أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم














المزيد.....

في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 549 - 2003 / 7 / 31 - 03:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-28-

  هذا أول 17-30 تموز مشؤومة تمر بلا صدام ولابرزان ولامزبان ولاوطبان ولاسبعاوي ولا كيمياوي، وبالمناسبة أذكّر بأننا نحتاج، بعد هذه الفترة المظلمة من تأريخ بلادنا الراهن، إلى أن تتشكل لجنة من الأطباء النفسيين، لتقييم نتائج تأثير هذه الأسماء على الأذن العراقية، خلال عشرات السنين، ناهيك بجرائمها وفظاعاتها!
اول مناسبة لم يهنأ بها طاغية العراق الساقط، تختتم هذا العام قبل أن تبدأ، برأسي ولدي الطاغية، إن كان الفيلم الهوليوودي صحيحا!، وهو أول فيلم ينتج في بلادنا بعد الإحتلال، وأظن بأن السينما الأمريكية ستستثمر هذه الحادثة عما قريب.
  اول مناسبة يطلق فيها العراقيون الرصاص ابتهاجا لايشبه ابتهاجهم تحت عقود حكم النار والحديد، وسار العراقيون قوافل فرح وأعياد من مدينة الصدر وضواحي بغداد البعيدة، أكثر من خمسة عشر كيلومترا إلى مرقد الإمام الكاظم (ع) لنحر الذبائح، بمناسبة مقتل الأخوين!
كم هي فظاعات الأخوين في بلادنا!؟
  اول مناسبة تمر والشعب ينال حريته وهاهي بين يديه، وليدة معافاة جديدة بكل يد مضرجة تُدقُّ كما يصفها أمير الشعراء، ثمن حرية شعب لم يمضي على إطلاقه من أقفاص الأسر سوى أقل من أربعة شهور!  وها هو يسير إلى الجامعة والعمل والمسجد والمقهى وغيرها، دون أن يلتفت ويفكر بعنصر من جهاز الأمن يتعقبه، أو غيرها من الأجهزة وماأكثرها التي راحت تتدخل حتى بين الرجل وزوجته في فراش الزوجية!
أول مناسبة مشؤومة بعدما ثأر رب العزة لكل أخت عراقية انتهك آدميتها واغتصبها ابن الزانية عدي، ولكل بطل عراقي استعصى على قصي، في حفلات التعذيب في أبو غريب والرضوانية وغيرهما من السجون الرهيبة، أقف الآن إجلالا له وأحتراما.
 وصدام الأب الآن مجروح منتهب ذليل بولديه إن كان من فصيلة البشر ولااظن ذلك مطلقا مطلقا.
  ان كان شعر بملايين الآباء العراقيين، ممن سلب منهم فلذات أكبادهم في طواحين الحروب العبثية.
 (رئيس) من أبهى القصور إلى مطارد في المزارع والبساتين والبراري من حفرة ابن آوى إلى حفرة كلب.
  نساؤه مشتتات في كل مزرعة وبلد وبيت، ربما يطلبن عما قريب الزواج من أمراء النفط وشيوخ العشائر، جريا على العادات العربية المتوارثة.
 اول مناسبة تمر والعراقي حر اليدين، لاتستعيرهما منه أجهزة المخابرات لكي تصفق بهما (للرئيس).
 خرج (الرئيس) من الصورة إلى الأبد ودخل الشعب فيها إلى الأبد ببلاغة الأمل في روحه والشمس بين عينيه، وهو يريد أن يأكل رغيفا لاتخالطه الدموع، ويتمنى لو يسافر بجواز سفر عراقي إلى بلاد الله الواسعة، كما كان في نهاية السبعينات: محترما بين مسافري الدرجة الأولى النفطية، من سعوديين وكويتيين وغيرهم، وليس منبوذا في الصحراء مهجورا ومنتهكا في رفحاء.
مواطن يريد أن يسهر حتى ساعة متأخرة من ليلة الخميس على الجمعة، دون أن يفكر برجال الأمن، وأسئلة من نوع وين رايح منين جاي ليش تسب الريٍّس!!؟
  اول مناسبة تمر والعراقيون أحرار بالقوة والفعل!، فأي شي يساوي ذلك؟
  اول مناسبة لايوقع بعدها ضابط الأمن على الرغيف العراقي، ولايختم فيها عنصر المخابرات على جلد بريء، ولاتقطع فيها أذان جندي، ولاجبهة تختم إلا بمحبة سيدنا العراق الكبير المتسامح.
 وهل لنا غيره!؟؟  
   اول مناسبة ليس فيها أسود عدي ولا مسدسات قصي، ولاعرب أصدقاء يتذللون إليهما، على حساب شعبنا المجروح الجائع المنهك المذلّ. 
 لايظهر فيها ابن العوجاء طاغية، يطلق الرصاص على منصة في ساحة الإحتفالات، بسيجار كوبي، وأفكار القرية وغرائز الحيوان، كان يطلق النار على الشعب العراقي عشرات السنين ولامن مجيب!
واحدة من ألمع الفقرات التي قرأتها مؤخرا بحق شباط الأسود، وهي فقرة تصدق كذلك على الذكرى المشؤومة التي نحن بصدد الكتابة عنها اليوم، وهل هناك فرق بين المناسنتين المشؤومتين!!؟ ألمع فقرة من كتاب سيرة الدكتور صلاح نيازي (غصن مطعم بشجرة غريبة)، أنقلها إلى القارىء الكريم: قُتل عبد الكريم، دُفن فعُبِدَ ثم نبشته الحكومة وألقتْ جثته في النهر. دخل (القطار الأمريكي) إلى العراق. وتوحش البشر، كأنما لم يكونوا من صنع الله وخلقه. فنون منوعة من التعذيب وقص الألسن، وتغطيس الموقوفين إلى حد الفم ببرك البول والخراء، كلما ركد سائل، حركه الحارس بعصا طويلة لتصعد الأمواج إلى أعلى الهامة. الويل والثبور للبشر قصار القامة، يجبرونك على التغوط والتبول في طاسة أمام رفاقك. ترمي الفضلات، ويمنعون عليك تنظيفها. يجوعونك عمدا، يصبون أكلك في تلك الطاسة، تأكل وأمرك إلى الله، ويغتصبون أمك، أختك، زوجتك أماك، ثم يغتصبونك.
الهروب بالجلد، أقصى مايمكن من طموح، واللعنة على مسقط رأسك.
30.7.2003 
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب
- شرعية مجلس الحكم وشرعية الأنظمة العربية
- مع المخرج السينمائي عبد الهادي ماهود
- رحم الله شيخنا أحمد الوائلي
- صوت الطاغية من جديد في قناة الجزيرة
- قبر مالك
- قصيدة حب إلى الأرض
- حول تظاهرات الضباط الأخيرة في بغداد!
- رسالة إلى أهلنا في الناصرية
- ساعات
- أين الرقم واحد ياجماعه!!
- أسلحة
- عبد حمود وفيصل القاسم
- نشيد كراج النهضة
- كلمات -17-
- حِصَّتي من النفط
- موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البري ...
- كلمات - 15
- كلمات-14-
- كلمات -13 -


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم