أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً














المزيد.....

سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عُرفت السياسة السورية في جميع مراحلها بأنها سياسة جمع الأوراق ولملمتها, بحكم جغرافيتها السياسية , التي يتوقف عليها أي حل لمشاكل المحيط الإقليمي , فقد استطاعت سورية أن توصل رسائل عدة إلى دول القرار العالمي مفادها يتلخص في أنها جزء من أي حل لحياة المنطقة الأكثر تأزماً , وذلك لتشعب وتعقد مشاكلها المستعصية عن الحل.
بطبيعة الحال من يملك أوراق المنطقة يستطيع خلطها وقتما يشاء , باعتباره المحرك الوحيد لخيوطها , وفي حال عجزه عن القيام بعمليتي الخلط والتحريك , فإن جميع الأوراق التي بين يديه , أوراق محروقة أو لنقل بعبارة أوضح أوراق سوداء غير صالحة لكتابة الحلول ورسمها عليها .
الشهور التي سبقت الحرب الأميركية على العراق شهدت تعطيلاً كاملاً لأي علاقة محتملة بين دمشق وواشنطن , ووصفت دمشق حينها أنها من دول محور الشر في العالم , اليوم وبعد شن الحرب وما أعقبها من مشاريع شرق أوسطية كبيرة وجديدة بائسة , صنفت ضمن قائمة الدول المتطرفة , والسبب الجوهري يكمن في اعتقاد واشنطن , لتدخلها المباشر في الشأنين الفلسطيني واللبناني , بإيوائها لقادة الفصائل الفلسطينية ودعمها العسكري لحزب الله , ما أعطاها شعور بالقوة الخفيفة , بأنّ في يدها ورقتين خطيرتين وحساستين , تجاه الصراع الدائر مع إسرائيل , هذا الشعور بدأ يتقلص درجة تلو درجة , سيما بعد عقد اتفاق مكة بين الفرقاء الفلسطينيين , فتح وحماس , بعد الفشل الذريع بينهما في دمشق التي احتضنتهما قبل مكة , دون التوصل إلى أي اتفاق لحسم الجدل القائم حول حكومة الوحدة الوطنية , بل أعقبه مزيداً من الاقتتال والاحتراب الداخلي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين .
في لبنان ثمة ورقة حزب الله التي حرصت دمشق على مدّها بما تملك من إمكانيات , فترة الإعداد السوري لصناعة هذه الورقة الضاغطة على إسرائيل , جرت في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد , لا يخفى أن دمشق نجحت ولفترة في استخدام الورقة اللبنانية , لإسماع العالم العربي بصحة ما ترفعه من شعارات تحررية ودعم للشعوب في تقرير مصيرها , الحاضر يقول أنّ حزب الله بات ورقة سياسية نافذة لدى إيران , لتملصها من اليد السورية التي أحكمت الإمساك بها في السابق .
فالأزمة الحكومية في لبنان كشفت عن قوة الدور الإيراني وتأثيره باحتواء حزب الله , بعد الإضراب المفتوح الذي أعلنه في بيروت الشهر الماضي , واللافت أن الحكومة اللبنانية الحالية كانت ورقة في يد دمشق كما طهران , إلا أن تداعيات اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري , وما سبقها من تمديد قسري لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته إميل لحود , نزع هذه الورقة الذهبية من اليد السورية ووضعها في أيدٍ أخرى خارجية.
جميع أبواب الحوار التي تسعى دمشق لفتحها مع الغرب وتحديداً أميركا مغلقة , ولربّ ضارة نافعة , أي لعل التعثر الأميركي في أرض الرافدين فاتحة خير لدمشق , كون الرياح التي تهب شرقاً من بغداد وغرباً من بيروت تجري بما لا تشتهي نفس القيادة السورية المتعطشة للحوار .
دمشق رفضت سالفاً قدوم الأشقاء العراقيين إليها , وسمحت لمواطنيها بالسفر إلى جميع بقاع العالم ( عدا العراق) هكذا كان يُِكتب على جواز سفر السوريين , الآن ولقربها الجغرافي أصبحت المأوى الآمن لهم من القتل المجاني الذي يستهدف العراق جميعاً.
بنزوح أكثر من مليون لاجئ عراقي ظنت دمشق أنها حازت على ورقة رابحة سياسياً أتتها بالمجان وبدون حسبان , فالورقة العراقية الفاعلة سياسياً تملكها طهران على رغم قلة شخوصها , تماماً كورقة حزب الله , بينما الورقة التي بدأت تكسبها دمشق وتراهن عليها , هي ورقة اجتماعية مؤقتة , لا تتعدى حدود الضيافة بين
الجيران .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق , سورية: دبلوماسية الفوائد
- الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية
- دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر
- الصدر/ نصر الله : ولعبة إطفاء الحرائق
- العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية
- العراق: يودع صدامه
- خدام وبيضة اغتيال الحريري
- ادعموا ديمقراطيتنا كما دعمتم مقاومتهم
- سورية / فرنسا : أوهام استعمارية جديدة
- المحكمة الدولية وأزمة تشكيلها
- في سورية .. لا بد من الرشوة
- لماذا يكذبون علينا ؟
- الغرب وحواره المشروط
- ديمقراطية أغبياء قصيرة النظر عظيمة الخطر
- سأترقرق إلى أبد الآبدين
- بالمختصر.. حياتنا كلها مقلوبة
- لبنان بين التابع الوطني والطائفي
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً