|
المؤسسة الدينية السعودية تدعو لاغتصاب الأطفال
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:40
المحور:
حقوق الانسان
حاولت أنْ أعصُر كل أنسجة دماغي، ولجأت لكل ما أعرف في المنطق والاستدلال والحدس والعقل والمعرفة، وأعياني البحث، وكادت تتهشم أجهزتي العصبية، ومع ذلك فلم أعثر إلا على سبب واحد لاصرار المؤسسة الدينية السعودية على منع قيادة المرأة للسيارة! قد يبدو اكتشافي استفزازا، وخروجا على المألوف في قواعد المنطق، وإذاعة ما لا يحب الآخرون سماعه، ويضعون أصابعهم في آذانهم خشية أن تتناهى إليها الحقيقة المُرّة الغائبة. السبب الذي توصلت إليه هو أن هناك رغبة خفية وغير معلنة في أي صورة من الصور لدى المؤسسة الدينية في السماح للسائقين الأجانب المحرومين جنسيا، والبعيدين عن الأهل والزوجة وعالمهم في أن يتعرضوا لأطفال المملكة، وأن ينتهكوا حرماتهم، من منطلق أن اغتصاب الطفل أمر هَيّن ، ولا ينبغي للمؤسسة الدينية أن تكترث له. يعود الطفل المسكين من المدرسة إلى البيت، وتشاهد الأم ابنها في حالة اعياء أو غضب أو تذمر أو يختبيء في غرفته دون أن ينبس ببنت شفة. ولأننا نعيش محاطين بالحماقة والغباء والتطرف فإن طرح السؤال يبقى مرهونا بالسذاجة والطيبة المفرطة وأحيانا البلاهة الأكثر حمقا من التخلف العقلي. أطفالنا، فلذات أكبادنا، تلك الأمانة التي بين أيدينا نفرط فيها بأكثر الوسائل دونية وتخلفا، فنأتمن السائق عليهم، والأم تعرف والأب لا يجهل أن عملية التحرش الجنسي لا تستغرق أكثر من دقيقتين، حتى والسائق يربط الحزام،أو يساعدهم في الصعود للسيارة أو النزول منها، ويلمس مواضع العفة من أطفالنا، ويتأخر في الطريق لعدة دقائق، ويخاف الطفل أو يعتاد على أن هذا الأمر طبيعي، فالأم المحرومة من الدخول في هذا ( الجمل الحديدي ) لاصطحاب أطفالها تصمت على مضض، والأب مهما كان منصبه فسوط المطاوعة فوق ظهره، والمؤسسة الدينية تستطيع أن تجلده خمسمئة جلدة أمام أولاده، وتدَّعي أن الله منحاز إليها. دعاة منع قيادة المرأة للسيارة تتساوى جريمتهم مع جريمة السائق في التحرش الجنسي ، وعندما يكتشف الأب الساذج والأم المغلوبة على أمرها بعد عدة سنوات أن ميولا مثلية بدأت تظهر على ابنهما الشاب أو أن خوفا أو خجلا غير طبيعيين تعكسان شخصية ابنتهما، فإن الوقت يكون متأخرا للغاية، فقد صنعت المؤسسة الدينية تشوهات نفسية وعصبية ووجدانية وعقلية لشباب المستقبل. الأب الأحمق والأم الضعيفة اللذان يشتريان سيارة لابنهما الذي لم يبلغ السادسة عشرة من عمره يقومان في الواقع بلف الحبل حول عنقه، وقتل أبرياء آخرين في الطريق ومساعدة ابنهما في استدعاء ملك الموت . لم استوعب أو أفهم أي سبب آخر لمنع قيادة المرأة السعودية للسيارة غير الرغبة في تسهيل تحرش السائقين الجنسي بالأطفال الأبرياء المساكين، ومن ينكر هذا الأمر فعليه أن يثبت لنا أن السائق الذي انفرد بأطفالنا شهورا وسنوات ، ذهابا وعودة، لم تتحرك أصابعه بخفة ونذالة وحقارة فوق أجساد هؤلاء الأطفال المساكين الذين حكم عليهم الجهل بالدين لدى الكبار أن يتعرضوا للتحرش الجنسي، ولا تزال المؤسسة الدينية السعودية تجبر رجال ونساء المملكة أن يقدموا أولادهم قربانا على مذبح الرغبة في ايذائهم. لا أفهم حتى الآن ميكانيكية عمل الجهاز العصبي للأم والأب وهما يُسَلّمان طواعية وخضوعا وسذاجة وعباطة أولادهما صبحا وظهرا لرجل غريب لأن المؤسسة الدينية تستشهد من ديننا الحنيف، وتأتي بــ ( أدلة ) أن دخول المرأة ( الجمل الحديدي ) مع أولادها غير جائز شرعا، وأنه حرام، وأن الله، جل شأنه، سيحاسبهما يوم القيامة على عدم تركهما أطفالهما ليفعل بهما السائق ما يشاء. أيها السعوديون الكرام، ألا تغضبون؟ ألا تأخذكم النخوة والشهامة والرجولة وتغضبون لكرامتكم وتصبغون الحماية على أطفالكم؟ ألا تخشون غضب الله عليكم وأنتم تُفرطون في تلك الأمانة بعد أن خدعكم الآخرون وأوهموكم أن التحرش الجنسي للسائقين بأطفالكم هو من صُلب الدين، وهي تعاليم سماوية، وأن مخالفتها تعني ذنوبا وأثاما تثقل كتابكم يوم تُعرضون على الواحد القهار؟ بعد قليل يصل طفل بريء مع شقيقته الصغرى إلى البيت، وتكون في انتظارهما أم ضعيفة وساذجة ومفرطة في حق نفسها ودينها، يتجنب الطفل المسكين عيني والدته، وتطرق أخته خجلا. الأم لا تفهم ماذا حدث أو لا تريد أن تفهم فعصا المطاوعة تقصم الظهر، والمتحدثون باسم الله على الأرض أكثر عددا من المخدَرين والمغيبين الذين يتركون الآخرين يمسكون رقابهم ويغلقون عقولهم لئلا تشاهد الحقيقة الكارثية . يعود الأب من عمله وهو سعيد بأنه مواطن طيب ومسلم يطيع المؤسسة الدينية، لكنه ينسى أنه أحمق يقدم أطفاله في كل يوم هدية لسائق يعبث بأجسادهم كما يشاء. إنني أتهم كل من يؤيد منع قيادة المرأة السعودية للسيارة بأنه متواطيءٌ، صراحة أو ضمنا أو ضعفا أو جبنا، في عملية التحرش بأطفال المملكة العربية السعودية. وأتهم من سيدافع عن قرار المنع الآثم والوحشي والهمجي بأنه يقف في صف السائق المحروم جنسيا، ولا يمانع في أن يختلس دقيقيتن أو أكثر لانتهاك حرمة طفل كل ذنبه الذي جناه أن بطن أمه وضعته تحت إمرة ونهي ونهر وأوامر وسوط المؤسسة الدينية. أيها الآباء، أيتها الأمهات، أليس هناك مبصر في المملكة يحمي تلك البراعم الجميلة والبريئة والطاهرة أم على قلوب أقفالها؟ في 14 فبراير 2007 محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال أوسلو النرويج [email protected] www.Taeralshmal.com
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبارك يصنع المرشدين من صعاليك الإنترنيت
-
طز في الشرفاء والأحرار و ... الوطنيين
-
الإنترنيت .. الخطر القادم على البشرية
-
السعوديون ينحازون للملك، فمتى ينحاز الملك للسعوديين؟
-
آلة موسيقية تتحدث إلى مسلم متشدد
-
لماذا لا يغضب المصريون؟
-
كلنا خائفون، فكيف تتحرر مصر؟
-
هذه الفتوى باطلة .. باطلة .. باطلة
-
فتاوى الرأي السديد للشيخ محمد عبد المجيد
-
رسالة مفتوحة إلى صدام حسين حفار القبور يحكم الجمهورية السجن
-
الاستشفاء بالمشهد العُماني .. سلطنة عُمان تعيد إليك روحك
-
المؤسسة الدينية أقوى من آل سعود
-
رسالة تهنئة من إبليس إلى العراقيين
-
ضيوف لبنان يرفضون لقاء رئيس الدولة
-
عمرو موسى ... الطاووس
-
رسالة مفتوحة إلى حرامي مقالات
-
كيف يصوم المسلمون في بلاد شمس منتصف الليل؟
-
خمس وعشرون ليلة قدْر من عمر الرئيس مبارك
-
أنا حمار لأنني صَدّقت الرئيس علي عبد الله صالح
-
مستقبل مصر كما أحلم به
المزيد.....
-
السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق
...
-
-بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4
...
-
فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان
...
-
أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|