أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الازمة التي يعيشها الاساتذة















المزيد.....

الازمة التي يعيشها الاساتذة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتأخر بلداننا العربية في جميع مجالات الحياة ، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ينهزم المواطن المنتمي لهذه المنطقة العزيزة الغنية ، التي وهبها الله أغلى الثروات ، واعتى الأنظمة الاستبدادية ، يرهق المواطن بالأسعار الغالية ،التي تسير قدما إلى الارتفاع الفاحش ، في وقت تبقى الأجور ، على ما هي عليه من التدني ، وأحيانا تنخفض الأجور في عالمنا ، مع زيادة كبيرة في الأثمان ، بحيث لا يستطيع الموظف او العامل ، ان يشبع حاجاته الآخذة بالازدياد ،في ظل الأوضاع الراهنة ، التي أصبح كل شيء من الأشياء الأساسية ، يتم إشباعه بالمال الذي أصبحت قيمته الفعلية ، تتناقص بسبب التضخم الذي نعيشه ، الأوضاع السياسية تعاني الأمرين ، بسبب فرض سياسة الرأي الواحد ، وتكميم الأفواه المتبعة في كل البلدان العربية ، والحالة الاجتماعية في تدهور مستمر ، لم تعد الأواصر القائمة على العلاقات الطيبة ،بين بني البشر تؤتي أكلها ، وأضحى الإنسان متقوقعا ، ينشد العزلة ، لأنه لا يجد من يستطيع ان يفهمه ، مهما حاول ان يكون مبسطا في التوضيح ، كما ان الغالبية من الجماهير ، بعد ان أدركت أنها يمكن ان تعرض نفسها ، لغضب أولي الأمر ، ان أبدت بعض الشجاعة في الأمور ، التي تهمها والتي تجد إن من مصلحتها الحياتية ان تولي لها الاهتمام ، أمست هذه الجماهير بعد ان جربت ، ان النضال قد لا يوصلها إلى تحقيق المراد وان الحياة تشتد سوءا ، وتتفاقم تدهورا وتقهقرا الى الخلف ، وإننا نفقد الكثير من الحقوق و المكتسبات ، التي أحرزها الإنسان عن طريق نضاله المستمر والدءوب ، لقد أصبح المرء يردد كالببغاء آراء الأعلام الحكومي ،والفضائيات التي تعمل بما يريده أولو الأمر من سياسة التعمية
فان حاولنا ان نطرح سؤالا منطقيا ، لماذا أصبحت حياتنا بهذا البؤس ، ومن المسئول الأول عن هذا التردي ؟ بعض الآراء تشير بإصبع الاتهام الى الأستاذ ، لأنه المربي والمعلم والملقن ، الذي يأخذ بيد الطلاب مبينا لهم ، أنواع العلوم وطرق الآداب ، وان هذا الأستاذ لم يعد وفيا للعملية التربوية ، التي نأتمنه عليها ، وانه أصبح أنانيا يريد الإثراء السريع ، على حساب جماهير الطلاب ، غير مبال بما يصيبهم من جهل وتخلف هو المتهم الأساسي فيها ، ولكن النظرة المنصفة لطبيعة الأمور التي تشهدها بلادنا تبين وبوضوح ، ان الأستاذ بريء كل البراءة ،من شناعة التهم التي توجه له ، وانه ضحية من ضحايا الوضع الحالي ، فالعملية التربوية تشترك فيها عدة عناصر ، وليس الأستاذ العنصر الوحيد فيها ، فمن سياسة تعليمية تضعها الحكومات ، وترسمها بدقة وعناية يكون القصد منها ليس الرفع من شان التعليم ، وإنما المحافظة على العروش ، والدفاع عن الكراسي ، والعملية التعليمية من عناصرها أيضا ، الطالب الذي لم يعد يهتم أبدا بالثقافة ، والعلوم كما كان في السابق ، وإنما أصبح حريصا على ، إحراز الشهادات العليا التي لا تعني علما او معرفة ، وهذه الشهادات يسعى اليها الطالب رغبة في الظهور بمظهر المثقف الواعي ، أصبح الطالب يطلع على المنهج المقرر فقط ،
وان لم يستطع ، فقد يغش سارقا العلوم ، دون أن يبالي بتوسيع مداركه ، بالإطلاع على الكتب والموسوعات ، التي تعزز من رأيه العلمي وتمده باخر التطورات ، وتجعله مدركا ، أن كل شيء في الحياة يقفز قفزات سريعة ، ويتغير ، ولا شيء يبقى جامدا في مكاته ، لان من سنن حياتنا التي نحياها ، ان التطور ينال جميع جوانب الحياة ، وازعم ان الطالب أصبح لا مباليا بالعلم ولا مهتما بالتفوق الفكري نتيجة لعدم تشجيعه ، من قبل أهله على إحراز العلم ، والحصول على المعرفة المتطورة ، لهذا أصبحت مدارسنا وجامعاتنا ، تخرج الكثير من حملة الشهادات العليا ، لكنهم في حقيقة الأمر امييون ،لا يفقهون أمور العلم ولا يعرفون أساسيات الحياة
فهل نبريء الأساتذة والجامعيين منهم على الخصوص ، من التهم العديدة ، الموجهة ضدهم ، والتي تحاول الكثير من الجهات ، إلصاقها بهم لتنأى بأنفسها عن تحمل المسؤولية الثقيلة تلك ، الأستاذ إنسان ، اجتهد وسهر الليالي وانفق الكثير من الوقت والجهد ، في سبيل التحصيل العلمي في وقت كانت بلداننا تحترم ذلك التحصيل ، ثم حدث التقهقر الى الخلف بشكل قد يبدو مفاجئا ، لبعض الباحثين ولكن سياسة الاضطهاد المتبعة وعدم منح الحرية في الراي ، والتعبير عنه وعدم تقدير الأستاذ التقدير المناسب ، الذي يعترف بفضله انه الباني لثقافة البلاد والمحقق لرفعتها ، فلماذا يكون الأستاذ العربي في بلاد أوربا وأمريكا أفضل عطاء ؟ ليس لأنه قليل الحب لوطنه ،ولا يحرص على بذل أقصى الجهود ، من اجل هذا الوطن ، وإنما وجد نفسه في بلده ، لا يتمتع بالحرية ولا يمنح الراتب الكفيل بتحقيق العيش المقبول ، ولا ازعم العيش الرغيد ، فان أساتذتنا الاكفاء لا يمنحون الا النزر اليسر من المال ، الذي لا يتناسب مع كفاءاتهم ، وعطاياهم العلمية التي لا تقدر بثمن
يجب ان تتظافر الجهود من اجل الاعتراف ، بفضل الأستاذ العربي الذي لا يقل كفاءة عن الأساتذة ، في بلاد الله المحترمة التي تقدر الإنسان ، ولا يميز بين فرد وآخر بسبب الانتماء السياسي ، او المذهبي او الديني ، إنما يتفاضل الناس على أساس العمل والكفاءة ، ولكن من يمكن ان يساعد الأستاذ في تحقيق المنزلة الرفيعة التي يجب ان يتمتع بها ، والتي فقدها حين فقدت شعوبنا الكثير من الحقوق ، وكان نتيجة ذلك الفقدان ان تتأخر حياتنا ، وان تنهزم قيم العدالة والكفاءة والاجتهاد ، ليحل محلها قيم التفرقة والمحسوبية ، والمنسوبية وعدم إعطاء الناس الحقوق التي يستحقونها ، فمن هو المؤهل لمساعدة الأساتذة على استعادة منزلتهم ؟ ليست الحكومات التي ما فتئت ، تضع العراقيل أمام كل الكفاءات ، وليس أشباه المثقفين الذي لايمكن ان يقدروا الأستاذ حق قدره ، انما مثقفونا الحقيقيون أؤلئك المنصفون العلميون المتصفون بالهدوء والصبر على البحث والتنقيب والسهر ،
أساتذتنا عنوان حضارتنا وأساس رقينا ، ان كان الأستاذ مقدرا مهابا ، أدركنا ان حياتنا تجري بطريقة صائبة ، وان عاش الأستاذ مهانا فقيرا معدما محروما من الكلام ، او اضطر الى مغادرة الوطن ، تدهورت أمورنا وأصبحنا في المنزلة الدنيا بين بني البشر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المجموعة القصصية ( لائحة الاتهام تطول)
- مزاح : قصة قصيرة
- اندهاش
- تقدم المجتمع والمدارس
- الرهان : قصة قصيرة
- المراة في عام 2007
- هل لنا ان نتفاءل ؟؟
- تأنيب : قصة قصيرة
- الى صديقتي
- الزائرة
- حول المواقع الالكترونية والابداع
- هل الصراع طائفي ؟؟
- أريد حلا
- تعدد الزوجات
- العقاب : قصة قصيرة
- الابداع النسوي والابداع الرجولي
- معايير التقدم والتأخر
- العودة الى الوطن
- طفل يصرخ : قصة قصيرة
- تراجع عن قرار : قصة قصيرة


المزيد.....




- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الازمة التي يعيشها الاساتذة