أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلام إبراهيم - المنفى يضرب أعمق العلاقات الإنسانية-خريف المدن- مجموعة حسين الموزاني القصصية















المزيد.....

المنفى يضرب أعمق العلاقات الإنسانية-خريف المدن- مجموعة حسين الموزاني القصصية


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 12:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ي ثلاث من قصص المجموعة الأربع يخوض "حسين الموزاني" في موضوع المنفى والإنسان، في أمكنة وأجواء وشخصيات قصصية مختلفة، لكنها تجمع على وحشة الإنسان المنفي ولا معنى لحياته في تلك البقع الغريبة رغم أمان تلك الأمكنة وسلامها. فالنصوص تبحث عما هو جوهري في الوجود، فما دام الإنسان يحس بالوحشة والاغتراب فما فائدة كل الترف والسلام إذن.

إشكالية المنفى في أول نص "طريبيل" حادة، وعميقة، فثيمة تغيّر المنفي واختلاف أحواله وأحوال المكان الأول التي طالما خاضت بها العديد من نصوص المنفى، تأتي هنا مختلفة من حيث اختزالها لكثير من التفاصيل، فحدث النص يذهب مباشرة إلى أعمق علاقة بين الكائنات، علاقة الإبن بالأم وما يطرأ عليها من متغيرات تضرب عميقاً بذات الطرفين. هذه العلاقة التي من المفترض أن تكون راسخة لا تتغير تحت كل الظروف حسب ما هو شائع في الثقافات المختلفة والقصص والحكايات الشعبية ذات المغزى الاجتماعي. نجدها هنا تختل في محنة النفي المستمرة، وفي إرباك حدث القصة حيث يجري لقاء الإبن بالأم بعد عشرين سنة لمدة يومين. يبدأ النص بجملة افتتاحية مكثفة ومختزلة من لحظة إغلاق الهاتف بعد الاتفاق مع أم الراوي على اللقاء بعمان العاصمة الأردنية في الغد. وفي الطائرة المتجهة نحو الأردن نرجع مع الراوي إلى طفولته خلف السدة في بغداد، وهي منطقة فلاحين هاجروا من أرياف الجنوب إلى العاصمة في أواخر الخمسينات، وتفاصيل صغيرة حميمة عن حنو الأم عليه وهو يداس من قطيع جِمال، وهو يهرب مستوحشاً من صفعه فتلحقه وتعود به من ذلك المكان البعيد، ثم يتذكر بعض التفاصيل من طفولته الأبعد في ريف العمارة. بهذه الذكريات أضفى بعداً عميقاً للقاء المرتقب. كما أن العديد من الأحداث الثانوية في هذه الرحلة جاءت متوافقةً ومعمقة للثيمة المركزية فمتنت بنية النص وماسكته، ففي المطار يسمع حوار بين أحد العراقيين وشرطي الجوازات الأردني حول تابوت لشخص عراقي توفي في ألمانيا والذي نعلم لاحقاً من حوار بين الراوي وذلك الرجل. أن المتوفى يبلغ الخامسة والستين، وكان يلح في السنين الأخيرة " أريد أشوف العراق، أريد أموت بالعراق،أخذوني للعراق" (ص9). ومحنة عدم استقبال الفنادق في عمان للرجل بصحبة التابوت. رؤيته في الساحة الهاشمية غبشاً وجه عراقية تبيع الفول يشبه وجه أمه، وصف لحالة العراقيين المتواجدين في الفنادق والساحات والبارات في عمان، والحوارات المكثفة التي تجري بين الراوي ومن يصادفهم كذلك البدوي الأردني الذي جالسه في الحانة:

يقول البدوي ـ أول ما دخلت عرفت أنك عراقي.

ـ كيف عرفت أني عراقي؟

ـ "إني أعرف وجوه العراقيين عن بعد"، قال،"وجوههم صلبة حزينة."(ص17)

اختلال العلاقة هو جوهر ما رصده النص وما ميزه عن غيره من النصوص التي تناولت نفس الثيمة. ففي أولى ساعات اللقاء تسرد له تفاصيل ما جرى للناس والمكان في فترة غيابه الطويل ليجدا "الأم والإبن" نفسيهما ساقطين في صمت وحيرة هما هوة سنين الفراق الطويل:"في الطريق إلى المطعم أصابنا الوجوم، أنا أفكر بلا جدوى الأسئلة، وهي ربما شعرت أنها قالت كل شيء. أكلنا بصمت، هي ببطء شديد وعينين شاردتين، وأنا تصرفت كما لو أنني أجاملها"(ص16). فتتهرب من الخروج معه في المساء، وللخلاص من الصمت وتلك الفجوة يهرع إلى البار ليلاً ليسكر. ويتكرر هذا الصمت في اليوم التالي وفي مطعم أخر (ص23). ثم يتطور إحساس الأم بالفجوة المتسعة، وما طرأ على الإبن من تغيرات لاحظتها وسألته مراراً عنها إلى تصريحها عدم تحملها البقاء يوماً أخر. هو يعي ما أصابه من خراب في المنفى فيهرع إلى المرأة ليحدد طبيعة هذا الخراب الذي لاحظه بنظرات أمه:"اجتاحت جسدي رعشة خفيفة، نظرت إلى وجهي في المرآة، فبدا لي مثل قناعٍ مثلوم. بالطبع أني تغيرت، وعندما حدست الوالدة هذا التغيّر الداخلي أبداً. ربما أنا مصاب بمرض غريب مجهول دون أن أعلم به. مرض الوحشة؟ مرض الخوف؟ ما الذي تغيرّ بي إذن"(ص23). تشوه رؤية المنفي تجعله لا يرى فقط ما طرأ عليه من تغيرات لا يدرك ما هي وما أسبابها بل هو الأخر يجد بأهم رمز روحي لدى الإنسان "الأم" تغيرات يراها بعينيه الجديدتين اللتين تحرزان عماء عشرون سنة من المنفى " قد تكون الوالدة نفسها هي التي تغيّرت. ألم يختف ذاك البريق الخاطف في عينيها الصغيرتين"(ص23). هذه المحنة المركبة العميقة تجعله يتمنى الموت في تلك الليلة. وجعلته في اليوم التالي يحس بالضياع لفكرة سفرها في الغد فيعود طفلاً مذعوراً دونها: "أمسكت يدها وأحسست وأنا أقبض على أصابعها كما لو أنني طفل يخاف الضياع وسط الزحام"(ص25). وفي الليلة الأخيرة يصاب بحمى الفراق، فتنقبض روحه ويتساءل وكأن ذهابه سيضيعه من جديد: "سترحل أمي غداً، وأنا؟ وأنا؟ إلى أين سأرحل؟(ص26). هذا الخراب الروحي التام خراب مطلق لا علاج له حتى بوجود الأم التي يتوهم المنفي بأن يجد جوارها السلام وهي التي تراه وقد تغير تماماً، وأختلف تماماً عن إبنها الذي تعرفه كما هو حال أم الراوية التي لم تستطع أن تمكث مع إبنها سوى يومين ثقيلين، احتشدا بالصمت والارتباك. هذا النص الذي ينتهي بوداعها وعودة الراوي إلى الساحة الهاشمية يبحث عن وجه البائعة العراقية التي تشبهها يعد من أجمل وأكمل النصوص العراقية المكتوبة عن إشكالية المنفى.

في نص "دورية" ينقلنا السارد إلى أجواء الحرب الأهلية اللبنانية قبيل الاجتياح الإسرائيلي (1982) حيث يقوم الراوي العائد من معسكرات تدريب المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني، بزيارة صديق ورفيق له في بيروت الغربية "أبو سرحان" الذي أصيب على خط التماس وهو يحاول التسلل إلى سينمات تعرض الأفلام الإباحية بطلقة قناص، فقامت قيامة حزبه اليساري الطهراني، إذ طردوه من المستشفى بعد أسبوع معتبرين عمله لا أخلاقي مس شرف الثورة. ينهار باكياً شاتماً قسوة رفاقه، وشاعراً بأن العدو أكثر رحمة منهم. مما يجعل الراوي يبكي معه. هذا الحدث المركزي في القصة يطرح إشكالية الثوري المنفي في علاقته الملتبسة بقيم الثورة الطهرانية وما تفرضه الغرائز الإنسانية من رغبات مشروعة غير قابلة للإشباع في ذلك الوضع الملتبس. والمحنة لا تخص "أبو سرحان" فقط بل الراوي أيضاً وهو يرفض أن يعير صديقه المصاب مسدسه خوفاً من أقدامه على الانتحار كما يلمح النص، فيخرج إلى البحر والصباح ويحاول هو الأخر مدفوعاً بغرائزه الحصول على امرأة يصادفها على الساحل، لكنها تتركه فيخرج مسدسه ويطلق رصاصة في ضباب الفجر. لينهي النص بطلقة أخرى وهو يقول لنفسه: "لعلني انتشلها من المتاهة".(ص116)، يقصد نفسه.

نص "منصور الراهب" يحكي قصة جندي يهرب من الجيش وينجح في التسلل إلى خارج العراق، ثم يصل إلى ألمانيا. وهناك يدعي أنه من أصل ألماني مستنداً إلى قصاصة ورق عثر عليها صدفة تحكي قصة قس ألماني ضاع أثره في سوريا في القرون الماضية. النص فيه تفاصيل عديدة يعكس حياة شريحة من اللاجئين العاطلين الذين يعيشون على هامش الحياة الأوربية، أجواء لقاءاتهم في المقهى، همومهم حواراتهم. النص مبني على فكرة ضعيفة. عدا أنه يستطيل في سرد متدرج تقليدي، فيه العديد من الأحداث الثانوية، كحدث مضاجعة الشخصية المحورية لفتاة ألمانية، أو حدث دخوله ليلاً إلى مقبرة وخيالات الليلة المستقاة من أفلام الرعب الرخيصة في اختبار إرادة لا داعي له في سياق النص. كل ذلك أفقد القصة حبكتها، وجعلها مشتتة فبدت كرواية ملخصة بشكلٍ سيء.

نص "زيارة الهدوات" هو الأخر يخوض في موضع الاغتراب الوجودي، ويحكي قصة "جبوري" المحاسب في دائرة الضرائب. رجل جاوز الخمسين دون زواج يعيش حياة رتيبة ومملة في دوامة ثابتة بين البيت والعمل والمقهى. يبدأ النص بجملة ظرفية يخبرنا فيها السارد عن مغادرة "جبوري" البيت وهو في حالة شكٍ من نسيان المكواة مفتوحة. ويظل طوال اليوم مشغولاً بهذا الهاجس حتى عودته مساءً فيجد أنه قد فصل المكواة، لكنه يجد البيت محتلاً من قبل كائنات خرافية تشبه الذئاب بوجوه بشرية تحتجزه في البيت رابضة جوار الأبواب والنوافذ والشرفة. ثم يختلط السرد في مزجٍ متقن بين الواقع والخيال من خلال المنولوغ الداخلي للشخصية القصصية، التي تشكك في حيثيات الحوار الداخلي بوجود تلك الكائنات. ثيمة القصة واضحة عن قسوة الشعور بالوحدة التي تأرجح "جبوري" على حافة الجنون، ثم تؤدي به إلى تلك الأخيلة الخرافية التي تجعله يلف حول ذراعيه خرق أقمشة ويشعلها هاجماً عل كائنات مخيلته الخرافية. النص جميل سرداً ولغةً ولكن ما ينقص بنيته هو عدم عرض مبررات قوية ومقنعة لجنون الرجل في حياته الرتيبة الغامضة، فالسرد السابق لفعل الشخصية القصصية لم يلق الضوء بما يكفي لتبرير فعل الحرق مما أفقد هذا النص مغزاه.

لابد في الأخير من الإشارة إلى أسلوب الكاتب المميز ولغته المشذبة، فالسرد والوصف دقيق ومكثف لا زوائد فيه، يعبر بكثافة وبأقل ما يمكن من الكلمات عن الحالة الإنسانية. وممكن ملاحظة ذلك من الشواهد الواردة في المقالة، ومن هذا المقطع الذي يسرد حالة الشخصية المحورية القلقة وهو ينتظر وصول أمه إلى عمان في نص "طربيل": "فتحت النافذة لكي ألقي نظرة على ليل الساحة الهاشمية، لكن الظلام كان عميقاً. شعرت بصداع خفيف. جلست على حافة الفراش وأمسكت رأسي لكي أوقف الألم الذي أشتد. أخذت جرعتين قويتين من الويسكي وأشعلت سيجارة. انتابني حزن وشعرت أني رجل ضائع. غداً قد تأتي أمي وقد لا تأتي. حاولت أنام. وضعت المخدة فوق رأسي" (ص12). لكنه في الوقت نفسه أثقل النص بحوارات باللهجة العامية العراقية واللبنانية والفلسطينية طويلة لم تتناسب مع طبيعة السرد ولغته، ولا الموضوع وخصوصاً في النص الطويل "منصور الراهب" و "زيارة الهدوات".
ـــــــــــــــــــ
* خريف المدن ـ دار الجمل "ألمانيا".



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حافة القيامة- رواية -زهير الجزائري بحث فني في طبيعة الديكتات ...
- وطن آخر مجموعة -بثينة الناصري القصصية تزييف عذاب المنفى وتم ...
- في أروقة الذاكرة رواية هيفاء زنكنة القسم الأول
- عن مقتل صديقي الزنجي عادل تركي
- ليل البلاد رواية جنان جاسم حلاوي نص يرسم جحيم العراق بالكلم ...
- عن العالم السفلى لنعيم شريف العراقي يحمل جرح الحروب في الوج ...
- خسوف برهان الكتبي للطفية الدليمي كيف تنعكس ظروف القمع على ا ...
- سرير الرمل
- قسوة
- التآكل
- جورية الجيران
- نخلة في غرفة
- في ذكرى الرائي عزيز السماوي
- موت شاعر 1 بمناسبة وفاة الشاعر الصعلوك كزار حنتوش
- بمناسبة موت الشاعر كزار حنتوش3 موت شاعر
- بمناسبة موت كزار حنتوش2 موت الشاعر
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...
- تشوه بنية الإنسان في البيئة العربية المغلقة والقامعة- الجزء ...


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلام إبراهيم - المنفى يضرب أعمق العلاقات الإنسانية-خريف المدن- مجموعة حسين الموزاني القصصية