أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - قراءة في مجموعة ياسر مراد-شذرات من ذاكرة مفقودة-














المزيد.....

قراءة في مجموعة ياسر مراد-شذرات من ذاكرة مفقودة-


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 06:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يعد الشاعر ياسر مراد من الجيل الجديد لشعراء الجزيرة السورية،وهو من القلائل الذين لم يستعجلوا النشر،ومن الذين واظبوا على تطوير أدواتهم قبل خوض غمار تجربة النشر،في باكورة أعماله الصادرة مؤخراً عن مطبعة اليازجي في دمشق بعنوان"شذرات من ذاكرة مفقودة"لا نصرف كبير جهد في اكتشاف الشاعرية الواضحة بين مفردات القصائد التي اتخذت في الغالب سمة القصر الشديد،أي أن غالبية كتابات المجموعة هي من نوع المقطوعة الشعرية اللماحة أو ما يطلق عليه اصطلاحاً:القصيدة الومضة.
غلاف المجموعة لوحة للفنان عبد الغفور حسين تظهر مسحة سريالية لوجه بشري ساهم تتخلله الصدوع ويطغى عليه اللون الأصفر لون الذبول والمرض،ولعل الشاعر أراد أن يقارب العنوان بهذا الغلاف،لكن مبعث المفاجأة أن قصائد المجموعة ذاتها تسير في اتجاه آخر غير اتجاه الغلاف الكئيب ففي الكثير من المقطوعات الشعرية هناك احتفاء بالحياة،بالحب والطبيعة والجمال،يقول مثلاً في ومضة معنونة بعاشق:
"صوفيُّ في مهجة
العشقِ أنا
وبحبها قلبي تبدّدْ.
............
يا رسول العشقِ
مدَدُ....مددُ
مدّدْ.".......ص37
لكن بالمقابل ثمة ظلال لفكر وجودي يضرب بجذوره في أعماق القصائد،فينبثق قلقُ طاغٍ يستولي على أحاسيس الشاعر،وتغدو القصيدة حينها نوعاً من تغليب الداخل الحدسي على الخارج الملموس،وبمعنى آخر فإن القصيدة تغدو منفذاً يطل الشاعر من خلاله على الغوامض التي لا يستطيع محاكاتها أو مقاربتها بغير حساسية الشعر وملكاته،يقول في ومضة عنوانها(عرّاف):
" على باب أحد العرّافين
بكيتُ
أهداني أغلى ما يملك
علبة تبغٍ
وصرخْ:
ها هنا...ها هنا
انتهيتُ"...........ص20
على أن هذا الاقتراب من قلق الوجود يصل بالشاعر أحياناً لملامسة الجو الصوفيّ الذي تتلبّس فيه كينونة الأشياء وتخرج من ألفتها ومن قالبها المعتاد،ورغم أن الومضة معدودة الكلمات إلا أن الشاعر يستطيع من خلالها تقديم حالة صوفية متكاملة بما يكتنفها من حشد لمفردات ترتبط بوشائج مميزة مع بعضها لتقديم الحالة المنشودة يقول في ومضة (أمير العشق):
"رأيتُ ابنَ الفارضِ
بائساً
على أحد الأرصفة
سألتهُ:
أمير العشقِ ما بالكْ؟
أجابتني تجلياته:
بالله عليكَ،لا تسلْ
فحاله من حالكْ....!".....ص38
وللطرافة حضور في ومضات الشاعر حتى ولو كانت من باب تقديم المفارقة المفجعة من خلال حالة من التوازي،يقوم من خلالها الشاعر بلعبة لغوية بارعة ترتفع معه الفكرة عن سياق الكلام المياوم العادي،يقول:
"قلتُ لها:
كلما ألقاك تكبر أحلامي
كأحلام الفقراءْ
قالت لي:
كلما ألقاك تذهبُ أحلامي
كواقعهم أدراج الهواءْ.".....ص45
فالتوازي والتقابل يكاد يكون تاماً في المقطعين المكونين لبنية القصيدة:قلتُ ـ قالت،تكبر أحلامي ـ تذهب أحلامي،حلم الفقراء ـ واقع الفقراء
والمفارقة هي في هذا التوازي الذي يحيل النص إلى صدمة النهاية الشعرية،ولا يتوقف مسعى الشاعر عند ما سبق من تقنيات النص الشعري فيتجاوزها إلى خلق مساحة تأمليّة بيضاء تحيط بالكلام وتحرض على التخيل،وهذا المسعى(أقصد التحريض على التخيل)هو أحد أهم وظائف الشعر وطموحاته،وأهم مزية من مزايا جودته وتفرده،وقد أحسن الشاعر في بعض ومضاته تحقيق هذه المعادلة الصعبة كما في هذه الومضة:
"اهتديتُ إليها
نجمةً من سحرِ الكلامْ
ذاتَ مساءٍ
هممتُ بأن أقطفها فكانَ
الظلامْ".....ص23
مجموعة"شذرات من ذاكرة مفقودة"في مجملها تعد بشاعر متمكن من أدواته،رغم بعض التباينات في السوية الفنية للقصائد الأمر الذي يبرره الإصدار الأول للشاعر،وكونه الشرارة الأولى في تجربته التي تعد بالكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شذرات من ذاكرة مفقودة
شعر
ياسر مراد
مطبعة اليازجي دمشق2005
64 صفحة من القطع الصغير
الغلاف للفنان عبد الغفور حسين



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس وبوش و...حسين خليفة
- العودة إلى الحوار المتمدن
- وزير الأمل
- مقاربة أولية لتجربة جيل التسعينيات الشعري في سورية
- تمهّلْ صديقي
- حجر في زرقة الأبد
- قصيدة ماغي
- حوار مع الشاعر الكردي أديب حسن محمد أجراه نضال بشارة
- ماجدة الرومي..فقط لو كنتُ لبنانياً..!!
- أنا هؤلاء
- هل حقاً كان الماغوط شاعراً كبيراً الجزء الثاني
- هل كان الماغوط حقاً شاعراً كبيراً
- قفا نضحك
- ويسألونك عن الأنفال
- المشهد الشعري السوري 12 قصائد بحجم ابتساماتنا لثلاثة شعراء
- مأساة نادي الجهاد ومهزلة الدوري السوري
- تأبط أرضاً
- وقائع برنامج خاص عن سليم بركات في الإذاعة السورية
- المشهد الشعري السوري11 خدعة الغامض لفرات إسبر
- العماء العربي إلى أين بمناسبة دعوة رجل الأعمال السعودي مقاضا ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - قراءة في مجموعة ياسر مراد-شذرات من ذاكرة مفقودة-