة مثلها مثل أي مهنة أخرى، بل أنها تفوق المهن الأخرى كونها تتطلب مهارات وقدرات ذاتية قلما توجد عند غير النساء، بمعنى أنها ليست مهنة تقليدية. وطالبت عبيد في الوقت ذاته الرجال والنساء بالعمل في السياحة على حد سواء باعتبار أن غياب أحدهم يؤثر سلباً على العمل وكلاهما مكمل للأخر، لكنها أوضحت بنفس الوقت أن النساء هن الوجه المشرق للعمل السياحي في جميع أنحاء العالم، ولمساتهن عليه لها رونق جذاب وهذا ما يفسر وجود النساء على رأس أكبر المؤسسات السياحية العالمية، نظراً لتمتعهن بصفات الصبر والحلم والإدارة الناجحة والتعامل الإنساني المبهر، إلا أنها استدركت بالقول أن هناك من يستغل النساء لأغراض دنيئة لا تمت بصلة للعمل السياحي لاسيما في مجال الدعاية السياحية أو لترويج عمل ما، فالسياحة ليست مجرد وجوه جميلة مثلما اعتاد بعض أصحاب الشركات والفنادق والمطاعم والمنشات السياحية على فهمها والزج بالنساء بأمور شكلية وسطحية، ما كرس النظرة السلبية لدى المجتمعات التقليدية عن السياحة واعتبارها بالتالي شكلاً من أشكال السفور والفجور. وتشير عبيد إلى أن بقاء نظرة المجتمع الغزي تجاه السياحة على حالها فإن عجلة التنمية لن تدور بالشكل الصحيح، وستصاب العملية الإقتصادية بالشلل والركود بسبب تغييب محرك رئيسي من محركات الاقتصاد مقارنة بدول أخرى مثل مصر ولبنان حيث تدر السياحة على خزينتها أموالاً هائلة، ولم الذهاب بعيداً فهناك في رام الله وبيت لحم في الضفة الغربية تزدهر السياحة نوعاً ما نظراً للثقافة السائدة الموجودة التي تشجع السياحة دون تمييز العمل في منشأتها بين الرجال والنساء.
مهنة الماضي والحاضر وعبرت عبيد عن أملها أن تأخذ الكلية السياحية التي أسستها مكانتها الأكاديمية التي تليق بها كمؤسسة نوعية ومتخصصة وأن تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في إحداث تغيير في المفاهيم والسلوكيات المجتمعية تجاه السياحة والنساء العاملات في حقلها من خلال الفهم العلمي لمبادئ السياحة، مشيرة إلى أن السياحة هي مهنة الماضي والحاضر والمستقبل كونها تتعامل مع حضارات العالم وثقافاته المتعددة، وتفتح افاقاً جديدة أمام العاملين فيها رجالاًُ ونساءاً على حد سواء، لذا من الضروري أن تهتم الجهات المختصة بهذه الصناعة التي لا تحتاج لمواد أولية وإنما تحتاج إلى قدرات بشرية بالدرجة الأولى، وتوقعت عبيد أن تزدهر السياحة في غزة يوماُ ما نظراً لموقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط، بالتزامن مع حدوث تحولات أساسية وجذرية في مفاهيم المجتمع عن السياحة وأن تأخذ المرأة دورها في هذه المهنة الراقية والصناعة المتميزة.
#محمد_كريزم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المستشارة سعادة الدجاني: أول إمرأة تصل قمة القضاء في فلسطين
-
البيان الختامي لمؤتمر - الوضع السياسي الراهن وتأثيرة على صحة
...
-
حماس في الحكومة
-
هل يتحول المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع معلوماتي في المنظور الق
...
-
حماس اللاهثة وراء الإعتراف الدولي بها
-
على خلفية تصاعد وتيرة الجرائم المقترفة بحق النساء :إنتقادات
...
-
أصوات نسائية تنادي بمقاطعة النظام السياسي وأخرى تطالب بتشكيل
...
-
دوائر ولجان المرأة في المؤسسات الأهلية والرسمية بين الدور ال
...
-
حوار مع خبيرة تطوير المؤسسات هيفاء أسعد
-
تفوق الإناث على الذكور في التعليم .... دلالات ومؤشرات مستقبل
...
-
دلالات مشاركة المرأة في العملية التنموية
-
قوة الأنا لدى المرأة الفلسطينية
-
ضعف التمثيل النسائي في الهيئات التدريسية للجامعات والمعاهد
-
رفض القطاع الخاص تشغيل النساء المتزوجات ..... تمييز وأنانية
-
قدرة النساء على إدارة و تشغيل البنوك بين الحاجة والواقع
-
مطلوب نساء للعمل لكن دون مقابل
-
المهندسة هناء الرملي و ذاتها الإلكترونية
-
علاقة السياسات الاقتصادية بالتنمية البشرية في فلسطين
-
الهولندية أنيا ماولنبلت
-
غياب النساء عن العمل النقابي أضاع حقوقهن الخاصة و العامة
المزيد.....
-
بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين
...
-
الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك
...
-
عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
-
الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
-
الصين تعلن اكتشاف احتياطيات من الذهب بقيمة 82.8 مليار دولار
...
-
-السعودي للاستثمار- يطرح صكوكا بقيمة 750 مليون دولار
-
النفط يرتفع وسط قلق بشأن تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية
-
تدفقات غاز روسيا لأوروبا مستمرة عبر أوكرانيا رغم خلاف النمسا
...
-
بلومبرغ: -أرامكو- تخطط لزيادة ديونها لتحسين هيكل رأس المال
-
هواوي تستهدف زيادة إنتاج شريحة متطورة جديدة لمنافسة إنفيديا
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|