أسبوعية المشعل المغربية
الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 12:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مرة أخرى تؤكد المحطات الإعلامية المغربية، تمسكها المبالغ فيه، للتعبير عن المواقف الرسمية للحكومة، وتنوب عن وزيرها الناطق الرسمي بلسان حال الحكومة المغربية، مؤكدة أنها أبعد ما تكون عن احترام مشاعر الشعب المغربي بجميع فئاته المجتمعية، يبثها يوم عيد الأضحى المبارك، الذي تزامن هذا العام، مع احتفالات السنة الميلادية الجديدة 2007، لسهرة فنية كبرى، والتي أعلنت موادها على أنها فعلا كبرى، ليس حجما أو كما إنما نسبة "للكبرى" تلك الأفعي ذات السم الناقع، حيث سخرت لها مصالح التلفزات المغربية، جيشا من التقنيين وحشدا من بعض المحسوبين على فن التمثيل في البلاد، ونفر من الفنانين الحجاج الذي باتوا "يشطحون" على نغمات موسيقية صاخبة في صورة أقرب إلى "الجدبة" منها إلى الرقص، دون أدنى اعتبار لمشاعر الملايين من المغاربة والعرب والمسلمين الذين عاشوا الفاجعة، إثر إعدام الرئيس العراقي المخلوع (صدام حسين) شنقا على الطريقة السينمائية لأفلام "رعاة البقر" بمشنقة الحكومة العراقية المعينة، وبإملاء من دركي العالم (جورج بوش)، حيث بدا المغاربة من خلال تلفزات حكومتهم أنهم فرحون، مرحون، يرقصون، ويقدمون تهريجات كلامية على أنها سكيتشات هزلية، ويتبادلون القبل أمام الكاميرات، ومن الممثلات من شرعن من فرط فرحتهن في (الركزة والتحيار) وهز المؤخرات، واللعب بالبطون، مع أن أفواجا هائلة من الشعب المغربي، تقززت من المشاهد المبثوثة عبر شاشات المحطات التلفزية الفضائية، التي نقلت بالمباشر أطوار عملية الإعدام شنقا التي تعرض لها (صدام حسين) على يد الحكومة العراقية، صبيحة عيد الأضحى وكأنها تعلن على غير وعي منها أن صدام، مجرد كبش فداء قدم قربانا للأم أمريكا، وشقيقتها بريطانيا، عربونا على الوفاء العربي والإسلامي للقوى الصهيونية التي تتحكم في أزرار النظام العالمي الجديد.
مما يؤكد أن المحطات التلفزية المغربية، لا تعبر بالفعل على المشاعر الوطنية والقومية التي تملأ نفوس أغلب المغاربة، إنما هي اللسان الذي يعبر به وزير الاتصال باسم الحكومة المغربية.
فهنيئا للمشاركين في سهرة العيد، بالنصر الذي حققوه مع تلفزاتهم، في التعبير عن القومية العربية، والإنسانية، التي يتمتعون بها، وهنيئا لتلفزاتنا المغربية بممثليها الجدد الذين ما فتئوا يسخرون مواهبهم، لتمرير مشاريع تلفزيونية، لا توازي طموحات المغاربة، ولا تحترم مشاعرهم. وكل شنق وأنتم بخير.
#أسبوعية_المشعل_المغربية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟