أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟














المزيد.....

لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:21
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لقد فعلها "الشيطان" إذن, و ضبطناه متلبسا ,وهو يفرغ متانته على جدار مدرسته, بعد انتهاء حصة الصباح بدقائق, كان في حوالي العاشرة من عمره , لم يلتفت إلينا أول وهلة , كان مزحوما, أسند ظهره على طرف جدار رائحته تزكم الأنوف , وشرع يرسم دوائر..كلعبة مائية , و رغم الصخب الذي كان يرافق عملية خروج زهاء1000تلميد من بوابة مدرسة ابتدائية حديثة البناء , إلا أن صوتنا كان مسموعا, ومزعجا , ومع ذلك , بدا للتو مغرقا وغير مرتبك , في خضم الحدث, فاجأناه بالسؤال:
لماذا تتبول على جدار المدرسة؟؟؟؟
أأأأأ... أنا مزير..أ أستاذ...."مخنوق....؟؟؟؟
في مدرستك..لا يوجد مرحاض..
كاين- لكنه..... خانز؟؟؟؟؟؟
طيب….في المدرسة ..هل يوجد ماء؟؟؟
بزبوز.."صنبور" واحد تيخدم؟؟؟؟ صمت لحظة ثم اضاف:
أأستاذ..مشي غير أنا؟؟؟؟
حسنا......؟؟؟؟؟؟؟؟

أدخل عضوه التناسلي بخبث كما لو كان رأس سلحفاة .....وأكمل العملية في سرواله , تم انطلق مائلا في مشيته. مثل كلب اعور.

لا جدل في أن الدور التقليدي للمدرسة بوصفها ميثاق و فلسفة تربية , وأسرة التربية والتعليم كآلية لتفعيل بنودها, هو إعداد التلاميذ كي يصبحوا أشخاصا نافعين , و مواطنين صالحين بالمعنى العام والشمولي , مواطنون يتحملون مسؤولية امتداد الثقافة والحضارة والقيم النبيلة في أبعادها العربية و الإسلامية والكونية , في سياق تنشئة يأمل المربون , مؤلفين وناشرين على حد سواء , أن تكون محتويات مقرراتها رافدا أساسيا لثقافة دينية ناجعة , وحافزا مركزيا لثقافة مواطناتية دينامية ومتفاعلة , تثري سلوك النشئ , وتطور ممارساته ..وتخصب القيم النبيلة عموديا وأفقيا في بواطنه وأحاسيسه , كي تشمل الذات والحياة جمالا , وتعم الفضاء والمحيط كفاية, مواطنون يعتزون بوطنيتهم , ويعززون رصيد هم الخلقي, ويدبرونه مجاليا وبيئيا , انطلاقا من القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في ميثاق التربية والتكوين . هذا ما تدبجه مقدمات الكتب والمقررات المدرسية.

لكن لواقع الطفولة ارتفاعاته , فعندما تمتلئ المتانة ,لا يحتاج عقل الصغير إلى كثير مراجعة , لا وقت لديه للتفكير في الأخلاق ,واستحضار القيم , المواعظ والدروس. لذلك, تولد الهزائم.

أين العطب اذن؟؟؟؟؟؟؟؟

الذي كان يزعجنا ونحن نراقب الوضع عن كثب , هو إن محفظة صاحبنا تثقل كتفيه الصغيرتين , ولا شك انها تزدحم بمقرر التربية الإسلامية , ومرجع في مادة تدبير الشأن المحلي, وكتاب آخر للتربية على المواطنة. وهو مؤشر ايجابي على حصول توجيه وتربية وكفاية. لكن السؤال , ما الجدوى من كل ذلك ؟؟؟كيف يحدث ذلك .رغم هذا كله.. ولماذا؟؟
السؤال حملناه إلى شركاء ومتدخلين في العملية التربوية ,
تأمل احدهم وكان مفتش تعليم عبارة " أنا مزير..أ أستاذ...."مخنوق".. وعلق قائلا : انه رد فعل عفوي, وتعبير صادق , ليس غاضبا ولا منفعلا , رد يجب أن يعطى له الاهتمام التام, ويحظى من قبلنا على الأقل كمربين بالرعاية اللازمة. لأنه رد فعل يعبر عن صعوبة ومعاناة. وهذا أمر غاية في الأهمية.

تورد سيكولوجيا القطط , وكما تقول الأعراف والتقاليد ,إن معرفة حياة القطّ في المنزل وتدبيره لحاجته , وسلوكه في الطبيعة , ومع القطط الأخرى، من الاهمية بمكان , انه يتسربل في استحياء حين تداهمه الحاجة , يبحث عن مكان بعيد عن عيون الصغار ,كي يفرغ متانته, مثلما يفعل الكلب بقليل حياء حين يفضل نبتة الشيبة ذات الرائحة النسمة,كمكان مفضل لقضاء الحاجة , لكن , يبدو أن لأحد تلاميذ مدارسنا رأيا مخالفا تماما , هاهو يفك حلقة سرواله فور خروجه من المدرسة , يمسك قضيبه , بيدين مرتعشتين. ويشرع في التبول على جدار قسمه, و أمام أنظار حشد من زملائه وزميلاته .
.. صاحبنا فعلها , كمن يؤدي واجبا وطنيا, دونما أدنى حرج , فلماذا يشد هذا التلميذ ,المتمدرس , عن القاعدة ؟؟؟؟ ...حتى..تلك التي لدى القطط والكلاب ..تلك القاعدة البيولوجية التي تحسبها الطبيعة قاسما مشتركا بين الإنسان والحيوان؟؟؟؟؟؟

الدولة ملزمة بإحداث مرافق أساسية بالتعليم الابتدائي, وتسييجها بشبكة من الأعوان يتوفرون على وسائل العمل.والخدمات الضرورية .وتحت طائلة المتابعة والحساب .

غياب شروط النظافة بالمؤسسة التعليمية, أو انعدامها أصلا, أمر غاية في الخطورة, عطب يطرح أكثر من سؤال حول واقع المدرسة المغربية, ومستقبل الصحة الجسدية والنفسية للمتعلمين بها.
الإدارة المدرسية في الابتدائي , لها الكثير مما يجب فعله في هذا الباب , فنتيجة لتهاون بعض الأعوان, بسبب تقاعس الإدارة, وحتما غياب المتابعة والحزم والصرامة في توزيع المهام. , إضافة إلى عامل الوقت, 10 دقائق مخصصة للاستراحة .. قد لا تفي بغرض 700 تلميذ لقضاء حاجاتهم البيولوجية دفعة واحدة, إضافة إلى أن للطفولة خصوصيات وبراءات من نوع خاص ..عناد التبول الطفو لي .الاستهتار البرئ..المشاكسة المرغوب فيها....كلها عوامل تساعد على تازيم المشكل..
وإذا كان التلميذ يوالي ارتكاب المفاسد’ و حصد الهزائم, فمن المنطقي جدا أن يسال الأساتذة أنفسهم, أو يسألون تحت طائلة المسؤولية , عن سبب فشل مناهجهم التربوية, والسياسية .وهو ما لا نعتقد أن أحدا من هؤلاء ينوي القيام به الآن على الأقل.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
- -الشات- العربي توليد ام تهجين
- كم -ايميل - في حوزة ابنتي القاصر
- أطفالنا الرقميون1
- الصحراء المغربية
- العالم القرية ,حق التفاعل وواجب الاندماج
- آسيا تكتشف ,والعرب تستهلك و تصف
- نمور آسيا تخترع و تكتشف والعرب تعلن وتصف
- نشرة اخبارية عربية في ساعتين
- نشرة اخبارمتلفزة عربية في ساعتين1
- تقدمنا كعرب مشروط على الاخر ليقر بوجودنا
- ميثاق شرف عائلي لاستعمال النيت المنزلي2
- الى متى نظل نزوبع .. ونتساءل من يحجب عنا الرؤية ؟
- الناقد التشكيلي المغربي بوجمعة العوفي يصدر كتابا جديدا
- ليس كل ما في جوف البحر حوت
- كيلا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي 2
- كي لا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي1
- العرب الاشد عداء للانترنيت


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟