البحرين وطن لا تؤثر فيه الافتراءات والأكاذيب

عبده حمد الدوسري

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 23:53
المحور: المجتمع المدني
    

لماذا يريد البعض أن يجعل من البحرين نسخة مكرّرة من دولٍ عصفت بها الفوضى والصراعات، مثل لبنان واليمن وسوريا ‏والسودان؟‎
سؤال يتردد في وجدان كل بحريني مخلص، لأنه يرى وطنه يسير بثبات نحو المستقبل، في حين يسعى آخرون إلى تشويه الصورة، والنيل من الرموز التي تعمل بصمت واجتهاد لخدمة البلاد‎.‎
لقد آثرت طويلًا أن لا أتحدث عن حملات الإساءة ومحاولات التشويه التي طالت مؤخرًا سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، ‏نجل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبعض المسؤولين الذين قدّموا جهودًا كبيرة في مسيرة التطوير والتحديث. غير ‏أن ما يجري اليوم يتجاوز النقد المشروع إلى ما يشبه “القتل المعنوي”، وهو أمر مؤسف لا يخدم الوطن ولا يعكس قيم ‏المجتمع البحريني الذي عُرف بتسامحه وطيب أخلاقه واحترامه للآخر‎.‎
الشيخ خالد بن حمد آل خليفة عُرف عنه اهتمامه الإنساني العميق، خاصة برعاية الأطفال وذوي الإعاقة، وهو صاحب ‏مبادرات إنسانية وخيرية عديدة. هذا الجانب الإنساني يشهد له به كثيرون، وهو انعكاس لتربية أصيلة في بيتٍ ملكي تربّى ‏أبناؤه على قيم العطاء والاحترام والمسؤولية الوطنية. ومن يعرف سمو الشيخين ناصر وخالد عن قرب، يدرك أنهم أبناء ‏بيئة تربّت على حب البحرين والعمل من أجلها، وأن التزامهم اليوم ليس وليد صدفة، بل ثمرة سنوات من التدريب ‏والانضباط والاجتهاد‎.‎
إنّ ما يُوجَّه من اتهاماتٍ وإساءاتٍ وتجريحٍ هو ظُلمٌ بيّنٌ يؤسَف له، ويأتي للأسف ممن يدّعون حبَّ الوطن والانتماء إليه، ‏وهم في الحقيقة يُسيئون إليه ويفترون على أبنائه الكذب. فالذي يحب وطنه وشعبه لا يسيء إلى الأبرياء بغير ذنبٍ جنوه. إنَّ ‏النقد الحقيقي هو الذي يهدف إلى الإصلاح لا إلى الإيذاء، والمعارضة الوطنية الصادقة هي التي تنطلق من المصلحة العامة ‏وتسهم في بناء الوطن، لا في هدم الثقة بين أبنائه، فالبحرين مثل كل دولة ليست مثالية، لكنها تجتهد وتتعلم وتطوّر نفسها ‏بجهود قيادتها وشعبها‎.‎
الواقع أن مملكة البحرين اليوم تسير في طريقٍ واضح المعالم: استقرار أمني واقتصادي، حركة تنموية متواصلة، تطور في ‏التعليم والصحة والإسكان، وانفتاح حضاري يرسّخ قيم التعايش والسلام. المواطن البحريني يعيش في بيئةٍ من الأمن ‏والكرامة والفرص، والدولة لا تدّعي الكمال لكنها تعمل بلا توقف لتحسين حياة الناس وتعزيز مكانتها بين الدول‎.‎
إنّ الحملات التي تحاول النيل من رموز الدولة أو تشويه صورتها لن تغيّر من الحقيقة شيئًا، بل تزيد أبناء البحرين إصرارًا ‏على المضي في طريقهم، وتدفع المسؤولين إلى مزيدٍ من العمل والإنجاز. لقد أثبتت التجربة أن وحدة البحرينيين، مؤيدين ‏كانوا أم معارضين، هي صمام الأمان لوطنٍ أثبت أنه قادر على تجاوز الأزمات بالحكمة والعقل والاحترام المتبادل‎.‎
ختامًا، تبقى مملكة البحرين وطنًا للجميع، ومسؤولية الجميع، ولا سبيل لحمايتها إلا بالحوار الصادق، والنقد البنّاء، والعمل ‏المشترك من أجل مستقبلٍ يليق بهذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير في قيمته ودوره ومكانته بين الأمم‎.‎

#عبده_حمد_الدوسري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل