يقول الشاعر الشيوعي السويدي آرتور لوندكفيست ( 1906- 1991):
_(تمنيتُ أن تنمو لي أجنحة ( و من لا يتمنى مثل هذه الأمنية ؟ )
آه ، أجنحة ، أجنحة !
لكن تحققت أمنيتي إلى النصف:
أصبح لي جناح واحد فقط, على طرف واحد مني ، في كتفي اليسرى!
فماذا أعمل بهذا الجناح؟
أقدر أن أفرده و أرفرف به بشدة في الهواء ، مصعّدا الغبار و الأدخنة ،
و يسع جناحي الوحيد أن يدور قليلا حول نفسه.
و ما الفائدة من كل ذلك؟ فلا يرفعني عن الأرض قيد أنملة، يجعلني أدور فقط حول ذاتي و إذا لم أتمالك نفسي لأسقط !
ويل لي ! أن تحوز على جناح واحد فقط أسوأ بكثير مما لو لم يكن لك جناح قط،
أنا الآن أفتقد الأجنحة بلا هوادة أكثر من أي وقت.)
فما أصدق ما يقوله هذا الشاعر الخالد عن وضعنا في العراق . من منّا كان لا يتمنى انهيار النظام القومي البعثي تحت نعالنا، سوى القتلة القوميين بمختلف أسمائهم و مللهم و نحلهم. لقد ضحت الجماهير المحرومة و المضطهدة في العراق بالغالي والنفيس و في مقدمته فلذات أكبادهم العزيزة في سبيل الخلاص من البعث الإجرامي و القتلة القوميين، لكن يرون اليوم الذي ينشدونه بعيدا و جد بعيد.
فكل الشرفاء عليهم الكفاح لكي يكون لهم جناحان مكتملان ، يمكنهم بهما الطيران و العيش الرغيد الذي يليق بالإنسان العظيم. فبعد انسحاق هبل العروبة صدام تحت أقدام أهالي العراق ، يتمتع الناس بالحرية ، و يتمكنون بمختلف الأساليب الشرعية التعبير عن تطلعاتهم المشروعة.
لكن هناك أمل , فالكادحون قادرون على تغيير العالم ، شبح الشيوعية يسحق كل الظالمين. لقد قام العاطلون عن العمل بحركتهم الجماهيرية التي ستهز الأرض تحت أقدام الرأسماليين. و سيركع مصاصو الدماء لمطاليبهم العادلة , وسيخسأ القوميون الخاسئون ، وكل من توسل له نفسه التصيد في الماء العكر من القوميين و الرجعيين. . فالعمال ليسوا بقوميين ، ولا طائفيين، بل أكثر شرائح المجتمع إنسانية.
فعمالنا الأبطال إنسا نيون ، و شرفاء ، و لا يمكن للطائفية و القومية والوطنية أن تفرق بينهم.
,ان حركتهم المجيدة بصقة في وجه كل القوميين الأراذل مهما حملوا من أسماء عروبية وإسلامية.