ماجد فيادي
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 10:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لن ادخل في مقدمة مملة عن نتائج الانتخابات البرلمانية 2025 انما انطلق من تاريخ 12 تشرين الثاني يوم اعلان النتائج، عندما وصلت رسالة الى احد رفاق الحزب الشيوعي العراقي، في زحمة خوفه من نتائج الانتخابات وحرصه على مستقبل العراق، ورغم توقعاته المسبقة بفشل ذريع لرفيقاته ورفاقه، يفتح ايميله واذا برسالة تحمل قرار فصله من الحزب بتوقيع لجنة المنظمة ولجنة التنظيم المركزي.
بعد أيام معدودة يقرأ الرفيق المفصول تصريح سكرتير اللجنة المركزية السيد رائد فهمي في مقابلة مع (باص نيوز)، يقول فيها “العوامل الذاتية داخل الحزب نفسه ستكون جزءاً من المراجعة الجريئة التي سيجريها الشيوعيون قريباً، إذ يشمل التقييم دور كل الهيئات والأعضاء، بما في ذلك قيادة الحزب”، مؤكداً أن “هذه المراجعة ليست ترفاً سياسياً، بل ضرورة لإعادة بناء قدرة الحزب على التأثير في بيئة سياسية تزداد تعقيداً وتحتاج إلى أدوات تنظيمية وفكرية أكثر مرونة وفاعلية” انتهى الاقتباس. تبادر الى ذهن الرفيق المفصول سؤالا مهما ارتباطا بتغريدة السيد ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، اذ يقول "سندقق التحالفات، وننظر في آليات العمل التنظيمي، ونطور الخطاب السياسي.. وغيرها" انتهى الاقتباس، السؤال كان، من الذي سيقوم بالمراجعة، ومن الذي سيدقق، ومن يعيد النظر في آليات العمل التنظيمي؟
قبل كل شيء دعوني اروي لكم لماذا وكيف جرى فصل الرفيق من الحزب.
هذا الرفيق معروف لكم جميعا بكتاباته وآرائه ونقشاته واعتراضاته على سياسة المكتب السياسي، وقبل هذا وذاك هو معروف لكم بعمله واخلاصه للحزب بتاريخه وتاريخ عائلته. حصل ان نائب سكرتير اللجنة المركزية مسؤول لجنة التنظيم المركزي السيد بسام محي/ أبو رافد ومسؤول تنظيمات الخارج سلم علي/ أبو جواد اصدرا الأمر بحياكة مؤامرة للإطاحة بالرفيق، خطط لها احد فيصل عزيز/ أبو كفاح و خضير حسون ، وللأسف الشديد ضعف امام الامر، رفاق لا يسمح تاريخهم بذلك (أبو سربست، أبو ايفا، والعائد من الفصل أبو شرارة). ترتب على المؤامرة ان عوقب الرفيق بتجريده من كل مهامه المنتخب اليها والمكلف بها، لكن شهادة رفيق في قيادة المنظمة قلبت الموازين وكشفت المستور، ان تزويرا حصل في محضر اجتماع لجنة المنظمة وتهديدا وقع على أعضاء اللجنة بالإضافة الى شهادة رفيق اخر، ان أقواله جرى تغييرها في المحضر، يشيران بإصبع التزوير الى سلم علي وفيصل عزيز. على اثر شكوى الرفيق المعاقب حينها والوثائق والشهادات، اتخذت لجنة الرقابة المركزية قرارا ببطلان العقوبة، ولأن دورها (لرم) ينتهي بإبلاغ قرارها للمكتب السياسي، امتنع سكرتير اللجنة المركزية السيد رائد فهمي من الاستجابة للقرار، ودخل في مشادة كلامية مع مسؤول (لرم) مانعا وصول القرار الى لجنة المنظمة. بعد اعتراضات الرفيق المعاقب حينها ومطالباته بتشكيل لجنة تحقيق لما تقدم من ادلة وشهود، جرى عرقلة أي اجراء ضد المشتكى عليهم، حتى انتهت المؤامرة بقرار الفصل، أصدرته لجنة المنظمة المقدم ضدها شكوى من قبل الرفيق (القرار جاء بدفع من لتم وفقا للمعلومات)، وصودق عليه من قبل لجنة التنظيم المركزي المقدم ضدها شكوى من قبل الرفيق، بهذا يكون المشتكي والقاضي والجلاد هم السادة بسام محي وسلم علي واتباعهم (سموا أعضاء لجنة المنظمة كما تريدون، ذيول او اتباع او لوكية، تلك الصفاة التي طالما اطلقناها ضد اتباع الأحزاب الحاكمة الفاسدة).
في العودة الى قرار الفصل والنظر الى تاريخ إصداره (ساعات قبل اعلان المفوضية نتائج الانتخابات) يتضح حجم الحقد والخوف ومحاولة استباق الاحداث في تكميم الافواه، صورة لقيادة مرتبكة تصر على حرق واتلاف كل الوثائق قبل انكشافها، مشهد لا يختلف عن الساعات الأخيرة لسقوط هتلر او سقوط صنم الدكتاتور صدام، قيادة تبحث عن الانتقام لكل من رفع صوته محذرا من فشلها. هذه القيادة الشيوعية قبل ان تدخل الانتخابات بدلا ان تبحث عن جمع رفيقات ورفاق الحزب، في مسعى لإشراك كل القاعدة الحزبية وسياجه في الدعاية الانتخابية والترويج لسياسته، راحت تحيك المؤامرات وتصدر العقوبات، هذه القيادة بدل ان تشتغل على الحملة الانتخابية ونتائجها، كانت تجتمع لتتخذ قرار الفصل بحق رفيق صرخ محذرا من عاقبة قرار المشاركة في تحالف سائرون ودخول انتخابات مجالس المحافظات والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، ومن قبلها حذر من التصويت لصالح الدستور وطالب بالخروج من القائمة العراقية، ونبه الى سوء العمل على الطلبة والشبيبة والمرأة والمثقفين والفنانين، واعترض على من يمثل الحزب بلا موهبة فكرية وعملية ونضالية، وغيرها من الملاحظات التي اشتركت في طرحها معظم القاعدة الحزبية وجماهير الحزب.
كي تأخذ القصة حقها في الكشف ابين ان كل أعضاء المكتب السياسي وعدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية، ان لم اقل كلها، يعرفون بالقصة، لم يتخذ أحدا منهم أي خطوة لإيقاف تلك المهزلة. كي تعرفوا الى ماذا أدت هذه المؤامرة، يكفي القول، ان لجنة المنظمة تتكون الان بنسبة 80% من المشتركين بالمؤامرة، يقودهم سكرتير مفصول من الحزب مرة وهناك من يقول مرتين، كما ترك العمل الحزبي عدة رفاق مشهود لهم بالإخلاص والنزاهة بسبب رفضهم استمرار المهزلة. اخر النتائج الكارثية استقالة رفيق من الشبيبة بسبب سوء التعامل معه بالفاض مسيئة من قبل بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية.
للتذكير فقط وكي نبقى في اسباب طرح السؤال. بعد كارثة الدخول في تحالف سائرون، قامت هذه القيادة بتقييم المشاركة بالتحالف، كاتبة صفحات من الغزل بسائرون، ثم اختتمت بسطراً واحداً حقيقياً، كان كافيا لنسف كل تلك الصفحات. نفس القيادة استقالت من البرلمان العراقي خوفا من التورط بدماء التشرينيين، المشكلة انهم لم يعودوا الى القاعدة الحزبية، يستشيروها هل يستقيلوا ام يجمدوا عضويتهم في البرلمان (القاعدة الحزبية لا أهمية لرأيها). نفس القيادة جمعت كل ما كتب من ملاحظات حول تطوير النظام الداخلي قبل المؤتمر الوطني الحادي عشر، اخذت منه ما ينسجم واهوائها، ثم رمت الباقي في سلة المهملات، لعل ابرز ما اضافته هذه القيادة ضمن وثائق المؤتمر فقرتين الى مقترح النظام الداخلي الأولى "الغاء تحديد سكرتير اللجنة المركزية بدورتين"، والثانية "تعديل فقرات النظام الداخلي تتم بأغلبية الثلثين" لكن عندما فشل التصويت لصالح الاولى، سحبوا خلال المؤتمر الفقرة الثانية من التصويت، كي يتركوا الباب مفتوحا امام طرح الفقرة الأولى في المؤتمر الوطني الثاني عشر بدون عقبة التصويت بالثلثين (يتذكر المندوبون كيف حاول رئيس المؤتمر سلم علي تزوير عدد الأصوات التي رفضت مقترح الغاء مادة تحديد سكرتير اللجنة المركزية بدورتين). خلال المؤتمر عندما طالبتُ بإلغاء عقوبة فصل الرفيق مازن حسوني، لأنها غير صحيحة تنظيميا ومضرة بالحزب، اعترض رئيس المؤتمر سلم علي قائلا "ان مازن حسوني كتب مقالا جاء فيه ان اعضاء اللجنة المركزية مثل الكلاب عندما يجتمعون على قطعة لحمة" عندما سمع الرفيق مازن بالكلام، كتب مقالا يكذب فيه هذا الادعاء ويطالب بالإثباتات، لكن لا احد يجيب. نفس القيادة جمعت الاعتراضات والأفكار والملاحظات والمقترحات بعد تجربة الفشل في انتخابات مجالس المحافظات، فما كان منها الا الدخول في الانتخابات البرلمانية. في مقابلة أقامها الأنصار الشيوعيين مع سكرتير اللجنة المركزية رائد فهمي، أجاب فيها على سؤال عن سبب عدم الاستجابة لمقترح إقامة مؤتمر وطني استثنائي بعد الفشل في انتخابات مجالس المحافظات 2023 قائلا "لم نذهب لهذا الخيار لان رفاق محدودين طالبوا به" في حين معظم منظمات الخارج والكثير من رفيقات ورفاق الداخل طالبوا بعقد المؤتمر الاستثنائي. هناك شواهد كثيرة في نفس السياق.
اتذكر انني قبل الانتخابات وفي ندوة مسجلة وموجودة على الانترنيت، وجهت سؤالا للسيد رائد فهمي قلت فيه "كي نتمكن من محاسبتكم لاحقا على قرار المشاركة في الانتخابات، كم عدد المقاعد التي تتوقع الحصول عليها" أجاب " نتوقع خمسة مقاعد ونحن نتحمل مسؤولية القرار".
في العودة الى السؤال المطروح "من الذي يقوم بالمراجعة والتقييم والتدقيق وجمع الملاحظات والمقترحات"؟ هل تعتقدون ان هذه القيادة صالحة للقيام بهذا العمل بعد تلك التجارب؟ انا اعتقد انها قامت بالمهمة المكلفة بها، وهي تسعى الان الى الاستمرار بموقعها، امعانا في إبقاء الحزب مشلولا، مقراته خاوية، الناس لا تثق به، ينظر له كحزب قادم من المتحف التاريخي للسياسة، لهذا لا يمكن تنفيذ أي أفكار ومقترحات تتفق عليها القاعدة الحزبية والملتصقين بالحزب، بوجود هذه القيادة، واذا كان لا بد من اشراكهم بسبب النظام الداخلي المتهالك، فلا يجب ان يكون وجودهم اكثر من رمزي في لجان البحث عن الحلول.
أخيرا اسأل الرفيقات والرفاق الذين كتبوا ضد الناقدين لسياسة الحزب والفشل المتكرر في التحالفات والمشاركات في الانتخابات، لقد امتلكتم الجرأة في اتهام الناقدين بالشماتة والتشفي والحقد، فهل تمتلكون نفس الجرأة في تسمية سلوك السيد نائب سكرتير اللجنة المركزية مسؤول التنظيم المركزي بسام محي والسيد مسؤول تنظيمات الخارج سلم علي واتباعهم في المؤامرة ضد الرفيق المفصول. هل لكم الجرأة في وصف سلوك سكرتير اللجنة المركزية في منع تنفيذ قرار لجنة الرقابة المركزية ببطلان قرار عقوبة الرفيق، هل لكم الجرأة ان تصفوا سلوك أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية بالصمت تجاه سلوك المتآمرين، هل لديكم تفسير لتوقيت قرار الفصل؟
لم يبق سوى ان أقول للتنظيم الحزبي كاملا، من لا يصدق هذه المعلومات بإمكانه ان يتصل برفاق لجنة الرقابة المركزية، لتتأكدوا من صحتها، واسألكم،،، هل ستطالبون بتشكيل لجنة تحقيق مع من ورد اسمه من قيادة الحزب، في سبيل إثبات الحقيقة، وهل ستثقون بتلك القيادة من جديد؟ (هناك عدة شكاوى لدى لجنة الرقابة المركزية ضد المذكور أسمائهم، اخرها قبل شهر تماما) تأكدوا ان شيوعيتكم على المحك. هنا اتوقف امام تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وأقول، ان الحزب يبقى بنضاله مدرسة للأجيال، مهما اخترقه الانتهازيون وعاث به الفاسدون، لان مبادئه السامية من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية والعلمانية تبقى منارا للإنسانية، يُثلم تاريخه لكن يبقى شهدائه ونضالات الرفيقات والرفاق عاملا مهما يدفع الكثيرين لرفع رايته الحمراء ذات المنجل والمطرقة كلما هوت نحو الأرض.
الحلقة الثانية عن إعلام الحزب بالأدلة والاحداث، مع مقدمة تبين أسباب كتابة هذه الحلقات.
21 تشرين الثاني 2025
#ماجد_فيادي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟