أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - فقهاء أم آلهة














المزيد.....

فقهاء أم آلهة


سالار الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في البدء اعتذر لكل الفقهاء وأوضح لهم بان هذه المقارنة هي لتصحيح الفكرة الخاطئة التي تقول بان الآلهة أعظم من جلالة الفقهاء.
بلى ما يزل في مجتمعنا من يؤمن بان الله أقوى من الفقيه ،أو يؤمن بأن الله أعلم من الفقهاء في شؤون الدين أو الدنيا ،بل يخطيء البعض فيدعي بان الجنة يمكن ان تنال بالتقرب من الله لا من الفقيه بل قد يكفر البعض وهم أقلية جدا فيتصور أن الدين هو الولاء الى الله لا الى الفقيه..
فإلى أولئك الواهمين الذين اختلطت عليهم الأمور ،وتشابكت في أذهانهم العقائد الصالحة بالعقائد الطالحة،أتوجه إليهم بهذه الدعوة:
اولا عليكم ان تكونوا موضوعيين ،في الوعي وفي التحليل ،وتكونوا منطقيون في الاستنتاج كفى ضحكا على الذات ،كفى مخادعة للعقل ،كفى خنوعا للظاهر من القول ،اقرؤوا ولو مرة واحدة ما بين السطور واعرفوا ان فقهاؤكم أعظم ألف مرة لمن تسجدون له .
من هو الله الذي تخدعون أنفسكم بعبادته؟!
انه وبحسب المعايير الاقتصادية بلا قيمة ،لأنه مشاع ،تستطيع ان تتحدث مع الله في أي وقت ،دون قيد أو شرط ،أو أسوار حماية، أنظمة مراقبة ،أو طابور في الحجز،أو تعريفة اتصال لكن التفت الى الفقيه.
لن أتحدث لك إلا بأقل الشواهد:
فقيه يعيش في الأمارات المباركة لديه أكثر من ثلاثين موظف لتنظيم اتصالاته الإعلامية فقط ، وتشتري الفضائيات حجوز لقاءاته بأكوام من الدولارات .
أما صغار المسؤولين في أنظمتنا الفقهلمانية فيحلمون بلقاء الخمسة (الخمسة دقائق)
وأما من هم عامة فليس من حقهم حتى الحلم بلقائه.
ويبقى السؤال المتخيل عن فقيه الفتاوى في السعودية والفقيه الولي في إيران خارج خيالنا نحن البسطاء.
ثم إنكم تستطيعون معاتبة الله دون ان تصيبكم قذائف صحفية ،وتهديدات حكومية ،وتجريحات فضائية.
بل يستطيع البعض ان يغضب من ربه دون ان يذبحه سياف بغداد ،ودون ان تطلق زوجته مشيخة في القاهرة،ودون فتوى بحليه دمه وعرضه وماله من الفقهاء الرياض.
ومن هم أنبياؤكم؟
منهم من يمشي في الأسواق ،ويملي بطنه من الشعير ،وافخر حلواه تمر فدك!
من هم خلفاؤكم ؟
عمر موقع الأثواب أم علي خاصف النعل!
الى متى تظلون في هذا العمى الاختياري،افتحوا عيونكم وابصروا ..
في قديم الزمان ومنذ اكثر 1400سنه كبيسة ماضية بدأت سلالة الفقهاء تتسلق سلم الدين والشريعة ،والى الحد الذي وصلوا فيه الى المرتبة النهائية،والآن الله خفي وهم ظاهرون،
ولان الله غائب وهم حاضرون،
ولان الله صامت وهم ناطقون ،
ولان الله مهدد فقط وهم مثيبون ومعاقبون،
فأسقط الله وانبيائه الى شوارع القاهرة وبغداد والرياض وطهران وبيروت وأصبحوا هم آلهة بكل معنى الكلمة.
إنهم مقدسون لا تنتهك له محرمة،
إنهم مقدسون لا تنتهك لهم حرمة،
إنهم معصومون لا يشار ولا يكنى عن أخطاءهم ،
إنهم قادرون على جعل الشعوب تحيا أو تموت،
إن لهم سلطة حقيقية وليست سلطة موهومة مثل سلطة الله الذي يهدد ويتوعد ويحتفظ بحق الرد على شاتميه منذ آلاف السنين،
أنهم الإخوان الذين قتلوا أباهم فراحوا يجترون جريمتهم بالطواطم والأصنام العربية الأصيلة،
أنهم أصحاب الأحزاب ولم يكن لإلهكم حزب واحد،
إنهم أصحاب الممالك وأنى يكون لالهكم مملكة النفط والرمال ،
أنهم أصحاب التنظيمات التي غزت أمريكا في عقر دارها ،ومثلت بجثث جنودها في العراق،
إنهم أصحاب الجيوش التي هزمت الجيش الإسرائيلي بعبع الفحولة العربية،
إنهم سادة العبيد الأفغان بنائي هرم الإرهاب العالمي،
أنهم المشرفون على خزائن الأرض التي لا يعلم مقدارها إلا الفقهاء والمشرفون على الجمعيات الخيرية في الخليج النفطي .
وقد تكابرون في القول وتقولون ان لربنا جحيما ...
وأقول لكم في كل مدينة في الوسط العراقي جحيم أرضها دماء ،وأصواتها بكاء،
ومن فيها فناء.
وعسى الله أن يهدينا جميعا الى عبادة الفقهاء.




#سالار_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسول والغناء
- الحمار بيتكلم عربي
- جمعية الرفق بالمتدينين
- بستان قريش
- حذاري .. يا مصر
- متى ندين جرائم الإسلام السياسي؟
- عراقيون نحن فكونوا ما تكونوا انتم
- اشبعوا بالهوية العربية
- ماذا لو كان صدام يلبس عمامة؟
- المحرقة والتكفير مصير امة ومعاناة إنسان
- مطالب الإمارة في السياسية والتجارة
- مفخخات جنسية في القاهرة
- المقدس والمدنس في الجريمة
- موديلات النبوة
- الإله المتوحش
- هل الله مريض!
- هنيئا لمسيحي العراق عيد الفطر المبارك
- شيوخ السلف في قيادة الأمة إلى التلف
- الله في عصر العولمة
- السباحة في الدم العراقي


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - فقهاء أم آلهة