أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - سوالف مزعل الدواح جزء -1














المزيد.....


سوالف مزعل الدواح جزء -1


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 550 - 2003 / 8 / 1 - 04:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


سوالف مزعل الدواح جزء -1-

 

 

 لم يعد لمزعل الدواح إلا أيام معدودات ويغادر هذا المنفى الاضطراري، ذلك المنفى اللعين الذي اعتصر الروح والجسد بغبار متراكم متعفن لا تستطيع روحه العليلة أن تحتمله. أيام وسنين يراها مزعل مرت لاهثة تداخل فيها الخوف والحب والصراع وكثرة الأماكن والصداقات وعداوات الرفاق. كثيرة هي الأشياء التي ترج كامل كيانه يداهمه إحساس حاد انه الان أمام حقيقة عارية بأن الوطن أصبح قريبا أكثر من أي  وقت مضى حتى عندما كان فيه قبل 24 عاماً .

 اه يا مزعل أين أبوك الذي عند صدمه الأسئلة والأحداث العظيمة لا يتمم إلا بعبارة بلابوش دنيا، عبارة تختزن كل شئ،  كلوحه فيها من التكثيف كل تلك العبقرية التي اختزنها وأبدعها ابن الغراف، ابن الليالي الصعبة وساعات الخطر . هو تربى بهذا الريف المعطر بالألم والفقر والثورة الحمراء كما يسميها فاضل المطلك ذلك الرجل المتناهي الاندفاع والمفتوح بصدر مزنر بالرصاص والمتهيئ لكل فرس جامحة عصت الترويض....

 اليوم هو يومك الحاسم، لأول مره تمتلك قرارك الحر بان تعود إلى وطن وارض أحببتها بكل قوه، اليوم ستقرر يا مزعل لوحدك دون مسئولك الحزبي أو المنظمه أو ظروف المعيشة. أنت الآن حر كدجله ينساب هادئا نحو جنوب يمتد بعيدا حتى القيامة، خالد كخلود الشمس...

 لأول مره من منفاه القطبي تلفح انفه رئحه الشفلح، الصريم، الزور، الحطب البري، رائحة الشط، رائحة السجه الترابية، كل شئ يعيده كمن ودع صبح جميل عند ضفة دجله قبل ساعات....

 اتحزملها يا مزعل شد من روحك لا تخلي الوهم يأخذ منك انت ابن خير الرجال... والنعم تمتم  مع نفسه وهو يبحث عن( مسبحته) التي ترك استخدامها منذ سنين طويلة.

فأي( سبحه) يا مزعل مع القطب بلا ديوان ولا( الله بالخير ) هنا نحن أرقام كل شئ مختصر كروح تريد ان تغادر جسدا لا معنى لبقائه، انه موت لا يشبه حيوية موت أهلنا هناك حيث اللطم وشق الجيوب والرصاص المندلع من برانو قديمة وأصيص الجنائز منطلق نحو كربلاء... نحو مدينه ندفن فيها عظامنا، أحلامنا العصيه على التنفيذ، ونذرف دمع هو أخر حرز ثمين في عيوننا المليئة بالانكسار...

 روح مزعل الدواح تتوزع بحده بكل تلك الذكريات القلقة لكل هذه السنين العجاف وذاك الموت البطئ الذي كان يعتقد للامس انه قادم لا محالة لينال روحه ببطء شديد كلذة أبديه....

تذكر كل صداقاته الحقيقية متمتما( يا الرايح لبغداد كله واخبرة ظلت بقايا الروح من رفع الإبرة…)

أي عذاب يجتاح الروح العليلة وأي لعنة يتركها سقوط القتلة، حيث يتركون شعوبا تصحوا على جريمة غير متوقعة بهذا الحجم والرعب والهول المخيف… !

اشتعلت روحة الطافحة بنشوة لذيذة هي بقايا ذلك العراق الباقي في عقلة وشغاف قلبه، شئ طافح بالجََّمال، سر الأرض، الهواء العذيبي المختلف، الحكايا القادمة والتفاصيل الصغيرة المنتشرة في كل زوايا المكان المتسع والمفتوح على أخر الدنيا. شئ ما جعل الفرح ممكنا، شعر بسعادة غامرة وان العالم أصبح أكثر رأفة، أكثر بهجة وان أمال عظام تمطر على كامل روحه الواهنة…

حمل حقيبته، غادر تلك البناية التي عاش فيها كل برد العالم وقسوة المنفى، لفحت وجهه رائحة مطر ناعم هي آخر نسمة عليلة من قطب رحيم احتضنه كل تلك السنين..!

 شعر بفرح طاغ وان حياته قد تبدأ من جديد، من يدري….؟

 

 



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - سوالف مزعل الدواح جزء -1