أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصيدة: بيتُ لحم… حين تنهض الأرض بوجوه النساء














المزيد.....

قصيدة: بيتُ لحم… حين تنهض الأرض بوجوه النساء


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


في بيتِ لحم،
لا تبدأ الحكاية بالحجارة،
ولا بالكنيسة،
ولا بالطرق الضيقة…
بل تبدأ بالنساء
اللواتي يحمِلن المدينة
كما يحمل القلبُ
آخرَ نبضٍ لا يسمح له أن ينطفئ.

أمشي نحو كنيسة المهد،
وأرى النساء
قبل أن أرى المكان.
وجوهٌ
لا تبتسم من ضعف،
ولا تتجهّم من يأس،
بل تمشي
كمن يمسك العالم
من كتفه،
ويهزّه
كي يستيقظ.

امرأةٌ عند بابٍ قديم
تبيع الخبز،
لكنها تبيع معه،
دون أن تدري،
درسًا في الصمود:
أن الحياة
لا تحتاج إلى معجزة
كي تستمر،
بل إلى يد امرأة
تفتح تنّورها
وتقول للعالم:
“لن تنتهي الحكاية اليوم.”

وأخرى
تكنس عتبة بيتها،
كأنها تكنس
الخذلان العالمي
الذي يهبط على المدن الصغيرة.
لا تسأل أحدًا العون،
ولا تنتظر من أحدٍ عرفانًا،
هي فقط
تفعل ما تفعله النساء منذ بدء التاريخ:
تُنقذ ما يمكن إنقاذه
بيدٍ واحدة،
ورغيفين،
وقلبٍ
أوسع من السياسة.

فتاةٌ صغيرة
تحمل حقيبتها المدرسية
على كتفٍ ضئيل،
لكن خطواتها
أقوى من الخوف،
وأسرع من الأخبار،
وأصدق من البيانات.
تمشي،
كأنها تقول للطريق:
“لن تربّيني على الرهبة…
سأربّيك أنا
على الأمل.”

وفي داخل كنيسة المهد…
ثمة نساء
يعرفن كيف يصمتن
لا لأن الصمت ضعف،
بل لأن الصمت
أحيانًا
هو أقوى أشكال الكلام.
صوت الشموع
يرتجف في الهواء،
لكنهنّ ثابتات
كأنهن أصل الضوء،
لا انعكاسه.

امرأة من أقصى الشرق
تبكي…
لا خوفًا،
بل لأن المدينة لم تخذل دمعتها.
وامرأة سوداء البشرة
تضع يدها على صدرها
كأنها تحضن العالم،
لا نفسها فقط.
وامرأة أوروبية
تراقبهن جميعًا
وتفهم—ربما لأول مرة—
أن النساء في هذه الأرض
لا يتقاسمن الألم،
بل يصنعن منه
قوةً
تتجاوز حدود الدول
وخطوط الخرائط.

أخرج من الكنيسة
وأقول لنفسي:
إن كان في بيت لحم
قديسون،
فهم هؤلاء النسوة
اللواتي لم ينتظرن السماء
لتعطيهن نورها،
بل صنعن نورهنّ
بأيديهن.

وفي الشارع،
أرى امرأةً أخرى
تحمل طفلها،
وتحمل معه
إصرارًا
لا يمكن أن يتعلمه البشر
من الكتب.
تمشي
كأن الأرض تفتح الطريق لها،
لا خوفًا،
بل احترامًا.

فأفهم الحقيقة
التي يحاول العالم
تجاهلها:

أن النساء
هن الذين أبقوا المدن حيّة،
وأنهن القوة
التي لا تُقهر،
والصوت
الذي لا يُخرس،
واليد
التي تهزّ التاريخ
حين يتجمد.

يا بيت لحم…
إن كان لكِ سرٌّ
لا يفهمه العالم،
فهو أن النساءَ فيكِ
ليسوا زينة حياة…
بل الحياة نفسها.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- **قراءة نقدية في كتاب «أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر» ليا ...
- “سامر… حين اكتشف أن الظلّ ليس قدرًا”
- إيمان خطيب ياسين… امرأة صنعت حضورها بالصدق لا بالمنصب
- حين يحمل الجسدُ الوطن ملحمة إنسانية عن الذين هُجِّروا كي لا ...
- إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان
- اسمع مني… إذا بدك تكون محبوب عند “شلل” الأحزاب العربية
- مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته الم ...
- آدم: موسيقى خرجت من قلبٍ كان يظنّه العالم خطراً
- لا تُقارن نفسك بأحد… لأنّ لكلّ روح طريقها
- فلسطينيو الداخل: وجعٌ يحاور العالم
- الخيط الذي لم ينقطع: قصة فتاة أعادت اختراع معنى النجاة
- وطنٌ يعلّم أبناءه الحلم… ثم يجرّدهم من حقّ الحلم
- طولكرم… مدينةٌ تعلّم القلب كيف يقف دون خوف
- مار جريس… الفارس الذي يفضح خوف العالم
- الامتنان… فلسفة حياة ومرآة للروح الإنسانية
- لقاء لا يُنسى مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد
- حين عدتُ من الموت… أدركتُ الحقيقة التي يخشاها الجميع
- رولا غانم.. حين ينهض الوطن من بين سطور امرأة
- قصة: حين ينهض الصمت ويقول اسمه
- الإيزيديون… حين تُضيء الكلمة طريق الإنسان


المزيد.....




- مهرجان الدوحة السينمائي ينطلق بتكريم جمال سليمان ورسائل هند ...
- 200 شخصية سينمائية أجنبية تحضر فعاليات مهرجان فجر الدولي
- كتابة الذات وشعرية النثر في تجربة أمجد ناصر
- الكلمة بين الإنسان والآلة
- الفنان الأمريكي الراحل تشادويك بوسمان ينال نجمة على ممشى الم ...
- مصر.. الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان -القاهرة السينمائي- الـ4 ...
- فولتير: الفيلسوف الساخر الذي فضح الاستبداد
- دموع هند رجب تُضيء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46
- توقيع الكتاب تسوّل فاضح!
- فيثاغورس… حين يصغي العقل إلى الموسيقى السرّية للكون


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصيدة: بيتُ لحم… حين تنهض الأرض بوجوه النساء