حميد كريمي
الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 05:31
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
ادا كان الجزء الاول قد تناول إشكالية يستعصي حلها في رمشة عين , وختم بالتساؤل البديهي: ما العمل؟ فهدا لا يعني الشروع في خطوة معينة او النزول للميدان دون دراسة دقيقة للشقين الداتي و الموضوعي ل"الحركة التلاميدية" نفسها,فأن نطلق اسم "حركة" ليس في حد داته الا اثارة للشرطين السالفي الدكر,ومن المسلم به انه لا "حركة" بدون "نظرية", وقبل الحديث عن النظرية يجدر إعطاء مفهوم لهده الحركة في مكونها و دورها الرئيسيين, وهدا يحيلنا إلى إعطاء لمحة تاريخية عن "الحركة التلاميدية" المغربية وما انجزته وما المصير الدي آلت إليه؟
كانت الحركة التلاميدية مرتبطة ارتباطا وثيقا بنشأت التنظيمات النقابية (الطلبة و الشغيلة التعليمية) في مرحلة الستينات والتي اتسمت في هده المرحلة باندماج في تنظيم قوي (يشمل ا.و.ط.م و النقابة الوطنية للتلاميد ونقابات للشغيلة التعليمية), وقد بينت الانتفاضة الشعبية في 23 مارس 1965 * للنظام حساسية المس بالتعليم ومدى قوة الرد الجماهيري للتلاميد و الطلبة وتفاعل الجماهير معهم في الشارع(انتفاضة الدار البيضاء و انتفاضة مكناس نمودجا) ...
ومع تفاقم الصراع ضد نظام الكومبرادور الحسن2,(تشكلت النواة الاولى ل"الحملم" *في منظمة "الى الامام") واتسمت بطابع العداء للنظام ومخططاته التي انبثقت عن توصيات البنك الدولي (انتفاضة الدار البيضاء مثلا كان سببها تطبيق مخططات"صندوق الموازنة" ) مما خلق ازمة خرجت فيها الجماهير بعد ما يعرف بازمة الخبز لتنتفض, لدلك يطلق عليها غالبا "ثورة الخبز",ولكنه في الحقيقة تقزيم لدور المنظمات الثورية التي قادت الانتفاضة..
وجاء رد فعل النظام على شكل ارهاب منظم بامتياز لقلب الموازين , فأقدم على تصفية المنظمات الثورية و زج بمناضليها في السجون و اعدم من اعدم ومات البعض من التعديب او بسبب اضراباتهم عن الطعام الخ, وتم التصدي لانتفاضلت التلاميد و الطلاب الى جانب الجماهير بالرصاص الحي, ليبدأ مسلسل نسف و استئصال التنظيمات التلاميدية و الطلابية مند 65_79 مرورا بمرحلة الثمانينات.
وشكلت هده المرحلة نقطة انعطاف على اثر قلب النظام الموازيين لصالحه بتطبيق برنامج "التقويم الهيكلي" والشروع في تنفيد"الميثاق"* ولصالح آليات الامبريالية والمستفيدين* من طبيعة النظام اللاوطني اللا ديمقراطي اللا شعبي ولتزكية نفودهم بتصفية المتحررين بعد الاستقلال الشكلي(جمهورية الريف و جيش التحرير بالجنوب), وتصفية التنظيمات الجماهيرية المدافعة عن الكادحين في شتى الميادين(الى الامام نمودجا)..ليصاب جسد التعليم بنصيبه من الطلقات,كانت ن.و.للتلاميد و ا.و.ط.م و نقابات الشغيلة التعليمية اول جريح والتي مازالت تلملم في جراحها..وكآخر محطة للمسلسل التصفوي,تم حظر ا.و.ط.م ونسفها من الداخل*
من خلال هده اللمحة يتضح ان "الحركة التلاميدية" كانت حاضرة بقوة في شكلها التنظيمي الوطني و المحلي(ن.و.ت_لجان و وداديات) وبمواقفها الناضجة(المستوى النظري) و التي كانت في مستوى الحدث, من خلال اندماجها مع منظمة الطلبة و الشغيلة التعليمية, على شكل حركة نقابية وطنية.
اما الآن و بعد ان اكد النظام على طبيعته الديكتاتورية(رغم رفعه شعار "الانصاف و المصالحة" "العهد الجديد"..إلا أن الطبع يغلب التطبع!!) , فلم يعد هناك مجال للحديث عن "حركة تلاميدية" وعن وداديات و لجان(كما يحلو للبعض قول دلك), وهدا ما عنيناه بالضبط من خلال العنوان اولا و قبل كل شيء :"رهانات المرحلة",مما يعني ان المرحلة الراهنة تستدعي عملا يجيب عن واقع الحركة في شقيها الداتي و الموضعي في ظل غياب "التنظيم",وبالتالي فلنترك التنظيم جانبا حتى تستوفى الشروط الداتية بالاخص , و الموضوعية(علما انها استفحلت بشكل يستدعي رد فعل), فأن نطلق العنان و نسمي الاشياء بغير مسمياتها(حركة_لجان_وداديات..) مجرد قفز على المعطيات التاريخية المميزة للواقع الحالي ل"الحركة",و هدا مجرد تنميق وتزييف لهدا الواقع, في ظل غياب تنظيم و برنامج و الاكثر الاداة الحاملة لهدا المشروع..
الى حدود الآن, يبقى السؤال المطروح :ماالعمل؟ عالقا إلى حين انجاز قراءة في واقع الجماهير التلاميدية في المرحلة الراهنة, فلم ينقطع نفس النضال بعد(هدا ما تبين عنه نضالات التلاميد المتجددة) وبالتالي ينبغي اسثثمار هده التحركات, وحتى لا يتسنى للبعض ان يجزم بعدمية "الحركة التلاميدية" , وهدا ما سنحاول رصد مكامنه في الجزء الموالي
كانت شرارة تفجيرها المدكرة الوزارية القاضية بتوجيه التلاميد الاجباري و تقنين قواعد الانتقال في الثانوي من السلك الاول الى السلك الثاني , حيث يقصى كل مولود
قبل 1948 سقط فيها قرابة 1000 قتيل (رسميا 7 قتلى و 69 جريحا
الحركة الماركسية اللينينية المغربية تمتلت اساسا في منظمة الى الامام تاسست 1970 خاضت طليعة النضال الى جانب العمال و الفلاحين الفقراء في تلك الفترة قبل ان يقدم النظام على تصفية كوادرها(الشهيدة سعيدة لمنبهي,الشهيد زروال,الشهيد امين التهاني...)
هده بعض الخروقات التي لحقت ميدان التعليم مند 1980 الى حدود 95 :
_1982: تقنين تسجيل الموظفين _
1983إحداث رسوم التسجيل بالجامعة
تضخم عدد المطرودين1984
تقليص المنح و تحميل الشغيلة(الاساتدة) ساعات عمل مجانية1986
1993: قرار الحد من منح الطلبة بالتعليم العالي
تقرير البنك الدولي الدي صادق عليه المغرب و يقضي بتحويل قطاع التعليم الى قطاع مربح عن طريق فرض رسوم التسجيل و التقليص من المنح وربط التعليم95باقتصاد السوق و المقاولة...الهدف من ورائه تهرب الدولة من تمويل القطاع و الاكثر امتصاص ما ينتج عن الرسوم وشبه"الضرائب" لتسديد ديون الامبريالية والتخلص من عبء القطاع الى غير دلك من اهداف "ميثاق"95
قام نظام الحسن2 بالتواطؤ مع الهيئات التي يرضى عنها من اجل إقرار "إجماع وطني" على ضرورة "اصلاح" التعليم, المشروع مربح ماديا للمؤسسات المزيفة_رشوة مباشرة ودعم مالي من طرف الدولة للاحزاب و النقابات الرجعية المتواطئة_مقابل الولاء المطلق للكومبرادور و لآليات الامبريالية
عرفت الجامعة المغربية بعد المؤتمر 15 ظهور الخط "الجبهوي" و "القاعدي" ,ما شكل صفعة للنظام حيث انسحبوا من المؤتمر وقاطعوه بسبب سيادة
البيروقراطية و اتخدوا(أي القاعديين) موقف مناوىء للنظام (نظام لا وطني لا ديمقراطي لا شعبي) و طرحوا "البرنامج المرحلي" الدي شكل الاجابة العلمية العملية لواقع الحركة الطلابية, ولكن ظهور الخطوط الظلامية بالجامعة ادى الى نسفها من الداخل, مند سنة 90 دخلوا الجامعة بحكم السيف و تحت شعار"أسلمت الجامعة المغربية" و وقع صدام عنيف لجأت على إثره العناصر الظلامية (ابرزها"العدل و الاحسان") الى شن حملات سميت"هدر دم الملاحدة الكفار" بحكم هيمنة "القاعديين" و دخل مسلسل الدماء الى الجامعة وقتلوا الكثير من الطلبة و المناضلين بمباركة من النظام طالما انه لا يتدخل إلا بعد فوات الاوان , كما اعتبروا "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" "اتحاد وثني لملاحدة المغرب" و الغريب انهم و بعد اختراق الجامعة بالسيف و الدم, عادوا ليتكلموا باسم " اتحاد وطني لطلبة المغرب" الدي كان بالامس" ا.وثني للملاحدة" وألبسوه مظهر العمامة و اللحية(المتناقض مع المبدء الاساسي ا"اوطم") وهو التقدمية!! هدا الى جانب ظهور خطوط اخرى ترتهن برهانات تعود على "اوطم" بالشردمة وتعرقل الشرط الداتي للمنظمة المحظورة اصلا!! وما زال مناضلي الحركة الطلابية قابعين في سجون نظام "العهد الجديد" فآخر المحاكمات جرت في الاشهر القليلة الماضية (بمراكش_فاس-وجدة_...) كانت آخرها محاكمة طالب "النهج الديمقراطي القاعدي" "محمد اليوبي" يوم 13 فبرير 2007
#حميد_كريمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟