مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:42
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
قد فاجأني الخبر المرّ والمؤسف كما فاجأ الكثيرين وألّمهم ، نعم ، لقد فاجأني حكم يصدر من القضاء المصري المشهود له بالعدالة ، عندما قرأت مقال الأستاذ سفيان الخزرجي بعنوان ( كريم عامر صوت كل الأحرار ) والذي تضمن الحكم على الشاب عبد الكريم سليمان المعروف بكريم عامر نتيجة حماسه الشبابي 21عاماً من عمرٍ متقدٍ واندفاعي والذي قال رأيه الحر بكل شجاعة .. قال رأيه في الأديان والرسل .. مجرّد رأي خالٍ من أية إشارة إلى إهانة أو شتيمة أو ازدراء ، ولماً كان القضاء الجزائي محظور عليه التأويل ، والجرم يجب أن يكون واضحاً وصريحاً وأن ما أدلى به أمام القاضي سامحه الله لم يتلفظ بأية شتيمة أو ازدراء هو يؤمن أو لا يؤمن بدين أو عقيدة لا يشكل جرماً وسرده لأمور دينية يعتقد أنها خطأ أيضا لا يكون جرماً والقرآن الكريم يقول لا إكراه في الدين . ثم يقول وجادلهم بالتي هي أحسن ..؟ ووفقاً لشريعة التدين فالشاب عبد الكريم ، نطق ما أملاه الخالق عليه : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ؛ - الآية 56 من سورة القصص وقوله تعالى في الآية 23 من سورة الزُمر : ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلّلُ الله فما له من هادٍ ؛ وقوله في الآية 13 من سورة السجدة : ولو شئنا لأتينا كلَّ نَفْسٍ هداها ، ويضيف الكاتب علي الدشتي المتوفى 20/1/1982 في كتابة 23 عاما دراسة في الرسالة النبوية المحمدية ص46 على فقهاء المسلمين ألا ينسوا تلك الآيات القرآنية الكثيرة التي توقف الضلال والهدى البشريين على إرادة الله .
ولو شاء الخالق لمنعه من الكلام وحتى من التفكير .. ولكنّ الدولة ممثلة بقاضٍ حلّ محل الإله وكذلك شيوخ الكلام والنقل والعنعنات تدّخلوا في إرادة الله ، الشاب يقول ما يعتبره إنذاراً لهؤلاء لسوء فهمهم الدين وتسييسه في خارج هدف الدين وغايتهم فقط إرضاء السلطانين سلطان الحكم وسلطة الدين غير عابئين وهم يكشرون عن أنيابهم لتمزيق جسدٍ غضٍ لأنه قال كلمته بهداية من الله ..؟
أين ريادة الليبرالية .. أين مصر أم الدنيا .. أين السنهوري ليرى بأم عينية حكماً مجحفاً يصدر بحق شاب يافع بوضعه في السجن لمدة أربع سنوات ، لينال كريم عامر وساماً وليدون التاريخ مجزرة قضائية .. لماذا لم يمثل الأمين العام للإخوان المسلمين وهو يطزز علناً في وسائل الإعلام ، يطزز بمصر وأبو مصر وأم مصر ؟ لماذا لم يمثل الدكتور عماره وهو يكفّر المواطنين المسيحيين في مصر ويدعو إلى قتلهم والاستيلاء على أموالهم علناً في كتاب أصدره وقرأه الآلاف ويكتفي القضاء المصري باستجوابه فقط بينما يزج بهذا الشاب الجريء في السجن ويصدر حكماً جائراً أين المساواة أين العدالة .. وأخيراً نطلب من المحكمة العليا بعد الطعن في القرار إنصاف هذا الشاب وإعادة السمة الحقيقية للقضاء المصري بوجهه الحضاري الناصع والجريء
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟