|
أمريكا المستفيدة الوحيدة من بقاء صدام في الحكم
بسام خالد
الحوار المتمدن-العدد: 57 - 2002 / 2 / 7 - 14:06
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يظهر للعيان ما يتبجح به النظام وزبانيته من عدم تخوفهم من الهجوم العسكري الامريكي، وتجسد ذلك واضحاً إبان العمليات العسكرية الجارية في أفغانستان ضد طالبان والقاعدة ، بسحب أعترافه بحكومة رباني وأعترافه بحكومة طالبان وكأنه "مثل ذلك الراعي الذي ذهب للرعي والرعيان راجعة منه".كما يقول المثل.. كل سلوك النظام ينم عن شيئ من أنه لا يخاف الهجومات العسكرية عليه كنظام وربما إذا حدثت وهذا ما لا يقبل الشك لان الهجومات مستمرة وهي دائمية على بعض المضادات في المناطق الآمنة او ذات الحظر الجوي والتي يروح ضحيتها دائماً من يختارهم النظام ككبش فداء من "أولاد الخايبة" من الفقراء والمعدمين الذين
لا حول لهم ولا قوة ولانهم مجرد جنود فقراء. يتعامل بشكل أستفزازي ويتخذ التدابير الامنية التي أستهدفت أولاً وأخيراً أشغال جماهير شعبنا وأرهاقها بموضوع ليس لها فيه لا ناقة ولا جمل، وتشديد ملاحقة المعارضين لسياسته لاتفه الاسباب ولمجرد الاشتباه، فهكذا يعامل جماهير شعبنا وبَعدُ لم يقع الهجوم، فكيف به أذا وقع يا ترى؟؟. لماذا هكذا يتصرف النظام؟ ربما يسأل سائل.
والجواب لانه واثق ان الامريكان لا يستهدفونه وكل التصريحات التي اعقبت 11 أيلول تؤكد ذلك رغم انه ادرج بقائمة الدول التي ستطالها "الحملة العالمية ضد الارهاب" و "الحرب ضد الارهاب"، التصريحات التي أطلقها بعض الساسة الامريكان تميل الى عدم التدخل لاسقاط النظام وما تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة أولبرايت قبل ايام لابلغ دليل على ذلك حيث انتقدت القيادة الامريكية فيما يتعلق بموقفها الجديد من العراق وايران وكوريا، مما يؤكد ثقة الدكتاتور وزبانيته بأنهم ليسوا المستهدفين وربما هذه الضغوط هي من أجل ترصين وتطوير قنوات الاتصالات التي لم تتوقف مع النظام سواء مع أمريكا أو حتى مع أسرائيل حيث هناك مشاريع جمة وكبيرة لخدمة الاقتصاد الامريكي والامن الاسرائيلي تنتظر التحقيق وتنتظرالذي سيبادر الى تبني بعضها، وما صدام إلا من أفضل "المبادرين والمبدعين" في أنجاح المشاريع الامريكية في المنطقة فهو لا يزال يتبختر من
انه مصدر سند للاقتصاد الامريكي من خلال تشكيله بشكل مستمر لتهديد دائم ضد دول الخليج مما يضطرها لشراء السلاح "المحترم" من أمريكا وهو في ذات الوقت معرقل لتطور نسبي وهادئ للجارة ايران فوجود صدام يجعلها دائمة الاستعداد والتسلح مما يبعدها أكثر وأكثر من المساهمة الجادة في دعم القضية الفلسطينية من منطلقات سياسية داخلية خاصة بالقيادة الايرانية، ثم هنالك مشاريع أكثر أهمية والتي تتعلق بضمان أمن دولة اسرائيل اللقيطة لان أدامة حالة اللاحرب واللاسلم مع الفلسطينيين والعرب تطيل من عمر اسرائيل وتؤدي الى عرقلة تنفيذ قرارات هيئة الامم المتحدة وخاصة منها:
قرار عودة اللاجئين العرب الفلسطينيين الى اسرائيل وتعويضهم، والذي لو طبق لمسحت اسرائيل كنظام من وجه البسيطة بسرعة البرق، فهم يراهنون علىولدهم" صدام في أمكانية قبول وتوطين بعض الملايين منهم في ارض العراق هو على ما يبدوا الشرط الذي سيوقف الامريكان من التهديد الدائم لنظام بغداد.
ضمان حصول اسرائيل على مصادر للنفط وأهم هذه المصادر التي تطوع النظام بها هي العراق، عن طريق خليج العقبة او غيره بالتحالف مع الاردن بالطبع.
تأمين القنوات المناسبة لان تكون اسرائيل مصدر لانتاج كثير من السلع الاستهلاكية في السوق العربية.
والاهم جداً ان يصبح صدام صمام الأمان لبعض حركات التحرر العربية والاسلامية التي ارتهنت بسياسته وانخدعت به كـ "ثائر" و "محرر" القدس عن طريق شاشات التلفزيون هذه المرة، حيث كانت الطرق غير معبدة لا البرية ولا البحرية ولا الجوية عن
طريق عبادان ايران ثم صحراء ورمال كثيرة في طريق الكويت ... واخيراً مطالبته على الاستحواذ على قطعة أرض مجاورة لاسرائيل ليقوم هو بتحرير فلسطين العزيزة ولكن المشكلة لم نجد من يتطوع ليمنح صدام هذه الارض لينطلق بجيش البؤساء المساكين المجبرين على التطوع بجيش "القدس"، للاسف الكثير من هذه الحركات والاحزاب والمنظمات التي لا نشك قيد شعرة بوطنيتها واخلاصها لقضاياها وقضايا الامة قد انخدعت بديماغوجية المجرم صدام وراحت تطبل به حتى جعلت بعض الجماهير الشعبية ترفع صوره وتمجد بشخصه وما هو الا نكرة ومجرم بحق القضية الفلسطينية التي يزاود بها على الناس الاخيار والمناضلين الحقيقيين. ربما أطلت ولكنني واثق وكأني أرى ضياء الشمس ان الامريكان والله يشهد لا يستهدفون النظام ولا رأسه بل يستهدفون أركاع شعبنا وتجويعه وسلب ارادته الوطنية حتى لا تقوم له قائمة في المستقبل، منفذين ما توعد به الانكليز بالثأر منه وما توعد به ربيبتهم الملك حسين عندما قال بما معناه سألبس العراقيين جميعا السواد في يوم ما أبان ثورة 14 تموز 1958 وما قاله "ولدهم" صدام بصدد تعليقه عن مساعي المعارضة لاستلام الحكم في نهاية السبعينات فقال سيستلمون أرضاً بلا بشر في اشارة ضمنية الى انه قادم على ذبح الشعب العراقي كله وبلا رحمة فهو والى اليوم يشم رائحة دماء البشر المزهقة ارواحهم لمعالجة بعض من امراضه النفسية المستعصية وفعلاً هذا ما حصل ويحصل...
لذلك أرى ان لا تنشغل فصائل المعارضة العراقية وجماهير شعبنا بمناقشة ماهيات الضربة العسكرية والتغيير المرتقب !!! من قبل الامريكان، وتفكر بشكل جاد نحو وضع برنامج لتحالف وطني عريض يجمع كل قواه من أجل الخلاص بعيداً من مخابرات الاميركان وبعض الدول المجاورة التي لا تريد التغيير وهي المستفيدة من بقاء صدام على سدة الحكم.
#بسام_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|