أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد البغدادي - اورهان باموك البيت الصامت. ازمة مجتمع ام ازمة مثقف؟؟















المزيد.....

اورهان باموك البيت الصامت. ازمة مجتمع ام ازمة مثقف؟؟


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


( كنت ارى في حلمي شيخا كبيرا يرتدي عباءة يدور حول راسي ويناديني فاروق فاروق, كان سيخبرني بسر التاريخ) البيت الصامت ص305
تنتمي رواية البيت الصامت الى ذلك الجيل الروائي المستكشف لازمة مجتمعه من خلال صراع الاجيال ورؤيتهم للتطور الحضاري تماما مثلما فعل الروائي العربي نجيب محفوظ في ثلاثيته بين قصرين وقصر الشوق والسكرية والتي حاول من خلالها غور المجتمع المصري من زمن الاحتلال البريطاني مرورا بعصر الاستقلال والثورات وكما فعل قبلهما الروائي الالماني توماس مان في ال بودنبروك الذي وصف تداعي الطبقة الوسطى في المانيا من خلال اربعة اجيال,
تعالج البيت الصامت موضوعة تطور الطبقة الوسطى في تركيا من خلال ثلاثة اجيال عاصر الجيل الاول( صلاح الدين,وفاطمة) الاتحاديين والسلاطين العثمانيين ويصف لنا مدى سطوة ووحشية ذلك الحكم من خلال الدمية رشاد خليفة المسلمين( اكثرهم حمقا هو السلطان رشاد دمية الاتحاديين) ص291 او من خلال طلعت باشا ومعاداته للعلم والمعرفة وكرهة لكل ماهو متطور الذي مثله انذاك الدكتور صلاح الدين والجيل الثاني الذي مثله ضوغان نجل الدكتور صلاح الدين الذي عاش في العصر الجمهوري , والعصر الثالث الذي مثله فاروق ونيلفون ومتين احفاد صلاح الدين من ضوغان والسيدة الكبيرة فاطمة الذي بقيت شاهدة لتروي لنا ما حصل وما يحصل في المجتمع التركي وانهيار اخلاقياته وسحق كل القيم والمعتقدات التي نشا عليها وراثي امجاد الدولة العثمانية حتى انه يتسائل كانو ا خدم لدينا؟؟ واليوم
ومن خلال البيت الصامت سوف نرى بهدوء كيف تحولت الطبقة الوسطى في تركيا الى طبقة مهمشة سوف تاكل ابنائها بدون رحمة وتلفظهم دون حياء كما فعلت السيدة الكبيرة برجب وشقيقه وامهما. حينما طردتهما في ليل شتائي بارد جدا من دون ماوى ولا طعام وينتقل بنا باموك الى سفالة ذلك الجيل العثماني متمثلافي صلاح الدين الذي ارتضى بهذا الامر مقابل قطعة من الذهب يحصل عليها من خزنة فاطمة ليستكمل بها مشروعه الموسوعي(قال صلاح الدين بصوت باك: حسن يا فاطمة انظري لم ياتي مريض الى عيادتي وهذا ليس ذنبي, واقول هذا دون خجل لانه ناجم عن العقائد البلهاء في هذا البلد الملعون دخلي الان صفر اذا لم تخرجي اح هذه الاقراط او الماسات او الخواتم التي تملا الصندوق حتى فمه واذا لم نبعها لليهودي ........ كيف ساكمل موسوعتي) 141

( قرعت بابها وانتظرت قليلا. فتحت المراة البائسة والسافلة الخادمة الغبية الباب فورا يا بوم ويا جثث الفئران دفعتها ودخلت .لقيطاك هنا يا عبيد الحبشة يا زنوج..طردتها انظر يا صلاح الدين امرأتك القوية انهارت) ص 301
الدكتور صلاح الدين احد المقربين من السلطة العثمانية في زمن الاتحاديين ونظر لمواقفه العلمية اصبح من المغضوب عليهم في زمن طلعت باشا الذي نفاه الى مكان اختاره صلاح الدين .
وهناك حاول ان يكتشف العالم من جديد من خلال انكبابه على تاليف الموسوعة العلمية يدلنا باموك ان صلاح الدين قرء كثيرا فمن روسو الى ماركس الى الاغريق والرومان وحضارة الفرس وتوصل الى نتائج كان صلاح الدين يعتقد انه ستفتح فتحا مبينا في الشرق المظلوم الغارق في ظلامات الاستبداد والتحجر الفكري والعقائد البالية كما يتصورها صلاح الدين حتى انه اغلق عيادته الطبية مصدر رزقه الوحيد نتيجة اصطدامه بالقرويين الرافضين لافكاره الالحادية, ازمة صلاح الدين هي ازمة بنوية تشمل كل تفكيره العلمي اعتقاده بسخافة العقائد الدينية وباسطورة الاله جعله يعتكف وحيدا في غرفته فهو لم يستطع اقناع فاطمة بهذه العقائد الجديدة, ربما كان باموك يحاول ان يصف لنا الجيل العثماني الذي لم يعرف كيف ينقذ مجتمعه ولا ادخال ما هو صالح لهم , فحمل ذلك الجيل كل تبعات المرحلة المهزومة للامة العثمانية حيث اختار المثقف الاعتكاف والانعزال في اول مواجهة مع المجتمع, لم يستطع صلاح الدين ان يواصل رسالته فاختار في نهاية المطاف امراة وضيعة جدا
( جاء بها من الشارع امراة المخاطين لتسمع له وليصب لها كل المحرمات الشيطانية كنت اراه واسمعه)
صورة قاتمة لجيل ضائع بين الاتحاديين والسلاطين ومن ثم هزيمة الدولة العثمانية
ولم يكن الجيل الثاني باحسن حالا من سابقه فضوغان الذي تدرج في المناصب الحكومية ووصل الى قائم مقام اثر الانهزام والتخلي عن كل الطموحات الكبيرة التي كانت تحلم بها امه فاطمة ولعل اولها ان يكون مهندسا وان يعود الى المدينة الضائعة اسطنبول؟ كل هذه الاحلام لم تتحق ظل ضوغان متلبسا بالماضي والارث الكبير الذي تركه له والده الاعتكاف والانهزامية من المجتمع
(كان يمكن ان اصبح محافظا لكني رايتهم يستغلون الفقراء لااريد ان اكون مثلهم)
وبدلا من ان يستمر في عمله اثر الاستفادة من ثروة والدته ليعتاش منها بقية حياته وفاة ضوغان المفاجاة كانت ايذانا لبداية الجيل الثالث احفاد صلاح الدين نيلفون وفاروق ومتين ورجب واسماعيل ورفاقهم من الشيوعيين والقوميين صراع كبير يدلنا عليه باموك الارث العثماني من الاتاوت ضد من يبيع الصحف الشيوعية( وجنة حصار مقبرة الشيوعيين)
صراع كبير بين القوميين والافكار الوافدة لتركيا ,من خلال البيت الصامت نكتشف ازمة المجتمع العثماني جلية في هذا المثقف البائس الذي لايدرك الف باء الشيوعية ويعاديها لاعتبارات قومية وحينما يكتشف القوميين ان نيلفون تقرء جريدة جمهوريت الشيوعية يصابون بالخبل حتى انهم يتفنون في المؤامرات من اجل حجب تلك الصحيفة. المثقف التركي في نظر باموك رجل سلبي لم يملك تصورات واقعية لمجتمعه انه مجرد امعة وتابع لافكار ربما اقلها العنصرية؟ يعتقد باموك ان سبب التخلف العثماني ناشئ من طبيعة المرحلة التي عاشها المثقف ولم يستطع الخلاص منها وهي الارث العثماني الذي ظل يداعب خيال كل ابطاله من صلاح الدين حتى ضوغان ومرورا بالجيل الثالث . حاول باموك ان يرمي تخلف الدولة التركية الى ذلك الارث الحضاري المقيت فكيف يمكن لنا ان نعيش( ونحن كنا سادة الدنيا )
ماتزال تلك العقدة التسلطية تسيطر على اوهام المثقفين. وحينما اكتشف عجزه عن التغير ولحق الحضارة الغربية اتجه الى الاباحية والمجتمع الحرام تقول فاطمة (لااريد ان اذهب الى اسطنبول لانها صارت مدينة الحرام) ويصف لنا باموك في البيت الصامت كيف يتجه الجيل الجمهوري الى الحشيش والحفلات الماجنة حتى الصباح( تقول احد بطلات باموك ( هنا اجد نفسي)
( ما معنى هذا كله ما النتيجة التي يؤدي اليها كلها؟ ماذا يجب ان يفعل؟ وبماذا يجب ان نعمل وبماذا نؤمن؟ ما هو الخطا ماهو الصواب ما الحياة من اين يجب ان نبدء؟ ما جوهر الاشياء؟ اللعنة شعرت بالضيق)ص312
فيما ترفض فاطمة ان تتسمم بافكار هذا الجيل الملوث انهم لم يستطيعواان يلوثوا عقلي ويريدون الان ان يسمموا جسدي؟
هل استطاع باموك ان يحدد ازمة المثقف كما قال في احد لقائته الصحفية ؟والتي تشكل الهاجس اليومي للمواطن؟ من خلال زجه وحشره في مستقبل لم يكن له يد ولا رائ كل هذه الامور تركها دون اجابة حينما اطلق البيت الصامت على عمله الروائي الرائع.....



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساجد وارهاب...
- مساجد وارهاب
- الانظمة الرجعية والعراق
- حول الديمقراطية في العراق
- سايكلوجية التجهيل الثقافي
- بعبع العم سام
- الشرقية ومقتل الدكتور ضياء الصافي؟؟
- ابو موسى الاشعري والتيار الصدري
- الاحتلال السعودي للعراق
- هل كان نظام صدام فاشيا؟؟
- الكهرباء ايضا منة امريكية؟ اين الوطنيون اذن؟؟
- مجلس النواب والخطة الامنية...حجيج وعجيج؟؟
- الفاشيون الجدد؟
- لماذا تاخر المسلمون وتقدم غيرهم؟؟
- هل تذكر صدام ابو وداد في ليلة اعدامه؟؟
- ماذا لو داهمت قوات الاحتلال منزلك؟
- الطريق الى عراق حرو ديمقراطي
- عن اي مجلس نواب يتحدثون؟؟
- قرا ءة في وثيقة ستيفن هادلي
- ولله على( مجلس النواب) حج البيت من استطاع اليه سبيلا


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد البغدادي - اورهان باموك البيت الصامت. ازمة مجتمع ام ازمة مثقف؟؟