أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ماذا يريد المغاربة؟














المزيد.....

ماذا يريد المغاربة؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بدأت بلادنا حاليا تهتم بالانتخابات القادمة، ويتصاعد النقاش حولها يوما عن يوم، لاسيما منذ رفض المجلس الدستوري لقانون الأحزاب الذي ألغى حكم الإعدام في حق التنظيمات السياسية الصغرى، وهناك جملة من التساؤلات ظلت قائمة منذ الانتخابات السابقة وها هي تطرح الآن من جديد بعد أن أصبحت لا تفصلنا عن استحقاقات 2007 إلا شهور معدودة في بيئة سياسية تفرخت فيها أحزاب ومنظمات بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ المغرب، كل واحد منها له رئيسه ومكتبه السياسي وربما مقره، لكنها كلها تمتهن نفس الخطاب وترفع نفس الشعارات تقريبا، إلا أن قاسمها المشترك هو افتقارها لمشروع مجتمعي قائم الذات وواضح المعالم ومحدد الغايات، ودون أن تقترح بدائل أو حلول للمعضلات القائمة.
وفي خضم هذا الواقع المطبوع بتخمة في عدد الأحزاب والتنظيمات السياسية لازالت البلاد تعاني من فقدان لحلول أو حتى أشباه حلول لمعضلاتها.
إن الرأي السائد حاليا هو القائل إن الأوضاع الحالية وحصيلة السنوات الخمسة الماضية من العوامل التي من شأنها إمالة الكفة ظاهريا للإسلاميين، ويتأكد هذا المعطى إذا اعتبرنا مظاهر حضور الإسلاميين في صفوف أوسع الفئات المستاءة من الواقع المعيشي إلى حد كبير، لاسيما وأن انتظارها قد طال، وطال كثيرا.
والحالة هذه، هل يمكن اعتبار نقط ضعف التنظيمات الديمقراطية، أو التي تصف نفسها كذلك، هي تعبير عن نوع من القوة سيستغلها الإسلاميون في استحقاقات 2007؟ وهل فعلا يتوفر هؤلاء على سند جماهيري فعلي سيجعل حضورهم أكثر قوة على الركح السياسي في الأيام القادمة؟ وعلاوة على هذا وذاك، هل شذرات شبه المشروع المجتمعي الإسلامي الذي يتبنونه ويسعون لتحقيقه هو ما لديهم أم هناك مشروع آخر يتداولونه بينهم دون الإفصاح عن معالمه؟
فهل سيادة الشعور بالإحباط هو في صالح الإسلاميين من حيث حصد المزيد من الأصوات أم أن هذا الإحباط بفعل الظروف التي تعيشها البلاد سيؤدي إلى المزيد من عدم المشاركة السياسية والامتناع عن التصويت؟
فمن الطبيعي والمنطقي أن الأصوات المحبطة ستعبر عن سخطها بمناسبة استحقاقات 2007، لكن السؤال هو كيف سيعبرون عن هذا السخط؟ وهذا أمر كان من المفروض أن يوليه القائمون على الأمور عندنا الأهمية البالغة اعتبارا لخطورته، لاسيما وأنه يقال إن المغرب أضحى يتوفر على المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية كأداة لتهييء صناعة القرار السياسي الأجدى، لكن ما جدوى أن يقوم هذا المعهد بأية دراسة بهذا الخصوص مادامت أحزابنا لم تعد تتوفر لا على خط إيديولوجي واضح ولا على مشروع مجتمعي يميز أحدها عن الآخر، فالكل يتحدث عن الديمقراطية وعن التنمية وعن الإصلاح ومكافحة البطالة والتصدي للفقر، لكن لا يوضح أي حزب من عرمرم أحزابنا كيف سيحقق ذلك؟ ومتى؟ وما هو وجه خلافه مع الآخرين؟
يمر مغربنا حاليا بمرحلة دقيقة ويعيش ظرفية خاصة، إذ ينتظر الجميع إرساء أسس ديمقراطية شاملة لتمكينه من استدراك النقائص التي تراكمت على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي جعلته يعيش وضعا هشا على أكثر من صعيد. فمازالت المؤسسات تفتقر لبنية ديمقرايطة تجعلها في خدمة مصالح المواطن عوض تنغيص حياته. وبالتالي لازالت بلادنا في حاجة ماسة لإصلاحات سياسية ودستورية واجتماعية عميقة حتى تكون في مستوى مواجهة التحديات المطروحة عليها. لكن يبدو أن الصراع بين الرغبة في إرساء أسس ديمقراطية حقة والرغبة في الاكتفاء بديمقراطية شكلية أو ديمقراطية الواجهة (نظام المواطنة الامتيازية) لازال لفائدة الرغبة الثانية. لكن ماذا يريد المغاربة؟
إن المغاربة قاطبة يطمحون للسير إلى الأمام مدفوعين برغبة الرخاء والانتماء إلى عالم متقدم، إنهم في واقع الأمر – بعيدا عن المزايدات السياسوية والتخريجات التاكتيكية والتبريرات الإيديولوجية والمذهبية المفتعلة – يريدون الحداثة بمقدار ما تضفي على هويتهم وتقاليدهم بعدا إنسانيا، ويريدون التشبث بهويتهم بمقدار ما يضمن قوة الدفع للانتماء إلى عالم في تغيير مستدام. كما أن الأغلبية الساحقة للمغاربة يريدون ملامسة تحقيق على الأقل ما دفعوا ثمنه غاليا في ماضيهم التقدمي؛ إنهم يريدون ملامسة جزء على الأقل من ذلك المستقبل الذي كانوا يحلمون به بالأمس وأدوا عن هذا الحلم ثمنا باهضا.
ما يريده المغاربة في واقع الأمر هو مشروع مجتمعي حقيقي، أي مشروع مجتمع ونخبة وسلطة في آن واحد، مشروع تتداخل قواه ومساهمات فاعليه السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين لتغذية السير والمسار في اتجاه تغيير فعلي للأوضاع، نعم، الأغلبية الساحقة للمغاربة لازالوا يريدون التغيير الموعود، لكنهم لا يريدونه مهندسا له بعقلية كانت سائدة في السابق، مادامت هذه العقلية أنتجت وأعادت إنتاج تعثرات ومعيقات مازال المغرب والمغاربة يؤدون ثمنها غاليا إلى حد الآن، ومادام لا يعدو أمر التغيير المعتمد حاليا أن يكون مجرد مكر لاستدامة اللعبة كما هي وتكريس آليات الاستهتار بالشأن السياسي والشأن العام.
ما يريده المغاربة – في واقع الأمر – هو الشروع الفعلي والفوري في تفعيل آليات اجتثاث جذور "الذلقراطية" و"الفقرقراطية" و"التهميشقراطية" و"الإقصاؤقراطية" لإيقاف اغتيال مستقبل الجيل الحالي وأجيال المستقبل، هذا ما يريده جل المغاربة بكل بساطة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم بترول تالسينت هل كذب -كوستين- على الملك؟
- حوارمع إدريس بنعلي، باحث ومحلل اقتصادي
- على امتداد فترة الإعداد للانقلاب ظل الكولونيل حسني بنسليمان ...
- المهدي المنجرة عالم المستقبليات
- بعد المعاينة رجعت إلى البيت محطم الأعصاب
- الملكان الحسن وحسين عاينا إعدام الجنرالات
- الإعدامات في عهد الحسن الثاني
- العلاقات المغاربية – الفرنسية
- كان حسني بنسليمان مؤهلا للانصياع لأوامر أوفقير
- أمقران يستحق إقامة تذكار لإعطائه حقه في التاريخ
- المغرب العربي الاقتصادي إلى أين؟
- -باراكا من الخزعبلات-
- هل تورط حسني بنسليمان في الإطاحة بالملك؟
- الرأي والرأي الآخر
- وضعية الاقتصاد المغربي في الظرفية الراهنة 1
- يطلق على من لازال يحتضر رصاصة الرحمة
- متى ستنفجر فضيحة الفوسفاط
- تهريب السلاح بالمغرب
- حصيلة المفارقات
- الإسلام السياسي مشروع أثبت فشله بالمغرب


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ماذا يريد المغاربة؟