أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (وليدة القبر) : رواية زكي الديراوي














المزيد.....

(وليدة القبر) : رواية زكي الديراوي


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


البنية ودقة الوصف في (وليدة القبر)
رواية (وليدة القبر)للروائي زكي الديراوي
تَنطلقُ الروايةُ ببنيةٍ سرديةٍ مدروسةٍ لا تُعطي صوتاً واحداً سلطة السرد المطلقة. يبدأ النص بصوت أم مسلم، التي تُؤدي دور الوصي على الذاكرة الجماعية والناقل الأول للحكايات. من الصفحة الأولى وحتى الصفحة الثامنة والعشرين، تُوجه الأم ولدها مسلم لنسيان مآسي الحرب، وفي الوقت ذاته تُمهد لزيارة (الكطعة) ،أرض الأجداد في قضاء أبي الخصيب . وتُلقي بذور القصة الغامضة التي ستُسيطر على العمل: حكاية الفتاة زعفران التي ماتت ثم عادت للحياة. هذا الصوت الأمومي يضع إطاراً زمنياً وعاطفياً للرحلة.
بعد ذلك، يتحول السرد إلى صوت مسلم الابن، السارد المراقب، الذي يصف الواقع المحسوس عبر وعيه الحديث. من خلال عينيه، نتعرف بدقة على الطريق المعقدة باتجاه القرية، ووصفه الدقيق (لشارع الثعبان الأسود الملتوي، والباص الخشبي الوحيد بقيادة أبي عدنان) يمزج بين الحاضر والذكريات المستعادة على لسان أمه، مما يُنشئ تداخلاً زمنياً بديعاً يُعزز العلاقة بين الجيلين.
يبلغ تعدد الأصوات ذروته بوصول زعفران الابنة )السارد الثالث) إلى المشهد في الصفحة الثلاثين. إن دخولها نقطة تحول بنيوية في الرواية؛ إذ تتسلم زعفران دفة السرد عبر قراءة (مخطوطة والدها المتوفي).هنا، يتحول السرد من ذاكرة الشخوص إلى سرد مكتوب ومُوثق، مما يُضفي على قصة العشق المأساوية بين مرجان وزعفران الأم مصداقية (الوثيقة)، ويمنح الأحداث التاريخية للرواية (العلاقة المحرمة، القتل، نبش القبر وسر الولادة الغريبة) عمقاً درامياً يستمر حتى نهاية الرواية.
الوصف في رواية (وليدة القبر) عنصر فاعل يُشارك في بناء الجو العام والشحنة العاطفية للعمل. لقد وظف الديراوي الوصف بدقة متناهية، خاصةً في رسم جغرافية المنطقة.
فالروايةُ تصطحبُ القارئ في جولةٍ سياحيةٍ تُحولُ السارِد.. إلى دليلٍ سياحي مُتمكنٍ.. ينبشُ ذاكرةَ الأنهارِ والأماكنِ، مستحضراً الحكاياتِ التي انبثقت منها أسماءُ تلك المعالم.. هذا الوصف الدقيق يهدف لتحقيق هدفين رئيسيين:
1- تأصيل الحدث، عبر ترسيخ القصة ضمن بيئة عراقية جنوبية محددة ونابضة بالحياة (قضاء أبي الخصيب)، تتحول المأساة الفردية (قصة زعفران الأم) إلى جزء من تاريخ المكان وذاكرته الجماعية.
2- خلق التناقض الدرامي، يُمثل الجمال الطبيعي الهادئ الموصوف بدقة (النخيل، الأنهار، الاشجار، البيوت) خلفية.. للتناقض مع فظاعة الجريمة التي حدثت (القتل والدفن ثم النبش المروع).
تُوجِزُ الروايةُ براعةَ البناءِ بتلك النهاية المُدهشة التي تُحقق اجتماع زعفران الابنة بأهل أمها بعد طول غياب وغربة. هذا الاجتماع، الذي يأتي بعد رحلة سردية معقدة عبر تعدد الأصوات وثراء الوصف.
إن رواية (وليدة القبر) بتبادل أصوات ساردها وتفوقها الوصفي، تُثبت أن زكي الديراوي روائي يُجيد تحويل المادة الحكائية الشعبية إلى بناء فني مُحكم.
................
مشاركتي في أمسية الاحتفاء بالروائي زكي الديراوي وروايته ( وليدة القبر) التي أقامتها مؤسسة أقلام الريادة الثقافية بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة، السبت/ 22/ تشرين الثاني/ 2025
أدار الجلسة، الدكتور محمد جواد البدران، مقدماً كوكبة من الأديبات والنقاد الذين تناولوا الرواية بتحليلٍ وافٍ:
1- بلقيس خالد
2- مقداد مسعود
3- القاصة ازهار عيسى محسن
4- الناقد عبد الكريم حمزة
5- الشاعرة باسمة الحسن
6- الشيخ محمد الحسان
7- الروائية الدكتورة شيماء ثائر
8- القاص كاظم صابر
9- القاصة مروة محمد
10- الفنان طارق الياسري/ محافظة كربلاء.
وفي الختام تم تقديم الهدايا والشهادات التقديرية من مجموعة من المؤسسات الثقافية، تأكيداً على التكاتف الثقافي في البصرة،
1- مؤسسة أقلام الريادة الثقافية
2- مؤسسة النهضة الثقافية
3- المجلس الثقافي الكسنزائي في البصرة
4- مؤسسة ثغر الفيحاء الثقافية
5- مكتبة الأسرة والطفل
وهدية خاصة من الفنانة التشكيلية باسمة الحسن.
كما شارك بالحضور ملتقى جيكور الثقافي.
وحضور لافت من الإعلاميين والفضائيات التلفزيونية
كانت أمسية بحجم مهرجان .. اكتظت فيه القاعة بالحضور الكريم من الرواد الأديبات والأدباء والمثقفين، في مشهد جسّد التفاهم الثقافي في بصرة الأبداع.
باسم مؤسسة أقلام الريادة الثقافية نتقدم بالشكر والتقدير إلى الأستاذ حازم العلي.. لدعمه الجزيل لأمسيتنا هذه.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس وقتا ضائعا
- ذكرى في الزجاج
- روح الصباح
- نخيل وياسمين
- رؤية رينا
- في ملتقى البريكان الأدبي
- شال ذهبي
- فيروز.. ورحيل زياد
- لا عذر للفرات
- أمسية بحجم مهرجان
- صاروخ .. هايكو عراقي
- أديبات البصرة .. في انتخابات بغداد
- شكر وتقدير
- هجير الروح
- في نهار بارد
- ليلة ٌ بيضاء
- صقيع هذا الشتاء
- بقية رنين أجراس المعابد
- الناقد علوان سلمان.. و(مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد
- (العبور نحو غيوم الربيع) للروائي ناظم المناصير


المزيد.....




- مهرجان الدوحة السينمائي ينطلق بتكريم جمال سليمان ورسائل هند ...
- 200 شخصية سينمائية أجنبية تحضر فعاليات مهرجان فجر الدولي
- كتابة الذات وشعرية النثر في تجربة أمجد ناصر
- الكلمة بين الإنسان والآلة
- الفنان الأمريكي الراحل تشادويك بوسمان ينال نجمة على ممشى الم ...
- مصر.. الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان -القاهرة السينمائي- الـ4 ...
- فولتير: الفيلسوف الساخر الذي فضح الاستبداد
- دموع هند رجب تُضيء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46
- توقيع الكتاب تسوّل فاضح!
- فيثاغورس… حين يصغي العقل إلى الموسيقى السرّية للكون


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (وليدة القبر) : رواية زكي الديراوي