أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - طغيان رجال الدين















المزيد.....

طغيان رجال الدين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأظطهاد الديني هو من ابشع اشكال الأظطهادات الفكرية والسياسية , ويكفي ان جهل رجال الدين بالتطور يكفي المثقف الحقيقي ليكون اداة ردع تردعه وتقلقه وبالتالي يصبح المثقف مظطهدا اجتماعيا وثقافيا , ومن اللافت للنظر ان الدين بمحتواه الفكري لا يقمع المثقف والمتنور ولكن رجال الدين هم المستفيدون من قمع المثقفين , فمثلا : يرفض المستفيدون من صناعة المساجد وبنائها من تحويل تلك الأموال الهائلة لخدمة الثقافة وحركات التحرر الفكرية لأن ذلك يعمل على عجز مالي على دخلهم بما يستفيدون من تلك الدخول في حياتهم العامة , وكذلك نجد في مثل هذه الحالات تحالف بين السلطة ورجال الدين ودعم رجال الدين يزيد من عملية القمع الثقافي للاحرار والديمقراطيين وبالتالي تجد السلطة في الوطن العربي نظاما ذاتيا يعمل على تثبيت مصالحهم بنفس الوقت الذي تعمل به - السلطة - على اتخاذ الوسائل والتدابير لتقمع هي رجال الدين .
ولم يكسب العقل يوما معركة قادها ضد الدين ولم يخسر الدين معركة قادها ضد المثقفين , الا في بعض حالات كانت تستند الى اسباب موضوعية :
واول من انتصر على الفكر الديني كان الأثينيون عبر انتشار اكاديميات تزعمها فلا سفة مثل - ارسطو طاليس - و سقراط - والمدارس الأثينية على اختلاف مذاهبها , وذلك ان العلم قبل 400-100- قبل الميلاد تحرر في اثينا من قبضة الآلهة وكانت هنالك الوثنية تبدي تسامحا وتعاونا مع العلم حيث ان المعارك التي كانت تدور بين الألهة مع بعضها البعض كانت تعترف في اغلب الأحيان بهزيمتها , لذلك كان المجال واسعا ومفتوحا للفلاسفة في طرح افكارهم ومعضلاتهم
ولكن الطغيان الآسيوي لم يعترف يوما بهزيمته وكان وما زال يرى انه هو مركز الكون ويصلح لكل زمان ومكان , وابان القرن الرابع بعد الميلاد بدىء الطغيان الآسيوي الشرقي يمتد حتى وصل الأمبراطورية الرومانية , وكانت غالبية الناس في فقر مدقع بل ان 99 بالمائة من سكان الأرض كانت لاتملك قوت يومها ولذلك وجدوا عزاءهم في بعث المسيح وقيامته وهذا هو : التفسير المنطقي لاسباب انتشار المسيحية بهذه السرعة .
وان احداث اي عملية تغيير في الأمبراطورية الرومانية كان سيؤدي الى شل قاعدة الأنتاج التي تعتمد على عبيد المسيح وعبيد النبلاء وكلاهما في تحالف ضد نهضة الفقراء والمتعبين

وكان العبيد هم الذين يقومون بالمهام القذرة والحقيرة وكان النبلاء يترفعون عن مزاولة الأعمال المهنية , ولو دام حكم الأمبراطر- لوليان - اكثر من سنتين لتغير وجه التاريخ والثقافة منذ ان استلم السلطة من قسطنطين فقد عمل هذا الأمبراطور- لوليان - على تعزيز الوثنية الفلسقية وحاول ان يقمع المد الآسيوي في اوروبا وقد اصيب لسوء حظه بسهم مسموم اثناء محاربته الفرس بعد سنتين من حكمه لروما وقال فبل ان يموت قولته المشهورة : لقد انتصرت ايها الجليلي .
وان الديانة المسيحية نشأت وولدت في أسيا , ولكنها انتشرت في اوروبا اكثر من أسيا وما زال الاوروبيون الى اليوم يدافعون عنها اكثر من الآسيويين , وذلك ان الديانة المسيحية عملت ردحا طويلا من الزمن على مساعة النظام الأقتصادي الروماني من حيث انها البنية التحتية للنبلاء بفضل تعاليم تلامذة المسيح التي تتسامح مع الظالم وتعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
غير ان الظروف تبدلت بفضل البابوات الذين اخذوا حصة الرب وحصة القيصر واصبح القيصر تحت رحمتهم , ومن يجرؤ على مخالفة البابا في اوروبا كانت تحرم مملكته من دق الاجراس وفي هذه الحالة كان يحمل الموتى الى قبورهم دون الصلاة عليهم

على ان الديانة المسيحية والأسلام لم ينصان في الأنجيل والقرآن على : الخلافة , والبابوية , ولكن رجال الدين هم الذين سنوا هذه العادات السيئة
والغرض من ذلك مفهوم وهو راجع الى تلك الأسباب الموضوعية السابق ذكرها
لهذا فليس من الغريب جدا ان تركد الحركة العلمانية في كافة انحاء العالم الى ما يقرب بداية النهضة خارج ايطاليا والفاتيكان , وذلك بسبب اظطهاد رجال الدين والخلفاء للعلم والتنوير وقد توقفت حركة المد العلمي عبر التاريخ المكتوب والمدون منذ ان سقطت الفلسفة الأثينية وتوقف انتاج الكتب فقط على : التفسير للانجيل وكان فقط من البابوات حيازته وقراءته , وكذلك المد الثقافي العربي توقف كما توقف الأنجيل فقط عند التفاسير وجمع الأحاديث والشروحات والتعليقات وتفسير التفاسير وشرح الشروحات
ولكن الفضل يعود للفلاسفة الشقيين من العرب حين حافظوا لفترة من التاريخ على الفلسفة اليونانية غير انهم كانوا مظطهدين من رجال الدين والخلفاء وكان بعض الخلفاء المسلمين يحترمون الفلسفة على الصعيد الفردي والهواية

ان الدين لا يظطهد العلماء ولكن رجال الدين هم المظطهدون للفلسفة , وهنا يبدو ان اظطهاد الشيخ : علي عبد الرازق كان يرجع الى نكرانه الخلافة في النظام الأسلامي حيث يبدو ان لفتوته تلك علاقة سياسية تهدد المنصب الديني والسياسي للخليفة

وكان لحراق الكتب في الأسلام والمسيحية عادة مستحبة مثل : حرق مؤلفات الغزالي في الأندلس
وكذلك ابن رشد صاحب اكبر نكبة في المغرب العربي اذ انه رد على كتاب تهافت التهافت للغزالي وجدد فلسفة ارسطو طاليس وقال بازلية المادة و - الهيولي - على - الصورية - وحافظ على التراث اليوناني من الأندثار والجريمة الكبرى لابن رشد هو انه قال : يمكن ان ننظر للامور نظرة علمية ولا نصدق كل شيء ويمكن ان ننظر للامور نظرة دينية فترتاح انفسنا ونؤمن بالبعث والحساب
وامتدت فلسفة ابن رشد الأزدواجية الى فرنسا عن طريق اسبانيا حتى اصدر البابا يوحنا ال 21 الواحد والعشرين مرسوما بمنع تداولها , وبعد ذلك لقى ابن رشد حتفه رغم انفه سنة1198م بمراكش .

وكذلك السهروردي الذي قتله صلاح الدين الأيوبي اشنع قتلة حيث حبسه في قلعة حلب سنة 586 هجريا ومات بمنع الطعام والشراب عنه حتى مات عطشا وجوعا وقهرا وارهابا , وكل ذلك خشية افساد الجماهير والسلطان الظاهر

ان الوثنية عبر تاريخها الطويل كانت اقل مكرا وايذاءا با لمثقفين ومنذ ان بدء عصر الأيمان في تفسير الظواهر العصية والمثقفون في حالة جوع وكبت ومعاناه

ان الدين ينتشر ويكبر في المجتمعات التي لا تجد وسائل علمية لتحسين انتا جها النوعي والكمي , وهذا يفسر لنا التمسك الشديد للدين في المجتمعات العربية الفقيرة في حين تنتشر الحركات العلمية في المجتمعات الصناعية التي تملك وسائل علم تطور بها انتا جها المعرفي والعلمي والزراعي بشقيه الحيواني والنباتي لذلك فا لحظ والصدفه والقسمة والنصيب هي امور شائعة في المجتمعات العربية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف النسوية والنسونجية
- مصطفى امين في سجنه
- تعريف المرأة والرجل
- الدورة الشهرية للمرأة والعطلة الأسبوعية
- تعريف الثقافة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد ...
- المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية
- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
- المفكر العربي الكبير - سلامه موسى
- الحجاب الأجتماعي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - طغيان رجال الدين