|
المهام الثورية للبورجوازية الصغرى
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:42
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في حديث مع أحد الطلب سألني عن الإعتقال السياسي للبورجوازية الصغرى باعتبار هذه الطبقة انتهازيتها و مسألة هيكلة المنظمة الطلابية الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و الخروج من أزمتها ، قبل الأجابة عن الإشكاليات التي طرحها حول الإعتقال السياسي لا بد من حسم بعض الأمور المتعلقة بالبورجوازية الصغرى ، و باعتبارنا ماركسيين لينينيين لا بد لنا من الإستدلال ببعض المراجع التي نعتمدها في تصوراتنا و هي منبثقة من تجربة مؤسس الماركسية اللينينية الرفيق لينين و مؤسسي الحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منظمة إلى الأمام ، فماذا يقولون عن البورجوازية الصغرى ؟ ذلك ما سنراه في مايلي :
تقول وثيقة منظمة إلى الأمام "سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثوري" عن البورجوازية الصغرى :
القوى الثورية المتواجدة في المغرب:
ب) إن البرجوازية الصغيرة تشمل أصحاب المهن الليبرالية, أي المثقفون, أساتذة التعليم الثانوي والمعلمون, وكذا طلبة الجامعات والتقنيون المتوسطون والموظفون الصغار والمتوسطون وصغار التجار والصناع التقليديون المتوسطون باستثناء الفئات العليا التي تساهم فعلا في بناء البرجوازية البروقراطية.
فمما سبق يتضح أن هذه الطبقة تتكون من عناصر لها وظائف جد مختلفة داخل المجتمع, وظائف وهياكل تحول دون تماسكها.
إن صغار التجار والصناع التقليديين المتوسطين والمثقفين المتوسطين والموظفين الصغار والمتوسطين, أصحاب المهن الليبرالية يعانون بحدة من سياسة النهب للأليغاريشيا الكميرادورية وللإمبريالية. يعيشون وهم مهددون بالإفلاس, بينما تعترض حياتهم صعوبات جمة مثل ارتفاع الأسعار والضرائب, أضف إلى ذلك جمود الأجور التي يتقاضونها وحدود الدخل الضئيلة التي لا تكاد تكفي سد حاجاتهم الضرورية للمعيشة. إنهم يشكلون إذن من الناحية الموضوعية حلفاء للثورة شريطة أن يتم فصلهم عن الإيديولوجية البرجوازية التي تهيمن عليهم. إن أساتذة التعليم الثانوي والمعلمين وطلبة الجامعات وكل أولئك الذين يرفضون استعمال ثقافتهم كمرتزقة, مستحقين بذلك لقب مثقفين, إن كل هؤلاء يكونون مجموع المثقفين البرجوازيين الصغار. وبالرغم من أن جزءا متزايدا من هؤلاء ينبثق عن البروليتاريا وشبه البروليتاريا, فإن الإطار الإيديولوجي للجامعة والظروف التي يشتغلون فيها تدفعهم للاندماج ضمن إيديولوجية البرجوازية الصغيرة, التي يميزها الإيمان بتفوق ما يسمى بالنخبة التي تعتمد المعرفة النظرية, واحتقار العمل اليدوي والقدرات الخلاقة للجماهير الكادحة.
و يقول الرفيق فلاديمير لينين في : تقرير عن ثورة 1905
أيها الأصدقاء والرفاق الشبان!
اليوم يوم الذكرى السنوية الثانية عشرة «للأحد الدامي» الذي يعتبره بملء الحق والصواب بداية الثورة الروسية. آلاف العمال، - علماً بأنهم ليسوا اشتراكيين-ديموقراطيين، بل أناس مؤمنون، ومخلصون للقيصر، - يتوافدون بقيادة الكاهن غابون، من جميع أنحاء المدينة، نحو الساحة الواقعة أمام قصر الشتاء لكي يقدموا للقيصر عريضتهم. العمال يمضون حاملين الأيقونات، وكان زعيمهم آنذاك غابون قد أكد للقيصر خطيا أنه يضمن له سلامته الشخصية ويرجوه أن يطل على الشعب.
ولكن صدر الأمر باستدعاء قوات من الجيش، فرسان الأولن والقوزاق ينقضون على الجموع بالسلاح الأبيض، ويطلقون النار على العمال العزل من السلاح الذين كانوا يتوسلون من القوزاق، راكعين على الأقدام، بأن يسمحوا لهم بالوصول إلى القيصر. ويستفاد من تقارير البوليس أنه سقط آنذاك أكثر من ألف قتيل وأكثر من ألفي جريح. وكان غضب العمال لا يوصف.
هذه صورة عامة للغاية عن 22 كانون الثاني-يناير 1905 - عن «الأحد الدامي».
ولكي تتصوروا أهمية هذا الحدث التاريخية بمزيد من الوضوح، أقرأ عليكم بضعة مقاطع من عريضة العمال. تبدأ العريضة بما يلي:
«نحن العمال المقيمون في بطرسبورغ جئنا إلى جلالتكم. نحن عبيد مساكين، مضامون، يسحقنا الاستبداد والتعسف. وعندما عيل صبرنا، توقفنا وطلبنا من أسيادنا أن يعطونا فقط ما تكون الحياة بدونه عذابا بعذاب. ولكن كل هذا قوبل بالرفض، وكل هذا بدا لأصحاب المصانع غير مشروع. نحن هنا آلاف وآلاف، ونحن مثل الشعب الروسي بأسره لا نملك أية حقوق بشرية. بفضل موظفيك، صرنا عبيدا ».
وتعدد العريضة المطالب: - العفو العام، الحريات الاجتماعية، الأجرة المحترمة، تحويل الأرض تدريجيا إلى الشعب، عقد الجمعية التأسيسية على أساس حق الاقتراع العام والمتساوي، - وتنتهي بما يلي:
«أيها العاهل! لا ترفض مساعدة شعبك! دمر الجدار بينك وبين شعبك! مرّ واحلف بأن ينفذوا طلباتنا، فتجعل روسيا سعيدة؛ وإلاّ، فإننا مستعدون للموت هنا بالذات. أمامنا سبيلان فقط: الحرية والسعادة، أو القبر».
حين يقرأ المرء الآن هذه العريضة لعمال غير متعلمين، أميين يقودهم كاهن بطريركي، يخالجه شعور غريب. ويقارن عفو الخاطر بين هذه العريضة الساذجة وبين القرارات السلمية المعاصرة للاشتراكيين-المسالمين أي لأناس يريدون أن يكونوا اشتراكيين ولكنهم ليسوا بالفعل غير ثرثارين برجوازيين. إن العمال غير الواعين في روسيا ما قبل الثورة لم يكونوا يعرفون أن القيصر هو رئيس الطبقة السائدة، أي بالضبط طبقة كبار ملاكي الأراضي الذين ارتبطوا بألوف الخيوط بالبرجوازية الكبيرة، والمستعدين للدفاع بجميع وسائل العنف عن احتكارهم وامتيازاتهم وأرباحهم. أمّا الاشتراكيون-المسالمون المعاصرون الذين يريدون - بدون أي مزاج! - أن يبدو أناسا «متعلمين جدا»، فإنهم لا يعرفون أن توقع السلام «الديموقراطي» من الحكومات البرجوازية التي تخوض غمار حرب إمبريالية لصوصية، هو بادرة غبية مثلما هي غبية الفكرة الزاعمة أنه يمكن استمالة القيصر الدموي، بالعرائض السلمية، إلى الإصلاحات الديموقراطية.
ولكن الفرق الكبير بين الطرفين يتلخص، فضلا عن كل هذا، في أن الاشتراكيين-المسالمين المعاصرين هم، بمقدار كبير، منافقون يسعون بالإيحاءات الوديعة إلى صرف الشعب عن النضال الثوري، في حين أن العمال الروس غير المتعلمين في روسيا ما قبل الثورة قد اثبتوا بالأفعال أنهم أناس مستقيمون استيقظوا للمرة الأولى على الوعي السياسي.
وفي هذه اليقظة على وجه الضبط، يقظة الجماهير الشعبية الغفيرة على الوعي السياسي والنضال الثوري، تكمن الأهمية التاريخية للثاني والعشرين من كانون الثاني -يناير 1905. …………….
في عام 1825 رأت روسيا للمرة الأولى حركة ثورية ضد القيصرية، وكانت هذه الحركة ممثلة على وجه الحصر تقريبا بالنبلاء. ومذ ذاك وحتى عام 1881، عندما اغتال الإرهابيون القيصر ألكسندر الثاني، كان المثقفون المتحدرون من المرتبة المتوسطة يسيرون في رأس الحركة. وقد ضربوا أعظم آيات التفاني ونكران الذات، واستثاروا اعجاب العالم كله بطرائقهم الارهابية البطولية في النضال. ولا ريب في أن هذه الضحايا لم تسقط عبثا، ولا ريب في أنها أسهمت - مباشرة أم بصورة غير مباشرة - في تربية الشعب الروسي لاحقا بالروح الثورية. ولكنهم لم يبلغوا ولم يكن بوسعهم أن يبلغوا هدفهم المباشر، وهو استثارة ثورة شعبية.
ولم يفلح في ذلك غير نضال البروليتاريا الثوري. فإن موجات الإضراب الجماهيري التي تدفقت في عموم البلاد، بالارتباط مع الدروس القاسية التي أعطتها الحرب الروسية اليابانية الإمبريالية (1) هي وحدها التي أيقظت الجماهير الغفيرة من الفلاحين من سباتها. واكتسبت كلمة «مضرب» عند الفلاحين معنى جديدا تماما: فقد أصبحت تنطوي على ما يقرب من تعريف المتمرد، الثوري، أي ما كانت تعبر عنه من قبل كلمة «طالب». ولكن بما أن «الطالب» كان ينتسب إلى المرتبة المتوسطة، إلى «العلماء»، إلى «السادة»، فقد كان غريبا عن الشعب. أمّا «المضرب»، فعلى العكس: فقد كان هو نفسه يتحدر من الشعب، وكان هو نفسه من عداد المستغَلين؛ وبعد إبعاده من بطرسبورغ، كان يعود في غالب الأحيان إلى القرية ويحكي لرفاقه القرويين عن الحريق الذي شمل المدينة والذي كان لا بدّ له أن يقضي على الرأسماليين وعلى النبلاء سواء بسواء. وظهرت في الريف الروسي شخصية جديدة، هي الفلاح الشاب الواعي. كان هذا الفلاح يعاشر «المضربين» ويطالع الجرائد، ويحكي للفلاحين عن الأحداث في المدينة، ويوضح للرفاق القرويين أهمية المطالب السياسية، ويدعوهم إلى النضال ضد كبار ملاكي الأراضي النبلاء، وضد الكهنة والموظفين. ……..
يطيب للبرجوازية أن تنعت انتفاضة موسكو باجراء مصطنع، وأن تستهزئ بها. مثلا. في الأدب الألماني المسمى بالأدب «العلمي» نعت البروفيسور ماكس فيبر في مؤلفه الكبير عن التطور السياسي في روسيا انتفاضة موسكو «بالفتنة». وقد كتب هذا السيد البروفسور «العالم العلامة»: «كانت جماعة لينين وقسم من الاشتراكيين-الثوريين (3) يعملون من زمان على تهيئة هذه الانتفاضة السخيفة».
بعض محطات حياة الرفيق : فلاديميـير ايليتـش لينين 1870-1924
مواصل طريق ماركس و انجلز, و زعيم البروليتاريا الروسية والدولية, و مؤسس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والدولة السوفيتية. ولد في سيمبرسك ( تسمى الآن اوليانوفسك نسبة إلى اسم عائلة لينين : أوليانوف). و في عام 1887, بعد أن أنهى دراسته الثانوية, دخل كلية الحقوق في كازان, و لكنه اعتقل بسبب نشاطه في الحركة الطلابية, و اختفى في المدينة و وضع تحت رقابة البوليس في قرية كوكوشيكتو. و في عام 1891 تخرج كطالب منتسب (من الخارج) في جامعة سان بطرسبرغ. و في كازان (88-1889) و سماري (98-1893) درس الماركسية و أصبح ماركسيا, و نظم أول جماعة ماركسية في مدينة سماري. و عندما وصل على سان بطرسبرغ عام 1893 أصبح زعيم الماركسيين فيها, و كان نشطا في الدعاية لتعاليم الماركسية بين العمال. و في عام 1894 كتب اول مؤلف رئيسي له, و هو "من هم اصدقاء الشعب و كيف يحاربون الديمقراطيين الاشتراكيين", و فيه دحض النظرية الزائفة للشعبويى و مناوراتها. و بيّن ان للطبقة العاملة في روسيا الطريق الحق للنضال . وفي عام 1895 وحّد الجماعات الماركسية في سان بطرسبورغ في "عصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة". وبعد ذلك مباشرة اعقل لينين و سجن ثم نفي الى سيبيريا و في أوائل عام 1900 هاجر.
من خلال ما سبق يمكن تسجل ما يلي :
نرى أن النظام القيصري بروسيا قد حول حياة الفلاحين و العمال المنجميين إلى فقراء و كادحين في ظل حكم استبدادي مطلق ذو الجذور الإقطاعية ، و لا يمكن قبل زمن الثورة البولشيفية تصور إمكانية قيام نظام اشتراكي ببلد متخلف كروسيا لولا جهود المناضلين الثوريين الماركسيين و على رأسهم المناضل الثوري لينين ، الذي استطاع بلورة النظرية الماركسية في صيغتها اللينينية في مواجهة الرأسمالية الإمبريالية ، و يسعى في اتجاه تفكيك أسس النظام القيصري الإستبدادي الذي يعتمد الركائز الأربعة التالية :
ـ أتوقراطية الحكم الفردي للقيصر.
ـ أرستقراطية النبلاء العقارية المهيمنة على الجهاز الإداري .
ـ الكنيسة الأرتودوكسية .
ـ القوة العسكرية للجيش القيصري .
ـ رفض مسايرة التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي بدأت تشهدها روسيا ، و التي تتزامن مع الفترة المشرقة في تاريخ أوربا الغربية مما رفع في مستوى التناقضات الداخلية للنظام القيصري .
و كان لثورة 1905 أثر كبير في تمهيد الطريق أمام الثورة البولشيفية لما أحرزته من تنازلات للقيصر الذي أجرى إصلاحات سياسية محتشمة في محاولة لتخطي تناقضات حكمه ، و التي لم ترق إلى طموحات الحركة الإجتماعية الروسية الطامحة إلى مزيد من الحرية و الديمقراطية ، و لم يتم إنجاز الحركة الإجتماعية الثورية الأولى إلا بعد :
ـ بناء الحزب الإشتراكي الثوري في 1898 و الذي شكل معارضة سياسية منظمة للنظام القيصري خاصة في البوادي .
ـ بناء الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي الروسي بالمدن .و الذي انقسم إلى جناحين : المناشفة و البلاشفة .
و كان التناقض الرئيسي بين المناشفة و البلاشفة في اختيار التحالف الطبقي لإنجاز الثورة هو :
ـ يرى البلاشفة بزعامة لينين أنه يجب أن يتم التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و البورجوازية الصغرى .
ـ يرى المناشفة أنه لابد من تحالف ظرفي بين الاشتراكيين و البورجوازية لتحقيق الثورة على أن يسهر الاشتراكيون على الانتقال إلى الشتراكية فيما بعد .
و واجه النظام القيصري الحركة الإجتماعية المعارضة و الثورية منها على الخصوص بالإرهاب و القمع فلجأت إلى العمل السري ، و كان لدخول روسيا الحرب العالمية الأولى أثر كبير في نجاح الحركة الثورية الثانية في فبراير و مارس 1917 التي أطاحت بالنظام القيصري، ثم ثورة أكتوبر 1917 التي قادها البلاشفة بزعامة لينين ضد البورجوازية و المناشفة الإشتراكيين الذين استولوا على السلطة .
و قال لينين قولته المشهورة : " و الآن سننتقل إلى بناء النظام الاشتراكي" .
و تم تشكيل حكومة بولشفية و رسم معالم الدولة الاشتراكية بوضع مفهوم" السياسة الاقتصادية الجديدة و رأسمالية الدولة"، و لم يكن مفهوم رأسمالية الدولة إلا إجراءا ظرفيا لما كانت تعيشه روسيا من أوضاع إقتصادية مزمنة .لكن الفترة الزمنية القصيرة التي قضاها لينين في قيادة النظام الاشتراكي بروسيا لم تكف لوضع الأسس الصلبة للبناء الاشتراكي للدولة.
و نستخلص مما سبق ما يلي :
ـ ضرورة الثورة من أجل التغيير الثوري . ـ ضرورة بناء الحزب الثورة للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين . ـ ضرورة التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من جهة و البورجوازية الصغرى الثورية من جهة ثانية . ـ ضرورة أن تكون الطليعة الثورية من الطبقة العاملة .
السؤال المطروح هو : كيف تحقق ذلك في روسيا في عهد الرفيق لينين ؟
لقد ساهم الرفيق لينين في إنجاز الثورة بشكل كبير و ذلك من خلال إلتحامه بالطبقة العاملة و نشر الفكر الماركسي في أوساط العاملات و العمال ، و هو بطبيعة الحال ينتمي إلى البورجوازية الصغرى إلا أنه مناضل ثوري ساهم بفكره الثوري في بلورة الحركة الثورية الروسية بقيادة الطبقة العاملة ، و تعرض للإعتقال و النفي السياسيين و لم يتخل عن مبادئه الثورية و مساره في إنجاز الثورة ، فكرس كل حياته خدمة للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين إلى حين إنجاز مهمة الثورة التي كان قائدها فكرا و ممارسة ، من هنا يتضح لنا ضرورة التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من جهة و الطبقة البورجوازية الصغرى الثورية لإنجاز مهمة الثورة. إن مهمة البورجوازية الصغرى الثورية في الإنغراس في وسط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساطها ، و أثناء القيام بمهامها يمكن أن تتعرض للقمع و الإعتقال ، لأن مهامها هذه تمثل التناقض الأساسي بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و الطبقة البورجوازية ، النظام القائم يرى في الطبقة البورجوازية الصغرى الثورية العدو الأساسي باعتبارها ترفض الإنتماء الطبقي لطبقتها القابلة للحصول على امتيازات الطبقة البورجوازية ، إلا أن البورجوازية الصغرى الثورية ترى في الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين الحليف الأساسي في إنجاز التغيير الثوري ، الذي تعتبره الإنجاز الأساسي الضروري في حل القضايا السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ، التي لا يمكن أن تلقى حلولها الناجعة إلا في ظل تحقيق الثورة التي يجب أن تكون طليعتها من الطبقة العاملة في ظل حزبها الثوري .
من هنا نرى أن للبورجوازية الصغرى الثورية دور أساسي في نقل الفكر الماركسي اللينيني إلى الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من أجل الإنتقال بهم من الوعي الحسي بتناقضاتهم مع البورجوازية إلى الوعي السياسي و الطبقي ، و لكن بلورة الوعي الطبقي في صفوف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين لا يجب أن يتم بشكل مباشر إلا عبر طليعتها الطبقة العاملة و بمساهمة البورجوازية الصغرى الثورية ، و طليعة الطبقة العاملة يجب أن تكون الطليعة الثورية و القيادة الثورية لحزب الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و سيصبح آنذاك موقع البورجوازية الصغرى الثورية غير ذي شأن لآن المهمة الأساسية التي يجب أن تنجزها هي بلورة الفكر الماركسي اللينيني لدى الطليعة الثورية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و بالتالي فإنها لا يجب أن تتحمل المسؤولة القيادية في الحزب الثوري الذي يجب أن يقود مهام إنجاز الثورة .
كما قلنا سابقا فإن البورجوازية الصغرى الثورية و من بينها الطلبة الماركسيين اللينينيين ملقاة على عاتقهم المساهمة في إنجاز الثورة بنشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و باعتبار أن غالبية الطلبة بالجامعات المغربية ينحدرون من أوساط الطبقات الشعبية بالبوادي و الأحياء الشعبية بالمدن ، و لكونها تملك المعرفة و هي ثورية فإن مهامها تتجلى في بلورة الفكر الثوري في أوساطها الشعبية بالإلتحام مع الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، إلى جانب نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطلبة و مناهضة الفكر البورجوازي و الفكر الماركسي التحريفي ، و الدفاع عن مطالب الجماهير الطلابية التي تعتبر بالضرورة مطالب الجماهير الشعبية نظرا لكون الأحزاب الإصلاحية ليس لها مهمة في التغيير الثوري ، حيث منشغلة بصراعاتها حول مؤسسات النظام القائم للظفر بخدمة مشروعه السياسي الطبقى في كل المجالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ، و لكون الأحزاب السياسية التي تسمى نفسها اشتراكية تخلت عن المهمة الأساسية في إنجاز الثورة عبر بناء الحزب الثوري و اختارت التنافس حول المقاعد البرلمانية و الحكومية للنظام القائم . و أصبحت الحركة الطلابية الثورية في مواجهة النظام القائم في ظل فقدانها لتنظيمها المشروع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد الحظر الفعلي للنظام القائم ، و المساهمة في هذا الحظر من طرف الأحزاب البورجوازية و الماركسية التحريفية و التنظيمات الظلامية ، و يبقى الطلبة الماركسيون اللينينيون يواجهون السياسة التعليمية الطبقية للنظام القائم في وضع من التشتت و التشرذم الذي يجب مواجهته بأشكال تنظيمية ماركسية لينينية خاصة في ظروف القمع الشرس ، كما رأينا فيما سبق في التجربة اللينينية بعد ثورة 1905 الدموية و تجربة منظمة إلى الأمام حيث سيادة السرية و العمل الجماهيري في أوساط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و ما تعيشه الجماهير الطلابية بالجامعة لا يختلف عما تعيشه الجماهير العمالية و الفلاحين الفقراء و الكادحين في ظل فقدانهم لحزبهم الثوري ، و تبقى البورجوازية الصغرى التي تستحق أن تكون حليفة للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين هي البورجوازية الصغرى الثورية الطلابية ، باعتبار مهامها كما تم ذكرها سابقا من أجل نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساطها و التأسيس لبناء الحزب الثوري . إن مهام البورجوازية الصغرى الثورية داخل الجامعات لا ينسجم إلا في ظل إنجاز المهام المذكورة و نضالاتها الثورية في أوساط الجامعات لا يحب أن تخرج عن هذا النطاق ، الذي لا بد من ذكره للتأكيد عليه فبالإضافة إلى مهمة نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطلبة و محاربة الفكر البورجوازي و الماركسي التحريفي لا بد من المهمة الأساسية و هي نشر الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الطبقات الشعبية ، بالإرتباط معها في ظل الممارسة العملية للحركة الفكرية الثورية و الحركة الإجتماعية الثورية ، من أجل انتقال الطبقات الشعبية من المعرفة الحسية لتناقضاتها مع البورجوازية و الوعي الحسي بها إلى المعرفي الواعية بها و الوعي السياسي بها و بالتالي المعرفة الطبقية و الوعي الطبقي ، و لن يتأتى ذلك إلا بامتلاك الطليعة الثورية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين للمعرفة الماركسية اللينينية. في ظل هذه الممارسة العملية للماركسيين اللينينيين يتعرضون للقمع و الإختطاف و الإعتقال و التعذيب و القتل باعتبارهم الأعداء الطبقيين للبورجوازية ، و من طبيعة النظام القائم الذي يعتبر نظاما تناحريا يستمد أسسه من التبعية الرأسمالية الإمبريالية أن يقوم بقمع كل الحركات الفكرية و الإجتماعية الثورية ، كما هو الشأن بالنسبة للرأسمالية الإمبريالية التي ابتدعت في العشرينات من القرن 20 أنظمة فاشية بعد فشلها في مواجهة المد الشيوعي بعد الثورة البولشيفية في أكتوبر 1917 ، فكما رأينا فيما سبق لقد تعرض الرفيق لينين للإعتقال و النفي في ظل ممارسة مهامه الثورية في أوساط الطبقة العاملة ، فإن الطلبة الماركسيين اللينينيين في ظل ممارسة مهامهم الثورية يتعرضون و سيتعرضون لقمع النظام القائم ، و ممارستهم لمهامهم لا تخلوا أن تكون ممارسة سياسية و القمع الذي يتعرضون له لا يخلوا أن يكون قمعا سياسيا ، و بالتالي فالطلبة الماركسيون اللينينيون المعتقلون في ظل ممارسة مهامهم الثورية لا يمكن اعتبارهم إلا معتقلين سياسيين ، أما عن انتهازية الطبقة البورجوازية الصغرى فهي واردة في ظل عدم تحقيق مهام إنجاز الثورة و انتهازيتها ليست عملية حتمية ، لأن مهامها محدودة وفق الشروط التي تحدد دورها في الحركة الثورية كما تم ذكره باعتبارها بورجوازية صغرى ثورية . إن مهام الدفاع عن مطالب الجماهير الطلابية ليست إلا جزءا من مهام الطلبة الماركسيين اللينينيين في التغيير الثوري ، و تنظيمهم النقابي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ليس إلا جزءا من التنظيمات النقابية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء ، و ما يعاني منه سياسيا و تنظيميا ما هو إلا نتيجة استئثار الأحزاب البورجوازية و الماركسية التحريفية بالساحة السياسية و الجماهيرية ، و لا يمكن حل معضلة المنظمة النقابية الطلابية إلا في ظل إنجاز مهام الثورة التي سيقودها الحزب الثوري ، أما الحديث عن هيكلة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في ظل ظروف الهيمنة السياسية للبورجوازية و الماركسية التحريفية ليس إلا مضيعة للوقت .
تارودانت في : 16 فبراير 2007 امال الحسين
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي
...
-
الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي
...
-
الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي
...
-
الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي
...
-
الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي
...
-
في حديث مع التحريفيين الجدد بالنهج الديمقراطي 2
-
حتى لا تكون الأمازيغية الوجه الآخر للأصولية 2
-
حتى لا تكون الأمازيغية الوجه الآخر للأصولية
-
الحركة الثورية و بناء الحزب الثوري
-
في حديث مع التحريفيين الجدد بالنهج الديمقراطي
-
الرسالة النقدية للمناضل الماركسي اللينيني عزيز المنبهي إلى ق
...
-
من أوراق منظمة إلى الأمام : الوضع الراهن والمهام العاجلة للح
...
-
حركة النهج الديمقراطي إلى أين ؟
-
من ثرات منظمة إلى الأمام : دور الشهيد القائد عبد اللطيف زوال
...
-
من او راق منظمة إلى الأمام : لنبن الحزب الثوري تحت نيران الع
...
-
من او راق منظمة إلى الأمام : سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثو
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ا
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ا
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ا
...
-
الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام
...
المزيد.....
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|