|
الفكر السني وتشويه الخصوم ظلما وعدوانا
عبد اللطيف سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 09:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعانى الفكر السني من مأزق خطير بسبب اعتماده على الثقافة السمعية ، والتي ورثها عن طريق تقديسه للعنعنة واعتماده عليها فى كل صغيرة وكبيرة ، وكان من نتيجتها نسبة بعض الأخبار للنبي محمد عليه السلام وأمهات المؤمنين نخجل من اتصاف نسائنا بها ، مثل الأحاديث التي تبيح رضاعة الكبير وتجعله من السنن التي يجب فعلها، وغيرها كثير من أحاديث تطعن فى النبي عليه السلام ونسائه، ويعتقد بها معظم المسلمين لا لشيء إلا أنها وردت فى كتب الحديث المشهورة مثل البخاري ومسلم وغيرهما عن طريق العنعنة بفارق يزيد عن مئتى عام بعد موت النبي عليه السلام. ويقوم موقع أهل القرآن http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php بمناقشة هذا الفكر السنى بمنهجية علمية وحيادية موضوعية تسمح للمختلفين فى الرأى من أهل الفكر السنى نفسه دخول الموقع و ومناقشة المنشور فيه . ولكن المشكلة ان السنيين الذين يدخلون موقع اهل القرآن يتبعون منهجهم السنى فى الحوار و ليس منهج أهل القرآن فى الهدى القرآني الذي يؤكد على العدل فى القول والفعل فى كثيرا من الآيات القرآنية ففي سورة الأنعام يقول ربى "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } الأنعام 152 ، ومصداقا لهذه الآية الكريمة فإن الله سبحانه وتعالى وصانا بالعدل فى القول حتى ولو كان ذا قربى .. وأيضا فى سورة المائدة يقول الله سبحانه وتعالى " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة 8 . ففي هذه الآية الكريمة ينبغي (للذين آمنوا ) أن يكونوا (قوامين لله ) ، وأن يكونوا ( شهداء بالقسط ) ولا ينبغي للذين آمنوا مهما كانت الأسباب أن يحيدوا عن العدل حتى وإن كان ذلك مع الخصم الظالم المعتدى وأن العدل هو الأقرب للتقوى(وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) .. هذا هو ما انزله الله فى كتابه الكريم فماذا فعل أصحاب الفكر السني (أصحاب الرواية ) .. من خلال تجربتنا المريرة فى تعاملهم معنا فى بيتنا ( اهل القرآن) نجدهم يعارضون كل ما جاء فى القرآن الكريم فى ضرورة العدل مع الخصم والصديق .ويلجأون الى لوى الحقائق و تحريف الكلام وصولا للطعن فى عدوهم الكبر د . احمد صبحى منصور ، عقابا له لأنه الذى سمح لهم بالدخول و النقاش . ونعطى هذا المثال . سبق للدكتور أحمد صبحي منصور نشر مقال بعنوان ( أبو هريرة والكلاب ) فلم يناقشوا المقال بكل حيادية اتفاقا مع منهج القرآن الكريم .. ولكنهم وعلى طريقة (لا تقربوا الصلاة ) انتزعوا من هذا المقال جملة واحدة وأخرجوها من سياقها وتركوا باقي المقال كله لكي يشهروا بكاتب المقال داخل موقع أهل القرآن ، وهذا لهدف أسمى عندهم وهو الدفاع عن أحاديث تطعن فى النبي عليه السلام ، حيث كان للدكتور أحمد صبحي منصور الدور الأكبر فى فضح ما جاء فى كتب الحديث التي تسئ للرسول وزوجاته أمهات المؤمنين. وهم بهذا يهربون من مناقشة كل أفكار الدكتور أحمد صبحي والهرب من الاجابة على التساؤلات التي بدأ جمهور المسلمين مطالبتهم بالإجابة عليها. ونرجع لمقال الدكتور أحمد صبحي منصور لكي نناقشه مناقشة علمية بالنيابة عمن يخاصمون العلم والدين معا .. أن الرجل فى هذا المقال يناقش موضوع متوارث عند المسلمين وهو " نجاسة الكلب " فإن الفقه السني يعتبره نجسا وأعتمد فى ذلك على أحاديث كان لأبى هريرة دور كبير فيها .. وكان لهذا الموضوع دورا كبيرا فى بداية شك الدكتور أحمد صبحي منصور فى كل ما يخالف القرآن الكريم من مرويات وأخبار .. حيث أنه رجع فى موضوع نجاسة الكلب إلى القرآن الكريم فوجد أن أهل الكهف والذين قال ربهم فى حقهم " َنحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وجد أن أهل الكهف قال عنهم رب العزة وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً{18} وقال أيضا "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً{22}. أي أن أصحاب الكهف كان معهم كلب ولو كان نجسا لما صحبوه معهم وأيضا جاء فى القرآن الكريم {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }المائدة4.أي أن الله أحل لنا الأكل مما أمسكه الكلب بأسنانه .. أي انه مصداقا للقرآن الكريم ليس هناك أي نجاسة للكلب .. ورجع الدكتور أحمد صبحي إلى التاريخ لعله يجد السبب فى تحدى الفكر السني للكلب فوجد أن العرب كانوا يحترمون الكلب لدرجة أن أكبر قبيلة عربية هي قبيلة كلب وهذه القبيلة كانت تسيطر على الطرق المؤدية للشام وساعدت الأمويين فى تثبيت ملكهم وساعدت المسلمين فى غزو الشام والعراق وعندما كان معاوية أميرا على الشام فى خلافة عمر تزوج ابنة بحدل الكلبي وأنجب منها ابنه يزيد وعندما انشقت كلب على الأمويين وانضمت إلى دعوة العباسيين انهارت الدولة الأموية . هذه القبيلة المشهورة التي أقامت الدولة الأموية وأسقطتها والتي قامت على أكتافها الفتوحات العربية من بدايتها حتى وصلت إلى آسيا الوسطى شرقا وجنوب فرنسا غربا ـ كان اسمها " كلب " ولم يستنكف أحدهم أنه " كلبي " أو أنه " ابن كلب " فلماذا أصبحت كلمة ابن كلب لعنة وسبا فى حياتنا الاجتماعية المتأثرة بالفقه السني . وننقل فقرة من مقال الدكتور أحمد صبحي والتي استغلها أصحاب الفكر السني لتشويه الرجل : .. " أكثر من ذلك انك لو بالغت فى شتم عدو لك ستقول له أنه " ابن ستين كلب " أو ما يعنى انه :" ابن كلاب " والمثل الشعبي المصري يقول " كلب أبيض وكلب أسود ، قال : كلهم أولاد ستين كلب " أي "أولاد كلاب " وليس كلبا واحدا. مع أننا نعرف أن احد أجداد النبي محمد عليه السلام اسمه "كلاب "، يعنى إذا نسبت النبي محمد لجده " كلاب " وقلت انه "ابن كلاب " فقد قلت نسبه الحقيقي الشرعي ولا عيب فى ذلك ، ولكن الفقه السني سيصاب بإمساك وإسهال فى بطنه و" حول " – بفتح الحاء وفتح الواو – فى عينيه إذا طرأت له هذه الفكرة ". وهذه الفقرة الأخيرة التي نقلناها من مقال الدكتور أحمد صبحي والتي نزعوها من سياقها لمحاولة تشويه الفكر الذي يحتويه المقال . ولقد رجعنا إلى كتاب المنتظم لابن الجوزي ت597 هـ فى باب ذكر نبينا محمد عليه الصلاة السلام ونسب وكرمه صفحة 195 وتحت عنوان " ذكر نسبه" ذكر ابن الجوزي الآتي . " هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .ولا يختلف النسابون إلى عدنان " ا . هـ ومن الواضح أن الرجل لم يخترع فى نسب النبي هذا الجد الذي يسمى " كلاب " وهذا ما ذكره ابن الجوزي فى كتابه المنتظم أن نسب النبي هو " محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .. " وليس ذنب الدكتور احمد صبحي أنه ذكر هذا فى مقاله فهذا شيء معروف للجميع وليس عليه خلاف ، وليس ذنب النبي عليه السلام أن يكون من ضمن جدوده من يسمى عبد مناف مع أن ذلك يخالف الإسلام فليس هناك من يعبد إلا الله وهذه حقيقة إسلامية غير قابلة للنقاش . ونصل إلى الفقرة التالية من مقال الدكتور أحمد حيث يقول ( باختصار : أننا ـ نحن العرب ـ الشعب الوحيد الذي يعترف بفضل الكلاب ولكن يجعلها نجسه ومحتقرة ويجعلها شتيمة وسبا ولعنة. والسؤال هنا " لماذا"؟ . سألت نفسي منذ الصغر لماذا هذا الظلم لهذا الحيوان المخلص الوفي ، وتجدد السؤال إلى أن عثرت على السبب ، أنه أبو هريرة ، أكبر وأشهر كذاب فى تاريخ المسلمين وتراثهم ) . يخلص الدكتور أحمد إلى أن السبب فى هذا كله هو أبو هريرة أشهر راو للأحاديث .. حيث أشتهر أبو هريرة بحبه وحمله للقطط الصغيرة وكان أبو هريرة عرضة للسخرية والاستهزاء وهو ما ذكر فى تاريخه حتى وعندما كان أميرا على المدينة وكان فى أرذل العمر فإنه كان عرضة للاستهزاء من الناس كبارا وصغارا، ويخلص الدكتور أحمد صبحي إلى أن هذه هي الخلفية التي كانت وراء كراهية أبو هريرة للكلاب حيث أنه من المعروف أن هناك عداءا مستحكما بين القطط والكلاب وأبو هريرة أخذ صف القطط ووقف ضد الكلاب ومصالحها، ولذلك تجد أحاديث فى فضل القطط رواها أبو هريرة وأحاديث أخرى ترمى الكلاب بالنجاسة رواها أبى هريرة أيضا .. والمقال طويل وموجود على موقع أهل القرآن لمن أراد الاستزادة ونأتي للقضية الرئيسة .... فى خضم ما يذكره الدكتور احمد صبحي منصور من حقائق عن المرويات المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام والتي يحاول طمس حقيقتها أصحاب الفكر السني لكي يحافظوا على مصالحهم ومكانتهم فإنه ليس لهم إلا طريق واحد ،وهو طريق التشويه والتشهير لمن هو مخالف لهم فى الرأي . وهم بذلك لم يفهموا العصر الذي يعيشون فيه عصر الانترنت فلن يستطيعوا أن يخدعوا أحدا عن طريق إتباع أسلوب التشهير والافتراء وانتزاع فقرة من السياق وفصلها عن أصل الموضوع وصولا إلى الطعن فى شخص المؤلف. وهم يفعلون ذلك مع الدكتور أحمد صبحى منصور فى مواقعهم على الانترنت و فى شتى مواقعهم على الأرض ، وحتى عندما فتح لهم باب موقعه استعملوا معه نفس الأسلوب. الشىء الغريب أنه لم يحاول الرد عليهم. لذا كان لا بد من كتابة هذا المقال دفاعا عن الحق ، وعن شيخ أزهرى مظلوم من الفكر السنى لا يريد الدفاع عن نفسه..
#عبد_اللطيف_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإصلاح الدينى ضرورة
-
السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ومحمد الغزالى
-
بين الشيخ محمد الغزالى وأحمد صبحى منصور
-
الإفلاس الفكرى
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|