أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - رؤساء بلا سلطة !














المزيد.....

رؤساء بلا سلطة !


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 551 - 2003 / 8 / 2 - 02:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    





أخيراً و بعد مناقشات و جدالات ومشاجرات حارة تمكن مجلس الحكم الإستشاري، إنتخاب رؤساء له بالمناوبة، وحسب تسلسل الأبجدي لاسماء تسعة من أعضاء المجلس، وحصل إبراهيم الجعفري على أول نوبة من ضمن تسعة اشخاص التي تم إختيارهم من قبل الإدارة الأمريكية، لإدارة أزمتها المستدامة في العراق، وهو الآن رئيساً لهذا المجلس. أن  تشكيل المجلس هذا هو أساساً سياسة أمريكية لإدراة أزمتها العميقة في العراق، أزمة سياسة، فهي من جانب ليس بإمكانها تسيير سياساتها وأعمالها لوحدها حسب مقتضياتها السياسية والإقتصادية، اي ليس بإمكانها إستتباب الأمن والإستقرار والتصدي لفلول البعثيين والإرهابيين من جانب،  ليست بإمكانها أن تلبي إحتياجات المواطنين من توفير لقمة العيش والعمل المناسب أو تأمين العاطلين عن العمل، من جانب أخر، ناهيك عن مستنقع الذي وقعت فيه بسبب عدم إمكانها تغطية اسباب حربها على العراق، حيث لم يوجد لحد الآن سبب معقول لشنها، وفشلت في كل محاولاتها لمباركة حربها، على الصعيد الراي العام العالمي.
جاء المجلس لإملاء بعض الفراغات وإجابة لبعض الإصوات المحتجة لسياساتها، ولجعل إحتلالها قدراً من المعقولية أمام بعض الدول والراي العام ولو بشكلها الصوري، حيث لدى المجلس أصوات أستشارية فقط، ولم يستحقوا أكثر من ذلك طبعاً.
ولد المجلس في رحم تلك الأوضاع مشلولاً، حيث لا سلطة تنفذية، ولا رئيس له بمعنى الواقعي للكلمة، ولم يعترف به أحداً من الدول التي لها مقعد في الأمم المتحدة، وكنة صعوباتها هو لكونه مجلساً طائفياً قومياً إسلامياً،  ثالوثاُ لبنانياً بمعنى الكلمة، حيث شكل المجلس على اساس الشيعين والسنيين و الكرديين، و تم إنتخاب تسعة رؤساء حسب المبدأ نفسه، إثنان كرديان، خمسة شيعيين، و سنييان، هذا المجلس وهذه الرؤساء مثل الملوخية المصرية أو دليمية العراقية، بإمكانك أن تضيف لها حسب ماتشتهي، ولكن ليس بإمكانك ان تجعلها مادة منسقة مثل  أية طعام أخر.  هذه التلاوين والألوان المختلفة لم يتمكنوا سابقاً من الإنسجام فيما بينهم حول برنامج واضح ومحدد، إلا حين جَمَّعهم الأمريكان في لندن و بعدها في بغداد، اقول جمعهم لأن ليس بإمكانهم أن يجمعوا وان يجتمعوا بإرادتهم، وسوف لن يتمكن من الإنسجام كمجلس له برنامج إستشاري، لعل ان تجربة إنتخاب رئيس المجلس، هي خير دليل على قولنا هذا. ليس بإمكانك أن تجمع الشيوعين(ولو تأسلموا بفعل التأريخ) و القوميين العرب و الكرد و الشيعيين، الى النهاية لأنهم مقيدين ببرنامج معين وأفكار معينة، مسبقاً، وهذا هو فلسفة وجودهم، حتى ولو جَمَّعهم ظرف سياسي إستثنائي في العراق وبدفع أمريكي. إذن ليس أمام المجلس ضوء في النفق، بل مسدود إلى النهاية، مقيدة بتناقضاتها الداخلية من جانب و عدم إنسجامه مع متطلبات وتطلعات المواطنيين في العراق في جانب أخر، كما ذكرنا آنفاً.
ان مشكلة الأصلية من وجه نظر العام، وحتى من وجه نظر البرجوازية كطبقة، هي طائفية المجلس والرؤساء معاً ، إذا المجلس لم يتمكن من إنتخاب رئيس له، مثله مثل اية مؤسسسات أخرى، إذا لم يتمكنوا من الإنسجام حول رئيسهم، فكيف بإمكانهم إدارة الأمور التي وقعت على عاتقهم، فكيف بإمكانهم حل مسألة الكركوك مثلاَ أو سن دستور للبلاد؟! الإسلام السياسي  له حصة كبيرة في رؤساء التسعة، من خلال حزب الدعوة والمجلس الأعلى و بحر العلوم و الحزب الإسلامي، إذن يطبع المجلس بطابعها ويطبع القرارات بطابعها ويحاول جاهداً من أجل ذلك، والشئ نفسه بالنسبة للأخرين أي ممثلى الحركة القومية الكردية والعربية، هذا ناهيك عن إختلافات الاسلام السياسي فيما بينهم، حول المرجعية و دور الجمهورية الإسلامية في إيران أو حتى حول قائدهم. بعد تلك التوضيحات بإمكاننا أن نقول أن رؤساء المجلس بلا سلطة ليس لأن مجلسهم لديه صفة إستشارية فحسب، بل لأنه احداً من هذه الرؤساء لم ولن يقراً رسالة، رئيسه السابق أو التالي، إذن هذه فخ أمريكي لتلك القوى اليمينة التي يتفاخر "بوطنيتها" لجعلها مادة للسخرية أمام الجماهير في العراق لكي يتسنى لها أن يلعب بهم حسب مقتضيات الامور وإدارة أزمتها.
أما بخصوص الإدارة الامريكية عليها ان تعي آجلا أم عاجلاً أن الأمور تتجه عكس ماتشتهي كالرياح بعكس ماتشتهي السفينة، ليس لأن هناك الإرهابيين والفلول البعثيين تقاتلها، بل لأن سياستها متناقضة مع التطلعات العراقيين، لأنها تقتضي حكومة مستبدة و قمعية، وليس بإمكانها أن ترضى بغير ذلك، لأن ذلك هي صلب سباساتها و آليات حركتها على صعيد العالمي ولكن طبعاً برتوشات " الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" و ترهات أخرى.  1من آب 2003



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع بين الجماعات الإسلامية الإرهابية، و الحزب الشيو ...
- الإسلام السياسي في العراق، يكاد يفقد ظهيره!
- نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -
- كلمات قادة اليمين، تنذر بالمستقبل المظلم لجماهير العراق! على ...
- الولايات المتحدة بعد قرار مجلس الأمن الدولي !
- ورطة المعارضة البرجوازية العراقية ! على هامش قرارات بول بريم ...
- التوآمان الارهابيان و القطب العالمي الثاني
- الوطنية-، شعار لتحميق الجماهير!
- حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!
- أعوان الجلبي وقرع طبول البعثيين!
- هربَ الجلبي خوفاً من المواجه السياسية !
- الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في السا ...
- الحكومة العسكرية؛ دكتاتورية الطبقة البرجوازية في مرحلتها الإ ...
- ردُّ على، ردّ حركة الديمقراطيين العراقيين لرسالتنا!
- - المراة العراقية- تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ...
- اليمين الإسرائيلي بقيادة شارون، مسؤولُ عن إستئناف العمليات - ...
- حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الد ...
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...
- العالم يقع بين شكلين من الإرهاب


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - رؤساء بلا سلطة !