|
نحب التحدي العادل والشريف وليس لدينا ما نخفيه
ارا خاجادور
الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:42
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
نشر موقع الحزب الشيوعي العراقي المسمى (الطريق) في العدد: 576 تحت زاوية (قضايا وأراء)، وهي زاوية مشفوعة بملاحظة مقززة شكلا ومضمونا، تقول:- (المواد المنشورة تعبر عن أراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)، مقالا موسوما بـ (عندما يتحول الاجتهاد الى تخريف، يتحول هتلر وموسليني وصدام الى شهداء!!)، وتخفى "الكاتب" وراء اسم وهمي، هو (دحام هزاع التكريتي).
نعتقد ان لاختيار الأسم مدلولات تنم عن نفس مريضة، ومشبعة بقيم الحاكم المدني الامريكي "بول بريمر"، هذا فضلا عن عدم الجرأة، ان لم نقل الجبن. وقد اعتمد "الكاتب" اسلوبا تجاوزه الزمن، مرتكزا على وسيلة تعتمدها الأجهزة الخاصة في الدول، التي لها باع طويل في محاربة الشيوعيين، والديمقراطيين، وكل المناضلين من أجل الحرية، وسيلة تقوم على التشهير، والصدمة، والاتهام الذي يتجسد بطعن المناضلين في أجمل وأقوى صفاتهم، ومحاولة تبشيع المناضلين، من أجل حرمان الحركات الثورية من قوة تأثير الناس الحقيقيين في صفوفها، وقد اكتشفت السليقة الثورية للشعب العراقي، هذه الحيل حتى قبل تراكم الخبرة النضالية الحديثة للحركة العمالية والثورية العالمية، وصاغتها بالمثل الشعبي المشهور"عيرتني بعارها وركبتني حمارها".
ولما كان هذا المدعو "دحام" قد ادعى بأنه "تكريتي"، نسأل أهلنا الكرام في مدينة تكريت العراقية: هل بينكم مثل هذا الـ "دحام"؟!. ولما كنا نحن نعرف هذا المتخفي الراجف، معرفة جيدة، نضيف سببا خاصا به، اضافة الى الأسباب السابقة الذكر لاختياره الأسم، وهو عقدة العيش تحت وطأة الشعور بالذنب، الذي يتعلق بخلل ما في النزاهة السياسية والأمنية والأخلاقية.
ولدواع اخلاقية وتربوية نحجم الآن عن ذكر اسمه الصريح، على الرغم من محاولته الاساءة لنا، بطريقة غريبة عن أخلاق من يدعي أنه يحمل أفكارا يسارية، ولكن هذا الاحجام عن ذكر الاسم الصريح، لا يقف حاجزا يمنع العديد من القريبين من حياة الحزب الداخلية، من معرفة المعني، وذلك من خلال معرفتهم بسلوك من هم أكثرالأعضاء انحطاطا في حركتنا، ومن خلال معرفتهم ببعض سلوكيات المعني، القريبة من النزعات الاجرامية الجبانة، والتي لا يستطيع ارتكابها الا ضد رفاقه حصرا، مستغلا الغطاء الحزبي بكل أسف، والتي سوف نتعرض لبعض نماذج هذا السلوك خلال هذا المقال، وذلك فقط من أجل أن لا تموت الحقيقة، ومن أجمل أن لا يأخذ الجبناء راحتهم في الطعن والاساءة، وتصريف بعض انحرافاتهم النفسية الخاصة.
ونحن الآن لم نذكر الكثير حول هذا الـ "دحام"، وذلك لقناعتنا بأهمية عدم الانجرار وراء المهاترات، ولكن نقول: اذا عادوا عدنا، وعند ذلك سوف يكتشف الرفاق والأصدقاء حجم اقتصادنا في نشر مثل هذه المعلومات، وفي هذه الحالة يكون النشر بالوثائق.
واذا كنا ننظر الى الانهيار امام العدو الطبقي، بأن مسؤوليته الكبرى تقع على العدو نفسه، لكننا في كل الأحوال، وفي الوقت نفسه، لا نضع من لا يملك الصلابة الكافية في موقع القيادة، هذا اذا كان الحزب حزبا حقيقيا، وليس تجمعا للأخدان وذوي المصالح. ولكن وفي كل الأحوال لم نتسامح مع خيانة الأوطان، ولن نمنح خونة الحزب والشعب فرصة التطاول على أحد، حتى قبل أن تتاح للشعب فرصة محاكمتهم على دورهم في الجرائم الراهنة، وان غدا من وجهة نظر المناضلين حقا لقريب.
ابتدا نقول منذ فترة طويلة لم نضيع الوقت في التصدي لأية جهة هامشية، لم يبق لها من المجد الا ما يوحي به الأسم الشريف الذي قد تحمله لحين، وحتى في الفترات التي افردنا فيها بعض الاهتمام سابقا، كان اهتماما فكريا وسياسيا، اما الاشخاص الذين لا يملكون الجرأة على المواجهة، فلسنا معنيين بهم، ولسنا في وارد التصدي لهم، ولم نسع لأن نكون ممن يحرجوهم او يلتفتون اليهم، وكان موقفنا على الدوام أكثر صرامة ووضوحا مع كل من انضم الى فريق خدم الاحتلال، وقلنا: لم تبقى بيننا وبينهم أية صلة، حتى مع من جمعتنا الدنيا معهم، أو مع عدد منهم، في غفلة من الزمن.
وما كنا لنرد على هذا المقال، لولا أنه نشر في موقع يدعي الشيوعية، وأخذنا بالحسبان أنه ربما يقرأه حتى ولو وطني أو شيوعي حقيقي واحد أو أكثر، وضمن هذا الاعتبار، نجد مبررا لتوضيح الأمر لمن لا يعرفون هذا"الكاتب" ومن نشر له. ونحن نعلم أن "الكاتب" لم يملك شجاعة الاعلان عن نفسه، وهذا جبن منه، ومن جهة النشر أيضا.
بدأ المقال بمقدمة غير مترابطة، ولكنها على الأقل تدعي نفسا حضاريا، ولكن "الكاتب" يبدو أنه لم يتعود الصمود، او التشبه بالسلوك الحضاري طويلا، فما هي الا برهة، من حيث الزمن، وخطوة قصيرة، من حيث المسافة، ليتحول المقال الى كلام مشبع بالشتائم والاتهامات الرخيصة جدا، و"الكاتب" تحول سلوكه الى سلوك عضو في فرق الموت والارهاب، واعتبرالاحتلال تحريرا، معربا عن انزعاجه من موقفنا، الذي يصف الاحتلال، بأنه من أقذر أنواع الاحتلالات التي عرفها التاريخ، ومن أكثرها اجراما.
بدأ "الكاتب"نصا هكذا:- (هناك حالة واحدة تمهد السبيل لتطوير الفكر والممارسة والمعرفة، وهي ان تفتح الابواب كل الابواب لتبادل الرأي والمناقشة الحرة الحضارية التي توفر الاستقرار الاجتماعي، عبر نبذ اسلوب القمع واحتكار الحقيقة، ونبذ اسلوب التشهير والتكفير والاتهامات أو تزكية جرائم هذا او ذاك. إن أجواء الحوار البناء هو ما فقده العراق خاصة خلال تاريخه الممتد منذ تسلط المغول وحتى انهيار الطاغية في عام 2003، ومازالت تأثيرات هذه العقلية قائمة وتدفع الامور في العراق لا بإتجاه العقلنة والبناء والحوار والتعايش، بل الى لغة المفخخات والتخوين والتعصب الطائفي والمذهبي والاثني والتكفير والتحريض على القتل وتزكية الطغاة والجبابرة، وهو ما عرقل وحدة موقف العراقيين واشاعة الاستقرار في البلاد واتخذ الامر في الاونة الاخيرة بعداً خطيراً.).
بغض النظر عن هذه الهرطقة الجوفاء، والغاء التاريخ بجرة قلم، في هذه المقدمة، التي تعكس فكرا محبطا، وعاجزا عن قراءة تموجات التاريخ في حركته وصراعه، حاولنا جاهدين قبول الدعوة للحوار العاقل، حتى ولو كانت الدعوة أصلا مجرد ادعاء وغطاء، وحاولنا تجاوز العنوان البائس، حيث وسمنا بالتخريف، ووضعنا في موقع نرى فيه هتلر وموسليني وصدام شهداء على حد زعمه. وطبعا لا يجوز هنا تجاهل عمى الألوان على مستوى الأيديولوجيا والفلسفة والاقتصاد والسياسة وحتى في فهم المراحل التاريخية، وجاء هذا التعميم أو الخلطة من أجل التهويش ليس الا، والمفارقة أن صاحب هذه الدروشة الهوجاء، يتهمنا بالشعبوية، ولا نعلم هل هو يعرف مضمون هذا المصطلح أم لا، حيث تشير مؤشرات مقاله الى حقنا في التساؤل، ولكن المهم أنه بعد ذلك، انتقل "الكاتب" الى موقفه "الحضاري" الحقيقي، فبات من الواجب علينا، أن لا نضع السيف موضع الندى، كما تقول الشاعرية العربية، ولما كان "كاتبـ"نا، يكره العربية، نقول له ليسميها بـ الشاعرية الفارسية، أو التركية، أو الكردية، أو الأرمنية، أو اسم أية أمة يختار، فنحن معشر الأمميين نحب كل الشعوب صغيرها وكبيرها، حديثها وقديمها، ونعترف بوجود خصائص للشعوب كل حسب ظروفه التاريخية.
هاكم عباراته الحضارية بالنص:- (... ولكن العجب كل العجب ان هؤلاء البعض انتقلوا بقدرة قادر من مدافعين عن الضحايا وإدانة الطاغية صدام حسين لسنوات مديدة الى مدافعين اشداء عن الطغاة والقتلة ووضعهم في مصاف الشهداء والابطال... ومن الاغرب من كل ذلك ان ينبري وينضم الى هذه الجوقة البائسة وينعى هذا الطاغية شخص مثل آرا خاجادور، وهو القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي. أن هذا الشخص تبنى اشد المواقف تطرفاً إزاء صدام حسين وزبانيته خاصة بعد ان اقدم الديكتاتور على اعدام العشرات من اعضاء الحزب وانصاره.)
وواصل هذا الشقي"الكاتب" اهاناته لنفسه، مثل قوله بأن ما نطرحه لا يعبر الا عن ".. الجهل بالقوانين التي تتحكم بالسوق المالية العالمية والتجارة الدولية والاقتصاد العالمي." ويضيف "ويقع القارئ في حيرة من جهل كاتبي المقال....ويكرر"كاتب" المقال عبارة كاتبي المقال مضيفا الى اسمي اسم الرفيق الدكتورعبد الحميد برتو على الرغم من أن المقال موقع باسمي، وهذا اعتداء غير مبرر بكل المعايير، وسوف نتوقف عند هذه النقطة بشيء من التفصيل لاحقا.
ثم ينتقل الى الاتهام ليقول – ننقل فقرات من النص كاملة بكل أنواع أخطائها- ("ان الكثير من العراقيين الذين يعرفون آرا خاجادور لم يصدقوا ولم يهضموا عندما نشرت وثائق بعد الاطاحة بصدام عام 2003 حول علاقة آرا خاجادور وآخرين موجودين في العاصمة الجيكية براغ بالمخابرات العراقية، وأعتبرو هذا الاتهام ضرباً من التلفيق والافتراء والفبركة على هذا الشخص وعلى آخرين. ولكن هذا الرجل يصر عبر مقالته المنشورة على تأكيد هذا الاتهام. فالرجل ومعه البعض من مقربيه كانوا يرتادون سفارة صدام حسين في براغ قبل السقوط على الدوام، وورطوا البعض من اعضاء ما يسمى بـ"المنبر"، وهو التنظيم الموالي لحزب البعث بالذهاب الى العراق العراق وأعدم بعضهم ومنهم خليل الجزائري. وبقي الآخر في الخارج لأداء مهمة مشبوهة هي تبييض صفحة النظام والتستر على الارهابيين والقتلة بحق العراقيين بذريعة ما يسمى بـ "المقاومة" للاحتلال، وهم مجرد شراذم- يقصد المقاومة العراقية البطلة- للقتل والسلب واخذ الفديات وتدمير البلد. وأخذ هؤلاء على عاتقهم مهمة مدانة ...كما راح البعض منهم يحتل شاشات التلفزة العربية المريبة من امثال عبد الحسين شعبان وآخرون ممن يسمون انفسهم بالكادر او التيار الوطني المزعوم بهدف لا يخدم العراق وشعبه والتستر على الطغيان المنهار. ولكن مهما حاول هؤلاء الاساءة الى العراق والعراقيين .... الامر لا يدخل في اي حال من الاحوال في باب الاجتهاد وتنوع الاراء، فلو كان الامر كذلك لقرأ البعض الفاتحة على هتلر وموسليني وامثالهم ممن سقطوا بحراب الجيوش الاجنبية الانجليزية والامريكية والسوفيتية عند احتلالها لألمانيا وايطاليا واليابان واقاموا المحاكم العسكرية...").
هذا اضافة الى استخدام" الكاتب" كلمات دون أن يقدم تبريرا لها مثل "مقالاتهم الصفراء التي تتنكر لمئات الالاف من الضحايا"... "وينضم الى هذه الجوقة البائسة"... و"تشويه وتزوير التاريخ وتزكية الطغاة والجبابرة... الخ.".
يواصل "الكاتب" عضو الحزب البريمري الهذر الرخيص هذا، الى جانب تزكية للحكومة الحالية، معتبرا نقدها وادانتها اساءة للعراق والعراقيين، ويصف الاحتلال بكلمات رقيقة مثل : "وجود القوات الأجنبية"، ودافع أيضا ودون خجل عن حكومة الولايات المتحدة، التي قال عنها بأنها لا تقبل الا بشراء النفط العراقي بسعر السوق على حد زعمه، واكتشف هذا "العالم" الفحل، ان الشركات الامريكية هي التي تشتري النفط وليس الحكومة، ونسى ان الحكومة الامريكية، هي المعبر السياسي والقمعي عن مصالح الشركات، ووصف المقاومة بالشراذم.
لقد نقلنا الآن فقرات ضافية من هذا الهذر غير الأخلاقي، وسبق ذلك قيامنا بتعميم هذه المقالة الفضيحة بالنص على عدد كبيرمن الرفاق والأصدقاء، من أجل ان يطلع الجميع، ويعرفون الى أي درك وصل هؤلاء، الذين هم مجرد سقط متاع في خدمة احتلال يحتقرهم ويذلهم يوميا، وبصورة سافرة، وحتى أحيانا تثير اهانات الاحتلال لهم شفقتنا، من الناحية الانسانية المجردة طبعا.
نقلنا كل هذه الفقرات الواسعة التي تتضمن مهاجمتهم وحقدهم علينا، وعلى خيرة مناضلي الحزب والشعب، في سابقة هم عجزوا سابقا وحاليا عن ممارستها، وندعوهم اليوم هم وبقية المواقع، الى نشر مقالنا هذا في نفس الزاوية، التي نشروا فيها الاعتداء علينا، ومن الجدير ذكره، أنهم لم ينشروا أعمالنا أو مناقشات لافكارنا المنشورة سابقا، علما أننا أرسلنا اليهم، كل ما كتبناه منذ عام 1990.
ولما ذكر "الكاتب" أني مسؤول جهاز صيانة الحزب، نقول: نحن لهذا نعرف من تعاون مع السفارات العراقية في السابق واليوم، ويا حبذا ظل تعاونهم بحدود السفارات العراقية فقط، انهم تحولوا الى نهب لكل من هب ودب، ومن قبل أخطر الجهات المعادية للشعب العراقي ولكل حركات التحرر الوطني، وبالمناسبة نقول لهم: ان حركات التحرر لم ولن تموت، وقد سبق لنا تحذير المعنيين، ممن انساقوا وراء وهم ديمقراطية الاحتلال، بالاسم وبالملموس، وعبر بيانات موجهة الى عضوية الحزب، ومن ثمة اضطررنا الى التحذير والادانة المعلنيين، وعلى رؤوس الأشهاد.
ونشير بهذا الصدد الى الأهم من خلال خبرتنا الخاصة، ونقول أن أرخص اتهام تلجأ اليه الجهات المعادية هو التخوين، وتخيلوا عمق المأساة أن موقع "الطريق" يشهر بالمناضلين اعتمادا على النكرة "احمد الجلبي" ان لم نقل بالتنسيق معه. نقول رفاقي وانا: نتحداكم اليوم وغدا وأبدا، وأنتم تملكون كل وثائق الدولة العراقية، أن توردوا ما يخدش كرامتنا، ويسيء الى سمعتنا، نحن سعداء، بأننا نظيفو اليد والضمير، وبقينا فقراء مع شعبنا في الداخل والخارج، ولكن في ذات الوقت، اغنياء بقيم الوطنية الحقة، ويكفينا فخرا وشرفا، ان يصفكم ضمير الناس بـ "الحواسم" و"العلاسة".
لم تلده أمه، ومن أب حقيقي، من يستطيع ان يحول نضالنا من أجل الشعب الى مدعاة للأسف، مازلنا نقول: أن السعادة في النضال، ونعاهد كل الشرفاء في الأرض بأن لا ننكسر أمام المحن والمغريات، وان شعبنا وفقراءه ومثقفيه يعرفون حق المعرفة من هم تلاميذ فهد، وبناة السمعة الطيبة للوطنيين والشيوعيين العراقيين.
ان من باع نفسه في سوق النخاسة، نتوقع منه مثل هذا الانحطاط ، ولا نريد أن نثخن القول عليكم، أوعلى أي طرف، ولكن في موقف للتحدي، ومن ضرورات التحدي القاسي نقول: أحذية رفاقي كلهم، وأحذيتي أنا معهم، سوف تبقى فوق رؤوسكم، اذا لم تهاجمونا بكل ما لديكم، وهذا ثوبنا الابيض أمامكم، وأمام الشعب، وهاتوا ما عندكم ايها العملاء.
لن نتنازل عن أية كلمة قلناها في مقالنا السابق، وفي كل ما كتبناه سابقا، خاصة تلك التي تتعلق بالاحتلال، وكل ما أعقبه من جرائم وممارسات رعناء وجبانة منه ومنكم، ومن بقية خدمه الأذلاء، ولنا كل الفخر أننا خضنا نضالا مريرا، ضد حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، عندما كنتم أنتم تتزلفون له، الرفيق ابو عبد الحميد أخذه الحكم السابق جنديا، وأنتم حسبتم من أهل الكفاءات، وهوخريج أرقى الجامعات، وانتم خريجو المدارس الحزبية، وكان يفترض للمدارس الحزبية مكانها، والجامعات مكانها، مع احترامي للاثنتين، وانتم تذكرون موقفي عندما جاء الكاتب التقدمي المصري صديقنا عبد الرحمن الخميسي الى بغداد، ماذا قلت له عن جبهتكم مع البعث.
أننا نحترم أخلاق الفرسان حتى في السياسة، خاصة عندما يكون الخصم في وضع صعب، وأنتم ولتبرير العمالة من جانبكم، أو المواقف الطائفية أو غيرها، تنعتون هذا السلوك الأصيل والصحيح بالسذاجة. طرحنا على الدوام مواقف وطنية وطبقية صادقة، واليوم ايضا نعتز بأننا نقول ما تمليه علينا ضمائرنا الحرة، وليس جيوبنا أو مصالحنا الضيقة، قلنا: ان الحصار الاقتصادي ضد شعبنا جريمة ضد الانسانية، وابادة جماعية، وحذرنا بشرف ومسؤولية لاحقا، من مغبة مد اليد الى الغزاة والمحتلين، وأكدنا بأننا لا نستبدل الدكتاتورية بالاحتلال والدكتاتورية والابادة معا، ودعونا الى المصالحة الوطنية بشروط واضحة وعادلة، وعندما كانت الدعوة قرارا خالصا للقوى الوطنية العراقية.
نحن نعول على الشعب والطبقة العاملة والمبدعين العراقيين، وأنتم لا تثقون الا بالاحتلال، وها نحن نرى منزلتكم، والى أي مستنقع وصلتم، والأيام بيننا. وان مواقفنا من البعث وقيادته يقوم على أسس فكرية وسياسية واجرائية، في كل أطوار تلك العلاقات، وفي كل مراحلها ، هم وأنتم تعرفون هذه الحقيقة، وفي الوقت ذاته، عجز كل أعداء العراق عن تجنيدنا في معاركهم ضد البعث أو النظام السابق، لايماننا المطلق، بأن التغيير ملك وحق مقدس للشعب العراقي وحده، وان التعويل على الغزاة، رفضناه مبدئيا ونظريا سابقا، واليوم باتت لدينا تجربة ملموسة ومروعة ومفزعة للرفض، وليس لمجرد قراءة نظرية، أو لحواجز فكرية ونفسية وأخلاقية.
رغم أن موقف "الكاتب" ومن يقف خلفه، لا يستحق حتى الاحتقار منا، لأنه مازال يفخر بأسياده الامريكيين والحكومة العراقية، ولكن لا بأس، أن نؤكد اليوم مجددا، قولنا السابق: أن من جاء خلف دبابات المحتل، هو عميل ومعتد على شعب العرق، واليوم أصبح بعرفنا وعرف كل الشرفاء فوق هذا الكوكب، أصبح عميلا ومجرما في ذات الوقت، بعد الايغال بدماء العراقيين، وفي سلب خبزتهم، ومصادرة أمنهم، وتحطيم الشروط الأساسية لحياتهم.
مجددا نقول أن هذا المقال ليس ردا، بل تحذيرا بسيطا فقط، نأمل أن لا نجر الى مثله لاحقا، وبصدد فضح خونة وقتلة الشعب، قد نجد الاسلوب المناسب، الذي يخدم النضال العام خلال تعريتهم، ومن خلال كشف بعض أدرانهم، الى أن يأتي وقت الحساب المشروع معهم ولهم.
نتوقف الآن عند النقاط الأخرى، التي أوردها "دحام" في مقاله، أملين أن نوفق بعرضها كتجربة نضالية، وليس مجرد رد على متخف بائس: حول الرفيق عبد الحميد برتو
قبل حوالي أربعة عقود التقينا لأول مرة في بغداد عبد الحميد وأنا، كنت في زيارة حزبية للجنة الطلابية المركزية للحزب"( لجنة الشهيد صاحب الميرزا) لفت انتباهي أحد الأعضاء في هذه اللجنة، وهو الرفيق عبد الحميد لسببين؛ أولهما: لأنه الطالب الوحيد فيها. وثانيهما: لأنه طرح نقطتين الأولى سياسية والثانية تنظيمية، في السياسية قال: أن طبيعة الشروط المطروحة لقيام الجبهة الوطنية مع البعثيين غير عادلة، وتنم عن نوايا لتصفية الحزب، وفي التنظيم دعا الى تحويل اللجنة الى لجنة طلابية حقا، من أجل أن تكون أقرب الى فهم نظرة الطلاب لشؤونهم وتصوراتهم في السياسة والمصالح المهنية، وقدم مقترحا ملموسا في هذا الصدد، وهو ضم مسؤول ثانويات بغداد وعدد من أعضاء لجنة الجامعة الى اللجنة الطلابية، وأضاف بأن أفضل القادة هم الذين يأتون من المعارك المباشرة في ميادينهم، وكان هذا موقفا واضحا ضد المراتبية الحزبية، وضد النزعات البيروقراطية، وربما وحدت بيننا النزعة النقابية العمالية والطلابية، فهو كان حينذاك سكرتيرا عاما لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية.
اما نظرته الايجابية تجاهي، فقد بدأت من موقفي عند اعتقالي، من قبل السلطات العراقية في أواخر الستينيات، قرب شركة الأجهزة الدقيقة في الكرادة ببغداد، حيث تم اعتقالي، الذي شهد اطلاق نار مع الشرطة، وعندما أمسكوا بي هتفت: "ياناس قولوا للحزب آرا انلزم" اعتبر الرفيق هذا الهتاف يدل على الثقة بالشعب وبالحزب، أي أني أراى الحزب في وجه كل انسان في الشارع.
هكذا بدأت علاقتنا المتواصلة في خدمة الشعب والطبقة العاملة، وتكررت لقاءاتنا في براغ ودمشق والداخل، وفي كل محطة سجل الرفيق أشرف المواقف النضالية، ولديه الخواص التالية: الصراحة في الرأي، والاقدام في تحمل المسؤوليات الحزبية، والصمود أمام القرارات الجائرة، والصلابة في الدفاع عن أي رفيق يتعرض للظلم في القاعدة الحزبية أو القيادة، واذا رغبتم ندخل في بعض التفاصيل الملموسة، وفي مختلف المواقع، فاننا جاهزون.
ونشير هنا الى بعض الملموسيات: أنتم طردتم الرفاق في اليمن، وهو استقبلهم في الشام، انتم أهنتم أو ضايقتم أو اعتديتم على أعداد غفيرة من قادة الحزب وكوادره في سوريا: زكي خيري، حسين سلطان، عامر عبدالله، باقر ابراهيم، ناصر عبود،عبد الوهاب طاهر، نزيهة الدليمي ...وهو دافع عنهم دون علمهم بهذا الدفاع.
وكما انه لم يقبل بطريقة التعامل مع مجموعة "المنبر" الى درجة تجرأ هذا الذي يدعي أنه "دحام" الى اتهامنا بتأسيس منظمة "المنبر" أو الوقوف خلفها أو دفعها، وما الى ذلك، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال لاحقا. ومن المعروف عنكم، أنكم تحبون من تصفونهم بالرفاق المطيعين؛ أي المحابين، حيث تصفونهم أو تلصقون بهم صفة الحزبية الجيدة، وفي وضع من هذا النوع من البديهي، أن يكون مناضلا من طراز رفيقنا غير منسجم معكم، ولا أنتم منسجمون معه، انها غربة بين عالمين، ونمطي أخلاق، واسلوب نضال.
وهو أيضا دافع عن الرفيق عزيز محمد بعد صدور بيان بأسم الناطق بأسم المكتب السياسي، الذي أدان احتلال الفاو من قبل القوات الايرانية، حين جرت محاولة بائسة من قبل مخابرات دول مجاورة لاسقاط الرفيق عزيز لخشيتهم من ان السكرتير العام للحزب يملك تأثير هائلا على مختلف التيارات الحزبية، ويمكنه أن يقود حركة سياسية لاعادة الحزب الى الوطن، خاصة بعد انتشار اشاعة عن وجود وساطة سوفيتية، واعتقد أن "دحام" هذا يعرف اويذكر ايقاف الرفيق عبد الحميد لنشرة داخلية تحاول غمز الرفيق عزيز عبر اشارات تبدو بريئة عن تجارب امريكا اللاتينية، وقال بالحرف: ان هذه النشرة مسمومة، وغير أخلاقية، وغير شيوعية، وأعرب عن شكه، بأن جهات معروفة تقف خلفها.
وهو دافع عن القاعدة الحزبيه في كل المواقع التي عمل فيها، وهذه المواقف يذكرها الوافدون الى براغ من الوطن، عندما كان عضوا لجنة تنظيم الخارج، والوافدون الى الشام من كردستان واليمن وغيرهما، وهو لم يختبئ يوما خلف أحد؛ كما يعرف الجميع، وليس كما جاء في عبارتكم، التي لا تصدر الا من خبيث خنيث، كما تقول الحكمة البغدادية.
كما لا يزعجني قولكم أن الرفيق عبد الحميد يكتب وانا أوقع، يشرفني أن أوقع على ما يكتبه الرفيق مادمنا متفقين. وعندما أذكر هذه الحقائق عن الرفيق، أعرف أنه ليس بحاجة اليها، ولكني أذكرها من أجل التأكيد على أن هذه الصفات، هي التي يحتاج اليها الحزب الثوري، وهي في ذات الوقت تذكير من أجل الاغتسال من أدران التربية الانتهازية الحالية، التي تعشعش في أوساط بعض الأحزاب الانتهازية والمأجورة والبريمرية.
وبلغت الوقاحة بـ"الكاتب" الى حد قوله ان آرا لايعرف الفرق بين الفعل والأسم، ولأني من مواليد بغداد كمب الأرمن- محلة باب الشيخ، دفعني هذه الكلام الرخيص مكرها الى طرح سؤال مع نفسي: لماذا هذه الموضوعية التي اندلقت على "الكاتب" فجأة، ولم ينكر معرفتي بـ "المفعول به" أو حتى "لأجله"؟ لكي يكون الكلام كاملا، ألا كان من الأجدر، أن تناقش الافكار المطروحة من قبلنا في المقال السابق أو غيره، بدلا عن هذه وتلك الترهات.
نعيد ما قلناه سابقا عبر النشر العام وعبر الصلات المباشرة، أنه منذ عام 1990 الرفيق عبد الحميد وأنا ننسق مواقفنا، ونجتمع في الأسبوع مرتين، أو مرة واحدة على الأقل، وهو لم يتنصل من أية كلمة مشتركة بيننا، ولكنه في ذات الوقت يرى أن الصراع مبرر، اذا كان في مجال التصدي لانحراف يميني أو يساري، ولكن لا مجال للتجادل مع من انضوى تحت خيمة الاحتلال البغيض، قولوا لعضوية الحزب وللناس: من منكم ندا له؟.
وأخيرا أسأل: هل مازال الرفيق مختبيء خلفي بعد هذا الاعلان والاعلانات السابقة؟. وفي هذا المجال لا بد أن نقول: انكم لا تعرفون ماذا يعني أن يكون هناك مقال موقع من اكثر من شخص واحد، وفق معايير الشيوعيين العراقيين، ويبدو أنكم لم تستوعبوا معنى مقالنا الموسوم بـ" ليس باسمنا وبعض الهموم الوطنية ". أن هذا المقال يوضح طبيعة علاقاتنا مع جميع الأحزاب والأطراف والتجمعات الشيوعية العراقية، وأما بصدد اشارة "دحام" الى علاقتنا بـ" الكادر" و"التيار" نقول ان الكادر عقدوا موتمرا مؤخرا حسب بيانهم، ونشروا أسماء المشاركين في ذلك المؤتمر، ولم نكن نحن من بينهم، والتيار له ناطق باسمه، ويمكن الاستفسار منه عن علاقتنا بهم، ومن الأسهل والأدق ندعو الى قراءة مقالنا أعلاه.
الوطنية العراقية حق وواجب
أشعر بالتصالح مع نفسي، كلما تذكرت أني اجتزت امتحانا صعبا، في الاختيار والاختبار الوطنيين، وكانت أول مواجهة حقيقية لي في هذا المجال، حين قررت الحكومة العراقية في العهد الملكي، اسقاط جنسيتي العراقية، وأنا كنت حينذاك محكوما بالسجن المؤبد في سجن نقرة السلمان، وقد صدر ضدي قراران في هذا الصدد، وفي فترة متقاربة، الأول كان لاعتبارات سياسية صرفة وواضحة حيث صدر قرار لاسقاط جنسيتي مع عدد من الشيوعيين الآخرين من بينهم الرفيق زكي خيري، ولحق القرار الأول، قرار آخر جوهره سياسي، وظاهره عدم امتلاك وثيقة عثمانية، وفق حالة ما يعرف بقانون "مار شمعون".
طلبت مني الحكومة أن أغادر السجن الى الاتحاد السوفيتي، أو أي بلد آخر، وحددوا موعدا للقاء بأهلي قبل التسفير، وافقت على مقابلة العائلة، على أمل الحصول على الدخان وبعض المال والطعام، وما يتيسر من الاحتياجات أخرى، ولكني في ذات الوقت، أخبرت ادارة السجن، بأنني لن أذهب الى أي بلد في العالم، الا الى وطني في سجن نقرة السلمان.
لقد ظن بعض رفاقي في السجن، ومنهم الشهيد مهدي حميد، بأنني مجنون، والى الأمس القريب، ذكر العقيد طارق أحمد علي (أبو زياد) الحادثة باعتزاز بالغ، أمام حشد من العراقيين في "براغ"، ومجددا شعرت بحسن الاختيار، كم هي عظيمة ذاكرة شعبنا ومناضلينا، وكم هي هشة طوية خدم الاحتلال.
وأضيف في هذا الصدد، انني بقيت في السجن حتى بعد ثورة 14 تموز1958 لمدة شهرين، وكنت آخر سجين سياسي تطلق الثورة سراحه، ولم يكن ذلك ممكنا، لولا أن المدعي العام المحامي طيب الذكر عبد الامير العكيلي أثبت بأن قانون التبعية الأيرانية، وما يعرف بقانون "مار شمعون" لا ينطبقان علي.
ومجددا، أقول للأجيال الشابة، يبقى المجد والسعادة والشرف كامنا في التضحية من أجل سعادة الشعب، ولا يهمكم ما يقوله السفهاء منا، بأن النضال مجرد وهم وخسارة، وربما يقولون: انها بداوة بعيدة عن منطق "الحضارة".
وعلى الرغم من انوف كل من مرغوا كرامة الشيوعية بعار التوطؤ، أو المهادنة،أو أية نقيصة أخرى، بأنني أجدد العهد، وأكرر ما قاله مؤسس حزبنا يوسف سلمان يوسف "فهد" عند النطق باعدامه، وكرره في ليلة تنفيذ اعدامه:"ان مات فهد ففي العراق فهود" ما أروع الثقة بالشعب.
وهل تعرفون ما أكدته الأقوال والأفعال الشعبية بـ "أن الشيوعية مثل الثيل تقاوم الجز والحصد والقطع وحتى الاقتلاع، لتظهر من جديد في كل مرة، وبعد كل محاولة للابادة، أكثر قوة وروعة"، لا تقلقوا رفاقي وأصدقائي من التراجعات! ولا حتى من خيانة البعض، ولا من انتشار النزعات المصلحية الواطئة، انها مجرد محنة عابرة. وفي موقع آخر اتهمنا "الكاتب" ذاته بالنزعة العروبية، وكأن العروبة سبة، وبهذا الصدد أقول: أنني أممي بالقول والفعل - كما أعتقد- وفي الوقت ذاته أقول: أن من لا يعرف قدر امته بالعدل، لن يكون أمميا حقيقيا، والأزمة الحالية في العراق كشفت المستور، من نزعات التعصب الطائفي، والديني، والقومي، وحتى المناطقي وغير ذلك من العصبيات غير الحميدة، عند نشطاء"العملية السياسية".
وبهذه المناسبة، أروي لكم حادثة صغيرة ذات دلالة: قبل التحاقي بكردستان، طلبت مني الرفيقة "عميدة مصري"، أن ألبي دعوة مديرة القسم العربي في اذاعة "يريفان"، لأنها سمعت عن بعض نشاطاتي في العمل السياسي والنقابي في العراق، وعند اللقاء معها، شكرتني هذه السيدة الأرمنية، وقالت بالحرف الواحد: " أنت فخر لنا لأنك تعيد بعض الدين الأرمني للعرب"، في اشارة تاريخية الى دور العرب في حماية الأرمن أيام محنتهم، واعترافا بهذه المساعدة، يعتبر الأرمن بلاد العرب وطنهم الثاني، نعم لدي شعور أممي تجاه العرب، فما العيب في ذلك؟. اليس ذلك أكثر نبلا، وافضل سلوكا، من العيش بين العرب والحقد عليهم؟.
ان جوهر الأممية، هو تبادل العون والمساندة بين الشعوب، وليس العرب التقدميون الحاليون فقط، هم الذين لهم مواقف مشرفة تجاه الأرمن وبقية الاعراق، بل وفي الماضي هنالك الكثير من تلك المواقف، وعن أقل أو أبسط تلك المواقف نقول: ان لم تكن أممية متقدمة، فهي لا تحمل أية نزعة عنصرية اطلاقا. هاكم مثلا وصايا شريف مكة " أم القرى" الأمير الحسين بن علي الى ممثليه في الحجاز وبلاد الشام الصادرة في 18 رجب من عام 1336 هـ ( 1917م ) بصدد الأرمن يوصي:"يجب أن تحافظوا عليهم كما تحافظون على أنفسكم وأموالكم وأبنائكم وتسهلون كل ما يحتاجون اليه، فانهم أهل ذمة المسلمين... هذا أهم ما نكلفكم به وننتظره من شيمكم وهممكم...".
والدي ولد في أرمينيا، وانا ولدت في بغداد، وناضلت فيها، وليس في يريفان، وفي جبل قنديل خضت كفاحا مسلحا، وليس في جبل أرارات، وان أمميتي تدفعني لحب بغداد والدفاع عنها، كما أحب أرارات، وقنديل، وكليمنجارو ان شئتم.
أن أممية العمال فهمت على نحو مغلوط خاصة عبارة "ليس للعمال وطن"، وهذة العبارة لا تنطوي على اي نوع من العدمية الوطنية أو التعصب القومي، انها ربط خلاق بين قدسية الوطن، وحق العيش الكريم والآمن، وأحد رفاقي من أبناء العمارة، قال لي في براغ، ما يفيد بأن الامام علي (ع)، يرى بأن الفقر في الوطن غربة والمال في الغربة وطن، وهذا القول في جوهره أيضا لا ينطوي على عدمية قومية، بل يقر بحق العيش الكريم لكل انسان، ذلك الحق الذي عبر عنه أمير الشعراء الأرمن "أفيديك اسهاكيان" بقوله: "الدفاع عن حياة الأمة شرف وعلو".
ان أممية الطبقة العاملة تعني قدرة العامل على الاندماج مع عمال البلدان أو المناطق الأخرى، وهو في أي وطن يعرف قدسية الأوطان الأخرى، يعني لا عدوان، ولا احتلال، ولا نهب، ولا سرقة، ويرى في البطالة والجوع ما يهدد القيم الانسانية، أن الجوع عدو الوطنية والقومية والأممية وحتى حق الحياة، ايها المترفون الجدد على مؤائد ووظائف الاحتلال، من عضوالبرلمان المهزالة الى العلاس في المنطقة الصفراء، لم تخسروا فقط القيمة الوطنية والأممية وشرف التضحية في سبيل الشعب، بل تحولتم الى بوق بيد الاحتلال وخونة الشعب والزمر الطائفية للتشهير برفاق دربكم السابق، الذين أقسموا على البقاء مع كادحي شعبهم ومع شرف من يقول:"لا"، ويدفع ثمن هذه الـ"لا".
وحول مهمتي الحزبية
وجاء في المقال: (وقد إنتخب آرا خاجادور عضوا في المكتب السياسي بسبب موقفه الثابت والحاد ضد الحكم في العراق في ذلك الوقت، بحيث اصبح لاحقاً المسؤول عن الجهاز الامني في الحزب الذي تابع شرور النظام السابق وعرف بالتفاصيل عن كثب. كما اصبح لاحقاً المسؤول الاول للحزب في تشكيلات الانصار الشيوعيين في النصف الثاني من الثمانينيات....).
وحتى في هذا الأمر تنقصك يا"دحام" المعرفة والموضوعية، لقد شغلت عضوية المكتب السياسي لأول مرة، بعد انتخابي في الاجتماع الموسع في عام 1965، الذي نقل الحزب من السياسة الاصلاحية اليمينية والتصفوية، الى العمل لاسقاط نظام عارف- يحيي بالعمل الحاسم، وكلفت في ذات الوقت باعادة تنظيم الحزب العسكري، وعدت الى المكتب السياسي بعد المؤتمر الرابع، بعد أن تركت لوحدي في كردستان، وفي الحالتين لم يكن الأمر كما تدعي.
وبصدد جهاز أمن الحزب، أرى أن هنالك لغطا واسعا، وفهما مغلوطا في هذا المجال، وبالرغم من أن لدينا برنامجا للحديث تفصيلا في هذا الصدد، وقد نشرت موضوعا واحداعن أحد مناضلي هذا الجهاز بعد وفاته كنعي، مستغلا وجود العارفين بهذا الموضوع على قيد الحياة، وكان النشر ليس للتفريط بأسرار الحزب، وانما لاعطاء المناضلين المجهولين حقهم، وحق عوائلهم، وتقديم الموضوع كتجربة حية للاجيال المناضلة الجديدة.
أقول: وعلى الرغم من وجود خطة لدينا للنشر الموسع في هذا الميدان، الا أن قول كلمة سريعة بهذا الصدد باتت مهمة عاجلة، لا تحتمل الانتظار؛ ان الخطأ في هذا المجال، يبدأ من الأسم، فهو جهاز صيانة الحزب، وليس جهاز أمن الحزب، وكان الهدف منه، حماية الحزب من الاندساس، ومن عدوان كل من يريد الاعتداء علينا، وليس كما حوله الانتهازيون والتصفويون من أمثالك يا "دحام!"- الذي لم يقتحم موقعا معاديا في حياته سوى الاعتداء على الشيوعيين الشرفاء- الانتهازيون حولوه الى جهاز ضد الحزب، وللتجسس على الرفاق، ولاخضاع ارادة الشيوعيين لبعض المتنفذين، الذين امتلكوا النفوذ من خلال استغلال الثقة الحزبية، ووجود الحزب خارج بيئته الطبيعية.
ومن خلال هذا الظرف الشاذ بقى أمثالك أنت في الحزب، وجاء آخرون الى اللجنة المركزية ليس بارادة الشيوعيين، حيث جرى التفاف في المؤتمر الرابع على ارادة المؤتمرين عبر استغلال الأمانة والثقة الحزبيتين, لفرض عضو في اللجنة المركزية، على الضد من ارادة الشيوعيين، ومن خلال أعادة الانتخابات من اجل حشر اسم أحدهم بين اسماء الفائزين.
اما مسألة أن يتولى المناضل مهمة حزبية قيادية، حسب موقفه من سياسة الحزب، فهذا اسلوب سليم في حركة الكوادر الحزبية، أي أن يتقدم الكادر الحزبي، أو يتأخر حسب الاتجاهات السائدة في الحزب، حيث يفترض في حالة سيادة المواقف الثورية، أن تتقدم الصفوف الكوادر الثورية، والعكس صحيح، ولكن في الحالتين لا ينبغي التفريط أو التساهل بالمعايير الأخلاقية، وبكل ما يتعلق بشروط النزاهة، والشرف الحزبي.
انك تسخر من خبرتنا العسكرية، وانت اقل من جندي افرار، أنا لا أدعي بأني خبير عسكري، ولكن تولي مهمة صيانة الحزب، والعمل الأنصاري، والعسكري، يتطلب بالضرورة دراسة ما للاستراتيجيات العسكرية. وهذه المهمة من المهمات الجوهرية في جهاز صيانة الحزب، الذي هو في جوهره سياج لاتقاء ضربات الاعداء، لقد ذكرت لكم أن وضع أية خطة للهجوم أو الدفاع، تكون هوجاء، اذا لم ترفق بخطة للانسحاب عند الضرورة، وقد عرفتم ذلك بعد هجمة "بشت آشان" المريبة، وبعد أن دفعنا سبعين شهيدا من خيرة كوادرنا، وترك الساحة مئتان من الرفاق والكوادر العسكرية الجيدة، وأنا أشك اليوم أيضا، أنكم استفدتم من التجربة كما ينبغي، وانكم تفكرون بمصير عامة أعضاء الحزب، أقصد ما تبقى معكم من اعضاء الحزب، ناهيكم عن التفكير بعامة الشعب.
تبدأ صيانة الحزب الثوري من خلال اختراق الأعداء عبر جهاز صيانة الحزب، ومن صفوف الاعداء نعرف حالات الاندساس في صفوفنا، وغيرها من مقتضيات حماية الحركة الثورية والحزب.
واليوم ايها "المناضل الشهم"! قد حولتم هذا الجهاز، الذي كانت له خدمات جليلة للحزب، الى جهاز قمعي ووصولي يرصد ويحطم خيرة مناضلي الحزب والشعب. لقد تحول الجهاز الخاص الى قبضة حديدية غير اخلاقية بيد الغرباء على حركتنا وشعبنا، انكم الآن تقفون في طليعة هجمة القوى المشبوه ضد كل ما هو شريف، سواء كان انسانا فردا، أو مدينة بطلة، أو تجربة ملهمة، ألم تتطوعوا بكل "همة ثورية" للتشهير بأصلب مناضلي الحزب والشعب، يدا بيد مع الجاسوس الرخيص والمعلن والمجرم"أحمد الجلبي" رئيس أخطر فرق القتل والموت في بغداد، هذا هو الفرق بيننا وبينكم.
ان كشف وفضح سلوككم الناقص والمطعون به، ليس طبعا من جبهة العملاء والمأجورين، ولكن من أبناء الشعب الحقيقيين قائم، ولكن نحن من جانبا، لا نريد الانجرار الى معارك جانبة أوغبر سباسية، وأنتم تعرفون، أنه ما زال في قبضتنا ما لا يعرفه الآخرون عنكم، أنكم مازلتم تعيشون في وهم"أن العيار الذي لا يصيب يدوش"، ولهذا نشرتم ترهاتكم، في مواقع أخرى غير "طريقكم"، ولكن نسيتم أو تناسيتم، أن موقعكم العمالي الوهمي، الذي نشرتم فيه مقال "دحام"، فيه كل شيء ما عدا الوجود العمال، ولو كان ذلك الموقع موقعا عماليا حقا، فما شأنه في صراعات حزبية؟!.
ان هذا الموقع المأجور يريد الانتقام منا، لأننا فضحنا النقابات والاتحادات الصفراء، التي صنعها الاحتلال وخدمه، وبكاء قادة اتحادكم في مؤتمر حزب العمال البريطاني، حزب "بلير" من أجل بقاء قوات الاحتلال في العراق العزيز، خير دليل على العار الذي وصلتم اليه، وكرر هولاء العملاء الخزي نفسه في اجتماع دافوس مؤخرا، ونحن نجد حرجا، أن نعلن عن الجهة، التي دفعت ثمن الاقامة وبطاقات السفر الى جانب الهدايا، ولكن المؤلم لنا الثمن المقابل، الذي دفعه خونة الشعب والعمال، واعلموا أن عمال العراق، لن يفرطوا باستقلال بلادهم، ولا بخيرات شعبهم، وان المعركة المعلنة، حول قانون النفط، خير دليل.
ان من يريد أن يتاجر باسم العمال، لن يكتب له النجاح، وعليه أن يبحث في مكان آخر، أكثر أمنا ورفاهية. ان عمال بغداد والبصرة والموصل والسليمانية وكل العمال العراقيين، يعرفون جيدا من خبرتهم الخاصة، ومن تجاربهم الملموسة اليوم وليس الأمس فقط، من هم الذين يمثلونهم حقا، بشرف، ومسؤولية، واستعداد للتضحية، لهذا يناضلون اليوم في صفوفهم، في صفوف اتحادات ونقابات غير اتحادكم، الذي ادعيتم أنه اتحاد عام، وهو في الواقع زمرة لا تتجاوز عدد حروف اسم المنظمة، وأنتم تعرفون ذلك بحسرة، ولكن دون خجل. حول جماعة المنبر
يقول هذا الفاقد لأي قدر من الموضوعية أو الأخلاق: اننا ورطنا جماعة "المنبر"، "المنبر" الذي وصفه بالمولي للبعث، ورطناهم بالذهاب الى العراق، وفي هذه العبارة اللئيمة، يريد التعامل مع جماعة"المنبر"، وكانهم أطفال يورطون، ونحن متأمرون ندفع غيرنا الى الهاوية، من خلال قوله:" وأعدم بعضهم". نقول بالموجز الواضح:-
اولا: ما كان ينبغي أن تقوم هذه الحالة بهذه الخفة وحتى الدناءة. وأن جماعة "المنبر"، كانت تضم رفاقا وأصدقاء معروفين لنا ولغيرنا، وحسب بياناتهم أنفسهم، يمكن ذكر أسماء عناصرهم البارزة ومنهم: نوري عبد الرزاق حسين، د. خالد السلام، د. عبد الحسين شعبان، د. ماجد عبد الرضا، أحمد كريم، د. مهدي الحافظ ... وأعتقد أن "الكاتب" لا يتهمهم جميعا بالجهل باللغة العربية، وهم يستطيعون التعبير عن أنفسهم، وعن تجربتهم، وكان عليه أن يسألهم عما يريد بخصوص نشأة تجربتهم.
ثانيا: على الأقل يوجد واحد من قادة "المنبر"، يعيش بجواركم في المنطقة الخضراء في بغداد، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تسألوه عن تجربة "المنبر"، ومن كان وراءها؟. وهل نحن كنا بناتها فعلا أم لا؟. وتوخيا للموضوعية والدقة، نقول: ان اشتراك أحد أعضاء "المنبر" في "العملية السياسية" ليس بالضرورة ينطبق على الآخرين، خاصة وان هذه المجموعة، قد تفرقت أيدي سبأ كما يقول المثل.
ثالثا: نعرف لماذا يوجه لنا الاتهام، بأننا نقف وراء تجربة "المنبر"، السبب فقط لأن الرفيق عبد الحميد لم يقبل من خلال قيادته لمنظمة سوريا، أن ينكل بمن يتهمون، بأنهم أعضاء في "المنبر"، ووقع الرفيق بين نارين، فـ"المنبر" يهاجم منظمة سوريا والرفيق شخصيا، وها هم من يدعون اليوم، بأنهم الحزب يهاجموننا، ليس فقط لأن الرفيق وفر لـ"المنبر" الحماية، كما يدعي "دحام" ومن يقف وراء هذا الدحام، بل بلغت الوقاحة حد اتهامنا نحن، بأننا نقف وراء تأسيسهم وتوريطهم!!!.
أنا كنت في كردستان، عندما ظهرت حركة "المنبر"، وعندما عدت قالوا عنهم انهم وطنيون، وكان تعليقي الوحيد: ان الشيوعيين الحقيقيين هم خير من يعبرون عن الوطنية الحقة.
رابعا: كان لدينا مشروع لتناول تجربة "المنبر"، من خلال الوثائق المتوفرة، كجزء من رغبتنا بوضع كل ما لدينا بصدق وشرف وحيادية معززة بالوثائق عن كامل تجربتنا الحزبية، لخدمة الأجيال العمالية الشابة، ولكن بحكم الظروف القاهرة، التي يمر بها شعبنا، فضلنا التركيز على المعركة الراهنة، معركة المقاومة والتحرير، وان مثل هذه الكتابات والمساهمات قابلة للتأجيل، الى وقت مناسب، أو لبعض الوقت على الأقل.
خامسا: كل أعضاء "المنبر" القياديين مازالوا أحياء، ما عدا الراحل د. ماجد عبد الرضا، ونقول لو كانت لدينا أية صلة من أي النوع، بما فيها النوع الذي تحدث عنه "الكاتب" مع مجموعة "المنبر"، لما أخفيناها، وذلك لعدم وجود ما يبرر الاخفاء، نحن نحب الضوء دائما، ولكن ربما هم أي جماعة"المنبر" لأول مرة يعرفون، أننا لم نكن نحن من زمرة مضطهديهم، كما لم نكن من مضطهدي غيرهم، ونحن دفعنا ثمن تجربتهم على أيديهم، وعلى أيدي "دحام" وزمرته.
لا ننكر أن لدينا مع بعضهم على الصعيد الشخصي، وحتى الحزبي قبل انطلاق تجربتهم، ذكريات جميلة، وتجارب حلوة، وصحبة طيبة، وعلى سبيل المثال، نذكر واحدة من تلك التجارب؛ أخبرنا الراحل عبد الخالق السامرائي، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، بأن العقيد بدري ستراك، الذي يعرف بالعقيد الأحمر مهدد بالاعدام بتهمة التأمر، وأنه يرفض التأكيد على أنه عضو في الحزب الشيوعي العراقي، كموقف صلب من هذا الشيوعي المقدام، على اعتبارأن تأكيد شيوعيته، وهو رهن الاعتقال، يمثل نوعا من الضعف بمعايير الشيوعيين الحقيقيين.
ولما كان الراحل أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية حينذاك، يعرف بدري شخصيا, ويعرف أن تهمة التأمر ضد بدري، كيدية وليست صحيحة، ولكنه في الوقت نفسه، يطلب تأكيدا باسم المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وذلك من أجل أن يساعد في اطلاق سراحه، وبقينا ثلاثة أيام بعد هذا الطلب، لم نعثر خلالها على الرفيق سكرتير الحزب، الرفيق عزيز محمد، وجاء الراحل السامرائي الى بيت نوري عبد الرزاق في الكرادة، وقال مؤكدا: قد يعدم بدري غدا، اذا لم تصل تزكية المكتب السياسي، وهنا للحق أقول بادر نوري قائلا: لنتحمل مسؤولية التوقيع باسم المكتب السياسي، وبدري من جماعتك العسكريين. وأقدمنا على تقديم مذكرة بهذا الصدد، وأطلق سراح الرفيق العقيد ستراك.
ولا بد من الاشارة هنا، الى أن بدري لم يؤيد داخل سجنه، حتى الرسالة الموقعة باسم قيادة الحزب، امعانا منه في الصمود، والاعتزاز بالحزب، وفي الحفاظ على أسراره، هكذا كان معنا رفاق من أمثال بدري، واليوم يدعي أنه من الشيوعيين العراقيين شخص مثل "دحام"، الذي ينهش لحم من يفترض أنهم رفاقه، ويمتص دماءهم، بطلب من العملاء والمجرمين، يا للعار!.
نقدم نموذجا للمشبوه
علمتنا الشيوعية، والخبرة النضالية العملية، أن المشبوه يكشفه سلوكه، ان لم نعرفه من خلال اختراقنا للعدو، وان البطش برفاق الطريق الواحد، واحد من أهم سبل ووسائل معرفة المشبوهين، سواء كانوا من الباهتين، أوالخطرين.
نقدم حادثتين فقط عن أنماط على غرار"كاتب" المقال المشبوه "دحام"، الذي نشر له موقع "الطريق" ومواقع أخرى تمول، بالواسطة أو مباشرة، عن طريق اعلانات وزارة الدفاع الأمريكية اعتداء غادرا علينا، وعلى رفاق لنا، وعلى مناضلين في الحركة الوطنية المقاومة للاحتلال، وهذا الدعي عضو في الحزب الشيوعي البريمري، وهو الحزب الشيوعي الوحيد من الاحزاب الشيوعية العراقية، الذي دخل أو أدخلوه في "العملية السياسية" الاجرامية والرعناء.
وعندما نذكر هاتين الحادثتين، والتي لا تشكل الا جزء يسيرا من سجل المشبوهين في صفوفنا نحن الشيوعيين العراقيين، لا نستهدف التشهير بأحد، وعلى هذا الاساس لم نذكر الاسم الصريح حتى لـ"دحام"، وقد نضطر في المستقبل الى الكشف عن الكثير من مناقب المومى اليه، وبقية المشبوهين بالأسم والعنوان وبالتفاصيل، اذا راينا في ذلك خدمة ما للنضال العام، واذا غامر"دحام" هذا أو غيره لاحقا في رفع الحاجب أمام أي مناضل في الحركة الوطنية، وعند ذاك سوف يكتشف الرفاق والأصدقاء، كم نحن حريصون على عدم الانجرار الى قضايا قد تبدو ذات طابع شخصي، وفي ذات الوقت نقول: ان دفاعنا عن نقاء حركتنا لن يتوقف، وان نقيق المأجورين والطائفيين والجبناء، لا ولم ولن يحظ باحترام أحد، بمن فيهم من استخدمهم ضد شعبهم ورفاقهم لغاية اليوم، وان أرادوا لدينا المزيد، واذا عادوا عدنا، ولكن بزخم أقوى وأسرع وأكثر سطوعا.
+ الحادثة الأولى:- بوشاية قدمت للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي زورا وبهتانا، مستغلا أحدهم اسم حزبنا الشيوعي العراقي، ضد المناضل الشهيد الدكتورعبد الرحمن قاسملو، رئيس (حدكا)، الحزب الديمقراطي الكردستاني - ايران، منعت حكومة "براغ" على أساسها، قاسملو من زيارتها لفترة طويلة، وجرى ذلك على الرغم من مكانة قاسملو السياسية والقومية، والعلمية حتى في جامعات براغ ذاتها.
+ الحادثة الثانية:- نسب أحد"الرفاق" الى الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ادعاء، يفيد بأن الدكتور والخبير الاقتصادي جعفر عبد الغني عميل للموساد الاسرائيلي، وطلب من الحزب قطع اية علاقة معه، وقد جمد الحزب صلته بـ "عبد الغني" لمدة أربعة أعوام، وعندما استفسرت باسم الحزب رسميا، من الحزب الشقيق عن مدى صحة هذه المعلومة، نفى الحزب الشقيق هذه الافتراءات رسميا أيضا، واكتشف حزبنا هول ورعونة الكذبة الجريمة، ولكن الحزب كان في ذالك الوقت، قد بدأ يتحول الى حزب محازيب، ومرت الجريمة بردا وسلاما على الواشي "الحريص جدا". ان وشاة الأمس يضعون أيديهم اليوم بيد اسرائيل دون خجل، أو وخز من بقايا ضمير.
من يعرف هذه الحقائق والكثيرغيرها، لا يستغرب من تصرف موقع "الطريق" في احتضان كل من هب ودب، ان هذا الموقع يعرف عدد زواره، وحجم نفوذه في صفوف اليسار العراقي، ولو كان ذلك العدد مشرفا، أو على الأقل مناسبا، لوضعوا لوحة أعداد الزوار في واجهته، ليس من باب الأمانة المهنية، أو العلمية، أو الاحصائية، وانما على الأقل من باب التفاخر، واثارة حسد العذال، يبدو أنهم اكتشفوا مؤخرا، أهمية أن يتحول موقعهم بالكامل الى موقع فضائحي، لكسب المزيد من القراء، ننصحهم بالاستفادة من خبرة بعض المواقع الصديقة لهم، التي يدفع الاحتلال لها من دماء العراقيين ثمن البقاء.
نقول ان الحادثتين أعلاه تشيان بشيء عميق عن صنف ونوع من تطاول علينا، وتأكدان أنهم من نوع وصنف لا يتورعون عن اقتراف الدسيسة في الظلام، علينا وعلى أصحابنا وعلى رفاقنا وأصدقائنا في الحركة الوطنية العراقية والعربية والعالمية، دون حرمة حتى لادعائهم بأنهم شيوعيون. هل يرضى شرف الشيوعيين العراقيين، أن يوضع أكبرهم سنا موضع الشبهات، وأكثرهم شجاعة موضع المتقي الخائف، ووجوه حزبهم البارزة موضع المتسكعين على أبواب السفارات. نقول: يا للعار مرة أخرى.
ماذا يريد كل من يكره الشعب العراقي، ويعادي اليسار الأصيل أكثر من هذا؟، الذي أقدم عليه موقع"الطريق"، انها محاولة رعناء ومستهلكة لزرع الشك، ولقهر الأمثلة الثورية، ولكن هل من موقع للعتب، أو اثارة النخوة، والحمية، والاستجارة، عند من دخل ذليلا طامعا غادرا مع دبابات الاحتلال. وبعد احترق العراق، كل العراق، ما زالوا يتحدثون دون خجل عن العراق الجديد، والتجربة الديمقراطية، حتى بعد أن تراجع "بوش" عن هذه الادعاءات والأوهام والدسائس الرخيصة، ان "أبا رغال" يستحي منكم، ويحسدكم على سبقكم له في تقديم نماذج الخيانة الشديدة لكل القيم الوطنية والأخلاقية.
وفي علم العلامة صاحبنا
نقول: طرح "الكاتب" نفسه، بأنه اقتصادي جهبذ، ومع علمنا بحجم معارفه الاقتصادية وغير الاقتصادي، التي تعلمها من الدورات الحزبية في المدارس الخاصة للاشقاء، وهي مدارس تركز على الف باء المواد المطروحة للدراسة، من باب العلم بالشيء.
نقول ملاحظة واحدة، أن الدراسة الأكاديمية لا تنكر ما يخطط على صعيد السياسة، وبعض المصالح غير المعلنة، وبالمناسبة لا نقصد المؤامرة هنا، كما يحلو لكم ولأسيادكم في نهج نفي المؤامرة، بل يندرج في صلب أي بحث علمي السعي للتعرف على القرارات الخاصة، بل وحتى مقابلات المسؤولين تعد مصدرا أساسيا في الأبحاث العلمية.
أن التحليل الاقتصادي دائما في غاية الحاجة الى المعلومات الخاصة، التي لاتتوفر في الكتب المدرسية، وكل اقتصادي محترم يعرف أن علم الاحصاء يمكن أن يستخدم استخداما انتهازيا الى درجة أن بعض الباحثين وصفوا هذا العلم بالعلم الانتهازي.
كما أن الخبرة الخاصة لا يستهين بها الا أمثالكم. أقول لك يا "دحام"أني عامل نفط، وأذكر لك حالة واحدة ربما تفكر بها، أن حقلي نفط شاه الايراني، وخانقين العراقي متجاوران، وكانت بريطانيا تستغل الحقلين، وفي ذات الوقت تستخدمهما للضغط على البلدين الجارين، فاذا كان المطلوب تأديب الشاه، عمقوا حقل خانقين، واذا كان المطلوب الضغط على العراق، عمقوا حقل نفط شاه. وقد تكررت التجربة بظروف مختلفة في حقل الرميلة بين العراق والكويت. وان هذه الحقيقة غير المدونة في الكتب المدرسية، هي ذاتها وراء اتفاق الدول الخمس المحيطة ببحر قزوين على تقاسم المخزونات.
ولما كنت لا تثق الا بالمنطق الأمريكي نقول لك، ان السيناتور "ايفريت دركسين" قال في القرن التاسع عشر: "ان علبة النفط أقوى من السيف". وقد فضح الديمقراطيون أصدقاءك الجمهوريين عندما قالوا، ولو عبر زلة لسان: "لماذا هذه الحرب؟ لندع نفط العراقيين للعراقيين".
انكم تعلمتم من شركات النفط فقط المحاربة بمصادر العيش من أجل الضغط على العمال، ففي أول محاولة للنشر من جانبي حول أوضاع الحزب في الثقافة الجديدة، المجلة المركزية التي مازالت تصدر باسم الشيوعيين العراقيين، كان الرد على طريقة شركات النفط، ولكن بقسوة أكثر تخلفا، حيث منعتم المقال، وقطعتم راتبي الحزبي، باعتباري حزبي محترف. أليس كذلك؟!. تصرفتم مثل أحقر رب عمل.
نعود ونؤكد على أن تأميم النفط في ايران هو الذي أسقط الراحل مصدق، وان القانون رقم80 هو الذي قتل المرحوم عبد الكريم قاسم، وهو - أي النفط - كان أيضا من أحد الأسباب وراء اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واذا كنت أنت تعتقد أن توقيع المالكي، هو الذي أعدم صدام، فأنت اما واهم، أو تعاني من عقدة خاصة، قد نتناولها في وقت لاحق يا "دحام"، أو لا عقل عندك أصلا.
انك وموقع "الطريق" اعتقدتم من خلال مقالتنا الأخيرة، قد أمسكتم آرا ومن يقف معه أو خلفه، حسب تعبيركم في الجرم المشهود، او أمسكتم الحقيقة من ذيلها، ايها السادة! رفاقي وأنا منذ تسعينات القرن الماضي، ونحن نفضح الاتجاهات التصفوية والانتهازية في حركتنا، ولم نسمع منكم ولا كلمة واحدة، وقد نفسر موقفكم هذا، اما بالتجاهل وليس الجهل الذي وسمتمونا به، أو بالعجز، أو أنكم منشغلون بما هو أهم، وهو اكتناز الذهب والفضة، كما هي عاداتكم في عهد صدام، وعند الهروب منه، وعند العودة "المظفرة" مع قتلة الشعب وكل كادحي العراق؛ مع قوات الاحتلال الغازية.
اننا نؤمن بكل حرف نقول، ونملك من الشجاعة والشرف ما يمنعنا عن المداهنة والمصانعة والاستخذاء، وجل ما نطمح اليه أن تبقى ضمائرنا وجيوبنا نظيفة، ولسنا من الذين يقولون ان الصلاة وراء معاوية أدسم، اننا نريد صلاة عمالية نضالية أسلم، ومع شعبنا.
انك يا"دحام" - وهو اسم لا تستحقه - ومعك كل أحزاب "بريمر" لا تشعرون مثلنا بشرف الجوع والحرمان، بسبب عدم التواطؤ ضد مصالح الشعب والعمال وكل الفئات المنتجة، والتي تعيش بشرف، ومن عرق الجبين، عدم التواطؤ مع أي كان عراقيا أو عربيا أو شرقيا أو غربيا أو أجنبيا غازيا، وأمامكم ألف ألف عام لاثبات عكس ما نقوله ونمارسه.
ان ثمن جوعنا وحرماننا نستلمه من الشعب احتراما، واعترافا، وتقديرا، أنكم لا تعرفون وفاء العراقيين، الذي لا يمكن اخفاؤه، على الرغم من كل المفخخات، وفرق الموت، ومصاصي الدماء، والله نحن في حيرة من أمركم، ونحن نحاول ايجاد جواب على سوأل واحد: كيف تستطيبون الطعام والشراب من لحم ودم العراقيين؟.
والداهية الآن، وبعد هذه الحيرة، أنكم انتقلتم الى مرحلة متقدمة جدا، الى نهش شرف الناس، وسر صمودهم في كل الظروف القاهرة، من منكم يستطيع أن يتبارى معنا حتى في مواجهة البعث، خاصة عندما تكون تلك المواجهة حقيقية وضرورية. ولكن لم نقاتل البعث من خلال الحصار الاجرامي ضد الشعب العراقي، ولم ولن نقاتل البعث مع الغزاة، وهل تريدون مقارنة بين سلوكنا مع البعث، عندما كان في السلطة، وهو في ذروة قوته، وبين سلوككم، هذا طبعا حتى على الصعيد الشخصي، أننا جاهزون لذلك، وفي كل وقت، وبالوثائق.
الآن أنتم في السلطة أو معها، وهي بالأحرى سلطة خدم الاحتلال، وعلى الرغم من كونهم وكونكم خدما، ولكن لديهم وعندكم من خلال الوشاية والدس صلاحيات مطلقة في القتل، والسرقة، ومنح الامتيازات غير الكريمة، ومن دون وجه حق، لهم ولكم ولكل الأذلاء، وبالمقابل البعث يجري اجتثاثه، باستثناء من استسلم منهم للعدو المحتل مثل الضابط "عبود قنبر"، الذي يدير حاليا مسرحية خطة "أمن بغداد" التي لم يعد أحد يعرف رقمها، وباستثناء ايضا من جرى استثناؤهم لأسباب غير خافية على أحد، لن نقول الا كلمة نراها بأنها على حق بغض النظر عن موقع الطرف المعني، ونحن على استعداد طوعي لتأجيل المناظرات والحوارات والانتقادات والمصادمات مع كل طرف يواجه صعوبات بفعل ضغط الاحتلال.
نقول: لا نجري مقارنة بين حكومتكم الديمقراطية جدا وبينهم: في مجالات الصحة، والتعليم، والكهرباء، والأمن العام، والماء، والدواء، والمواصلات، والأسعار، والقبول في الوظائف، وسوق العمل، والبطالة، والانتاج الزراعي والصناعي، وحتى حرية المرأة... الخ، ولا ندخل في حساب المقارنة، أنه في عهدهم كان يفرض حصار مجرم على الشعب العراقي، واليوم قد رفع الحصار، وعقدت مؤتمرات الدول المانحة، و"الشقيقة الكبرى" واشنطن تعلن حرصها واستعدادها لتقديم كل التضحيات، من أجل حرية العراق وتقدمه، لا نقارن في كل هذه المجالات السالفة الذكر، حيث لا مجال للمقارنة، اذ أن عمليات اعادة العراق الى العصر الحجري، التي وعد بها "بوش الأب" تجري على قدم وساق.
ولكن نريد أن نقارن في مجال الاستبداد فقط بين حكمهم، الذي استمر قرابة 40 عاما، وجيشت الجيوس ضده، وحكم زمرة المحكومين خلال 4 أعوام، والذي جيشت الجيوش من أجله أيضا، ولكن لفرضه على الشعب العراقي، فوفق تقديرات الامم المتحدة، ان الحكومة الحالية تفوقت عليهم في كل شيء أربع مرات، في فترة هي أقل عشر مرات، في عدد القتلى، الذي تجاوز المليون، وفي أعداد المشردين، الذي تجاوز حاليا الأربعة ملايين، وحتى في وسائل التعذيب، نحن لا نهاب اجراء مثل هذه المقارنات، التي لا يقدم عليها الا الواثق من نفسه، ومن عدالة قضيته، خاصة وانتم ترفعون سيوفكم الخشبية، بسبب ومن دون سبب، ضد كل من يدعو الى المصالحة الوطنية الحقيقية، ويدعو الى وقف عمليات الانتقام، ويحذر من غلو الشهوات العرقية والطائفية وكل عمليات الابتزاز.
أقول هذا الكلام استنادا الى ما يحكى حاليا في أوساط كل خصوم النظام السابق في قلب بغداد، حيث يقولون: ان النظام السابق كان يبطش بخصومه السياسيين فقط، ولكن النظام "الديمقراطي" الحالي لا يسلم منه أحد، سواء كان معارضا سياسيا، أو جالسا في بيته.
ولغرض شحن الذاكرة، أذكرأنني نظمت لقاء في براغ، بين الاخوة مكرم الطلباني وجلال الطلباني وعزيزمحمد، بعد وقف الحرب مع ايران، ولدي المحاضر بهذا الصدد، وكما قلت سابقا ان لدينا خطة لنشر كل هذه التفاصل كخبرة تاريخية، وقد أوفد البعث لاحقا وفدين الينا، وهم يعرفون ما قلناه، وأنتم لا تستحقون أن نعيد القول لكم، وان مشروعنا بنشر كل ماهو متوفر لدينا مستمر، ووفق وقتنا وامكاناتنا، ولن نقدم على خطوة واحدة الا بارادتنا، ومن المفارقات الجائرة، أن تقوم هذه التجربة من جانب العميل "أحمد الجلبي" السمسار، الذي أوصل العديدين الى الغرف الخلفية للدوائر الأمريكية، وأن تقوم من قبل خونة آخرين، ولكن أسألكم: عندما تقرر حكومة البعث السابقة مخلصة أو غير مخلصة الحوار، على من ترسل وفودها؟.
وهنا نكرر مجددا ونقول: أن أبوابنا مفتوحة أمام كل عراقي غير مشارك في العملية السياسية القذرة، التي لم تجلب لشعبنا الا الموت والدمار والجوع والتمزيق الى حد طموح الأعداء الى افناء العراق والعراقيين كافة، وأيضا أبوابنا مفتوحة حتى لمن يريد الانسحاب من هذه المهزلة، التي تعرف بالعملية السياسية.
ربما يذهب بكم عدم التواضع، وضعف الذاكرة الى حد القول من انتم؟ نقول: نحن الشيوعيين الحقيقيين، وكما قال لينين: في المنعطفات الحادة والقاهرة، قد لا تبقى الا نواة الحزب الصلبة، ويكون الحزب في هذه الحالة لا شكل له، وهذا بدوره مصدر قوة الحزب، حزب يضم حلقة من الكوادر، التي اتخذت قرار الدفاع عن قضيتها الكبرى، ونالت ثقة الجماهير من خلال نضالها، وهم الذين يمثلون الحزب الحقيقي في وعي وضمير الشعب والطبقة، طبعا هذا كلام غير موجود في تعليمات سيدكم "بريمر"، ورحمة بكم نقول: عليكم الاعتذار من الشعب اليوم، وليس غدا.
ان خبرتنا وخبرة حركتنا الثورية تقول: الخيانة لها رائحة، وهي تتسرب، ولكنها ولا تموت، مهما كان لحدها محكما، يا تلاميذ "بريمر"!، وبيننا وبينكم الزمان، ولنرى ممن يريد الشعب صفحة أعمال، واثبات نزاهة، وبراءة ذمة.
واما بصدد تأثيرنا الفكري والسياسي، لابد أنكم ترصدون تأثير ذلك التأثير عند كل الاحزاب الشيوعية العراقية، وعند الأشقاء العرب، وعلى الصعيد الأممي، وهنا نؤكد على أن الحركة هي مصدر اعادة البناء السليم، والتكوين الصحيح للحزب، وان التراكم هو وحده القادر على الاعلان عن نفسه بقوة وتأثير لا تغفله النظرة السليمة والصحيحة.
أننا نشعر بأننا صنا لقب الشيوعي العراقي من كل شائبة، وان الاجيال اللاحقة تستطيع الادعاء أمام الشعب، بأن هنالك شيوعيين عراقيين لم يهادنوا الاحتلال.
ان الاعتراف بأي حزب شيوعي لا يأتي من خلال اعتراف ودعم القوى غير الشيوعية، أي أنه يأتي من خلال أعضاء الحزب، ومن خلال الاشقاء العرب والأجانب، وأنتم أدرى بمكانتكم، وكيف تجري الحياة السياسية في البلاد، ونحن سعداء بأننا غير شركاء في هذه المهزلة والجريمة في ذات الوقت، التي تطلق عليها "واشنطن" اسم "العملية السياسية"، من أجل التخفيف من وقع الخيانة الوطنية من جانب كل خدمها.
أن المقالين الأخيرين - كما في العادة - كتبا بروحية الشيوعي الحقيقي، الذي يبحث عن مصالح الشعب والطبقة العاملة، وبجرأة عمالية أثارت قلقكم، لأنكم تأملون وتسعون الى ممارسة طقوس الخيانة المعلنة في ظل الدروشة المقصودة الراهنة بهدف التعتيم على القضايا الجوهرية، اننا لم نتحرك بروح الانتقام البشعة، مع العلم نحن الضحايا، وليس أنتم، ونأمل ان يأتي الوقت، الذي تكون فيه المكاشفة الكاملة بناء ومفيدة وممكنة، ولو لم تكن الطبقة السياسية الحالية من زمرة العملاء، والتي صدرت الى الشعب تصديرا، لرأينا أحداثا أخرى في العراق تشبه جنوب افريقيا في درس المصالحة الوطنية، من أجل اغلاق دورة الانتقام والانتقام المضاد، ولكن أنتم أوطئ حتى من "ميلس زيناوي" رئيس النظام الحالي في أثيوبيا، حيث حكم مؤخرا على "مانغستو مريام" بالسجن المؤبد.
انك يا "دحام هزاع التكريتي" "الشيوعي الزائف" حتى لم تتجرأ على ذكر المضمون العام للمقالين الأخيرين بأمانة كما نفعل الآن مع هلوساتك، ولم تذكر الا أسم أحدهما، مع العلم أنهما يعالجان موضوعا واحدا مترابطا (انتبهوا! ان الهدف تفاقم الاقتتال الداخلي ( و )هل يمكن تحقيق حوار متمدن في مرحلة همجية؟) ولم تذكر حتى أسماء ما يزيد عن ثلاثين مادة نشرت سابقا، ناهيك عن ذكر مضمونها، ولا يهمنا لمن تنسبها؛ لي أنا الموقع عليها، أم للرفيق عبد الحميد برتو، وتجاهلت بعض الاحداث الواردة في تلك المقالات، لأنها وقعت قبل ولادة الرفيق عبد الحميد، ويمكن للقراء الاطلاع على مقالاتنا، التي نشرت في الفترة الأخيرة على موقعنا الفرعي في الحوار المتمدن (http://www.rezgar.com/m.asp?i=856). ونشير الى هذا الموقع بالذات لسهولة الوصول اليه وحسب.
وحاولت يا "دحام" مرة أخرى، أن تسخر من اشارتنا الى ضرب أسرائيل، نقول لك مجددا، ان ضرب اسرائيل بالصواريخ، ليس مزحة، وهو يقدم رسالة تفيد بأن اسرائيل هي شرطي العدو الرئيسي، وهذا امر لا يفهمه من يتعامل مع حقائق الحياة السياسية كمحفوظات، على غرار فهمكم العاجز الذي يدعي بأن الاحتلال سوف يجلب الديمقراطية والرفاهية للشعب العراقي.
نعم، وردتنا أربع رسائل فقط - نشير اليها من عشرات الرسائل - التي تعبر عن الدعم والمساندة، ونشير اليها فقط لأنها طلبت منا التشدد في نقد النظام السابق، لقطع الطريق على الذين لا ينظرون الا على مآسي الأمس متجاهلين عن قصد الجرائم، التي يعاني منها الشعب اليوم، وهم طبعا يريدون ان نكرر مواقفنا كاملة وفي كل مقال، أذ حسب اعتقادهم، أنه ليس الجميع هم من المتابعين لكل مواقفنا وكتاباتنا، وهذه ملاحظات ودية ومقبولة ومرحب بها، ولكن على كل المعنيين أن يعرفوا أننا لا نعترف بالمحكمة التي تحاكم النظام السابق، ولا بالاحتلال الذي نصبها وصنعها، ولا نريد أن نصب الماء في طواحينها او طواحينهم، حتى ولو بحجم قطرة واحدة.
اما موقفنا من النظام السابق، فمن يسأل عنه عن عدم اطلاع فهذا من حقه، ويمكنه الرجوع الى أعمالنا المنشورة لمعرفة مواقفنا على وجه الدقة والتحديد، ولكن من يريد أن يسمع نقدنا وشيء عن صراعنا مع النظام السابق في ظل الظروف الراهنة، فانه يبغي طرح سؤال يدخل في باب المخادعة، ويستهدف النيل منا، ومن الأطراف الأخرى، فمواقفنا معلومة ومكتوبة، ومازلنا نفتخر ونعتز بها، ونحن لا نريد استرضاء أو رضا كل من ذهب مع الاحتلال، ونحن اساسا غير معنيين بانطباعات هؤلاء، ولكننا في الوقت نفسه في غاية الاعتناء والاهتمام والاحترام برأي كل من هو في موقع الضحية الفعلي الآن أو في الماضي، وهؤلاء الناس لا يبحثون اليوم في مظالمهم فقط، وانما هم حريصون أيضا على كل ما يحفظ ويحمي وحدة الشعب العراقي، وهم يؤكدون على أن مجرمي اليوم، تفوقوا على كل من سبقهم، وبكل المعايير، وفي كل زمان ومكان.
أن طاحونة الموت يجب أن تتوقف، لقد قلنا: ان كل من يبدأ بالاعدامات لن يصل الى نظام ديمقراطي، وأكدنا عن وجه حق، أن فهد سبق الجميع بالوقوف ضد عقوبة الاعدام، أن من يقرأ كلامنا دون تحامل مسبق، ولاسباب نعلم بعضها، وربما لا نعلم البعض الآخر، لا يرى فيه الا ما تتداوله الناس في احياء بغداد والمدن العراقية الأخرى.
ان شتم نظام مغادر أمر سهل لكل انتهازي، بل وفيه امتيازات ومنافع جمة لكل مقتنص للفرص، وهذا موقف ليس من اختصاصنا أو من طبعنا، ولكن مواجهة نظام القتل على الهوية، ومواجهة النظام العميل القائم، هي مهمة الثوريين الحقيقيين، كما أن هنالك مواقع ومناسبات لاستخدام ما تعرضنا اليه من مظالم سابقا، أي ان يكون هذا الذكر في خدمة مصالح الشعب، لن نمنح الجرائم والسرقات الراهنة، وانتهاك السيادة والكرامة الوطنيتين، اية شرعية من خلال التظلم، حتى ولو عن وجه حق كامل لا مراء فيه.
وأخيرا، نقول وجدنا أنفسنا مضطرين للرد على هذا الاعتداء الذي تعرضنا له، وذكرنا مبررات الرد، ونقول لكل معتد اننا سنجد الوقت للمواجهة معه، دون أن نهمل أو نقصر في واجبنا الرئيس، ونقول لموقع "الطريق" اثبتوا ادعاءكم بأنكم تعملون وفق قيم حرية الصحافة، وانشروا هذه المادة في ذات الموقع، الذي تجاوزتم فيه علينا، دون وجه حق، ودون احترام لقواعد وأعراف المساجلات والاختلاف، خاصة وان محرري موقع "الطريق" يعرفون "الكاتب" كما نحن نعرفه، وان قالوا لا نعرفه فالمصيبة أعظم، ولكن رحمة بهم من جانبا، وللمساعدة في ايجاد عذر لهم، بعد أن خانتهم المروءة هذه المرة، كما يقول المثل الشعبي"المراجل تحضر وتغيب"، نتمنى أن لا يتكرر غياب الحس المهني عندهم، ليصبح حالة دائمة، وعليهم أن يتذكروا، من هم الذين صانوا كراماتهم، ومن هم الذين أهانوهم في أكثر من مناسبة وموقع.
#ارا_خاجادور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتبهوا! ان الهدف تفاقم الاقتتال الداخلي
-
ذبح الفلسطينيين في العراق: من الجريمة الى العار
-
هل يمكن تحقيق حوار متمدن في مرحلة همجية؟
-
ليس باسمنا وبعض الهموم الوطنية
-
الحركة الاضرابية تثير هلع المحتل وعملائه
-
نهج المقاومة الوطنية ومورفين المصالحة الوهمية
-
حديث مع عمال معمل اسمنت طاسلوجة
-
لبنان: المقاومة المسلحة تشير الى الطريق
-
حركة التضامن مع الشعب العراقي
-
أسئلة حول الوحدة العمالية النقابية في ظل الاحتلال
-
بعض من عبر الأول من ايار
-
لا للحرب الأهلية... انها حرب التحرير
-
النقابات العمالية رافعة قوية في معركة التحرير
-
قراءة في صفحة من سفر كفاحنا المسلح
-
نراجع الماضي بثقة من اجل المستقبل
-
مزامير الانتخابات الامريكية في العراق
-
هل النقابات العراقية الاساسية تدعم الاحتلال ؟
-
من عوامل الجزر في التنظيم الثوري
-
لماذا الان يجري الاحتكام للشعب؟
-
نقطة واحدة للمفاوضات: انسحبوا ايها الغزاة من بلادنا
المزيد.....
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|