أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية














المزيد.....

إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 10:23
المحور: المجتمع المدني
    


أُثير في الفضاء العام سؤالٌ جوهري حول طبيعة "اتحاد الكتّاب العرب في سوريا": أهو نقابة أم مؤسسة ثقافية؟
ليس هذا السؤال مجرد جدل تنظيمي، بل هو مرآة لتحولات أعمق تمس معنى الدولة، وموقع المثقف، وحدود العلاقة بين السلطة والمعرفة.
ففي لحظةٍ تتقاطع فيها أسئلة الانتماء مع أسئلة الحرية، يغدو هذا السؤال مدخلًا لإعادة التفكير في بنية الاتحاد، وفي الدور الذي ينبغي أن يضطلع به في "سوريا الجديدة".

لقد نشأ الاتحاد في ظل نظام شمولي، حيث جرى تفريغ العمل النقابي من استقلاله الطبيعي، وتحويله إلى أداة للضبط والولاء السياسي. وكما حدث في نقابات المحامين والمهندسين والفنانين، تحوّل الاتحاد إلى ذراع دعائية للدولة، لا إلى بيتٍ للكتّاب أو منبرٍ للثقافة الحرة.

كان الاتحاد نقابةً في الشكل، لكنه في الجوهر مؤسسةٌ دعائية. فالانتماء النقابي لم يكن حقًا مهنيًا، بل "رخصة ولاء" تُمنح لمن يلتزم بخط الحزب الحاكم، وتُسحب ممن يشذّ عنه أو يعلن موقفًا حرًّا. أما الثقافة، فقد أُخضعت للرقابة، وفقدت دورها التنويري، بل تواطأت أحيانًا مع آلة القمع، بالتبرير أو بالصمت.

اليوم، في ظل التحولات التي تشهدها سوريا، لم يعد ممكنًا استمرار هذا اللبس البنيوي. فإعادة تعريف الاتحاد تتطلب فصلًا واضحًا بين النقابة بوصفها كيانًا مهنيًا، والمؤسسة الثقافية بوصفها فضاءً للإبداع والوعي.

النقابة، في المفهوم المدني الحديث، تدافع عن الحقوق المهنية والمادية لأعضائها: الضمان، التقاعد، فرص النشر والعمل، حماية الملكية الفكرية، والشفافية المالية. أما المؤسسة الثقافية، فهي كيانٌ مستقل معنويًا، يُعنى بالإبداع والفكر، وينفتح على المجتمع بمشاريعه وأنشطته، ويسهم في بناء الذائقة الجمالية والوعي النقدي، ويدافع عن حرية التعبير بوصفها شرطًا للثقافة.

الخلط بين المفهومين أنتج اتحادًا مترهّلًا، مشغولًا بالمعاش لا بالإبداع، وبالولاء لا بالفكر. لذلك، فإن التحدي لا يكمن في "تجديد" الاتحاد شكليًا، بل في إعادة بنائه على أسس جديدة:

- أن يكون نقابيًا في خدماته، ثقافيًا في رؤيته، مستقلًا في قراره.
- أن يتحرر من إرث الوصاية السياسية ومن ذهنية "التمثيل الحزبي".
- أن يعيد الاعتبار إلى الكاتب بوصفه ضمير المجتمع، لا موظفًا في بلاط السلطة.

ولتحقيق ذلك، لا بد من مراجعة داخلية شجاعة، تشمل مساءلة المرحلة السابقة، وكشف الفساد والولاءات الزائفة، والانفتاح على كتّاب الداخل والخارج، ممن دفعوا أثمانًا باهظة لمواقفهم، ومنحهم مكانتهم المستحقة في المشهد السوري المعاصر.

فالسؤال "هل الاتحاد نقابة أم مؤسسة ثقافية؟" لا يُجاب عنه بنعم أو لا، بل بتأسيس مشروع وطني ثقافي جديد يُعيد تعريف الكلمة بوصفها فعلًا للمواطنة، لا أداة للدعاية.

إن إعادة تعريف اتحاد الكتّاب ليست ترفًا تنظيميًا، بل ضرورة وطنية وثقافية، تفتح الباب أمام بناء مؤسسة تحمي الكلمة، وتمنح الكاتب مكانته بوصفه شريكًا في الوعي، لا تابعًا في السلطة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...
- لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقر ...
- السويداء بين فلول النظام والهجري وتفاهمات الدولة.. ملامح إعا ...
- موسكو بين إرث الجرائم وصفقة النفوذ / زيارة أحمد الشرع تفتح م ...
- لافروف... محامي الشيطان في محكمة الذاكرة السورية
- العقل الاستراتيجي الأميركي في سورية والمنطقة: شرعنة الانقسام ...
- «قتلوا حبيبي يا رفيقنا...»، قالت غزل.
- غريتا تونبرغ تستحق نوبل
- الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية تفجير البنية الجغرافية السور ...
- قبل أول انتخابات بعد سقوط الأسد: لجنة التحقيق الدولية تبدأ ع ...
- انتخابات مجلس الشعب: هل تعكس إرادة السوريين أم إعادة إنتاج ا ...
- على أمل اتفاق سلام وشيك في غزة/ اتفاق 21 نقطة لإنهاء الحرب
- أهداف اللعبة الدولية في سوريا بشأن المفاوضات الأمنية


المزيد.....




- الاحتلال يعزز قواته بطوباس وينفذ حملات دهم واعتقال بقلقيلية ...
- الاحتلال يعزز قواته بطوباس وينفذ حملات دهم واعتقال بقلقيلية ...
- رؤيا ترصد تفاصيل عملية -الحجارة الخمسة-.. إجلاء منازل واعتقا ...
- الأمم المتحدة: الجفاف يعرّض ملايين الصوماليين للجوع والنزوح ...
- الأمم المتحدة: الجفاف يعرّض ملايين الصوماليين للجوع والنزوح ...
- تقرير عبري: إسرائيل تجوّع الأسرى الفلسطينيين بسجونها
- 3 شهداء وعشرات المصابين والمعتقلين بعملية طوباس شمالي الضفة ...
- 3 شهداء وعشرات المصابين والمعتقلين بعملية طوباس شمالي الضفة ...
- الأمم المتحدة: نقص التمويل يعرقل حمايتنا للمدنيين بالسودان
- أبو هولي يطالب السويد بعودة تمويلها للأونروا واستعادة دورها ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية