أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر النابلسي - Happy Valentine’s Day














المزيد.....

Happy Valentine’s Day


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 12:50
المحور: المجتمع المدني
    


-1-
اليوم هو عيد الحب.
عيد الحب عند كل شعوب العالم، في زمن السلام والعطاء.
المسيحيون ليسوا هم وحدهم، الذين يحتفلون بهذا العيد، وانما يحتفل معهم المسلمون، واليهود، والبوذيون، وعبدة النار، والكفار، وعبدة الشيطان.
انه عيد لجميع البشرية، ولجميع الألوان، والأعراق.
هو عيد للانسانية كلها.
عيد اجتماعي وعاطفي، وليس عيداً دينياً مقصوراً على فئة معينة من الناس.
كل عيد حب والليبراليون، وأحباء الليبرالية، واعداء الليبرالية بخير.
أفرحوا جميعاً، وارقصوا جميعاً، وغنوا جميعاً، واشربوا جميعاً، وكلوا جميعاً هنيئاً مريئاً.
اليوم هو عيد الحب، في زمن الارهاب في العالم العربي.
لننس الارهاب يوماً فقط، ولنفرح بهذا العيد.
لننس الغربان، التي تنعق صباح مساء، وتبشر من يحتفل بمثل هذا العيد بالثبور، وعظائم الأمور.
لننس ولو ليوم واحد، دعاة الموت وأعداء الحياة، الذين يريدون لنا أن نعادي هذه الحياة البهيجة، ونوصمها دائماُ بالدنيا وبالدنية.

-2-
الحب ممنوع ومحرّم اليوم على هذه الأمة.
هكذا قال لنا الأصوليون الظلاميون.
فحب اليوم، تحرّمه فتاوى الشيوخ، وخطبهم على منابر المساجد، وفي الكتب، وفي الأشرطة المسموعة والمرئية.
الارهاب هو الذي حلًّ محل الحب، وأصبح حديث الصباح والمساء، والمجالس والمدارس، والمصاطب والمكاتب.
والعالم كله الذي يحتفل بعيد الحب اليوم بالورد الأحمر، والفساتين الحمراء، والقُبل الحمراء، كله على خطأ، ونحن الوحيدين في هذا العالم الذين على صواب.
نحن الأمة التي أحب أبناؤها وبناتها، كما لم تحب أية أمة في التاريخ. ونحن الأمة التي أخرجت أبدع شعراء الحب والغزل، إلى درجة أن شعر الغزل، يُشكِّل ما لا يقل عن سبعين بالمائة من ديوان الشعر العربي. ورغم هذا فالحب محرّم على هذه الأمة. وعيد الحب منبوذ، وورد الحب ملعون، وقبلات الحب مكروهة.
-3-
لقد بلغ عداؤنا للحب في العالم العربي، أن نمنع استيراد الورد الأحمر في هذه المناسبة، وأن نلبس الفساتين الحمراء، والشماغات الحمراء، ونركب السيارات ذات اللون الأحمر. وأصبح اللون الأحمر في هذا اليوم أكثر قبحاً وعداءً من اللون الأحمر، الذي كان شعاراً للشيوعية، والاتحاد السوفياتي السابق.
لقد نهانا أشياخنا عن الاحتفال بهذا اليوم المشؤوم، حتى لا نتمثل بالكفار. فلا بأس علينا أن نتمثل بهم في ملبسنا، ومأكلنا، ووسائل مواصلاتنا، ومعاهد تعليمنا، وفي علمنا وطبنا.. الخ. أما أن نتمثل بهم في الفرح والحب، فهذا هو البُراء المبين.
-4-
المتشددون الدينيون في العالم العربي، يعتبرون هذا العيد من بقايا الوثنية التاريخية. وأنه ما زال رمزاً لهذه الوثنية.
ولكن ما بال هؤلاء المتشددين ينسون أو يتناسون أن كثيراً من مناسك الإسلام ورثناها عن عصر ما قبل الإسلام وهو عصر الوثنية، وأبرزها مناسك الحج. وجاء الإسلام والغى طابعها الوثني، وسبغ عليها الطابع التوحيدي.
فالتاريخ الانساني متصل وليس منفصلاً. ومتوالد وليس عقيماً.
ثم إن العبرة ليست بالفعل، ولكن بأهداف ومقاصد الفعل، التي تتغير من زمن لآخر.
فقد كان الحج قبل الإسلام من أجل مجموعة من الأصنام والأوثان، وبقي فعل الحج بعد الإسلام وشعائره كما هي، ولكن أصبح الحج من أجل الله الواحد القهار، وليس من أجل مجموعة من الأصنام والأوثان.
نعم كان عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين. ثم أصبح من أعياد المسيحيين، بعد أن التصق اسم الداعية إلى الحب والسلام، القديس فالنتين، بهذا العيد الاجتماعي، الذي راح فالنتين ضحيته، واعتُبر شفيع العشاق والمحبين. كما تقول إحدى الاساطير.
-5-
الأصوليون المتشددون، يحاربون هذا العيد لأنه عيد الآخرين، وهم ضد الآخر، وضد حضارته، وضد أفراحه، ولكنهم يفرحون لأحزانه وكوارثه. فقد كانوا يهللون، ويكبِّرون صباح كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001. كذلك احتفلوا ورقصوا فرحاً بتفجيرات مدريد ولندن.
انسانياً واجتماعياً، يعتبر هذا العيد السعيد، مناسبة لاظهار البهجة والسرور، وتتبادل الورود الحمراء، وذلك تعبيراً عن الحب، ويتم توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة كيوبيد. وتتبادل كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة. وتقام في كثير من الأقطار، حفلات نهارية، وسهرات راقصة، ويرسل كثير منهم هدايا منها الورود، وصناديق الشوكولاته، إلى أزواجهم وأصدقائهم، ومن يحبونهم. هذا ما جاء في (مانيفستو) الأصوليين عن شعائر عيد الحب.
فهل في كل هذا، أو في جزء منه، ما يغضب الله، إله كل البشر، وليس إله الأصوليين وحدهم؟



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي -الضرورة- يستنجدُ بالكُرد لإنقاذ العراق!
- Star Academy 4
- متى نشرب هذه الكأس؟
- هل قاد اخفاق العَلْمانية إلى الارهاب؟
- القُبلة الأمريكية الأخيرة للعراق
- الارهاب وجناية المثقفين
- مسمار جُحا
- الفاشية الفلسطينية البازغة
- دور الفقهاء في ذمِّ النساء
- فتح ملفات الفساد الأردني: لماذا الآن؟
- لماذا أصبحت بعض الشعوب ككلب ديستوفيسكي؟
- من وصايا الماوردي للسلطان العربي
- الأردنيون وذهبُ رغَد
- لماذا يرفض الفقهاء الرقص مع النساء؟
- عمرو موسى والطبّ العربي بالزعفران
- واشتروها بثمن بخس.. دراهم معدودة!
- شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب
- أين الدواء في روشتة بيكر- هاملتون؟
- ثقافة الارهاب: هل هي من الإسلام أم من المتأسلمين؟
- غداً ... الأقليات فوق سطح صفيح ملتهب!


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر النابلسي - Happy Valentine’s Day