أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نور جواد الدليمي - لا تملك دليلاً مكتوباً؟ إليك الطريق السري لاسترجاع دينك














المزيد.....

لا تملك دليلاً مكتوباً؟ إليك الطريق السري لاسترجاع دينك


نور جواد الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 21:15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هل يمكنك أن تربح دعوى للمطالبة بدَين… وأنت لا تمتلك ورقة واحدة تثبت أن خصمك مدين لك؟
قد يبدو السؤال جنونياً عند البعض، بل إن كثيراً من الناس يصابون بصدمة عندما يخبرهم القانون بوضوح:
"لا دين بلا كتابة… إذا تجاوز المبلغ خمسة آلاف دينار".
والأغرب أن المئات يخسرون قضاياهم كل شهر، ليس لأن الحق ليس معهم، بل لأنهم ظنّوا أن الثقة تكفي، وأن الوعود الشفوية، والاتفاقات بين الأصدقاء، والأمانات، والديون العائلية… ستقف معهم يوم الحاجة.

لكن الحقيقة القاسية تقول غير ذلك.

القانون العراقي… واضح وصارم
ينص القانون العراقي على قاعدة عامة في المعاملات المالية:
إذا كان الدين أو التعامل المالي يزيد على خمسة آلاف دينار، فلا يجوز إثباته إلا بالكتابة.
نعم… خمسة آلاف دينار فقط.
ليس خمسة ملايين، ولا مليوناً، بل مجرد خمسة آلاف.
والسبب بسيط:
المال حساس، والخصومات فيه لا ترحم، والكلام وحده لا يكفي لانتزاع الحق في ساحة القضاء.

تخيّل أنك أقرضت صديقك 10 ملايين دينار.
تخيّل أن علاقتكما قديمة، وأن الثقة بينك وبينه كانت أعلى من السماء… لكنه عندما احتجت إلى المال أنكر كل شيء.
في هذه اللحظة ستكتشف الحقيقة:
من دون ورقة عليها توقيعه… القانون لا يسمعك.
وهذا ما يجعل قول الشاعر:
"ومن يجعل المعروف في غير أهله… يكن حمده ذماً عليه ويندم"
أقرب ما يكون إلى الواقع القانوني الذي يعيشه الناس اليوم.

لكن… هل انتهى الأمل؟ هل القضية خاسرة؟
الجواب: لا إطلاقاً.
وهنا تظهر أهمية المحامي.
المحامي المتمرس لا يبحث عن الورقة فقط… بل يعرف الطرق القانونية التي قد توصلك إلى حقك حتى لو لم تملك دليلك المكتوب.

فالكتابة قاعدة عامة… لكن ليس قاعدة مطلقة.
والمحامي يعرف كيف ينفذ من الأبواب القانونية التي قد لا يلاحظها غير المختصين.

كيف يمكن للمحامي أن يثبت حقك بلا ورقة؟
1. الاستجواب
الاستجواب ليس مجرد أسئلة.
إنه فن يخرج به المحامي من الخصم ما لم يكن مستعداً لقوله.
من خلال أسئلة دقيقة ومدروسة يمكن كشف التناقض أو دفع الخصم للاعتراف الجزئي أو الاكتفاء بإشارات تدعم دعواك.

2. القرائن القوية

القانون العراقي يعطي للمحكمة صلاحية واسعة في الأخذ بالقرائن إذا كانت قوية ومنسجمة مع مجريات الدعوى.
رسائل، تحويلات، حتى نمط تعامل سابق… كلها قد تصبح أدلة مساعدة ذات قيمة.

3. اليمين الحاسمة
هنا تكمن القشة التي تقلب الموازين.
إذا وصلت الدعوى لطريق مسدود، يحق للمدعي أن يطلب من المحكمة تحليف الخصم اليمين الحاسمة على أنه غير مدين.

وهنا لحظة الحقيقة.
فكم من خصم أنكر، ثم تراجع حين قُدم إليه المصحف ليقسم!
وكم من دعوى حُسمت بيمين… بعدما عجز الدليل المكتوب.

قال تعالى:
﴿ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾
والقسَم - مهما قسا القلب - يبقى له رهبة لا يتجاوزها إلا من لا يخشى عاقبة يمينه.

لماذا يجب عليك توكيل محامٍ في الدعاوى المدنية؟
لأن الدعاوى المدنية تعتمد على الأدلة المعدّة مسبقاً، وعلى قواعد معقدة للإثبات، وعلى مفاتيح قانونية لا يعرفها إلا من تمرّس في المحاكم.
قد يكون لديك الحق كاملاً… لكنك تخسره لأنك لم تضعه في يد المختص الصحيح.

الخاتمة: لا تترك حقك يضيع بسبب ورقة
ربما لا تملك دليلاً مكتوباً… لكنك تملك حقاً.
والمعادلة الصحيحة تقول:
الحق + محامٍ محترف = فرصة حقيقية للانتصار.



#نور_جواد_الدليمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة الكوت: عندما يتحول الإهمال إلى مقصلة جماعية – قراءة قا ...


المزيد.....




- القضاء التونسي يرفض الإفراج عن الناشطة المناهضة للعنصرية سعد ...
- في سوريا الجديدة.. سجون الأسد تكتظ من جديد بمعتقلين وتعذيب و ...
- مئات المغاربة يتظاهرون رفضا للتطبيع مع إسرائيل وتضامنا مع فل ...
- فصائل فلسطينية تندد بقرار السلطة قطع رواتب عائلات الشهداء وا ...
- فصائل فلسطينية تدين قرار السلطة قطع رواتب الشهداء والأسرى
- حياة معلقة للاجئين أفغان على الحدود الإيرانية في انتظار العب ...
- الداخلية: اعتقال 4 مطلوبين دوليين وضبط 200 ألف حبة كبتاجون ب ...
- نطاق المجاعة ينحسر في غزة لكن شبح الجوع يهدد مستقبل القطاع
- ترامب يطارد المهاجرين بتمويل ضخم ومداهمات مثيرة للجدل
- 10 إصابات في الضفة والقدس.. والاحتلال يدشن -سياسة الإعدام ال ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نور جواد الدليمي - لا تملك دليلاً مكتوباً؟ إليك الطريق السري لاسترجاع دينك