|
الامازيغ من النضال الثقافي الى النضال السياسي : بحث في الممكنات ومسائلة للصعوبات
انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 07:55
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
النضال من اجل الحرية والديموقراطية درجات ومراتب ، مسلسل متواصل من النجاحات والاخفاقات ، عمل يصبو الكمال والحقيقة ليصل في نهاية المطاف الى مقاربات اشبه بالحقائق والغايات لاتلبت ان تظهر انها بعيدا عن الحقيقة المرجوة ليستمر النضال وتتواصل المعاناة الجميلة ، هكذا يمكن ان نقول عن النضال الامازيغي من حيث انه ابتدأ بالبحث عن التراث وبالمحافظة على الثقافة الشعبية والفنون الامازيغية ، ليكتشف بعد حين ان هذا الخطاب وهذا المنحى النضالي لايوصل الى المبتغى ، فتم الانتقال الى النضال الثقافي الحقوقي بحثا عن مساندة لباقي الفعاليات الحقوقية للمطلب الامازيغي وعندما تبين ان هذا الرهان فشل وانتكست الامال ، تم التفكير في العمل الحقوقي الدولي لكن بصيغة النضال على واجهة الشعوب الاصلية ومؤتمرات مناهضة التمييز والعنصرية ، فتبين من جديد ان لهذا الطرح اهمية لكن دون ان تصل الى مستوى الاعتراف الدولتي بحقوق الامازيغ وتلك كانت من بين اهداف النضال الحقوقي الدولي أي الاعتراف الرسمي. بانتقال النضال الامازيغي عبر هذه المراحل التاريخية بين الثراثي والثقافي والحقوقي الى التفكير في العمل السياسي ، يكون الامازيغ قد بدأوا مرحلة نضالية جديدة من حيث الاليات وحتى المطالب وقد يكون من الحقيقة القول بأن الحركة الامازيغية مطالبة في هذه المرحلة المتقدمة من نضالها ان تساءل الياتها وان تعيد صياغة الاوليات السياسية الامازيغية على مقاس موازين القوى والتحالفات الممكنة . ثمة اسئلة حقيقية تقع على عاتق الحركة السياسية الامازيغية ان تقاربها وتكون واضحة بشأنها ، وتبقى المقاربة دائما مفتوحة على الاغناء والنقد والتطوير لكي لا يتسرب اليها اليقين والتكلس وتعيد انتاج الاصنام السياسية التي عبدها الناس في المغرب طويلا فما اعطت للبلاد والعباد الا النكسات والبؤس. السؤال الاول : لماذا بدأت الحركة السياسية الامازيغية متشرذمة ومنقسمة؟ السؤال الثاني : لماذا بدأت الحركة السياسية الامازيغية نخبوية ؟ السؤال الثالث : لماذا بدأت الحركة السياسية الامازيغية بنفس الوجوه والفعاليات الثقافية؟ هاته بعض الاسئلة التي ارى من المفيد ان يبدأ بها الفعل السياسي الامازيغي مرحلته المتقدمة من نضاله المتمم والمتصل جدلا بالنضال الثقافي وعلى الواجهات الاخرى ، فلنبدأ بمقاربة الاسئلة تباعا : 1- الحركة الامازيغية تنقل الانقسامات من مستوى الى مستوى : ربما قد يحتار المرء وهو يراقب المشهد الامازيغي ، حيث ان من سماته الرئيسية التشرذم والانقسام البعيد عن التميز والتنوع ، فماهي دواعي تأسيس حزب امازيغي ولجنة تحضيرية لحزب امازيغي آخر ولجنة تحضيرية لحزب امازيغي آخر مشكلة اساسا من بعض المنسحبين من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ؟ ما يمكن استبعاده من هذه الاختلافات الجانب السياسي والايديولوجي اذ ان جميع هذه الفعاليات التي تنوي تأسيس هذه الاحزاب تتفق على المطالب الامازيغية الواضحة ، لذا يبقى البعد الذاتي حاضرا بقوة ان لم يكن لدور المخزن في توجيه الحركة السياسية الامازيغية دور في هذا الانقسام ، ولأنني لا املك دليلا على سعي مخزني لاحتواء استباقي للحقل السياسي الامازيغي فأرجح مع كامل التحفظات ان تكون الزعماتية والفردانية وراء التشرذم ، فيما تبقى المبادئ والافكار والمرجعيات في المراتب المتأخرة من ترتيب اسباب الخلاف ، وهذه اشارة سيئة على ان الفعل السياسي الامازيغي لامستقبل له بدون قراءة نقدية انقاذية لهذه الذهنية التي لن تبني حزبا ولا بلدا. 2- فعاليات الحركة السياسية الامازيغية يعولون على انفسهم لا على الشعب : نجاح أي حركة سياسية لايقاس في اكثر الاحيان الا بمدى شعبيتها وارتباط الناس بها ،الحركة السياسية الامازيغية للأسف الشديد حركة نخبوية أي انها لم تستطع ان تنقل افكارها وتوجهاتها رغم طابعها الليبيرالي الى الناس ، ذلك راجع بالاساس الى انها ماتزال تعمل بعقلية الثقافة العالمة المتكبرة ، لذلك لا مستقبل لحركة سياسية معزولة عن الناس ولاتساءل همومهم وافكارهم ومشاكلهم ، لذا يبقى من الضروري ان تستفيد الحركة السياسية من تجارب الآخرين السابقة في المجال وان تطور الآداء السياسي وفقا للمستوى السياسي الذي باتت تعمل فيه وان تقطع مع اليآت النخب المثقفة لتبني اليات التواصل الجماهيري الواسع ، بالشعارات المطلوبة وبالاجابات السياسية المطلوبة ، فالمثقف يحكمه منطق الحرية والحقيقة الجريئة ، فيما السياسي يجب ان يحكمه منطق الضرورة والحقيقة المسؤولة والمتدرجة. 3- الحركة الامازيغية لا تجدد وجوهها : اذا هي امام خطر نقل عدوى الفشل الثقافي ! الحركة السياسية الامازيغية تقودها فعاليات سياسية هي نفسها التي كانت قد راكمت في الحقل الثقافي وقادته ومع احترامنا الكبير لنضالها وتضحياتها ، فإن النخبة الامازيغية الثقافية راكمت كذلك عدوات شخصية ونزاعات ذاتية ضيقة ، قد تفسد على الفعل السياسي آماله واحلامه لذا يبقى من الصحي والمسؤول ان تتيح الحركة الامازيغية التاريخية الثقافية المجال لنخب امازيغية سياسية لتبني تجربتها مستفيدة بالطبع من خبرة السابقين ولكن بنفس متسامح وحدوي جديد ، فبوادر الانقسام السياسي الحالي بين المتنافسين القدامى المتجددين ، لن يبني سوى عدوات جديدة متراكمة وسوف يضعف أي آمال لتقدم الامازيغ في سلم كسب الحقوق والوصول الى التأثير على صناع القرار الحقيقي. ما العمل : للحركة السياسية الامازيغية خريطة طريق واضحة مبنية على ثلاث ثوابت اساسية: *التنظيم : ان يكون جماهيريا وديموقراطي وان يعي متطلبات المرحلة وان يحمل الشعارات المناسبة التي تستجيب والوضع الذاتي وضرورات التحالفات . *الفكر والاجتهاد العقلي والاغناء الممارساتي: ان تكون النخبة السياسية الامازيغية ملمة بشكل كبير بآليات سير النظام السياسي المغربي وسياساته الداخلية مع اعمال اجتهادات عقلية وعقلانية عند ابداع اليات النضال السياسي واستيعاب التجارب النضالية لدول اخرى، اوضاعها السياسية شبيهة بوضعنا. *الاخلاق النضالية والوضوح مع الناس : ربما يبحث الكثير من الناس عن سر نجاح الحركات الاسلامية في كسب ثقة الناس ، لعل الجواب الصريح والواضح ان الحركات الاسلامية في معظمها تقرن القول بالفعل ، وتتشدد في بعض الجزئيات والتفاصيل لكن المهمة في نظر الناس ، الحركة السياسية الامازيغية مطالبة ان تعطي النموذج الاخلاقي للمجتمع وان تقرن القول بالفعل وان لا تكون نضاليتها حبيسة الاقوال ، انما النجاح السياسي للأمازيغ لا يمكن الا ان يكون بارتباطهم مع الناس كما هم لا كما يريدونهم.
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الامازيغ من النضال الثقافي الى النضال السياسي : بحث في الممك
...
-
الحركة الامازيغية كإامتداد نضالي نقدي للحركة الديموقراطية
-
الى روح الشاعر الكبير عبدالكبير شوهاد
-
العمل السياسي والمدني في الفعل الامازيغي : تكامل ام انقسام
-
مادا يحدث في بلدية بويزكارن ؟
-
الامم المتحدة تحاكم الحكومة المغربية بسبب احتقارها للأمازيغ
-
ماذا تريد السفارة الامريكية بالمغرب من الامازيغيين ؟
-
تجربة الانصاف والمصالحة بالمغرب :انصاف من والمصالحة مع من ؟
-
الامازيغ وقضية الصحراء : التاريخ والجغرافيا
-
الحركة الامازيغية و العلمانية
-
دراسة تأثير المنظمات الغير الحكومية على تنمية العالم القروي
-
الامازيغ خوارج والتجديديون من الفرقة الناجية
-
حسن نصر الله ضد الخصخصة وجنبلاط مع العولمة ؟
-
الكونغريس العالمي الامازيغي في ليبيا : السياقات والدلالات
-
الأبارتيد الثقافي بالمغرب: التمييز ضد الامازيغ قضية ثابتة
-
قناة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر
-
ماذا لو نجحت الديموقراطية العراقية؟
-
حزب الله اللبناني من التحرير الى التبرير
-
النظام الفيديرالي بالمغرب كمخرج سياسي لقضية الصحراء.
-
الامازيغ : مواطنون ام رعايا ؟
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|