أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسبوعية المشعل المغربية - هل يمكن خلق حركة شبابية فاعلة في المشهد السياسي؟















المزيد.....


هل يمكن خلق حركة شبابية فاعلة في المشهد السياسي؟


أسبوعية المشعل المغربية

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 07:35
المحور: المجتمع المدني
    


انطلقت في الفترة الأخيرة مجموعة من التحركات واللقاءات بين عدد من المنظمات الشبابية، وذلك بغية توحيد الجهود والعمل على وضع برنامج موحد يستجيب لقضايا ترتبط بهموم الشباب السياسية أساسا؛ فكثيرا ما شكل الشباب مركزا حقيقيا لعدد من الأحداث والتحولات السياسية التي عرفها المغرب، بفعل الدور الذي كانت تلعبه الجامعات، وأحيانا المؤسسات الثانوية،في تأطير الطلبة، وبالنظر إلى ما كانت توفره هذه الفضاءات من مجال للجدل السياسي و الإديولوجي،حيث كان الشباب دائم الارتباط بالقضايا العامة، ودائم البحث ، وفق مرجعيات مختلفة، عن آفاق من شأنها أن تؤسس لمجتمع بديل بقيم بديلة، الشيء الذي أسس لتيارات عديدة، منها ما تحول فيما بعد إلى أحزاب سياسية، والشيء الذي جعل بعض الأحزاب تكاد تكون تابعة وتحت وصاية شبابها.
اليوم، وإن كان المغرب، بالنظر إلى بنيته الديمغرافية الشابة وإلى ما تفاقم داخل هذه الشريحة من مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة، ملزم أكثر من أي وقت مضى بالالتفات لهمومها وتطلعاتها، وإن كان من اللازم أن يأخذ الشباب المواقع الضرورية للمساهمة في القرارات التي تخص شؤونهم وشؤون البلاد العامة، فإن هيمنة الأحزاب بشيوخها يجعل من هذا المسعى أمرا مستعصيا،خصوصا وأنه لا يمكن أن نتصور عمل المنظمات الشبابية المتصلة بالمجال السياسي، إلا من خلال أحزاب خلقتها بجانبها كامتداد فرعي قد يؤدي أدوارا، وإن اختلفت نسبيا من منظمة إلى أخرى، فإنها لا تخرج عن الإطار العام الذي تقرره هذه الأحزاب في سياق مسيرتها، وفق المساعي العامة التي ترسمها.
فهل يمكن أن نتصور حركة شبابية قادرة على التأثير في الحياة السياسية؟ أم أن الشباب أضحى أداة وضيفا مناسباتيا لتنشيط الحملات الانتخابية؟ هل للشباب القدرة على فرض هامش أوسع من الديمقراطية داخل الهيآت الحزبية التي ينتمي إليها؟ وهل له من الجرأة ما يكفي للمطالبة بمواقع قيادية؟ أم أن منطق الوصاية والخوف من الإقصاء أمام الاغراءات والامتيازات يمنع المغامرة في هذا الاتجاه؟ هل للشباب موقع في مطلب تجديد النخبة السياسية؟ أم هذا التجديد قد لا يعني بالضرورة الشباب وقد يكون مرادفه تبادل أدوار ضمن سلسلة من المصالح المتبادلة؟
هذه أسئلة من بين أخرى حاولت المشعل استطلاع رأي ثلة من المعنيين بها،حيث تفضل بالإجابة عنها كل من محمد غدان الكاتب العام لشبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،خالد بن علي الكاتب العام لشبيبة حزب العهد، عبد العزيز رباح الكاتب العام للشبيبة العدالة والتنمية و سعد الساهلي منسق المعهد الوطني للشباب والديمقراطية.


خالد بن علي / الكاتب العام لشبيبة حزب العهد
السبيل لإدماج الشباب في الحقل السياسي هو إعادة المصداقية للعمل السياسي
حان الوقت لإحداث المجلس الاستشاري للشباب

لماذا تم خلق منظمة شبيبة العهد؟ وما هي الحدود الفاصلة بين المنظمة والحزب؟

في البداية، لا بد من الإشارة إلى كون تأسيس التنظيمات الموازية داخل الأحزاب السياسية مسألة حيوية وضرورية في الحياة الحزبية، لكونها تساهم في تطور وتوسيع قاعدة المناضلين داخل الحزب، على اعتبار أنها تشكل مصدر استقطاب من خلال اهتمامها بقضايا الشباب، النساء، الطفولة...
من ناحية أخرى نعتبر أن المنظمات الشبابية مدارس، تلقن فيها للشباب مبادئ العمل السياسي من خلال تأطيرهم على الممارسة الديمقراطية ودولة الحق والقانون وحقوق الإنسان....
إن المتتبع لمسيرة حزب العهد، يلاحظ أن منظمة شبيبة العهد تأسست سنة 2004 تحت شعار "ثقافة التعايش والحوار و احترام الغير دعامة لمجتمع حداثي وديمقراطي"، أي سنتين بعد تأسيس حزب العهد، وهي المدة التي فتح خلالها نقاش بين المناضلين على صعيد التراب الوطني حول منظمة الشبيبة التي يطمح لتأسيسها شباب الحزب، وما هي الإضافة الحقيقية التي ستقدمها للحزب و للمشهد السياسي على وجه العموم؟ وهي تساؤلات تبقى مشروعة لشباب رفض من البداية أن ينسخ تجارب الآخرين، مقررا بذلك أن يؤسس لنفسه إطارا سياسيا حقيقيا حرا دون إملاءات فوقية أو قرارات خارج الهياكل القانونية للمنظمة والتي لها صلاحيات البث في التوجهات المستقبلية والبرامج، يعبر من خلاله على هموم وتطلعات الشباب المغربي في كل أرجاء بلادنا وأن ينقل من خلاله الإشعاع إلى الشباب في المغرب العميق.ومن هذه المنطلقات فإن منظمة شبيبة العهد انخرطت في مسلسل حقيقي لتجديد وتأطير النخب، لتزويد الحزب بأطر قادرة على السير قدما بالمشروع المجتمعي الذي يتبناه حزب العهد إيمانا منها بأن شباب اليوم هم رجال الغد.
منظمة شبيبة العهد تعمل بناء على التوجهات والاختيارات والبرامج التي سطرها وحدد معالمها شباب العهد. فمنظمة شبيبة العهد استطاعت في فترة وجيزة أن تنظم العديد من الأنشطة التي عرفت نجاحا واهتماما كبيرين من ناحية اختيار المواضيع وكذا طرق معالجتها. وعلى هذا الأساس، فإننا نعتبر أن انفتاحنا على جميع الفعاليات السياسية والعمل الإشعاعي الذي ساهمت فيه المنظمة دعم كبير للمشهد السياسي المغربي، ودعوة لكل الأطر والكفاءات الشابة للمشاركة المكثفة في الحياة السياسية لأنها السبيل الوحيد للمساهمة في بناء مغرب العهد الجديد.

هل مشاركتكم في تنسيقية للمنظمات الشبابية، توجيه من القيادة الحزبية أم مبادرة مستقلة لشبيبتكم؟

يعرف عامة على الشباب الحماس والمبادرة، وعلى هذا الأساس فإن المشاركة في التنسيقية نابعة من قناعات شبيبة العهد وليست بتوجيه من أحد لا من داخل الحزب ولا من خارجه.
إن المبادرة التي نسعى إلى وضع أسسها رفقة مجموعة من المنظمات الشبابية الوطنية الفاعلة في الحقل السياسي المغربي، والتي تتقاسم نفس الهموم والتطلعات المتمثلة في الدفاع عن القضايا الشبابية وتؤمن إيمانا قطعيا بأن المشاركة في الحياة السياسية هو السبيل الوحيد لربح رهان التنمية المستدامة، ليست تيارا سياسيا جديدا أو مشروعا ظرفيا بل تكتل شبابي حقيقي يرمي إلى المساهمة في إطار تجربة البناء الديمقراطي التي تعرفها بلادنا لكي يكون الشباب شريكا استراتيجيا فعليا في مسلسل التنمية.
ولعل أول محطة دشنتها هذه التنسيقية، افتتحت ببلاغ أصدرته بخصوص مشروع القانون الانتخابي الذي نعتبره تراجعا لبعض الأحزاب " التي تدعي الديمقراطية" والتي باتت تتخطى جوهر مرجعيتها ولم تعد تتوانى في مهاجمة بل والتضييق أحيانا على الأحزاب الجديدة تحت ذريعة أنها تسيء إلى المشهد السياسي الوطني وتقود إلى بلقنته. وخير دليل على ذلك الشروط الإقصائية التي يتضمنها هذا القانون، والتي تمنع مشاركة الأحزاب الفتية في اللعبة السياسية من خلال وضع عتبة 3% كشرط أساسي لإمكانية المشاركة في هذه اللعبة، متجاهلا مبادئ وتضحيات مناضلات ومناضلي هذه الأحزاب.
وقد عبرنا من خلال هذا البلاغ على أن تأسيس جل الأحزاب الجديدة، جاء نتيجة عملية الإقصاء والتهميش التي مارستها ولا زالت تمارسها الأحزاب التي تدعي " الديمقراطية" في حق جميع الكفاءات والفعاليات الغيورة على وطنها، الأمر الذي لن نسمح بانتقال عدواه من الأحزاب " التي تدعي الديمقراطية" لتعم المشهد السياسي، من خلال منع أحزاب من المشاركة في الاستحقاقات المقبلة تحت أية حجة كانت، ولا بممارسة أي حزب لدور مصلح للمشهد السياسي على حساب الأحزاب الأخرى، وإننا كمنظمات شبابية واعية بأن الشباب شريك استراتيجي في التنمية، نؤكد عزمنا الأكيد على خوض كل الأشكال النضالية المتاحة من أجل بلوغ هدفنا الأسمى، ألا وهو المشاركة في الحياة السياسية، الذي يجب العمل على توسيعه وتنويع مكوناته، لا تقزيمه وإفراغ محتوياته.

ماهي في اعتقادكم سبل فرض المشاركة السياسية للشباب في الحياة السياسية؟

بداية نحن لا نروم إلى البحث عن سبل فرض المشاركة في الحياة السياسية، بل نأمل في أن تصبح مسألة مشاركة الشباب في الحياة السياسية أمرا عاديا، لأن فرض المشاركة ينطوي على أن هناك عوائقا من خارج المجال الحزبي أمام هذه المشاركة بينما الحال عكس ذلك.
وعلى هذا الأساس، فإننا نعتبر أن الحديث عن " كوطا" للشباب كإجراء استثنائي غير وارد تماما لأن التساؤل الذي يتبادر إلى الذهن بمجرد الحديث عن الكوطا هو هل وصل الشباب المغربي، مصدر قوة هذا البلد، إلى درجة من الترهل تمنعه من المشاركة والاعتماد على قدراته لخوض معركة النجاح في المشاركة السياسية؟ وهو تساؤل لا يجب أن يطرح لأن العكس هو الصحيح، على اعتبار أن الشباب المغربي لا يزال يحمل القوة الكافية التي تمكنه من انتزاع المكانة التي يستحقها دون حاجة إلى تمتيعه بكوطا أو ما شابه ذلك. بل يجب فقط صقل مواهبه وإحاطته بالاهتمام الكافي لا غير.
ولا بد من الإشارة ضمن هذه النقطة إلى أن السبيل الحقيقي لإدماج الشباب في الحقل السياسي هو إعادة المصداقية للعمل السياسي أولا من طرف الأحزاب، لأن الوقت الذي تم إهداره منذ شهر ماي تقريبا في السجال حول مشروع قانون الانتخابات الإقصائي الذي تتبناه بقوة بعض الأحزاب " التي تدعي الديمقراطية"، يرسخ لدى الشباب الفكرة السائدة لديه بكون السياسة مرادفا لتحقيق المصلحة الشخصية، وهو الشباب الذي خيبت تجربة ولوج معارضي الأمس دواليب تدبير الشأن العام آماله. ومع ذلك فإننا نعتقد أن تجربة المعهد الوطني للشباب والديمقراطية من شأنها أن تشكل انطلاقة لمشروع شبابي حقيقي شريطة تبني كل الشبيبات الحزبية بشكل فعلي لمبدأ التشارك والشراكة والتداول واحترام رأي الآخر. وعلى هذا الأساس، فإنني اعتقد أن الوقت حان لإحداث المجلس الاستشاري للشباب كإطار مرجعي لمعالجة قضايا الشباب من أجل بلورة خطاب شبابي حقيقي، يرتكز على مقاربة شاملة توفق بين السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي بشكل يجنبنا الحديث عن الكوطا أو غيرها.

محمد غدان الكاتب العام لشبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
مقولة القطيعة بين الأجيال مقولة مناقضة للحداثة السياسية
غير المقبول أن يرفع شعار التجديد من قبل نخب عاجزة لا شرعية لها

ألا تعتقدون أن المغرب في حاجة إلى تجديد النخب السياسية؟ وكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟

الأمر في اعتقادي، يتجاوز الحاجة - العرضية – إلى مستوى الضرورة القصوى، بما يمكن من ضخ دماء جديدة في شرايين حياتنا السياسية عموما والحزبية خصوصا.
الإشكال في تقديري يرتبط بصيغ ووسائل وإجراءات وثقافة تحقيق هذا المبتغى الذي هو محط اجتماع، هل ركوب صهوة القطيعة، و"قتل الأب" وإعدام التاريخ ورمزيته ودلالاته وشحنته العاطفية والوجدانية والتاريخية والسياسية سيكون معبرا آمنا نحو التجديد والتحديث؟ أم أن سبيل المصاحبة، وخلق التراكم الضروري، وتجنب المصادمات وتكريس ثقافة أن لكل زمن رجالاته وأطره ونخبه، وأنه للتاريخ ورمزيته دور في الحاضر، مثلما هو للحاضر وشبابه ونخبه من أدوار.. هو السبيل الأنجع والأسلم؟
أعتقد بأن مقولة القطيعة بين الأجيال وتدفقات الأجيال هي مقولة مناقضة للحداثة السياسية والاجتماعية المرجوة، وعلى هذا الأساس أنا أرى بأن البنية الديمغرافية الشابة لبلادنا عامل مساعد بشكل كبير على التجديد المأمول، شريطة أن تعمل شريحة الشباب الواسعة على الانخراط والمشاركة والاندماج لتتمكن تدريجيا من خلق التحول الديمغرافي داخل بنياتنا السياسية، ولتتبوأ مواقع المسؤولية والتدبير والتقرير بشكل طبيعي.
هناك اليوم بوادر مشجعة وواعدة تصب في هذا الاتجاه، فأن نجد وزراء حزبيين لا يتجاوز عمرهم الأربعين سنة أمر مشجع، وأن يقر حزب كالاتحاد الاشتراكي تمثيلية للشباب أقل من 30 سنة في كل أجهزته أمر محمود، وأن تتحدد قيادات محلية، جهوية، وطنية بنسب كبيرة شيء إيجابي، غير المقبول بالنسبة لي هو أن يرفع شعار التجديد من قبل نخب عاجزة، متواكلة لا شرعية لها غير شرعية صغر السن.

لماذا شكلت الشبيبة الاتحادية، في أكثر من مناسبة، مركز توتر بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي؟

شيء طبيعي أن يعرف القطاع الشبابي لحزب كالاتحاد الاشتراكي، النقاش الصاخب والحاد والمتوتر أحيانا الذي عرفه منذ ميلاده أواسط السبعينيات من القرن الماضي، فالشبيبة الاتحادية كانت دائما في قلب تحولات المجتمع، وكانت دائما حاضرة في أوساط الشباب الطلابية والجمعوية والثقافية حيث حدة الأسئلة، والتأثيرات المباشرة للأفكار والإيديولوجيات..
وكان طبيعيا بحكم طبيعة القطاع أن يتفاعل مع محيطه ويتقدم في أحيان معينة على الحزب من حيث التعاطي مع هذا السؤال أو ذاك؛ الشبيبة الاتحادية لم تكن أبدا مصدر توثر للحزب، بل كانت دائما في قلب اهتمامات وبرامج الحزب، والفترات المضيئة في تاريخها وفي علاقتها بالحزب كثيرة، مقارنة بتلك اللحظات المتوثرة التي عرفتها علاقة الحزب بشبيبته.
التوثر لم يكن مرتبطا بالشبيبة كمؤسسة حزبية، بقدر ما تعلق بإرادة بعض قيادات الشبيبة في تحويل هذه الأخيرة إلى أداة في يد هذه الجهة الحزبية ضد جهة أخرى، أو ضد الحزب بكامله، لكن التاريخ ووعي المناضلين الشباب بدورهم ووظيفتهم الحقيقية أفشل هذه المخططات، وظلت الشبيبة الاتحادية بقياداتها المحلية والوطنية في غالبيتها العظمى على ود وانسجام واحترام مع الحزب وقيادته.

هل يمكن أن نتصور وجود حركة من التنظيمات الشبابية قادرة على التأثير في المشهد السياسي؟

إذا كان التأثير المرجو والمأمول إيجابيا، ويستهدف تجديد الأداء، وزرع ثقافة المسؤولية والمواطنة والمشاركة، وخلق التراكم، وتفجير الطاقات الخلاقة الكامنة في المجتمع الشبابي خصوصا، فنعم لكل مبادرة تصب في هذا الاتجاه. أما إذا كان الأمر متعلقا بمجرد خلق قلاع للمصالح الصغيرة، وتصفية الحسابات، وبذر أسباب المصادمات والشقاق، فأظن بأن ما يعج به مشهدنا السياسي من طوابير خامسة يعفينا من خلق طابور خامس آخر.


عبد العزيز رباح / الكاتب العام للشبيبة العدالة والتنمية
إننا في حاجة ماسة لحركة شبابية متعددة المجالات والتيارات
لن يتحقق تجدد النخب السياسية إلا بديمقراطية حقيقية

هل تعتبرون أن تجديد النخبة السياسية في المغرب مطلبا مرحليا؟ و كيف ذلك؟

تجديد النخب مطلب ثابت، خاصة بالنسبة للحركات السياسية والاجتماعية التي تريد أن تتفاعل مع الواقع وتحدياته، وترغب في التأثير فيه وكسب موقع الريادة وتقوية قدرتها التنافسية.
والأمر أكثر إلحاحية اليوم نظرا لما يتسم به العالم من حركية تجاوزت المعهود ومن انفتاح ألغى كل الحواجز، وأيضا نظرا للتطورات التي تعرفها بلادنا والقضايا الكبرى التي تشكل أولويات المرحلة الحالية وانبثاق جيل جديد، يتميز بطموحاته واهتماماته وحاجياته وإمكانياته.
فالمغرب يحتاج إلى نخب جديدة لكن ليس بالأعمار فقط ولكن أيضا بالرؤى والمشاريع والعلاقات والخطابات وطرق العمل حتى تعيش زمانها حقا. لكن لا يعني ذلك تهميش القيادات التاريخية والنخب الحالية بل الاندماج والتفاعل بين النخب بما يسمح بخلق التوازن بين التجربة والطموح، وبين المحافظة والتجديد، وبين التراكم التاريخي والتطلع المستقبلي. وهكذا سنتفادى صراع الأجيال والنخب ونضمن التجدد مع الاستقرار.
ولن يتحقق تجدد النخب السياسية إلا بديمقراطية حقيقية تضمن تميز الكفاءات النزيهة والمناضلة والانفتاح على الأطر والشباب واستيعابهم من خلال بنيات استقبال جديدة ومتنوعة. وقد يكون ذلك عبر المؤسسات الحزبية والهيآت الموازية و جمعيات المجتمع المدني القريبة من الأحزاب.

ما هي طبيعة العلاقة القائمة بين شبيبتكم والحزب؟

الحزب يرى في الشبيبة مصدرا لتجدد نخبه، لأنه يعتبرها مشتلا ومدرسة لتخريج الأطر والكفاءات والقيادات الشابة، ويرى فيها جسر التواصل مع الشباب المغربي والتفاعل مع قضاياه، ويرى فيها دعامة لحركيته السياسية ونضالا ته المركزية والمحلية وتدبيره للشأن العام ومناصرته لقضايا الوطن والأمة. لذلك تحظى الشبيبة بعناية خاصة ومتابعة مستمرة من قيادة الحزب وطنيا ومحليا، يعبر عن ذلك دعم أنشطة الشبيبة ماديا ومعنويا وتمثيليتها المعتبرة في هيآت الحزب.
لكن وجب التوضيح أن الشبيبة كما الهيئات الموازية الأخرى، تعمل بكامل الحرية ضمن وظائفها الأساسية دون التماهي مع الحزب. وتنخرط كلية في توجهات واجتهادات ومواقف الحزب ولاسيما أن أطر وقيادة الشبيبة يساهمون في بلورتها في الفضاء الديمقراطي الواسع التي يتيحه الحزب.فعلاقة الحزب والشبيبة جد سليمة لا تشوبها توترات لأنها تضبطها مبادئ ومقررات يحترمها الجميع.

هل يمكن أن نتحدث في المغرب على ضرورة وجود حركة شبيبة مؤثرة في الحياة السياسية؟

أعتقد بأن بلادنا تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى حركية مجتمعية قوية توازي أوراش الإصلاح الكبرى وبناء الديمقراطية ودولة الحق والقانون. ويجب أن تكون هذه الحركية شاملة لكل الجهات والقطاعات والفئات ومنها فئة الشباب على الخصوص. فالوطن يحتاج إلى تعبئة كامل طاقاته وتوظيف كل إمكانياته واستيعاب جميع تياراته.
إننا في حاجة ماسة لحركة شبابية متعددة المجالات والتيارات تعمل في إطار من التنافس الشريف، وتستمد شرعيتها من نضالها اليومي وليس فقط من أحزابها، وتقدم للوطن والأحزاب وحتى المجتمع المدني رؤى جديدة وطاقات مبدعة. لكن لن يتأتى لها ذلك إلا بدعم من الدولة لتمكينها من وسائل العمل والموارد البشرية والمالية واستعمال الفضاءات العمومية والإعلام العمومي قصد التأطير والتواصل والتعبئة.
ويعتبر إنشاء المعهد الوطني للشباب والديمقراطية، تحت إشراف كتابة الدولة للشباب وبمشاركة المنظمات الشبابية الحزبية، حلقة مهمة في مسلسل تقوية الحركة الشبابية ببلادنا ببناء جسر التواصل والحوار والتعاون بين مكوناتها.

سعد الساهلي منسق المعهد الوطني للشباب والديمقراطية
مشاركة الشباب السياسية في ظل أحزاب قديمة لن يؤدي إلى تغيير نخبنا السياسية
توحيد مواقفنا كمنظمات شبابية سيزيد من قوة الضغط والتأثير في الحياة

ماذا يمكن فعله لأجل تجديد النخب السياسية؟

إن المشاركة السياسية للشباب ضرورية للتسيير، كون الشباب يمثل آمال الشعب ومصدر ثقتة، وله قطيعة مع الماضي بكل فعالياته؛ لذا، فإنني أعتقد أن مشاركة الشباب السياسية في ظل أحزاب قديمة لن يؤدي إلى تغيير نخبنا السياسية ولا البرامج الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة، بل أكثر من ذلك سيؤدي إلىالحفاظ على سيناريو البقاء.
وبالمقابل فإن التفكير في التغيير يبدأ بخلق قطيعة سياسية مع الماضي بكل سلبياته، أي بتأسيس أحزاب يحكمها الشباب، تسقل فيها مبادئ الديمقراطية عكس الأحزاب القديمة التي يستحيل خلق ديمقراطية حقيقية داخلها.

كيف ولماذا تم التفكير في خلق تنسيقية لمنظمات الشبيبة؟ هل هي مبادرة تلقائية أم توجيه من القيادات الحزبية؟

التنسيق بين المنظمات الشبابية بدأ منذ شهور مع عدة منظمات بغية توحيد المواقف والأهداف، فمهما اختلفت المرجعيات الفكرية تظل هناك قواسم مشتركة كثيرة، لكوننا مغاربة أولا ونحس بهموم الشباب لأننا في عمرهم، مما يجعلنا أقرب لمشاكلهم ومعاناتهم سواء في البطالة أو التعليم أو السكن...إلخ.

هل تعتزمون جمع شمل كل التنظيمات الشبابية باختلاف مرجعياتها الحزبية؟

التنسيق بدأ كمبادرة تلقائية بدون علم القيادات الحزبية، ويمكنكم أن تسألوا الأستاذ زيان المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي إن كان يعلم شيئا عن هذا التنسيق، ستجد أنه لا يعلم بوجود تنسيق بين المنظمات الشبابية. إن هذه التنسيقية استثنت تلك المنظمات التي يفوق رئيسها الأربعين سنة، حيث تكون مسيرة من طرف الحزب، فاستقلالية المنظمة عن الحزب شرط أساسي لولوج هذه التنسيقية.

هل يمكن أن تتكون في المغرب حركة شبابية مؤثرة في الحياة السياسية؟

بالفعل هدفنا من وراء التنسيق هو إيجاد رؤية مشتركة في أفق مغرب ما بعد 2007، وتوحيد مواقفنا كمنظمات شبابية سيزيد من قوة الضغط والتأثير في الحياة السياسية، سواء بطريقة مباشرة مع الحكومة والأحزاب أو بطريقة غير مباشرة عن طريق التحسيس والتوعية في الندوات المشتركة.



#أسبوعية_المشعل_المغربية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشخاص عاينوا الموت
- التغطية الصحية للفنانين المغاربة
- هل هي بداية التخلي عن الأغلبية الحكومية؟
- هل يتدخل الملك لإلغاء تعويضات الوزراء السابقين
- كيف تورط الحكومة الملك
- هل تراهن الإدارة الأمريكية على الانتخابات المغربية المقبلة؟
- محمد الكحص
- العلاقات المغاربية – الفرنسية
- فضاء المظالم
- الزعامة السياسية وحقيقة الديمقراطية الحزبية
- إدريس بنزكري أو -أبو منجل- المناضل الذي فضل الالتزام السياسي ...
- حوار مع المخرج محمد الكغاط
- رحمة بأبناء الوطن
- الفساد الانتخابي
- أسماء بعض الجن: مازر، كمطم، طيكل، قسورةاستخراج الكنز حقيقة أ ...
- هل من حق المغاربة معرفة الحياة الخاصة للملك؟
- مائة عدد من -المقاومة- وصنع المستحيل
- حكمت عليها الظروف.. تشرب الكاس وترضي الخواطر
- عبد الله الحريف الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي ..لابد لك ...
- ثقافة التكريمات بالمغرب


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسبوعية المشعل المغربية - هل يمكن خلق حركة شبابية فاعلة في المشهد السياسي؟