أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - هل حقا القدس عروس عروبتنا ؟














المزيد.....


هل حقا القدس عروس عروبتنا ؟


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرا ما نتغنى بالقدس الشريف وبشوارعها العتيقة التي خلدت التاريخ على أرصفتها ، لما تحتله من مكانة دينية كونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،
لذلك لم تخلوُ أدبياتنا من التغني بهذه المدينة المباركة سواء في أشعارنا أم كتابتنا ، أم حتى أسماء محلاتنا التجارية .. وهذا يبرز مكانتها في القلوب لدى العرب والمسلمين في جميع بقاع الأرض .
بعيدا عن التنظر العقيم ، كلنا يعلم جيدا الأهمية التاريخية والدينية لمدينة القدس
لكن ماذا فعلنا لها ؟
وكيف دعمنا صمودها وماذا قدمنا لها حتى نضمن صمودها في وجه هذا الإعصار الجارف ؟
اليست هي عروس عروبتنا كما تغنينا فيها شعراً يوما ما ؟
أم أن القدس شعارات أو علامة تجاريه نستخدمها للترويج لبضائعنا ومنتجاتنا التي أطلقنا اسم القدس عليها ؟
القدس الآن في خطر ، فأعمال التهويد لها تجري على أعلى المستويات ، خطه اسرائيليه كاملة بدأت منذ زمن والآن يجري تطبيقها على أرض الواقع ، فأنياب الجرافات الإسرائيلية الحاقدة تدنس ما تبقى من طهارة لهذه المدينة المقدسة .

بنظرة عامة على ما يجري الآن في القدس وبعيدا عن الكلمات التي تدغدغ العاطفة وبحسب الخبراء الفلسطينيين فهم يرون أن المتتبع للسياسة الإسرائيلية في مدينة القدس يجد أنها وصلت إلى المراحل الأخيرة في تهويد المدينة، إذ تعمل هذه السياسة على عدة أصعدة :
أولها: الصعيد الديمغرافي ( السكاني ) الذي يقضي بتقليل عدد السكان لإحداث خلخلة في التركيبه السكانيه للفلسطينيين في المدينة ، لتشكيل أغلبية يهودية في النهاية وصولا الى عام 2040، بحيث يشكل عدد اليهود 88% من سكان القدس ويشكل العرب النسبة المتبقية الا وهي 12% فقط. ( ** هامش **)

ثانيا : الأنفاق والجسور التي تسعى الدولة العبرية لبنائها، فإسرائيل تسعى لإقامة تواصل جغرافي في القدس الغربية يمتد الى حائط البراق عن طريق فتح نفق بين باب المغاربة الى الحائط وهذا النفق الذي باشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبالقوة إقامته قبل عدة أيام أمام صمت عربي غليظ !!، وليس هذا النفق وحده فقد اكتشفت منذ عام 1996 عدة أنفاق ، التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى إقامة ما يمكن تسميته مدينة تحت الحرم القدسي الشريف لإقامة هيكلها المزعوم، اذ تقوم بتنفيذ حفريات من كل الاتجاهات والجوانب المحيطة بالقدس والحرم الشريف ، الأمر الذي يهدد دعائم المسجد الأقصى وتبقيه عرضةً للانهيار في أي وقت ، وهذه الحقيقة التي يجب ان نكون واقعين في التعامل معها.
أعمال التجريف والتهويد تجرى على أشدها ، والخطة الاسرائيليه المعدة للاستيلاء على مدينة القدس ومقدساتها تُنفذ في وقت قياسي ، بالمقابل وفي الناحية الأخرى للمشهد العربي الذي ما زال غارقا في سباتٍ عميق ، حيث لم يلقَ هذا الفعل الحاقد أي رد فعل عربي مهما كان اللهم ( نشجب .. ندين.. نستنكر ) وتوجيه النصائح للفلسطينيين للتوحد !! ، وهنا أتساءل هل الشجب والإدانة والاستنكار تكفي لمواجهة هذا السرطان الإسرائيلي الحاقد الذي يجتاح الأرض والمواطن الفلسطينيين ؟
على ما يبدو أن قضية القدس أصبحت لا تحتل أدنى مساحة لردة الفعل العربي الرسمي ، وبعيدا عن الأنظمة و الحكومات التي طالما التزمت الصمت ، لم نشاهد الشارع العربي قد تحرك للضغط على الحكومات لإغلاق السفارات الاسرائيليه ، او ممثلياتها التجارية التي تنتشر هنا وهناك في عواصمنا العربية !! .
إن حالة الصمت وصم الأذن التي تخيم على عالمنا العربي قد أعطت ضوءاً أخضر للحكومة الإسرائيلية كي تعمل براحتها على تنفيذ كل مختطات تهويد القدس والمسجد الأقصى الشريف .
لم تكن القدس يوما ما عاصمة الفلسطينيين وحدهم فهي قبل كل شيء عاصمة أشقائهم الروحية في العروبة والإسلام ، التي لن يستغنون عنها يوما ما .

إن الأمة العربية والإسلامية يملكان قدرات هائلة لتغير هذا الواقع المأساوي في القدس فيما لو أُحسن استخدامها بعيدا عن ردات الفعل السريعة التي تذهب أدراج الرياح بعد زوال المؤثر ، لا بد من البحث عن أساليب ووسائل ممنهجه جديدة للتعامل مع هذه التحديات ، حتى لا تظل أصداء احتجاجاتنا تتردد في الفضاء دون مستمع أو مجيب .
وعلينا ان نتحرك عرباً ومسلمين بسرعة قبل فوات الأوان ، بعيدا عن الشعارات الفضفاضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فهل حقا القدس عروس عروبتنا ؟ إذا كانت كذلك .. فلنتحرك سريعا ولتكن ردة الفعل الرسمية والشعبية بحجم الحدث ، او أن نترك ارثنا الحضاري والديني والتاريخي في مهب الأطماع الصهيونية ، فأخشى ما أخشاه ألا نجد يوما ما عروسا لعروبتنا أو زهرةً لمدائننا نتغنى بها .
.....
** هامش : الإحصاءات والأرقام الواردة أعلاه في المقال أخذت من مؤتمر صحفي بالتاريخ ( 3-2-2007 ) للخبير الفلسطيني خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس ، عقد في مدينة رام الله .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة قيادات أم تصحر !!!
- طفوله ماسوره واحلام مبتوره
- اغتيال الذاكره
- ليلة شتاء مجنونة
- الدكتور !!!
- لعن الله الفتنة !!
- نقطة ضوء ....... أمريكيا والإرهاب
- كل عام والوطن بالف خير
- عندما يكون من الموت فلسفة
- حرب المهزومين


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - هل حقا القدس عروس عروبتنا ؟