أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عبد العاطي - الاستيطان الصهيوني في فلسطين حتى عام 1948















المزيد.....



الاستيطان الصهيوني في فلسطين حتى عام 1948


صلاح عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 08:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمهيد:

للاستيطان الصهيوني أهمية بالغة في الفكر الصهيوني، وقد هدفت إسرائيل من وراء هذا الاستيطان على وضع حقائق على الأرض تفرض نفسها في أي مفاوضات مع أي طرف في النزاع العربي الإسرائيلي إضافة إلى الدوافع الاقتصادية، والمائية والأمنية، كانت الدوافع التاريخية والدينية المزعومة هدفا لإقامة المستوطنات.
تميزت ظاهرة الاستيطان الصهيوني في فلسـطين عن غيرها من التجارب الاستيطانية القديمة والحديثة من خلال ارتباط هذه الظاهرة بالعنف والاستيلاء على أراض مملوكة لأصحابها الشـرعيين بالقوة، مع التخطيط المسـبق لطرد هؤلاء السكان واستئصال حضارتهم والقضاء على وجودهم" ، فالاستعمار الاستيطاني اليهودي قام على أسس استعمارية وعنصرية تخالف مبادئ القانون الدولي والعهود والمواثيق والاتفاقات الدولية.
في بادئ الأمر قامت الحركة الصهيونية بمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة ببناء القاعدة الديمغرافية اليهودية في فلسطين العربية، واتصف سلوك المستوطنين تجاه سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين بالإرهاب والعنصرية من أجل ترحيلهم والقضاء عليهم ودفعهم إلى الرحيل من وطنهم فلسطين إلى البلدان العربية المجاورة، حيث شكل الاستيطان عنصراً رئيسياً من عناصر إقامة دولة اليهود في فلسطين العربية، باعتباره وسيلة عملية تهدف إلى تهويد فلسطين وإقامة الكيان الاستيطاني فيها وتزويده باستمرار بالعنصر البشري لتقوية طاقاته العسكرية والاقتصادية والبشرية.

وتبحث هذه الدراسة في موضوع الاستيطان الصهيوني والذي يعتبر ركنا أساسيا في السياسة الصهيونية والإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، فقد بذلت الحركة الصهيونية جهودا حثيثة لتطوير وزيادة الاستيطان الصهيوني قبل عام 1948 وبعده، وقد أقيمت نقاط ومراكز استيطانية على أجزاء من الأراضي التي استولت عليها المنظمات الصهيونية بمساعدة سلطات الانتداب، وقد كانت هذه المستوطنات بمثابة مواقع عسكرية وكيانات إرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين قبل وأثناء حرب1948، وبالرغم من أن المقاومة الفلسطينية لهذا الاستيطان استمرت بعدة طرق وأساليب وعلى أكثر من جهة، إلا أنها لم تستطع كبح الهجرة اليهودية أو وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية والتي كان هدفها التأسيس لإقامة دولة الكيان الصهيوني.

تعني دارستنا بتاريخ الاستيطان الصهيوني حتى عام 1948، والذي دفعني لأعداد هذه الدراسة هو إدراكي لمخاطر الاستيطان الصهيوني الذي كان النوة الأولي للمشروع الصهيوني، حيث ساهم لاحقا وبشكل كبير في تأسيس دولة الكيان الصهيوني وتوسعها، وكما أن نقص الدراسات السابقة حول الاستيطان وتحديدا قبل عام 1948 شكل لنا دافعا أخرا لانجازها.
وانطلاقا مما سبق تأتي هذه الدراسة، والتي تعتمد علي المنهج التاريخي لوصف نشأة وتطور ظاهرة الاستيطان الصهيوني قبل عام 1948 وتنقسم الدراسة إلي ثلاثة مباحث يتناول الأول الاستيطان في الفكر الصهيوني، ويتناول الثاني مراحل الاستيطان الصهيوني في فلسطين ويختص تحديدا في دراسة الاستيطان في عهد الحكم العثماني والانتداب البريطاني، ويتناول الثالث الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وردود الفعل الفلسطينية والعربية علي الهجرة والاستيطان حتى عام 1948،ثمة خاتمة الدراسة.

المبحث الأول

أولا:- الاستيطان في الفكر الصهيوني

بما أن موضوع الدراسة حول الاستيطان فلابد من العرض الموجز عن الاستيطان في الفكر الصهيوني، لإيضاح أهمية الاستيطان لدى بعض المفكرين والقادة الصهاينة والذين كان لهم دور ريادي في نشأة الاستيطان الصهيوني وتطوره، لتكون الصورة واضحة ومساعدة في تحليل تطور الاستيطان الصهيوني عبر الفترة التاريخية التي تتعرض لها هذه الدراسة .
تتمثل أسطورة الاستيطان الصهيوني في زعم المفكرين والقادة الصهاينة أن فلسطين هي إسرائيل أو صهيون" وأن تاريخها قد توقف تماما برحيل اليهود عنها ، بل أن تاريخ اليهود أنفسهم قد توقف هو الآخر برحيلهم عنها ، ولن يستأنف هذا التاريخ إلا بعودتهم إليها فهو تاريخ مقدس" ، وقد جسدت الحركة الصهيونية في فلسطين العقدية التوراتية في طرحها للاستيطان ، حيث حولت ممارساتها العملية لاستعمارها الاستيطاني في فلسطين إلى مفهوم توراتي "عودة الشعب إلى أرض الميعاد " وبذلك يتم استقبال المهاجرين المستوطنين اليهود إلى فلسطين كمهاجرين إلى ارض إسرائيل .
يمثل هؤلاء المهاجرون توطين استيطاني كولونيالي، بمعنى قيام جماعات اليهود الأجنبية باستيطان أرض فلسطين وممارستهم السلطة فوق تلك الأرض على من كان ولا يزال فيها من السكان الفلسطينيين"لأن الأيدلوجية الصهيونية في فلسفتها الخاصة قامت على أساس نفي الآخر واقتلاعه، لا التعايش مع أو القبول بوجوده، وعليه فإن غايتها في البدء أو النهاية هي الإجلاء والإحلال وإزاحة الفلسطيني لتوطين هؤلاء المهاجرين مكانهم" ، لقد واكب الاستيطان الصهيوني في فلسطين منذ البداية ظواهر التعالي القومي تجاه المواطنين المحليين حيث ساد بينهم الرأي القائل بان العربي يحترم الآخرين إذا فهم لغة واحدة هي القوة، فقد ارتبطت الصهيونية بالاستيطان باعتباره جزءا منها وأساسا مهما في مشروعها، إذ قامت على ثلاثة أسس متكاملة" ، الأول أن اليهود رغم انتمائهم للعديد من الدول والمجتمعات يمثلون قومية واحدة تتميز بصفات عرقية سامية ، والثاني أن علاقة اليهود مع الشعوب الأخرى تقوم على العداء والصراع تلخصها ظاهرة معاداة السامية ، والثالث إن مشكلة اليهودية لا حل لها إلا بإقامة دولة يهودية ، وإن هذه الدولة تتمثل في ارض الميعاد و الاستيطان فيها ، وأساس ذلك "إذا كان هناك من شعب مختار فثمة أيضا أرض مختارة ، فالأصل في استمرار الصهيونية لا يكون إلا من خلال استمرار الاستيطان في فلسطين" .
فالبرامج الاستيطانية الصهيونية جاءت لإقامة المستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية تحت تبريرات دينية وتاريخية مفادها أن هناك حقوقاً تاريخية ودينية يهودية على أرض فلسطين، وهذه الحقوق هي التي وعد بها الرب الشعب اليهودي، وقد تطور هذا المفهوم فيما بعد إلى جعل إقامة المستعمرات أداة لتعزيز أمن دولة إسرائيل بعد قيامها عام 1948، ولتاكيد ذلك يقول عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية"إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي وتسييجها" .
فالاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من اليهود من مختلف أنحاء العالم، وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة يهودية في المنطقة العربية.
ويتضح من كل ما سبق إن إقامة المستعمرات والاستيطان على الأرض الفلسطينية يمثل حجر الزاوية في الإيديولوجية الصهيونية وذلك للأهمية العظمى التي ينطوي عليها الاستيطان وتكمن هذه الأهمية في عدة جوانب ديمغرافية وأمنية وسياسية واقتصادية ومائية وطائفية، فإقامة المستعمرات يعمل على جلب المزيد من المهاجرين اليهود وبالتالي تهويد الأرض الفلسطينية، فمنذ أن جاءت حركة الاستعمار الاستيطاني في أواخر القرن التاسع عشر، تمكن المستوطنون اليهود من السيطرة على المناطق الإستراتيجية والموارد المائية، بالإضافة إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة وبمساعدة المؤسسات الصهيونية من جهة، ودعم بريطانيا من جهة أخرى، أمكن للمهاجرين اليهود من السيطرة على المقدرات الاقتصادية لفلسطين، مثل شركات الكهرباء والماء والشركات الزراعية الصناعية وغيرها.

ثانيا: بداية الاستيطان اليهودي في فلسطين

بدأت فكرة الاستيطان في فلسطين، تلوح في الأفق، بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، حيث بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد بترويج فكرة تقضي بأن اليهود ليسوا جزءاً من النسيج الحضاري الغربي، وإنما هم شعب الله المختار، وطنهم المقدس فلسطين، يجب أن يعودوا إليه ، وكانت أولى الدعوات لتحقيق هذه الفكرة ما قام به التاجر الدنماركي أوليغربولي عام 1695، الذي أعد خطة لتوطين اليهود في فلسطين، وقام بتسليمها إلى ملوك أوروبا في ذلك الوقت، وفي عام 1799، و كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا .
واشتدت حملة الدعوات للمشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين في القرن التاسع عشر، حيث انطلقت هذه الدعوات من أوروبا مستغلة المناخ السياسي السائد حول الأطماع الاستعمارية الأوروبية في تقسيم ممتلكات الرجل المريض"الدولة العثمانية" والتي عرفت حينئذ بالمسألة الشرقية، وقد تولى أمر هذه الدعوات عدد من زعماء اليهود وغيرهم،أمثال:اللورد شاتسبوري، الذي دعا إلى حل المسالة الشرقيـة عن طريق استعمـار اليهـود لفلسطيـن ، بدعم من الدول العظمى ساعده في ذلك اللورد بالمرستون"1856-1784"، الذي شغل عدة مناصب منها، وزير خارجية بريطانيا، ثم رئيس مجلس وزرائها حيث قام بتعيين أول قنصل بريطاني في القدس عام 1838وتكليفه بمنح الحماية الرسمية لليهود في فلسطين،كما طلب من السفير البريطاني في القسطنطينية بالتدخل لدى السلطان العثماني للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين .

وبعد ظهور الحركة الصهيونية كحركة سياسية عملية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سعت هذه الحركة إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وكان من أبرز نشطائها لورنس أوليفانت 1888-1820 والذي كان عضواً في البرلمان الإنجليزي، وعمل أيضاً في السلك الدبلوماسي الإنجليزي، اعتقد بضرورة تخليص اليهود من الحضارة الغربية بتوطينهم في فلسطين، وذلك بإدخالهم كعنصر لإنقاذ الدولة العثمانية من مشاكلها الاقتصادية، لما يتمتع به اليهود من ذكاء في الأعمال التجارية ومقدره على جمع الأموال، ومن أجل ذلك قام في عام 1880م بنشر كتاب بعنوان أرض جلعاد اقترح فيه إنشاء مستوطنة يهودية شرقي الأردن شمال البحر الميت، لتكون تحت السيادة العثمانية بحماية بريطانية، وكذلك شجع استعمار اليهود في فلسطين والمناطق المجاورة عن طريق إقامة مستعمرات جديدة ومساعدة القائم منها .
وبالإضافة إلى أوليفانت حاول العديد من زعماء اليهود في القرن التاسع عشر القيام بمشاريع لتوطين اليهود في فلسطين،ومن بين هؤلاء مونتفيوري (1784-1885) الذي حاول استئجار 200 قرية في الجليل لمدة 50 عاماً مقابل 10%-20% من إنتاجها، إلا أن هذه المحاولة فشلت أمام رفض الحاكم المصري لبلاد الشام آنذاك،ثم نجح في الحصول على موافقة السلطان العثماني بشراء عدد من قطع الأراضي بالقرب من القدس ويافا، واسكن فيها مجموعة من العائلات اليهودية، إلا أن هذه الخطوة أخفقت أيضاً تحت تحفظ السلطات العثمانية لمشاريع الاستيطان في فلسطين،كما بذل وليم هشلر جهوداً في جمع تبرعات مادية وإرسالها إلى الجمعيات الصهيونية لتشجيع الاستيطان في فلسطين تحت الحماية البريطانية" .
أما المبشرون الأمريكيون فقد ساهموا في عودة اليهود إلي فلسطين ففي عام 1814 وقف القس جون ماكدونالد راعي الكنيسة المسيحية داعيا إلي أن اليهود يجب أن يعودا إلي أرض صهيون ، ولقد تبعه العشرات من المبشرين الذين دعوا إلي نفس الفكرة ففي النصف الأول من القرن التاسع قام أحد قادة البروتستانت بالهجرة إلي فلسطين وأنشأ هناك مستوطنة زراعية يهودية لتدريب المهاجرين اليهود علي الزراعة ، وكذلك قامت السيدة كلواندا مانيور زوجة أحد كبار التجار وهي من البروتستانت مجموعة من رجال الدين المسيحي للهجرة إلي فلسطين عام 1850 وملكت مساحات شاسعة من الأراضي وهبتها لإقامة المستوطنات اليهودية وهكذا ساعد البروتستانت اليهود في دخول فلسطين ، و قام الاتحاد الإسرائيلي العالمي (الاليانس) الذي تأسس عام 1860 باستئجار 2600 دونم لمدة 99 عاماً،أقيمت عليها مدرسة زراعية بدعم من البارون روتشيلد لتدريب اليهود المهاجرين على الزراعة.
وفى عام 1870 تم تأسـيس مسـتوطنة (مكفا إسرائيل) وتعنى أمل إسرائيل في لواء القدس والتي أنشأت مدرسه كانت تهدف إلى تزويد المستوطنين اليهود بالخبرة الزراعية وتقـديم التسهيلات لهم. هذا ويعتبرها المؤرخون اليهود أول مستوطنه زراعية يهودية في فلسطين.
في عام 1878 قامت مجموعة من اليهود بشراء 3375 دونم من أراضى قرية ملبس وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون، واستمرت المحاولات اليهودية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية حتى عام 1881 الذي يعتبره المؤرخ اليهودي والترلاكور بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين بعد أن وصل حوالي 3000 يهودي من أوروبا الشرقية، تمكنوا من إنشاء عدد من المستوطنات في الفترة من 1882-1884 ، وتوالت فيما بعد عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشتى الوسائل منها الشراء أو الاستئجار لمدة طويلة ، وقد لعبت المؤسسات اليهودية التي أنشئت لهذا الغرض ومن بينها:منظمة بيكا التي أسسها روتشيلد، والوكالة اليهودية التي انبثقت من المؤتمر الصهيوني العالمي الأول عام 1897، والصندوق القومي اليهودي "الكيرن كايمت" وصندوق التأسيس اليهودي"الكيرن هايسود" والشركة الإنجليزية الفلسطينية. وبالرغم من إن المستوطنات لم تظهر بشكل منتظم خلال القرن التاسع عشر إلا في عام 1878،عندما تمكن مجموعة من يهود القدس من تأسيس مستوطنة بتاح تكفا، وفي عام 1882 ثم إنشاء ثلاث مستوطنات ،هي مستوطنة ريشون ليتسيون وزخرون يعقوب وروش يبنا،ثم مستوطنتي يسود همعليه وعفرون عام 1883، ومستوطنة جديرا عام 1884، وفي عام 1890 أقيمت مستوطنات رحوبوت ومشمار هيارون وبعد انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي الثاني عام 1898 أقر قانون المنظمة الصهيونية العالمية التي أخذت على عاتقها كافة الشؤون المتعلقة بالاستيطان بعد أن وصل عدد المستوطنات الإسرائيلية الزراعية إلى"22" مستوطنة، سيطرت على 200 ألف دونم ارتفعت إلى 418 ألف دونم .
وساهم تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية بزعامة هرتسل سنة 1897، بوضع حجر الأساس للمشروع الصهيوني، حيث كان الأساس الأيديولوجي الذي اعتمدته الحركة الصهيونية، منذ بـدء نشاطها أواخر القرن التاسع عشر- مقولة إن المشروع الصهيوني هو عودة شعب بلا أرض إلى أرض بلا شعب" .
فعملت المؤتمرات الصهيونية العالمية بدءاً من المؤتمر الأول على تنفيذ برامجها التي تمحورت حول برنامج المؤتمر الأول عام 1897،" ويدعو هذا البرنامج إلى العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود وفق أسس مناسبة، وتغذية وتقوية المشاعر اليهودية والوعي القومي اليهودي، واتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الضرورية لتحقيق غاية الصهيونية، فقد سعت الحركة الصهيونية خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى امتلاك أكبر مساحة ممكنة من الأراضي باعتبار ذلك إحدى الركائز الضرورية لإقامة دوله يهودية على أنقاض فلسطين العربية، ولقد ساعد نظام ملكية الأراضي الذي كان سائداً في فلسطين ومناطق أخرى من الإمبراطورية العثمانية آنذاك الصهاينة على تحقيق بعض مخططاتهم في امتلاك الأراضي الفلسطينية وتهويدها.

المبحث الثاني

مراحل الاستيطان الصهيوني في فلسطين

نشا الاستيطان الصهيوني في فلسطين قبل عام 1948، على عدة مراحل كان لكل مرحلة منها هدف مختلف عن المرحلة التي سبقتها ، كما كان لكل مرحلة منها الطابع الخاص بها ، والمميز لها ، ويمكن تقسيم الاستيطان الصهيوني في فلسطين إلى عام 1948م إلى مراحل تمت في العهد العثماني، في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، ومراحل أخري تمت بعد إعلان قيام الكيان الإسرائيلي في 15/5/1948م، ومستمرة حتى ألان يمكن إجمالها في المراحل التالية:
المرحلة الأولى: مرحلة الدولة العثمانية وتحديدا منذ انعقاد مؤتمر لندن عام 1840 بعد هزيمة محمد علي، واستمرت حتى عام 1882، وخلال هذه الفترة البدايات الأولى للنشاط الاستيطاني اليهودي، إلا أن مشاريع هذه المرحلة لم تلق النجاح المطلوب بسبب عزوف اليهود أنفسهم عن الهجرة إلى فلسطين ، والتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الانخراط في مجتمعاتهم ، ومن أبرز نشطاء هذه المرحلة اللورد شافتسبوري ، واللورد بالمرستون، ومونتفيوري واستمرت هذه المرحلة حتى بداية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920.
المرحلة الثانية: مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين وحتى قيام دولة إسرائيل:- وفي هذه المرحلة بدأ الاستيطان الفعلي في فلسطين حيث تم تكثيف عمليات استملاك اليهود للأراضي الفلسطينية، وتدفق الهجرة اليهودية ، حيث شهدت هذه المرحلة الموجات الثالثة والرابعة والخامسة من الهجرات اليهودية.
المرحلة الثالثة: وبدأت منذ إعلان قيام دولة إسرائيل وحتى عام 1967، وفيها تمكنت إسرائيل من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاستمرار في مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات لاستقبال الهاجرين الجدد باستمرار.
المرحلة الرابعة:هي مرحلة التسوية السياسية وتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993، حيث نشطت حركة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية واستمرت أعمال تسمين المستوطنات توسيعها وصولا إلى إقامة جدار الفصل العنصري الذي سيطرت من خلاله إسرائيل علي أكثر من ثلث مساحة الضفة الغربية.
وسوف تقتصر الدراسة علي المراحل الأولي والثانية فقط باعتبارها لم تنل قسطا كبير من الدراسات، فقد وقع الباحث علي جملة دراسات متخصصة في الاستيطان، جلها ركز علي ظاهرة الاستيطان بعد عام 1967.

أولاً: الاستيطان الصهيوني في فلسطين في العهد العثماني

ترجع معظم الدراسات التي وقع عليها الباحث المحاولات الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين إلى جهود الثرى اليهودي منتي فيوري، الذي استطاع في عام 1855م أن يشتري قطعة ارض في مدينة القدس ،أقام عليها في عام 1857، أول حي سكني يهودي في فلسطين خارج أسوار مدينة القدس ، وهي حي مشكانوت شعنا نيم وعرف فيما بعد يمين موسى وفي عام 1860، اشترى اثنان من المتوملين اليهود قطعتي ارض في فلسطين الأولى قرب أراضي قالونا والثانية حول بحيرة البرية وفي العام نفسه تم بناء أول 20 مسكنة لم تشغل إلا في عام 1862، وبذلك بدأت الخطوات العميلة الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين تم بعد ذلك جمعية الهيكل الألماني برئاسة كريستوف هوفمان بعض المستوطنات في فلسطين ، وخاصة في يافا وحيفا وفي عام 1878، تمكنت مجموعة من يهود القدس- بعد حصولهم على دعم من الخارج - من الاستيطان في السهل الساحلي وتأسيس مستوطنة " بتاح تكفا " على جزء من أراضي ملبس قرب يافا وقد شهدت فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى موجتين رئيسيتين من الهجرات اليهودية ، الأولى وقعت في الفترة ما بين 1882-1903، وقد تراوح عددها ما بين (25-30) ألف مهاجر واليها يرجع الفضل في التمهيد لإرساء الأسس التي قامت عليها حركت الاستيطان اليهودي المنظم في فلسطين ، لذا فقد تم في عام 1882م إنشاء ثلاث مستوطنات هي "ريشون ليتسيون ،وزخرون يعقوب، وروش ليتاح "كما أنشأت في عام 1883، مستوطنتان أخريان هما "يسود همعله" و" نيوز يونا" وقد أقيمت المستوطنات السابقة بأساليب التحايل مستغلين ضعف الأنظمة والقوانين ومستخدمين الرشوة للموظفين الأتراك كذلك قد تم في عام 1884،إنشاء مستوطنة جديدة، غير أنها تعرضت لخسائر فادحة ولم تستطع الاستمرار لولا تدخل "أدمون دي روتشيلد" حيث أنقذ هذه المستوطنات، ومكنها من أن تقيم في عام 1890، ثلاث مستوطنات أخرى هي رحوبوت ،ومشما رهارون ، والخضيرة "، وقد عهد وريتشيلد بإدارة مشاريعه إلى المنظمة التي تدعى أيكا، وهي منظمة الاستيطان الزراعي أسسها البارون النمساوي الأصل دي هيرش، وقد تولت هذه المنظمة العمل الاستيطاني في فلسطين وتمكنت بين سنتي 1899 إلى 1908 ، من تأسيس عدة مستوطنات جديدة بالإضافة إلى إعادة تنظيم مستعمرات روتشيلد ، ورغم ذلك فقد فشلت في توقعاتها وذكرت في تقرير لها عام 1899، بأنه "يصعب تحويل اليهود في فلسطين إلى مزارعين ومعظمهم يعيش في خمول قاتل" .
لذلك فقد أطلق البعض على الاستيطان اليهودي خلال تلك المرحلة اسم " الاستيطان الروتشيلدي "، نسبة إلى المليونير اليهودي دي روتشيلد الذي اشرف على إشادة وإدارة هذه المستوطنات وقد تولى إنشاء المستوطنات اليهودية في فلسطين خلال العهد العثماني حتى وصل عددها إلى "39" مستوطنة يسكنها "12"ألف مستوطن تم بلغ عددها حتى عام 1914 "47" مستوطنة (4) منها أقيمت بدعم من المنظمة الصهيونية بإشراف مكتب فلسطين" ، وقد عمل الصهاينة على إقامة هذه المستوطنات بالتدريج ، حتى لا يلفتون إليهم أنظار العرب حيث كانوا يقيمون من مستعمرة إلى ثلاث مستعمرات سنوية وذلك خلال الفترة الواقعة بين عام 1870 إلى 1918" .
وعلى الرغم من إن الدولة العثمانية لم ترحب في الاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي في فلسطين في العهد العثماني ، قد شاهد على إقامة تلك المستوطنات ، حيث ظهرت طبقة من ملاكي الأراضي من العرب ، وغير الفلسطينيين الذين كانت تجذبهم الأسعار المرتفعة إلى بيعها . وعلى الرغم من أن الدولة العثمانية قد أصدرت في عام 1882، قانونا اعتبرت بموجبه دخلوا اليهود إلى فلسطين أمرا غير قانوني ثم أصدرت في عام 1888 ، قانونا آخر يمنع دخول اليهود (من غير سكان الإمبراطورية ) إلى فلسطين ، إلا لمدة ثلاثة أشهر ، غير أن الصهيونية قد لجأت إلى رشوة موظفي الدولة العثمانية وتحايلت بطرق غير مشروعة لتهجير اليهود إلى فلسطين وتوطينهم فيها .
واستمر النشاط الإستيطانى في أواخر حقبة الحكم العثماني حيث أقيم بين سنة 1907 وسنة 1914 "15 " مستعمرة جديدة، فبلغ مجموع المستعمرات الصهيونية أربعين مستعمرة يسكنها حوالي 12000 لاجئ يهودى، وبالرغم من الظروف الملائمة للاستيطان التي وفرها لهم وعد بلفور والانتداب البريطاني إلا أن معدل قدوم المهاجرين بقى في البداية ضئيلاً .
ونشطت المؤسسات الصهيونية بعد الحرب العالمية الأولى خصوصاً بعد تمكن المنظمة الصهيونية العالمية من استصدار وعد بلفور الشهير عام 1917 الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين،ثم وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني،حيث لعبت حكومة الانتداب دوراً كبيراً في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية وذلك باتخاذها العديد من الإجراءات،منها فتح الأراضي الأميرية وجعلها أراضي ملكية وسن قانون أملاك الغائبين،تمكن اليهود بفضل هذه الإجراءات استملاك 2070000 دونم بعد قيـام دولة إسرائيل" وقد حرصت هذه المؤسسات على أن تكون هذه الأراضي في مناطق متباعدة من أجل توسيع رقعة "الدولة اليهودية".

ثانياً: الاستيطان في طل الانتداب البريطاني

تعتبر مرحلة الانتداب البريطاني في فلسطين هي المرحلة الذهبية للاستيطان الصهيوني في فلسطين ن حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته وتدعيمه، فإذا كان الاستيطان في مراحله الأولى قد اتصف بالعشوائية، والاتجاه نحو مواجهة المشاكل التي تتعلق باليهود خارج فلسطين فإنه في هذه المرحلة خضع للاعتبارات السياسية والإستراتيجية منذ بدايتها ، حيث أقيم عدد من المستوطنات في المناطق الإستراتيجية ، وكانت على شكل مجتمعات مغلقة تشبه "الغيتو"، معتمدة على سياسة العمل العبري لتأسيس نفسها ومشكلة نواة للوجود الصهيوني في فلسطين" .

ومما لا شك فيه أن السلطات الانتداب البريطاني قد سهلت، وبمختلف الوسائل عملية نقل ملكية الأراضي الفلسطينية إلى المنظمات الصهيونية ، من أجل استيطانها ، من ذلك أنها قد منحت الوكالة اليهودية أراضي حكومية واسعة مساحتها (195) ألف دونم ، في مناطق مختلفة من البلاد بما فيها أراضي من السهل الساحلي الفلسطيني، أعطيت لبلديات تل أبيب، وبتياح تكفا، من أجل توسيع رقعة المستوطنات فيهما ، كذلك قد وضعت حكومات الانتداب البريطاني في عام 1921، (175) ألف دونم من أملاك الحكومة تحت تصرف المنظمات الصهيونية من أجل إقامة المستوطنات عليها لتوطين المهاجرين ، وهو ما أدى بدوره إلى قيام ثورة 1921م التي قمعتها القوات البريطانية بشدة حيث انضم المستوطنون الى جانب الانجليز في قمع هذه الثورة .
وقد تجددت خلال هذه الفترة عملية شراء الأراضي من بعض الإقطاعيين والتجار اللبنانيين الذين كانوا يملكون مساحات واسعة من الأراضي في شمال فلسطين" ،حيث انه مع صدور الكتاب الأبيض في عام 1930، قررت المنظمة الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود من قبل لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين" ،فأقيمت في الفترة من عام 1936 -1939 "53" مستوطنة كان يطلق عليها "خوما ومجدال "أي سياج وبرج وصفا للطابع العسكري لتلك المستوطنات التي تزامن إنشاؤها مع نشوب ثورة عام 1936 الفلسطينية" ، حيث روعي في اختيار مواقع تلك المستوطنات أن تكون بمثابة سياج يشرف على المستوطنات الأخرى وتعمل في القوت نفسه كمناطق مراقبة بالنسبة للقرى العربية ، وقد تمت معظم هكذا النوع من المستوطنات المشرفة على مرج بن عام والأطراف الشمالية للجليل الأعلى" ، كما ظهر اتجاه لبناء المستوطنات في مناطق معزولة وذلك لخلق شعور لدى اليهود بقابلية السيطرة على كل أجزاء فلسطين، وفي أعقاب مشروع بيل لتقسيم فلسطين 1937 ، بدأ الاهتمام الصهيوني بإقامة مستعمرات في صحراء النقب - جنوب فلسطين - حيث توسعت الصهيونية في إقامة المستوطنات في تلك المنطقة ، وذلك الفترة الواقعة ما بين الحرب العالمية الثانية وسنة 1948، تحسبا لإمكانية حصول صدام عسكري مع مصر في المستقبل ، حيث بلغ عدد المستعمرات المقامة في النقب بحلول عام 1948،"27" مستوطنة ، لذا فإنه مما يميز السياسة الاستيطانية خلال فتة الانتداب اتجاه الحركة الصهيونية نحو توزيع المستوطنات الزراعية توزيعا استراتيجيا على حدود الدول العربية المتاخمة لها حيث أقامت "12" مستوطنة على حدود الأردن و"12" على حدود لبنان و"8" على حدود مصر و"7" على حدود سوريا ، وقد أدخل على الاستيطان الزراعي خلال هذه الفترة نوع جديد أطلق عليه اسم "الموشاف عفوديم" أي قرية العمال، وهي قرية زراعية ذات طابع تعاوني ، تقوم العائلات فيها باستغلال الأرض بالتساوي وقد انتشر هذا النوع من الاستيطان الزراعي حتى بلغ مجموع المستوطنات التي أقيمت حتى عام 1946، "68" مستوطنة يسكنها (18411) مستوطن .
وقد تمكنت الحركة الصهيونية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين من امتلاك ما يزيد عن 30% من مجموع الأراضي الزراعية في فلسطين" ، وقد بلغت مساحة الأراضي التي يمتلكها الصهاينة مع نهاية فترة الانتداب عام 1947، 1.82 مليون دونم ، وهو ما يعادل 6% من مساحة فلسطين ، والبالغة 27 مليون دونم ، في حين كان مجموع من الأراضي عند بداية الانتداب لا يزيد عن 2% فقط" ، فقد أشترت المنظمة الصهيونية في السنوات الأخيرة التي سبقت قيام الدولة الإسرائيلية أراضى جديدة لاسيما تلك التي تتفق ونظرتهم الإستراتجية ،وواصلت تكثيف الاستيطان اليهودي في السهل الساحلي بين حيفا ويافا ،كما اشترت قطعاً كبيرة من الأراضي في القسم الشمالي من فلسـطين وبنوع خاص في سهل الحوله ،وإلى الجنوب من بحيرة طبريا على طول نهر الأردن .وكانت هناك كـذلك صفقات شراء أراضى عند مصب نهر الأردن في البـحر الميت ، وعـلى ضفته الغربية ،وتوسعت أملاك اليهود في منطقة القـدس ،وفى ضواحي بئر السـبع ،كما تم شراء المزيد من الأراضي في النقب الشمالي وفى منطقة غزة ، وقد بلغ عدد المستوطنات التي أقيمت في الفترة الواقع بين عامي 1939- 1948، "79" مستوطنة مساحتها الإجمالية 2.052.000 دونما" .
خلاصة القول:- إذا كان الاستيطان في المراحل السابقة المشار إليها كان يهدف للإعداد لإنشاء الدولة فإنه بعد إنشائها في عام 1948، اتجه إلى تحقيق أهداف أخرى تتمثل في ترسيخ القاعدة البشرية والاقتصادية والعسكرية للدولة الجديدة، وبما يخدم أغراضها التوسعية المستقبلية ، لذلك فقد كان أول عمل قامت به الحكومة الإسرائيلية (البرلمان ) بتاريخ 5/7/1950م قانون العودة، والذي بموجبه يمنح كل يهودي داخل فلسطين حق الاستيطان فيها. فقد تكللت جهود الصهيونية ومن ورائها القوى الاستعمارية بالنجاح عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت إسرائيل من طرد معظم السكان الفلسطينيين بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر وتدمير القرى والمدن الفلسطينية، وأصبح الفلسطينيون يعيشون مشردين لاجئين في البلاد العربية المجاورة في مخيمات بائسة، وما زالوا إلى الآن رغم صدور العديد من القرارات الدولية تقضي بضرورة عودتهم إلى أراضيهم، وفي المقابل فتحت أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها ليتدفق الكثير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وبذلك تكون فرصة جديدة سنحت لإسرائيل لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين، والتي بدأت في القرن التاسع عشر، ونعتقد أنها بداية مرحلة خامسة من مراحل الاستيطان اليهودي في فلسطين ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، فقد تبنت الحكومات الإسرائيلية على اختلافها ،منذ عام 1948 سياسات استيطانية متجانسة ،بهدف تغيير الوضع الديموغرافى وخلق وقائع جديدة والعمل على تثبيتها ،إلا أن الممارسات الاستيطانية بعد توقيع أتفاق التسوية كانت من الشراسة بحيث حققت وقائع على الأرض ،تفوق ما قامت به الحكومات السابقة ،متجاهلة ما نص علية اتفاق أوسلو الداعي إلى عدم تغيير الوضع القائم حيث ظل النشاط الإستيطانى بوتيرة عالية ،تجسدت بمزيد من البناء والتوسع الإستيطانى ومصادرة الأراضي بغية تقوية التواجد الإستيطانى في محيط القدس ومناطق ما يسمى بالكتل الاستيطانية التي أعلن صراحة بوجوب ضمها إلى إسرائيل.
المبحث الثالث
أولا:- الهجرة اليهودية إلي فلسطين

تعد السيطرة على الأرض الفلسطينية جوهر الفلسفة التي انتهجتها الصهيونية العالمية منذ نشوء الفكرة الأولى لتوطين اليهود في فلسطين وتابعتها إسرائيل بعد قيامها حتى الآن، وقد رافق عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديموغرافي، ففي جميع حالات الاستيلاء كانت تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم ، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيين، فقد تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية" ، كل موجة منها تتم عقب حدث من الأحداث الدولية والمحلية أو نتيجة خطة صهيونية موضوعة، فقد حدثت الموجة الأولى ما بين عامي 1882-1903، إذ هاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا وما تبعتها من عمليات اضطهاد لليهود هناك نتيجة اشتراكهم في اغتيال قيصر روسيا، كذلك كانت نتيجة لقضية دريفوس التي أدت لموجة من العداء لليهود في فرنسا عام 1894،حيث قدرت بما يتراوح مابين 20 الى 30 إلف مهاجر يهودي.
وفى الفترة من( 1905 الى 1918 ) جاءت الموجة الثانية وكانت معظم أفرادها من روسـيا أيضاً وقد قدر عددهم بما يتراوح بين 35-40 ألف يهودى" .
انتعشت حركة الاستيطان اليهودي والهجرة الى فلسطين بعد الاحتلال البريطاني لفلسـطين والذي تلاه مباشرة صدور وعد بلفور عام 1917، فقد أخذت الهجرات اليهودية تتوالى على فلسـطين بتشـجيع ودعم من حكومة الانتداب البريطاني التي أخذت على عاتقها تنفيـذ مخطط التهـويد ونتيجة لـذلك أخذ عـدد اليهـود يتزايد يوماً بعد يوم.
كما ازدادت أملاكهم التي منحتهم إياها بريطانيا في فلسطين وسهلت لهم طرق شرائها" ،فقد حدثت الموجة الثالثة ما بين عامي 1919-1923 بعد حدوث الثورة البلشفية في روسيا، وبلغ عدد المهاجرين في هذه الموجة نحو 35 ألف مهاجر وتمت الموجة الرابعة ما بين عام 1924-1932،حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حدت من الهجرة إليها، أما الموجة الخامسة فكانت بين عامي 1933-1938، حيث بلغ عدد المهاجرين في هذه المرحلة حوالي "174" ألف مهاجر يهودى" ، مما رفع عدد السكان الى 370 ألف يهودي، فقد أخذت تتدفق الى البلاد أفواج عديدة من المهاجرين بشكل لم يسبق له مثيل مما أثار شعور الاستياء والغضب لدى عرب فلسطين وكان هذا أحد الأسـباب الرئيسـية التى فجـرت ثورة 1936 الشـهيرة فقد دخل الى البلاد، وكان هذا مع بداية عهد نازية هتلر وانتشـار اللاسامية في أوروبا .
وإلى جانب الموجات السابق الاشارة إليها، كانت هناك هجرات سرية قام بها اليهود الشرقيين (السفارديم) من جهات مختلفة من اليمن والحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وإيران وذلك في فترة الأربعينات، وذلك بسبب قيام سلطات الانتداب البريطاني بفرض قيود على الهجرة اليهودية تقرباً للعرب للوقوف بجانبها في الحرب العالمية الثانية، وقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948حوالي 650 ألف مهاجر يهودي، وبعد قيام دولة إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية وذلك بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950 ، وقانون الجنسية الإسرائيلي عام 1952، فازداد عدد المهاجرين، حيث بلغ في الفترة من 1948-1967 (12.0075)مهاجراً .
كما وشهد الكيان الإسرائيلي عقب إنشائه موجات هجرة واسعة وذلك نتيجة زوال قيود الانتداب البريطاني وتولى الحكومة مسؤولية الإشراف المباشر على تنظيم موجات الهجرة واستيطانها،مما ساهم في تزايد أعداد المهاجرين، كما رافق عمليات الهجرة توسيع الاستيطان المدني والقروي،لاستيعاب هذه الهجرة ،وقد بلغ مجموع الهجرة اليهودية بين( 1948-1967) حوالي( 1300000) يهودي شكلوا الأساس البشرى للكيان الإسرائيلي في فلسطين" ، وعموما أدت الهجرة اليهودية والاستيطان وترحيل العرب إلى إقامة أكبر غيتو يهودي غاصب وعنصري في العالم، أي قيام كيان غريب ودخيل استيطاني واستعماري على الأرض العربية الفلسطينية.

ثانيا:- ردود الفعل الفلسطينية والعربية علي الاستيطان

إدراك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان والهجرة الصهيونية، مما اضطرهم لمواجهة المخطط الصهيوني في وقت مبكر، فقاموا بتأسيس عدد من الأحزاب والجماعات، لمقاومة الهجرة الصهيونية، فقد تأسست في بيروت جمعية تحت مسمي "الشبيبة النابلسية" والتي شكلت بدورها جمعية الفاروق، التي اتخذت من القدس مقر لها، وهدفت إلى الكشف عن الخطر الصهيوني بالمنطقة ومجابهته، ولم تحل اليقظة الفلسطينية والعربية، من تزايد الخطر الصهيوني، الذي منح دفعة كبيرة، اثر وعد بلفور عام 1917، الذي منح اليهود وطنا قوميا في فلسطين، والذي كان من ابرز تداعياته دخول القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة، وقعت على أثرها فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي بدء يكشف عن وجهه الحقيقي، الداعم إلى الجماعات الصهيونية والمسهل لها سبل الهجرة والإقامة، والمتغاضي عن جرائم الصهيونية واستفزاز للعرب ، وبالرغم من المحاولات الفلسطينية والعربية الممانعة للوجود الصهيوني والاستيطاني، هبات 1921، 1936 وغيرها من الهبات إلا إن موقف الحركة الوطنية في حينه، كان يراهن على إمكانية إحداث تغير في موقف الحكومة البريطانية الداعم للمشروع الصهيوني، من جهة كما إن الأحزاب السياسية الفلسطينية في حينه كانت أحزاب عائلات متصارعة من اجل النفوذ والمكانة من الجهة الثانية، من هنا انحرفت الحركة الوطنية من حركة تعمل لأجل الشعب وضد الصهيونية والاستعمار إلى ساحة تتناقض فيها الشخصيات ذات الارتباطات المشبوهة وسماسرة الأرض وكل من لدية مرض السلطة والوجاهة، ما جعل الجماهير الفلسطينية تفقد ثقتها بقيادتها، وتلجأ إلى وسائل جديدة في النضال، كان من أهم سماتها معاداة بريطانيا واعتبارها عدو، واللجوء إلى العنف المسلح، هذه الإستراتيجية الجديدة في النضال، التي اقترنت بعودة الفكر الوحدوي إلى ساحة النضال، والعودة أيضا إلى مطلب الوحدة العربية، كتعبير عن اعتراف الفلسطينيين بفشل المراهنة عن العمل الوطني المنفصل عن الأمة العربية .
فعادت فكرة الوحدة القومية العربية، لتمثل موقع الصدارة في إطار الفكر السياسي الفلسطيني، اعتبارا من مطلع الثلاثينات، حيث شعرت الحركة الوطنية الفلسطينية بأهمية العمق العربي إبان إحداث هبّة البراق .

قد تعزز هذا التوجه بإعلان تشكيل حزب الاستقلال العربي، في فلسطين أغسطس 1932، على أساس مبادئ القومية العربية، حيث رأى مؤسسي الحزب، بان القضية الفلسطينية تتقاذفها الرياح والعوامل المتناقضة، منذ إن انفصلت عن القضية العربية الكبرى" ، وينسحب هذا الأمر على كافة الأحزاب العربية، التي ظهرت في فلسطين في النصف الأول من الثلاثينيات، مثل الحزب العربي الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني عام 35، وحزب الإصلاح , الكتلة الوطنية ، حزب الدفاع الوطني، إلى حد ما" .
واثر اشتداد الثورة الفلسطينية، وزيادة التضامن العربي مع فلسطين، اقترحت بريطانيا تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام، إلا إن هذا الاقتراح رفضه العرب، وإزاء المعارضة العربية قامت بريطانيا بإحالة القضية الفلسطينية للأمم المتحدة، والتي بدورها قررت في اجتماع الجمعية العامة عام 1947، إنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، وفق خرائط قررت سلفا، كما وقررت تدويل القدس، وتعاون الدولتين اقتصاديا ، وأدى قرار التقسيم بدورة إلى ثورة عارمة من قبل العرب والفلسطينيين، الذين رفضوا القرار، وعبروا عن استيائهم من الدول التي أيدت إقامة دولة يهودية على جزء من فلسطين، وقاموا بعدد من الاحتجاجات وإعمال عنف مسلح ضد قنصليات الدول التي وافقت على القرار" .
ومن الجدير ذكره بان الواقع العربي المتردي في حينه كان من أهم العوامل التي ساهمت في إقامة الدولة الصهيونية واستيلائها على مساحات كبيرة خارج حدود التقسيم، فدول الجامعة العربية كانت تعاني حالة من الفرقة والانهيار ، وما إن دخل الجيش العربي إلى فلسطين، بقيادة الجنرال جلوب، في مايو 1948، حتى سارع الجيش العربي لنزع سلاح الفلسطينيين، وتقييد حريتهم في الحركة، منذ ذلك التاريخ غيّب الفلسطينيين عن ميدان قضيتهم، وكان هذا بداية التدخل الرسمي العربي، لتوضع القضية في هايدى الجامعة العربية ، إما الحركة الوطنية الفلسطينية في حينه، فقد كانت سماتها الارتجال وغياب الرؤى ونقص الإمكانيات، مع إن الفلسطينيين قد أبدو في حينها بسالة في الدفاع عن مدنهم وقراهم، في وجه العصابات الصهيونية .
وإجمالا جاءت نكبة عام 1948، لتشكل صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، الذي أجبرته الممارسات الاسرائيلية الصهيونية الاستيطانية والقمعية والمجازر، على النزوح والهجرة إلى بلدان الوطن العربي، سوريا ولبنان والأردن، حيث نزح قرابة سبعمائة إلف لاجئ إلى البلدان المذكورة، وقد ساهمت النكبة في إجراء تحول جذري في الواقع الفلسطيني، لدرجة أضحت فيها النكبة رمزاً لجميع مظاهر التخلف والضعف الذي عانى منها الوطن العربي، من استعمار وتجزئة" .

خاتمة:-

تمكنت الدوائر الصهيونية منذ بداية القرن التاسع عشر بالعمل علي الاستيطان في فلسطين، مستغلة بعض الظروف السياسية السائدة في ذلك الوقف وأهمها ضعف الدولة العثمانية ثم المساعدات الكبيرة التي قدمتها بريطانيا لهذه الدوائر خصوصاً بعد انتدابها على فلسطين من إقامة العديد من المستعمرات اليهودية، والتي تطور العديد منها ليصبح مدناً كبيرة واستطاعت هذه المستعمرات من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بعد نزع ملكيتها من أصحابها الشرعيين وبطرق مختلفة مثل الشراء والمصادرة والطرد بعد ارتكاب المذابح والمجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأمر الذي أجبر معظم الشعب الفلسطيني على ترك أرضه ومنازله ليعيش لاجئاً في مخيمات البؤس والشقاء وقد واصلت هذه الدوائر إقامة المزيد من المستعمرات حتى بعد قيام دولة إسرائيل وحتى الآن.
فالمستوطنات اليهودية هي بمثابة رأس الحربة في برنامج إسرائيل التوسعي القائم علي فرض سياسة الأمر الواقع ، فقد شهدت حركة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية فترات مد وجزر إلا انه والي الآن يعد سياسية ثابتة لدي الاحتلال وخاصة في مناطق 67، ما يؤكد عزم إسرائيل الدائب على بقاء سيادتها الفعلية في الأراضي العربية التي تحتلها، فالخرق الإسرائيلي مازال مستمر لجميع الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وخاصة قواعد القانون الدولي الإنساني، وهو إن دل على شئ فهو عدم جدية إسرائيل في عملية التسوية،وسعيها لكسب الوقت لتعزيز استيطانها فالفلسفة الصهيونية التي تنطلق منها هذه السياسة تقوم على مفهوم وسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، ويؤكد ذلك استمرار مضي إسرائيل في إقامة جدار الفصل العنصري وشبكة الطرق الالتفافية التي شقت بحجة الربط بين المستوطنات مع إن الغرض الحقيقي منها هو منع التواصل الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية وعزلها فى كنتونات محاصرة بالمستوطنات الإسرائيلية .





المراجع:-

1. إبراهيم أبراش، الفلسطينيين والوحدة الوطنية منذ قيام الحركة القومية العربية حتى نكبة 1948، المستقبل العربي، بيروت، العدد 64، حزيران 1948، ص65.
2. إميل توما الأعمال الكاملة, المجلد الرابع,معهد إميل توما للأبحاث السياسية والاجتماعية،حيفا، 1995.
3. أمين عبد الله محمود ، مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولي، سلسلة كتب المعرفة 74 ،الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، 1984.
4. إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت،1998.
5. بسام محمد العبادي، الهجرة اليهودية إلى فلسطين " جذورها، دوافعها، مراحلها، انعكاساتها " من 1880-1990م ، دار البشير للنشر والتوزيع ، عمان، 1990 .
6. جريس صبري تاريخ الصهيونية (1862-1948) ،م.ت.ف، مركز الأبحاث ، بيروت 1981.
7. جون ودافيد كيميشى، الدروب السرية، منشورات فلسطين المحتلة، بيروت 1981.
8. حبيب قهوجي، إستراتيجية الاستيطان الصهيوني في فلسطين، مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية –بيروت 1978.
9. حسن عبد القادر صالح الأوضاع الديمغرافية للشعب الفلسطيني –الموسوعة الفلسطينية – القسم الثاني –المجلد الأول الدراسات الجغرافية – بيروت 1990.
10. خيرية قاسمية ،الأوضاع السياسية للفلسطينيين في البلاد العربية الفلسطينيين في الوطن العربي، القاهرة ، معهد البحوث والدراسات العربية، 1978.
11. صلاح عبد العاطي، تقرير بحثي بعنوان الاصولية المسيحية الصهيونية الأمريكية المعاصرة، جامعة القدس أبو ديس- غزة، 2006.
12. صلاح عبد العاطي، بحث بعنوان الحركة السياسية الفلسطينية، حركة القومين العرب، جامعة القدس أبو ديس ، 2005/2006.
13. عادل محمود رياض، الفكر الإسرائيلي وحدود الدولة،معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1977.
14. عبد الرحمن أبو عرفة، الاستيطان التطبيق العملي للصهيونية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، دار الخليل، 1981.
15. عبد العزيز محمد عوض ، مقدمة في تاريخ فلسطين الحديث ،1831-1914 م ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1983.
16. عبد القادر ياسين، الخلفية التاريخية للمقاومة العربية في فلسطين، دار الطليعة،القاهرة، 1969.
17. عبد الوهاب المسيري، "الصهيونية" الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، الدراسات الخاصة، مجلد 6، دراسات في القضية الفلسطينية، بيروت، 1995.
18. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، دار الشروق ،بيروت، 1999 ،ج7.
19. عبد الوهاب الكيالى،وثائق المقاومة العربية ضد الاحتلال البريطاني والصهونى 1918 – 1939، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت،1968 .
20. علي الدين هلال، الاستعمارالاستيطاني الصهيوني في فلسطين، معهد الدراسات والبحوث العربية، 1975،الجزء الأول.
21. عمر نصر مهنا مشكلة فلسطين إما الرأي العام العالمي 1945 – 67 ، دار المعارف، القاهرة، 1979ص 179.
22. كامل خله، فلسطين الانتداب البريطاني 1922-1939، منظمة التحرير الفلسطينية مركز الأبحاث، بيروت، 1974 .
23. ماهر الشريف، الفكر السياسي الفلسطيني قبل عام 48، مجلة شئون فلسطينية، العدد 240، مارس ابريل 1993.
24. مجدي حماد ، النظام السياسي الاستيطاني ،دراسة مقارنة إسرائيل وجنوب إفريقيا، دار الوحدة، بيروت، 1981.
25. محمد سلامة النحال،سياسة الانتداب البريطاني حول الأراضي فلسطين العربية، منشورات فلسطين المحتلة، بيروت، 1981م .
26. محمود زيد، تاريخ فلسطين 1914-1948، دار القدس، بيروت، 1974.
27. موسى القدسي دويك، المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، منشاة المعارف، الإسكندرية جلال حزي وشركاه،2004.
28. نظام محمود بركات، الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين بين النظرية والتطبيق، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية فبراير 1988.
29. هند البديري، أراضي فلسطين بين مزاعم الصهيونية وحقائق التاريخ، جامعة الدول العربية، القاهرة، 1998.
30. وليد حسن المدلل، الاستعمار الصهيوني للضفة الغربية وغزة (1948-1967) ،رسالة ماجستير، مقدمة إلى معهد البحوث والدراسات العربية، يناير 1992، مكتبة الجامعة الإسلامية غزة.
31. وليم فهمي، الهجرة اليهودية إلى فلسطين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974.
32. حرب فلسطين 47-48 الرواية الاسرائيلية الرسمية، ترجمة احمد خليفة ،الطبعة الثانية، بيروت مؤسسة الدراسات الفلسطينية،1986.



#صلاح_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الشرق الأوسط وتداعياته على الأمن القومي العربي
- المرأة الفلسطينية بين الواقع والمأمول
- الصهيونية المسيحية الأصولية الأمريكية المعاصرة
- كلام عن الحرية.. العزلة .. الانكشاف
- الاقليات وحقوق الانسان في المجتمع العربي
- الحركة السياسية الفلسطينية -دراسة تطبيقية- حركة القوميين الع ...
- العلمانية والأصولية في المجتمع العربي
- الموقف القانوني من الانفصال احادي الجانب واعادة الانتشار لقو ...
- الحماية الاجتماعية بين الحاجة .. و الإطار القانوني
- الفلتان الأمني .. ظاهرة خطف الأجانب.. تلحق أفدح الضرر بالقضي ...
- العمل النقابي في فلسطين ... بين الواقع والطموحات؟؟
- السلم الأهلي و نبذ العنف في القانون الأساسي والمواثيق الدولي ...
- المرأة والقانون
- المرأة الفلسطينية والمشاركة السياسية والاجتماعية
- الديمقراطية والتنمية في العالم العربي وفلسطين
- الحكم المحلي والهيئات المحلية في فلسطين
- قراءة في التعاطي القانوني والرسمي مع ملف الأراضي التي ستخليه ...
- حقوق المواطن في ظل الواقع الراهن ..وسؤال ماالعمل؟؟
- قانون رعاية الشباب الفلسطيني الي اين...؟
- دور منظمات المجتمع المدني في الرقابة على الانتخابات


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عبد العاطي - الاستيطان الصهيوني في فلسطين حتى عام 1948