أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13















المزيد.....

الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إهداء إلى

كل من آمن بوحدة المغرب، والمغاربة، وعمل فكرا، وممارسة، على ترسيخ هذه الوحدة.

كل المغاربة الذين يتمسكون بوحدتهم، في شموليتها.

كل المغاربة من أصل عربي / أمازيغي، الذين امتزجوا في دم واحد، صار يحمل اسم الدم المغربي,

كل المسلمين المغاربة الذين يحترمون الدين الإسلامي، ويرفضون استغلاله في الأمور الإيديولوجية، والسياسية.

كل الذين يتكلمون اللهجات الأمازيغية، ولم يعتبروها، في يوم من الأيام، وسيلة لتقسيم المجتمع المغربي إلى طوائف.

كل الشهداء المغاربة، الذين استشهدوا من أجل المحافظة على وحدة المغرب، ووحدة المغاربة، أنى كان جنسهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو دينهم.

من أجل مغرب واحد، بهوياته المتعددة.

من أجل إنسان مغربي قوي، في مواجهة تحديات العولمة.

محمد الحنفي

****************




تمظهرات الأصولية:.....2

3) وهذه الوصاية على التراث، كما تظهر من خلال العديد من الكتابات، وكما هي متجسدة من خلال الممارسة اليومية للأصوليين، تنتج لنا تمظهرا آخر من تمظهرات الأصولية، وهذا التمظهر، هو الذي يتبدي لنا من خلال التعصب المذهبي، لأن كل فرقة من الأصوليين، يعتبر المنتمون إليها أنفسهم بما لديهم فرحون، حتى يحظوا بشرف تأبيد الاستبداد القائم، أو بشرف العمل على فرض استبداد بديل.

فالتعصب المذهبي، الذي تتميز به الأصولية، هو الذي يعطيها ميزة خاصة في عصرنا هذا، مما يترتب عنه إرهاب البشرية، وإرهاب المسلمين بالخصوص. وهذا التعصب ليس وليد اللحظة الراهنة، بقدر ما هو موروث عن مرحلة تاريخية معنية، نشطت فيها المذاهب الأصولية المؤدلجة للدين الإسلامي، من منطلق ادعاء كل مذهب وصايته على الدين الإسلامي، ومن منطلق فهم معين للدين الإسلامي، تقتضيه مصلحة طبقية معينة. وادعاء الوصاية على الدين الإسلامي، هو الذي أدخل ولا زال يدخل المذاهب المؤدلجة للدين الإسلامي، في صراع دام، لا حدود له. وهذا الصراع هو الأساس الذي تقوم عليه العمليات الإرهابية، التي تأتي على الأخضر، واليابس، وتخلف وراءها العشرات، والمئات من الضحايا، الذين لا يستطيعون مواجهة الزمن الأتي: لضعف القدرات، والكفايات، والمهارات التي يتوفرون عليها.

فهل يمكن إنضاج شروط معينة: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، تقود إلى فرض قيام الأصوليين بمراجعة فهم الدين الإسلامي، في أصله، وفصله، انطلاقا من تأويل معين، ومن أجل تحقيق أهداف معينة؟

وهل يتعامل الأصوليون مع المرحلة التي يعتمدونها كمرجعية لفكرهم، ولممارستهم، على أنها مرحلة تاريخية معينة، نستفيد من إيجابياتها، ونطرح سلبياتها، التي لم تعد تتناسب مع عصرنا هذا؟

وهل يمكن أن يعتمد الأصوليون الفصل بين الدين كمعتقد ثابت، وبين الشريعة كقوانين تتغير، حسب تغير الشروط الزمانية، والمكانية، وانطلاقا من الفهم المتغير، والمتحول، للنص الديني؟

وهل يمكن اعتمادهم على ذلك الفصل بين الدين كمعتقد، وبين الشريعة كمتغير، للقول بضرورة الفصل بين الدين، والدولة؟

إن أزمة الأصولية، والأصوليين، ليست في الأصولية بعد ذاتها، بل في كونها تعتمد مرجعية مطلقة، تقود، بالضرورة، إلى نفي النسبية، التي تؤدى بدورها إلى العمل على نفي كل المخالفين لتوجهات الأصوليين، حتى لو أدى الأمر إلى مصادرة الحق في الحياة، الذي يقتضي قيام الأصوليين بالعمليات الإرهابية، التي تؤدي إما إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو إلى العمل على فرض استبداد بديل.

فالتعصب المذهبي، إذن، من سمات الأصولية المعاصرة، مما يجعلها تقود العمليات الإرهابية في كل مكان من العالم، وخاصة في المغرب، حيث نجد أن كل أصولي هو مشروع قنبلة موقوتة، يمكن أن تتفجر في أي نقطة من المغرب، كما حصل في 16 مايو 2003 أو في أي نقطة من العالم، كما يحصل باستمرار.

1) وهذا التعصب المذهبي، هو الذي يجعلنا نسجل أن واقع الأصولية المغربية. هو واقع يتأرجح بين الاعتدال، والتطرف، وسواء كانت هذه الأصولية معتدلة، أو متطرفة، فإن مذاهبها على المستوى العام، أو على المستوى المغربي، تتفق على:

ا ـ العمل على نفي اليسار بتوجهاته المختلفة، وخاصة منه: اليسار الاشتراكي العلمي، عن طريق اغتيال رموزه، كما حصل مع الشهيد عمر بنجلون، وتكفير المنتمين إليه، وتشويه الفكر الاشتراكي العلمي، باعتباره فكرا لليهود، والكفار، والملحدين، والغربيين، وغير ذلك مما يمكن أن يساهم في تنفير المجيشين من اليسار، ومن الفكر اليساري بصفة عامة، ومن الفكر الاشتراكي العلمي بصفة خاصة:

ب ـ العمل على تأبيد الاستبداد القائم، باعتباره استبدادا أصوليا، يساعد على نمو الأصولية، وانتشارها على أرض الواقع، مما يساهم بشكل كبير في تكريس عملية التجييش، التي تستهدف جميع المغاربة، لقطع الطريق أمام التنوير، وأمام المتنورين، وأمام اليسار، وأمام الفكر اليساري، وأمام اليساريين، حتى لا يحلموا في يوم ما، بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

ج ـ أو العمل على فرض استبداد بديل، يعمل على إقامة ما يسميه الأصوليون ب "الدولة الإسلامية"، أو "الدولة الدينية"، التي تقوم على أساس تطبيق "شريعة الله" في الأرض، تحت إشراف الأصوليين. والاستبداد البديل، لا يختلف عن الاستبداد القائم، إلا في كونه يقوم على أساس الدين، مما يجعله أكثر حدة، وأكثر مدعاة لممارسة الإرهاب في الحياة، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، إلى جانب إمكانية السعي إلى مصادرة الحق في الحياة.

د ـ الإصرار على تجييش المسلمين في المغرب، كما في غير المغرب، وشحنهم، والدفع بهم إلى "الجهد في سبيل الله"، ضد اليساريين، والعلمانيين، وضد الكفار، والملحدين، والديمقراطيين، والمرتبطين بالغربن وحتى لا تقوم للحرية قائمة، لمعاكستها لإرادة الله في خلقه، كما يقول الأصوليون، ليستحق بذلك المسلمون المجيشون، في إطار الاستبداد القائم، أو حتى في إطار الاستبداد البديل، رضا الله.

ه ـ الوصاية التي يدعيها الأصوليون، على اختلاف مذاهبهم، على الدين الإسلامي، والتي يتحولون معها إلى رهبانيين، يسعون إلى تكريس الرهبانية على أرض الواقع، كما هو حاصل عند اليهود، وعند المسيحيين، ليشملهم بذلك قوله تعالى: "ورهبانية ابتدعوها".

و ـ ادعاء المعرفة بالغيب. فهم يعرفون الجنة بكل تفاصيلها، والنار بكل تفاصيلها، والمصير الذي تعرفه البشرية يوم القيامة بكل تفاصيله، ليزداد، بذلك الادعاء، تجييش الناس وراءهم، على جميع المستويات: الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، دعما للاستبداد القائم، أو سعيا إلى فرض استبداد بديل، مخالفين بادعائهم لمعرفة الغيب، قوله تعالى: "إن الله علام الغيوب"، وقوله: "إن الله عنده علم الساعةن وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت".

وهذا الاتفاق بين الأصوليين، لا يلغي الاختلاف بين المذاهب الأصولية المغربية، التي يمكن تصنيفها إلى:

ا ـ الأصولية المخزنية، التي ترتدي جلباب الحداثة، وتدعي الانفتاح على الغرب، وتسعى إلى تطوير الشأن الديني، دون أن تفرط في مرجعيتها، التي تعطيها شرعية التمثيلية الدينية لله على الأرض. وأن هذه التمثيلية تتخذ وسيلة لتدريس كافة أشكال الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يحظى التمسك به بأهمية خاصة.

ب ـ الأصولية التابعة للأصولية المخزنية، والتي تكتسب شرعيتها بناء على سعيها إلى تأبيد الاستبداد القائم. وهذه الأصولية، كالأصولية المخزنية، تحرص على ادعاء نفس تمثيلية الله على الأرض. إلا أن هذه التمثيلية تعتبر امتداد للتمثيلية الأصولية المخزنية.

ج ـ الأصولية التي تنازع الأصولية المخزنية تمثيليتها لله على الأرض، والتي تسعى إلى فرض استبداد بديل، حتى ولو أدى ذلك إلى القيام بالعمليات الإرهابية، التي تقوم مقام "الجهاد" في الكفار، والملحدين، واليهود، والنصارى، وغير ذلك من التسميات المعتمدة لشرعنة مصادرة الأرواح، التي قد تكون بريئة مما يعتمده الأصوليون لشرعنة قتل غيرهم. وهذه الأشكال من الأصولية تختلف فيما بينها على أساس:

ا ـ اختلاف تأويلها للنص الديني.

ب ـ اختلاف الأهداف المتمثلة في:

• اكتساب شرعية فرض الاستبداد القائم.

• اكتساب شرعية العمل على تأبيد الاستبداد القائم.

• اكتساب شرعية العمل على فرض استبداد بديل.

• اكتساب شرعية ممارسة الإرهاب باسم: "الجهاد في سبيل الله"



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....12
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....11
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....10
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....9
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....8
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....7
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....6
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....5
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....4
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....3
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....2
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....1
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...
- الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، ...


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13