|
الإخوان -المسلمين- وغيرهم ثقافة مُحاصَرة ومحاصِرة
مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 07:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لعل معظم المثقفين المصريين، والعرب، يوافقون على أن جماعة الإخوان المسلمين إنما هي تعبير عن ثقافة ذات طابع تقليدي ينزع نحو الشمولية، ويعتبر التعدد خطأ مأسوياً يؤدي إلى هلاك الأمة. ومن نافلة القول أن هذه الثقافة تتغذى على مخايلات تاريخية تمجد عصر الفتوحات الكبرى من ناحية، ومن أخرى تتألم لما أصاب العالم العربي الإسلامي من تفكك وانقسام أتاحا للعدو الخارجي أن يقتحم الحدود، وان يحل بعساكره داخل الديار بدء من الحروب الصليبية فالغزو المغولي التتاري، ثم الاستعمار الأوروبي وصولاً إلى الهيمنة الأمريكية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً في وقتنا الحاضر. ولما كانت الثقافة (=مجمل المفاهيم ووتائر السلوك) هي التي تبقى للإنسان بعد أن يفقد كل شيء كما يقول سارتر، فإن إعادة إنتاج هذه الثقافة العربية قد تصبح طوق نجاة، وبالمقابل فإن النقد الذاتي لهذه الثقافة ربما كان السبيل الأوحد لتجاوز سلبياتها إبداعاً للجديد القابل للحياة في هذا العصر. في هذا السياق ثمة حاجة إلى المراهنة على أن التاريخ لا يمضي خبط عشواء في مسيرة البشر، بل هو في معظمه ينطلق تبعاً لقوانين يمكن رصدها، وهذا الرصد إنما يمثل أداة تحليل علمي لفهم أسباب صعود وسقوط القوى العظمى، بحد تعبير المؤرخ الأمريكي بول كينيدي، أو صعود وانحسار الدول (قل العصبيات الحاكمة كما يدعوها مؤرخنا عبد الرحمن بن خلدون) أو الصراع بين الطبقات الذي كشف عنه علم الاجتماع الحديث. ودون دخول -ليس هذا مجاله- في صميم فلسفة التاريخ، فإن أحداً لا ينكر أن لكل كائن حي دورته التي تبدأ بالميلاد، وتثنى بالنشأة فالاكتمال، لتنتهي بالشيخوخة فالموت. ينطبق هذا على الأفراد والطبقات والدول والحضارات. إنما يعنينا في هذا المقام الإشارة الموجزة إلى دورة الحضارة العربية التي قامت أساساً على ثقافة فتح الأبواب المغلقة أمام سكان شبه الجزيرة، أولئك الذين توحدوا بفضل الدعوة الإسلامية، فأدركوا كم هم أقوياء، وكم هم على حق. ولقد تأكد لديهم هذان العنصران جرّاء الانتصارات الحربية الباهرة بالضد على الإمبراطوريتين العظميين (وقتها) الفارسية، والرومانية، وكذلك نتيجة إقبال سكان البلدان المفتوحة دخولا ً في الدين الحنيف أفواجا ً. وهكذا أصبح للعرب إمبراطورية تمتد من جنوب أوروبا إلى جنوب غربي آسيا، بيد أن القانون البيولوجي القائل إن كل امتداد في المكان يقابله حتماً انفصال لبعض عناصره، أدى في تطبيقه التاريخي إلى انقسام الإمبراطورية في عصرها الوسيط إلى ثلاثة مراكز: خلافة عباسية في بغداد، وخلافة أ ُموية في الأندلس، وبينهما خلافة فاطمية في مصر والشام، ثم كان أن انقسمت هذه "الخلافات" إلى دول ودويلات متصارعة على "الخراج" و"الفيء"، مقابل حركات اجتماعية وسياسية متمردة من جانب الفلاحين والصناع أرباب الحِـرف في كافة الأنحاء. وكان طبيعياً أن يؤدي هذا كله إلى الانقسام والضعف اللذين يشكو منهما أصحاب النزعات المثالية، والقائلين بضرورة التمسك "بالثوابت"، وبين هؤلاء تقف "الثقافة الإخوانية" في الصف الأول. *** نشأت جماعة الإخوان "المسلمين" في عشرينات القرن الماضي، لا لتكون حزباً Part بين أحزاب سياسية ليبرالية، يؤمن كل منها بأنه يعبر عن مصالح طبقة معينه، أو حتى عن طبقات متجانسة ومتحالفة، وإنما أرادت الجماعة أن تحل – مع الوقت- محل هذه الأحزاب جميعاً، فالتعددية الحزبية، كما تؤكد أدبيات الجماعة، منذ توجيهات حسن البنا إلى وثيقة خيرت الشاطر، ليست إلا تكريساً للانقسام وللفرقة، فالخير للأمة أن تتوحد تحت راية الإسلام، وأن تمضي إلى غايتها التي ارتضاها السلف الصالح، ألا وهي نشر الدعوة الإسلامية في العالم بأسره بكل الطرق الممكنة، بما فيها القوة العسكرية إذا هي توفرت (راجع معالم على الطريق لسيد قطب) فإذا لم تتوفر فكفى بدار السلام شاهدا ً. وهنا فلا مندوحة من تطبيق الشريعة الإسلامية حين يحين الوقت الملائم. وحتى يحين ذلك الوقت فلا بأس من تجربة الوسائل المختلفة: الانقلاب العسكري كما حدث في السودان، أو باجتذاب أصوات الناخبين، في الجزائر أولا ً وفي مصر آخرا ً، وفي هذا المسار أو ذاك فلا يوجد مانع من إجراء التحالفات واستخدام العنف حينا ً والتهدئة أحيانا ً، المهم أن تؤدي هذه التكتيكات بأصحابها إلى انجاز الإستراتيجية غير المعلنة، ولكن المعروفة للجميع. لقد أفاض كثير من المثقفين في تقييم مبدئية وجدارة تكتيكات جماعة الإخوان الرامية إلى تحقيق إستراتيجيتهم هذه، ويقف في المقدمة من هؤلاء الصديق د. محمد السيد السعيد فيما يكتبه بجريدتي الأهرام والقاهرة، ومن قبله الصديق الأستاذ صلاح عيسى خاصة مقدمته لكتاب الدكتور ريتشارد ميتشيل "الإخوان المسلمون- دراسة أكاديمية" ربما لأن الرجلين يربطان –عضويا ً- بين الوسائل والغايات، بأمل منهما أن يُضَمَّـا هذا الفصيل "الشارد" إلى الجبهة الوطنية الديمقراطية، الساعية إلى الإصلاح السياسي الراديكالي، وإلى تثبيت دعائم الدولة المدنية، بما يجعل من مصر واحدة من الدول العصرية المتقدمة إنتاجياً وثقافياً. ذلك بالطبع نابعٌ عن نبل سياسي لا غش فيه، بل ولا يستطيع أحد أن يماري في هدفه، وإن كاتب هذه السطور ليوافق صلاح عيسى حين كتب في الأهرام ويكلي بتاريخ 7/12/2005 يقول: "ينبغي على الإخوان المسلمين أن ينجزوا الفصل بين النظرية والتطبيق، بين الدين والسياسة، وأن يعلنوا ذلك للعامة، وإن لم يفعلوا وإن لم نساعدهم نحن على التحرك في هذا الاتجاه، حتى وإن اضطررنا إلى مكافحتهم في الطريق؛ فإن الأمة جميعا ً، بما فيها الإخوان المسلمين، ستجد نفسها في نفق مظلم". بيد أن تلك الموافقة من جانبنا لا غرو أن تحيط بها بعض التحفظات، أولها أننا تعلمنا من دروس التاريخ أن الفكر لا يتغير بالفكر وحده، وأن الأفكار لا تحدد وضع المرء على خارطة تقسيم العمل الاجتماعي، ولا تـُـمَوْضِعُ مكانته الإنتاجية، بل العكس هو الصحيح.. خذ مثلا أفراداً ينتج كل منهم سلعته على حِدة، فلسوف ترى كلاً منهم ذا فكر فرديّ مكتف بذاته وبمشاكله، فإذا حدث وأن أفلس هؤلاء، واضطروا للعمل في مصنع لرأيتهم يتحدثون عن ضرورة العمل النقابي، والتأمين المشترك، والأجور الموحدة، ورويداً ينشأ لديهم ما يعرف بالوعي الجمعي. فهل يمكن أن نراهن بما نملك على الأمل في أن يغير الحوارُ من إيديولوجيتهم، ومن آلياتهم الفكرية في الدعوة والممارسة التنظيمية (القائمة على مبدأ الطاعة المطلقة) بل وتمثيلهم البرلماني القادم المعبر عن مصالح طبقات غير إنتاجية ليس من بينها طبقتا العمال والفلاحين ؟؟ وهل لنا أن ننسى موقف الإخوان من قضية قانون الإصلاح الزراعي في البرلمان السابق؟!. *** أما ثاني هذه التحفظات، فيتجاوز فرضية علاقة الغايات بالوسائل، إلى رصد العلاقة الجدلية بين المعرفة والسلطة؛ فمن المُسلم به أن أية جماعة لا يمكنها امتلاك السلطة ما لم تكن نخبتها واعية بإمكانيات هذه الجماعة، وبقدرات منافسيها، فضلا ً عن معرفتها بطبائع المحكومين، ومعرفتها أيضاً بالمجال الحيوي (=الدول الأخرى ومتطلباتها). ففي العصر الفرعوني اختص الكهنة، مثقفو ذلك الزمان، بهذه الوظيفة المعرفية، أما العصر الإسلامي فقد أوكل هذه المهمة إلى الفقهاء وعلماء الكلام وأضرابهم من نخبته المثقفة، ومن ثم فإن الانقسام السياسي بين الإسلام السُني والإسلام الشيعي، إنما كان مرتكزاً على المعرفة المقدمة من هؤلاء الفقهاء وعلماء الحديث وأئمة المذاهب، وازداد الخرق اتساعاً حينما استعان الخليفة المأمون بالمعتزلة، قاصداً إحداث ما يمكن تسميته بلغة عصرنا "إصلاحاً سياسياً محدوداً" فكان أن واجهته القوى المحافظة بفكر الأشعرية الاستبدادي المُغلق. ولقد كانت هذه المعارك الثقافية تجليات للحراك السياسي الذي جاء بالعباسيين وحلفائهم الفرس ليحلوا محل العنصر العربي (الأموي) ثم ما لبث هذا الحراك حتى انتهى إلى جمود تام سواء في هياكل الدولة أو في أبنيتها المعرفية حيث قبلت الدولة ُ بفكر الأشاعرة في العصر العباسي الثاني، تحت وطأة الهزائم المتلاحقة منذ أن انتزع النورمان السيادة على البحر المتوسط من العرب في بداية القرن الثالث الهجري، ثم مالطة وصقلية في القرن الخامس، فضلاً عن سيطرة الصينيين والهنود على البحار الشرقية، الأمر الذي عجل بقدوم الصليبيين الفاتحين في نهاية هذا القرن. والذي يهمنا من هذه العجالة التاريخية، هو التذكير بأن تكلس الوسائط المعرفية لدى النخب الحاكمة في العصر العباسي الثاني، إنما كان سببا إضافيا ً (بقدر ما كان نتيجة) للجمود السياسي، وللتخلخل الاقتصادي المتمثل في الثراء الفاحش لدى الطبقات الحاكمة مقابل الفقر الرهيب في جانب الطبقات المحكومة. فأما الطبقة الوسطى -ممثلة في التجار وأصحاب الصناعات الناشئة- فما كان لها إلا أن تنحاز إلى الحكام، بدلاً من أن تقود الكادحين إلى الثورة (كما فعل البرجوازيون الأوربيون فيما بعد) وذلك بعد أن اضطرت هذه الطبقة الوسطى إلى الانكفاء للداخل نتيجة الحصار الذي ضربته حولها القوى الخارجية. فما أشبه الليلة بالبارحة ! فهاهي ذي دعوة الإخوان السلفية تواجه نفس المأزق. وهاهو ذا برنامجهم يخلو تماما ً من إقرار بحقوق العمال والفلاحين والفقراء، اكتفاء بدعاوي الإحسان إليهم والبر بهم، ليقف بذلك إلى يمين برنامج الحزب الوطني انحيازاً إلى الرأسماليين وكبار الملاك الزراعيين، والتجار ورجال المال المضاربين في البورصات العالمية، فكيف إذن يواجه هذا البرنامج هيمنة الشركات عابرة القارات؟ ربما يقول قائل : ولكنهم يعلنون الحرب على الفساد. وهذا صحيح ولكن أية معرفة علمية بأسباب الفساد، لا شك سترده إلى تغوّل الرأسمال الاستهلاكي، وإلى تخلي الدولة عن دورها في المجالات الإنتاجية الكبرى –لا سيما في البلدان المتخلفة اقتصادياً- فالفساد ليس إلا عرضاً لمرض كامن في البنية التحتية Infra-structure لأي مجتمع من المجتمعات، وبالطبع فإن العلاج لا يكون للأعراض بل للمرض ذاته، ومن ثم فإن الهجوم على الخلاعة والمجون والرشوة والمحسوبية لن ينهيها، وإنما سيدفعها فحسب إلى التخفي والاستتار. فمشكلة الإخوان "المسلمين" إذن لا تكمن في نواياهم بل في حدود معارفهم، تلك المعارف المنبثقة عن أبنية اجتماعية محاصرة من خارج، ومن داخل. فأما الحصار الخارجي فواضح لا يحتاج إلى تنويه.. فقط نقول انه يعبر عن مصالح عظمى وليس كما يتصور الإخوان نتيجة كراهية صليبية للإسلام.. وأما الحصار الداخلي، فيتمثل في ثقافة الدولة الشمولية، التي أعيد إنتاجها على أيدي ضباط يوليو، حيث احتكرت العمل السياسي لحساب مشروعها في التنمية. ولأن الثقافة تبقى حتى بعد زوال دوافع تأسيسها، فإن تخلي الدولة المصرية عن المشروع الناصري منذ عهد السادات، لم يلغ بالتوازي الأبنية السياسية والتنظيمية، التي قامت لتحقق هذا المشروع، فظل الاتحاد الاشتراكي ردحاً من الزمن مهيمناً وحيداً، إلى أن ورثه حزب الرئيس السادات بنفس مواصفات حزب الدولة الأوحد تاركاً لباقي الأحزاب اللعب في الهامش. والحاصل أن الحزب الحاكم قد أصبح الآن، بحكم المتغيرات في الداخل والخارج، أمام آلية تداول السلطة، الأمر الذي تشي به نتائج الانتخابات الأخيرة، بيد أن مأزق البلاد الحقيقي يكمن في أن البديل الذي ظهر على الساحة (=الإخوان) هو نفسه صاحب ثقافة شمولية. فهو إذن محاصـَـر (بفتح الصاد) من قبل غريمه الحالي، وهو محاصـِـر (بكسر الصاد) لغيره من الأحزاب بفضل أيديولوجيته السلفية، ومخايلاته الماضوية المشبعة بمعرفة غير دقيقة عن قوانين التطور التاريخي. في هذا السياق، فإن صلاح عيسى تراه يكرر للإخوان دعوته التي سبق وأبداها في مقدمته الهامة لكتاب "ميتشيل" أن يتخلصوا من خللين رئيسيين حكما برنامجهم السياسي الذي أعلنوه تأييداً لثورة يوليو 1952، وأولهما غموض الأسلوب المطروح لحل المشكلة الوطنية (وقتها كان جلاء الانجليز عن مصر) وثانيهما غموض موقفهم من قضية الديمقراطية. فأما المسألة الوطنية فقد تحولت إلى مشكلة قومية هي قضية فلسطين، وهي قضية محورية يترتب عليها اتخاذ موقف واضح ليس من إسرائيل فحسب، بل ومن الولايات المتحدة التي يعلن الإخوان أنهم لا يناصبونها العداء ومن ثم فلا تفكير في إلغاء اتفاقيتي كامب ديفيد، إنما إبداء الاشمئزاز منهما فحسب. فأي فارق في التوجهات الإستراتيجية الدولية بينهم وبين الحزب الوطني؟ المشكلة الثانية هي قضية الديمقراطية، إذ لا يزال الإخوان يراوحون في مكانهم بين القبول بوسائلها: الحريات العامة، الانتخابات... الخ وبين رفض أساسها الذي هو حكم الشعب لنفسه بتشريعات إنسانية يمكن تغييرها، وليس بتشريعات إلهية لا يملك حق تفسيرها إلا النخبة الحاكمة، الأمر الذي يعيدنا إلى سلطة الخلفاء المطلقة في التاريخ الوسيط،ومن ثم يقودنا حتماً إلى الدولة الثيوقراطية. أليس مدهشا إذن أن تحجم جماعة ذات قدرة وذكاء عن معالجة مثل هذين الخللين، وهما بالمناسبة قاتلان، لما يقرب من ثمانية عقود؟؟ ذلك سؤال ربما يجد إجابته في الأمثولة التالية.. ففي الأسبوع الماضي تلقيت دعوة كريمة من الأستاذ أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع للقاء ضم لفيفاً من المثقفين والمنشغلين بالشأن العام. كان اللقاء بمقر الحزب بالإسكندرية، وراح كل يدلي بدلوه تعليقاً على ما حدث. وحين جاء دوري قلت إن الإخوان حققوا فوزهم النسبي الكبير، لأنهم كانوا الأقرب إلى تمثيل الثقافة العربية الموروثة، ثقافة الكل في واحد، حيث يعمل أعضاؤهم وأنصارهم بمبدأ "إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم" فهذا الواحد له الأمر، وعلى الباقين الطاعة والإذعان، وهو مبدأ تعمل به الجيوش، وعملت به أنظمة الخلافة في عصور الإمبراطورية الإسلامية، ويسمي علم الاجتماع ذلك بالتراتبية التي تنتعش في العصر الإقطاعي (اللورد كلمة تعني الرب) وثمة يكون الاقتصاد تابعاً للسياسة، بعكس المجتمعات الرأسمالية الحديثة التي تتبع فيها السياسة ُ مقتضياتِ الاقتصاد. قلت لهم: ولما كنا نعيش ولا نزال في عصر مجتمعات ما قبل الرأسمالية الحقة، فلا غرو أن تحكمنا نفس الثقافة المؤمنة بالتراتبية، والدليل على ذلك أن الأحزاب الليبرالية واليسارية لم تحاول قط أن تجدد خطابها السياسي بما يوائم المتغيرات، فبدا وكأن الزعامات التاريخية ما زالت حاكمة لها دون أدنى تغيير. وأما الرؤساء الحاليون الذين حلوا محل الزعامات التاريخية، فقد ورثوا سطوة وسيطرة الأسلاف، محجمين عن نقدهم مقابل ألا يتعرضوا لمن ينتقدهم من الأجيال الجديدة. وباختفاء النقد الذاتي داخل هذه الأحزاب انتعشت ثقافة اليقين، واعتقد كل فريق أنه مالك ٌ للحقيقة المطلقة. ولما جاء الوقت للمطالبة الجادة بالديمقراطية لم يجدوا أنصاراً من الشعب تصدقهم وتناضل في صفوفهم، وكيف لا والناس تبصرهم يقمعون كل صوت معارض داخل أحزابهم؟! قلت هذا للسادة الحاضرين، فلم يرضهم كلامي، بل وحاول بعضهم مقاطعتي محتداً أكثر من مرة.عندئذ أدركت أن الخلل ليس مقتصراً على أذكياء الإخوان، وإنما هو موجود أيضاً لدى الأذكياء اليساريين والليبراليين والقوميين. إنها ثقافة واحدة، محاصـَرة ومحاصـِـرة في آن. إذن فلا عجب ولا دهشة.
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
* المدربون
-
*قصيدة الكمائن
-
مصر وثقافة الحصار
-
البلطة والسنبلة - هل المريون عرب
-
ثقافة الإرهاب تمهد لضرب الوحدة الوطنية
-
*نورا العربية لا تغادر بيت الدمية
-
*الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
-
*الشعر يمحو باليد الأخرى
-
إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي
-
مسرح شعري في مصر الفرعونية ؟!-الفصل الثاني
-
قراءة تجريبية في دراسات المسرح الشعري - الفصل الأول
-
الطريق إلى المسرح الشعري - مقدمة منهجية
-
* الكتابة على سِفْر الاختيار
-
* المدخلُ إلى علم الإهانة
-
*قراءة سوسيولوجية للوحة العشاء الأخير- شفرة دافنشي الأخرى
-
*الحرية بين العلم والدين والفلسفة
-
المسرح الشعري ..الغايات والوسائل
-
مكابدات الحداثة في المسرح الشعري
-
الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
-
2 البلطة والسنبلة .. التراث الفرعوني ومساءلة الأساس
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|