|
تعريف الثقافة
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 02:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سلامه موسى هو اول من استخدم مصطلح الثقافة في اللغة العربية. وكانت الناس قبله تستخدم كلمات بديلة مثل ( عالم( و امام وخطيب جمعه( ويقال ان اول من استخدم كلمة ثقافة في اوروبا هم الفرنسيون وذلك في اثناء دفاع بعض الجماعات اليسارية عن ضابط في الجيش الفرنسي كانت قد اتهمة وكالة الأستخبارات الفرنسية بالتجسس لصالح المخابرات ألألمانية فاصدر اليسار الفرنسي بيانا تحت عنوان بيان المثقفين وذلك سنة 1894م
على ان اصول البحث العلمي لا تشير الى هذه الرواية التي كتبها واشاعها محمد عابد الجابري في كتابه) ) المثقفون في الحضارة العربية) الصادر عن مركز الوحدة العربية-بيروت في عام 1995م ( ولكن الصحيح هو ان ( ماوتسي تونج هو اول من اطلق اصطلاح الثقافة ضد خطاب له ضد خصومه في الحزب الشيوعي حين قال cultural- revolution على اي حال فان الماركسيين والأشتراكيين هم اول من عمم كلمة الثقافة في العالم كله وذلك يعود الى مهارتهم في الجدل التاريخي الديالكتيكي ولتصادمهم مع التراث الزراعي وانماط الأنتاج ويكاد ان يكون راي الجابري بعيد عن الموضوع لأنه يحاول ان يرد الأستخدام الى الأصل الفرنسي وهو-intellectuel- وهو مشتق من العقل في الثقافة الفرنسية ومن الزراعة في الثقافة الأنكليزية وقد استخدم سلامه موسى اصطلاح الثقافة في بداية العشرينيات من القرن المنصرم اي 1922م تقريبا ولم تكن العرب قبله تعرف ما الثقافة؟ وكانت تعني لديه كل نشاط عقلي وذهني وابداع انساني وكتب بعدها يحيى حقي منتقدا سلامه موسى قائلا : كان يجب على سلامه موسى ان يعيد كلمة الأدب الى مجدها لأن كلمة الثقافة في اللغة العربية تعني سن الشيء وحده فكانت العرب تقول ثقف السيف اي حده ونه حتى يكون ماضيا وحادا وثقف العود ليكون سهما وكلمة ادب براي يحيى حقي افضل من استعمال كلمة ثقافة لأن كلمة الأدب تعني تهذيب الشيء وتقول العرب ادب فلان من الناس بمعنى انه اعد وليمة طعام
وان ما ذكره يحيى حقي في كتابه -هموم ثقافية- قريب جدا من جدة الموضوع وطرحه علميا ولكن الراي الأخير للجدل التاريخي التصاعدي في ثقافة سلامه موسى الباحث دوما عن التطوير بحيث تكون كلمة ثقافة تعبير ديالكتيكي جدلي عن استخدام ادوات التعبير حسب ما تمليه علينا وعلى كل عصر ادوات الأنتاج وهي ترجمة صحيحة للاشتقاق الأنكليزي فهم استخدموا كلمة ثقافة من الأدوات الزراعية لن الأنسان المتمدن كان حتى قبل 200 عام من هذا التاريخ يوصف بالزراعي وكانت المجمتمعات الزراعية هي الأكثر ثقافة وعلما وتنويرا وتشترك في هذه الصفات كل المجتمعات الحضرية وما زلت انا اشهد مثل هذه العادات في المجمتمعات العربية حيث ما زلنا الى اليوم نصف الأنسان المتعلم والجيد والماهر والحاذق بكلمات لها مدلولات زراعية مثل : فلان فالح و مفلح وقد استخدم القرآن في ذلك مثل هذه المواصفات حيث جاء به : فاولئك هم الفالحون و: المفلحون و قد افلح المؤمنون وقد مر التاريخ البشري في عدة اطوار : فقد كان الأنسان المتحضر يدعى بالصياد قبل 100000 قبل الميلاد الى بداية استئناس الحيوان وتدجينه وبعد ذللك اصبح الأنسان المتحضر يدعى بالحجري الأعلى والأدنى ثم اصبح اخيرا الأنسان الزراعي هو المتحضر واتلمدني بلغة اهل تلك العصور وذالك منذ 9000 ق.م تقريبا وبعد ظهور عصر الحديد بدىء ينظر الى الأنسان المستخدم للحديد بالمتحضر وذلك منذ 300 قبل الميلاد تقريبا اللا بداية عصر ال نهضة في اوروبا ونهاية العصور الوسطى ولكن الحضارات كانت تنشأ على مواقع الرعي والزراعة معا لذلك كان الناس يتأثرون بالادوات الزراعية علميا واصطلاحيا لذلك فأن استخدام سلامه موسى لكلمة الثقافة فيها كثير من هذه الدلالات الزراعية كما وسبق ان أشرنا
اليوم ندخل عصر المدنية والصناعات واصبح لدينا اكثر من 160 تعريفا لكلمة الثقافة وذلك يعود الى كثرة المخترعات والأكتشافات فلا نستطيع ان نحدد معنى زراعيا او رعويا لكلمة الثقافة فالمثقفون اليوه هم صناع برامج الكمبيوتر والأنترنت والأطباء ورجال الدعاية والأعلان والصحفيون وامهنيون بكل قطاعاتهم ومنسقوا الزهور والورود والسياسيون وكل انسان او جندر على حسب هوايته سواء اكان شاعرا ام ملحنا او مغنيا او اديبا او طبيبا او استاذ جامعي او مهندسا وبالمناسبة كان المهندس المثقف والحاذق والناجح في حياته يقاس نجاحه بكم يملك من العبيد والأرقاء اما اليوم فيقاس نجاحه بكم يملك من الآليات والمخترعات وكذلك الطبيب والمغني والملحن
لقد دخل العالم اليوم مرحلة الأنسان المدني وكلمة مدنية سوف تحل في المستقبل محل كلمة مثقف كما حلت قديما كلمة الأنسان الحجري محل كلمة الأنسان غير العاقل وكما حلت كلمة فلاح وفالح ومفلح محل كلمة الأنسان الحجري وكما حلت كلمة الأنسان الصناعي محل كلمة الأنسان الزراعي واليوم سوف تحل كلمة الأنسان المدني محل كلمة الأنسان المثقف
ان الثقافة في عمومها مجموعة تراكمات من الآختراعات والمكتشفات وهي تصبغ الأنسان بطابعها المهني الحديث وتحيله الى كم هائل من المعلومات والخبرات الذاتية بسبب تقدم وسائل الأنتاج المعرفي والمهني
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد
...
-
المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية
-
اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
-
المفكر العربي الكبير - سلامه موسى
-
الحجاب الأجتماعي
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|